طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
| موضوع: الشيخ ملا يحيى ابو سعود الخميس 25 أكتوبر - 18:45 | |
| الشيخ ملا يحيى أبو سعود رحمه الله عبد الجبار محمد جرجيس من علماء الموصل العاملين في حقل الدعوة والإرشاد ونشر تعاليم الدين متمسكاً بسلوك السلف داعيا الى الرجوع الى القرآن والسنة النبوية. برز خطيباً متكلما وداعيا ذو شكيمة صاحب قوة وعزيمة حافظاً متمكناً في القابلية الدينية والحضور الاجتماعي، دعا الى السلوك الصحيح، لم يهادن بل كان صارما في عقيدته لا يقف امام آرائه شيئا ولم يجامل أحدا على حساب معتقداته،. -1 ولد المرحوم أبو سعود في الموصل سنة 1925 من أبوين صالحين والده المرحوم محمد بن فتحي الذي رعاه منذ الصغر وسهر على تربيته التربية السليمة، فادخله عند الكتاتيب (الملالي) الذين يعلمون الصبيان في المساجد والجوامع القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم. في ذلك الوقت كان الملا محمد عبدالله الشنشلي يدرس الصبيان، فدرس عنده الملا يحيى وبدأ بالتعلم وكانت قابليته واضحة في التلقي والحفظ فحفظ ما تلقاه من الملا محمد من بداية سورة (قل أعوذ برب الناس) الى سورة التوبة. وأتقن القراءة لهذه السور اضافة الى حفظها حيث منحه الله قابلية الحفظ. -2 أراد أن يتعلم علم القراءات القرآنية فوجد نفسه طالباً عند الحاج عبد العزيز عبد الحميد الخزرجي المولود في الموصل سنة 1877م والمتوفي فيها سنة 1949م وكان قد كف بصره منذ الصغر. كان إماما في علم القراءات وله اطلاع كبير في الفقه وعلم الحديث وعلم التفسير. كان يدرس في جامع الزيواني قرأ عنده العديد من العلماء وطلاب العلم فأخذ أبو سعود عنه علم التجويد. دراسة وتطبيقاً عملياً حسب أصول القراءة فأتم قراءة القرآن من سورة التوبة الى نهايته في سورة الفاتحة قبل البقرة. وهكذا حفظ القرآن الكريم حفظاً تميز به الشيخ طوال حياته. -3 جلس عند شيخ قراء الموصل وإمام القراء الشيخ محمد صالح الجوادي 1306هـ -1791م رحمه الله، فدرس عنده علم القراءات القرآنية ثانية ليزداد علماً وسرعان ما أكمل عدته قراءة وتجويداً وتطبيقاً وكان من المتفوقين في هذا الجانب. -4 بعد أن انصرف من عنده عاد الى شيخه الاول الحاج عبد العزيز الخزرجي ليتم ما أخذه عنده بدقة التدبر وقوة الحفظ وسرعة القراءة وكان له ما أراد. دراسته العلمية: -1 شغف قلبه بالعلوم الدينية فتواصل مع عدد من العلماء يأخذ منهم هذه العلوم ويقطف من ثمار حدائق العلم والإيمان ما استقر في قلبه الولهان بحب ما أثمرت بساتين النور من محاسن الأثمار. فتعلم مبادئ علم النحو وحفظ الاجرومية ودرس الفقه الشافعي وحفظ شرح الغاية والتقريب فوعاه قلبه فحفظه حفظاً كاملاً.. ثم درس الحديث للإمام النووي رحمه الله واستظهره علما وحفظاً. -2 ثم قرأ قواعد اللغة العربية وعلم النحو والصرف واصبح ملماً بهذه العلوم ومتمكنا منها. -3 درس عند الشيخ عبدالله الحسو 1960م رحمه الله مصطلح الحديث وفتح العلام وشرح بلوغ المراد وعلم العقائد ثم توجه بعده عند الشيخ الفاضل المرحوم محمد علي الياس العدواني