|
زماني إلي اليمين وفي المنتصف الشيخ علاء والشيخ عاشور | القاهرة- في أول مشاركة شيعية باحتفال مولد فاطمة الزهراء، الذي أقامته الطريقة العزمية أمس الخميس للسنة الرابعة على التوالي بالقاهرة انطلقت الدعوات للتقريب بين السنة والشيعة ونبذ الفرقة. وخلال الاحتفال الذي أقيم بمقر الطريقة تحت رعاية لجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية التابعة للأزهر الشريف (تضم أعضاء من الشيعة والإباضية)، قال الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية: "إن التفرقة هي سياسة أعداء الإسلام، ولابد من إفشالها بالتوحد بين السنة والشيعة". وأوضح "أن الاحتفال يأتي لأول مرة بالتعاون مع دار التقريب لتكون فرصة حقيقية لعلاج أمراض الأمة الإسلامية، والتي من أخطرها داء التفرق". وتابع قائلا: "ذلك الداء المستفحل شمل كل حقل، وضم في دائرته البغيضة الفكر والعقيدة، والتصور والرأي، والغايات". وحذر من أن "أعداء الإسلام يتبعون ضد الأمة الإسلامية مقولة "فرق تسد"، ومن أجل ذلك "عقدوا المؤتمرات لوضع الخطط اللازمة للتفرقة بين الشيعة والسنة". وشهد الحفل 13 من مشايخ الطرق الصوفية، بينما اقتصر الجمهور المشارك على أتباع الطريقة العزمية، حيث لم تتسع قاعة الحفل إلا لما يقرب من 130 فردا جلسوا مفترشين الأرض. ولا يوجد في مصر ضريح للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم الحسن والحسين سبطي الرسول وسيدا شباب أهل الجنة. واختلفت الروايات حول موضع قبرها الشريف تحديدا داخل المدينة المنورة. معركة الصهيونية وتعليقا على الخلاف المثار بين السنة والشيعة قال: "إن المعركة المثارة بين السنة والشيعة أثيرت من أجل إلهاء المسلمين عن معركة الإسلام ضد الصهيونية، وعن اغتصاب فلسطين". كما شدد على أنه "لا فرق بين شيعي وسني لأن المسلم الحقيقي هو المتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآله، والمحب والناصر والموالي لأهل البيت، فإذا فقد إحداها فليس بالمسلم الكامل". ولأول مرة لم يشمل الاحتفال الذي حضره الدكتور محمد زماني المستشار الثقافي المكتب الدبلوماسي الإيراني بالقاهرة أيًّا من المظاهر المعروفة للموالد مثل حلقات الذكر والاحتفالات الشعبية التي تصاحبها أمور لا يقرها علماء الدين. واقتصر الاحتفال على ندوة وكلمات فكرية تستهدف قضية التقريب والتوحد، وذكر مناقب آل البيت وسيرة السيدة فاطمة الزهراء كزوجة وأم، وبنت. وفي علامة على تحسن نسبي في العلاقات بين مصر وإيران، والتي تضررت بعد إطلاق إيران اسم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 على أحد شوارعها، عادت لجنة التقريب بين المذاهب في مصر للعمل في مارس 2007 بعد نحو 40 عاما على توقف نشاطها. وحضر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي أول اجتماع سني شيعي للجنة التي يشارك فيها مجموعة من علماء الأزهر الشريف، بالإضافة إلى مسلمين من الشيعة، كما مثل مذهب الإباضية بها الشيخ أحمد بن سعود أمين عام دار الإفتاء في سلطنة عمان. ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد الشيعة المصريين، وتقول مصادر رسمية إنهم لا يتجاوزون بضعة آلاف. جسد واحد وبعد أن انتهى شيخ الطريقة العزمية من إلقاء كلمته تم توزيعها مكتوبة فيما بعد على الحاضرين، في الحفل الذي استمر حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. الشيخ محمود عاشور رئيس لجنة التقريب بين المذاهب ووكيل الأزهر السابق بدوره أكد دعوة الشيخ أبو العزايم قائلا: "إن لجنة التقريب احتفلت مع الطريقة العزمية بليلة مولد فاطمة الزهراء لتؤكد على وحدة الأمة وضرورة أن تكون جسدا واحدا لا فرق فيها بين سني وشيعي، ولا بين صوفي وغير صوفي، لأن الكل يعبد الله سبحانه ، فلماذا التفرق؟". واستطرد قائلا: "إن أعداء الإسلام يريدون لنا أن نتفرق ليظلوا أسيادا علينا، ولا ينبغي أن نعطيهم هذه الفرصة، وعلينا إذا أردنا أن نحكم العالم ونعود أمتنا إلى سابق عهدها أن نستمسك بكتاب الله وسنة نبيه، ونعيش أمة واحدة ولا نعطي الفرصة لأعداء الإسلام أن يفرقونا، فننزع الحقد والعداوة والبغضاء ونحب بعضنا بعضا". جدير بالذكر أن الشيعة يحتفون سنويا بذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، إلا أن هناك خلافا بينهم وبين السنة حول تحديد موعد الذكرى، فبينما يقول علماء السنة إنها ولدت قبل البعثة النبوية بخمسة أعوام أو بعدها بعام واحد وتوفيت وعمرها 29 عاما، يعتقد مؤرخو الشيعة أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنوات أو سنتين وتوفيت وهي في الـ18 من عمرها. ثلاث أنشودات وبعد كلمة المتحدثين الرئيسين تحدث عن الصوفية اللواء سمير الفاسي شيخ الطريقة الفاسية عن ملامح شخصية السيدة فاطمة الزهراء كزوجة، بينما تحدث الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة بالأزهر عن المثل العليا لآل بيت، واتخاذ السيدة فاطمة نموذجا للاقتداء بها لتحقيق الانتماء الصحيح للأمة والوطن، ومواجهة الإرهاب والعنف. وبعد أن ألقى المشاركون كلماتهم، قدمت فرقة صوفية ثلاثة أنشودات الأولى بعنوان "آية الرحمة"، والثانية بعنوان "حب آل البيت"، والثالثة بعنوان "كأبيك أنتي يا زهراء"، وذلك بمصاحبة الطبل والموسيقى حيث اندمج الصوفيون في التصفيق وهم في أماكنهم. ولم تكد تنتهي مراسم الاحتفال حتى تلقى مشايخ الصوفية الحاضرين خبرا بوفاة الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي كان يعاني المرض منذ أكثر من 15 يوما |