المولود في 1921 لإكمال دراسته الدينية فدرس عنده الورقات وشرحها فأتقنها وحفظ محتواها. -4 تواصل بعد ذلك عند الشيخ المرحوم عمر النعمة 1983 رحمه الله وهو الشيخ الحافظ للصحاح متنا وإسنادا وشرحاً فقرأ عنده شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك وأتم ذلك عنده. ثم تواصل بعد هذه المرحلة الدراسية فن التتبع وطلب العلم عند الشيخ المرحوم احمد الحمداني المعروف بالمسدي 1960م حتى أصبح جاهزا ليكون في عداد العلماء العاملين الذين خدموا الامة ونشروا تعاليم الإسلام وارشدوا الناس الى الطريق المستقيم وهكذا أصبح الملا يحيى عالما متمكنا وحافظا موهوبا وداعيا متنورا بالعلم والصدق العزيمة والنية. اتصف بقوة الحجة وعدم المهادنة وقول الحق عند من لا يعتقد الحق وكان لا يخاف لومة لائم ولا يحسب حساباً للمصاعب. المناصب الدينية التي شغلها: -1 تم تعيينه إماما في مسجد المتعافي سنة 1946م وهو من المساجد المعروفة في المدينة قرب كنيسة اللاتين في منطقة الساعة. -2 تم تكليفه خطيبا في جامع الباشا نسبة الى الحاج حسين باشا الجليلي الذي قاد المواصلة ضد حروب نادر شاه المعروف باسم (طهماسب قولي خان) سنة 1743م وكان النصر للموصل وانهزمت القوات الغازية. برز الشيخ يحيى خطيباً مفوهاً يأتي الى سماع خطبه العديد من ابناء الموصل من الذين يتبعون آراء السلفية ويتواصلون معه. -3 بعد فترة من الزمن نقل سنة 1946م الى جامع الأغوات بالقرب من مدخل جسر نينوى الحديدي. وهو من الجوامع المهمة الكبيرة التي بناها الجليليون أيضا. في سنة 1990 أبدلت أوقاف نينوى اسمه الى جامع أبي عبيدة الجراح، والآن الجامع قد تعطلت فيه الصلوات والخطبة لكونه معرضا الى الانهيار. مواقفه الوطنية: كان المرحوم أبو سعود عربيا مسلما حارب البدع والإسرائيليات وما علق من تشويهات في المعتقدات الدينية. وله مواقف في حب الوطن والدفاع عنه دون النظر الى الحاكم مهما يكن. فالوطن ملك الجميع وليس ملك الحاكم، من منبره في جامع الأغوات وقف كالطود الشامخ مدافعا عن وطنه وأبناء شعبه لم يهادن الحكام. ولم ينحرف وراء الشعارات ولم يتهاون في فضح الدسائس التي كانت تحاك ضد المدينة، وكانت مواقفه واضحة في احداث عام 1956و1959م وما حدث في تلك الأيام من حوادث وويلات عصفت بالعديد من الأشخاص، ولم يتعاون مع أي حاكم بعد هذه الفترة إلا انه كان له موقفا صلبا في الدفاع عن وحدة العراق وترابه في الحرب التي جرت بين العراق وايران بل سجل موقفا واضحا من اجل الوطن ولم يكن منسجما مع الدولة بل الوطن كان عنده قبل كل شيء.وفاته: بعد مسيرة طويلة من الجهاد لنشر الدين وتعاليمه السمحاء وتصديه للعديد من مناوئي عقيدته السلفية التي كان يدافع عنها من خلال مسيرته الدينية وسخر خطبه وأحاديثه في هذا الاتجاه، وكان عنيفا مع مناوئيه صارما في مواقفه معتزا بما لديه من حجة الإقناع. تعب في أواخر حياته وأصابه الوهن والتعب وأقعده المرض فلزم داره الى ان توفاه الله في اجله المحتوم في سنة 1991م وصعدت روحه الى بارئها راضية مرضية. رحم الله الشيخ ابو سعود واسكنه فسيح جناته. | |
|