إن مآسي آل سعود في اليمن كبيرة وكبيرة وقد أجهضت تلك المآسي تقدم اليمن وتحضره وأبقته في مستوى متخلف.
وهذا ما أكده المهندس يوسف الهاجري في كتابه السعودية تبتلع اليمن وهو ما اقتبسنا منه عنوان هذا المقال لأنه أقرب في مصطلحه إلى حقيقة ما يسعى إليه آل سعود داخل اليمن السعيد إذ إن آل سعود لم يتوقفوا يوماً عن محاولات ابتلاع اليمن وذلك منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا.
ففي بداية القرن المذكور غزت قوات حزم العجماني اليمن إبان الدولة السعودية الأولى عام 1921ف وثم قتل ما يصل إلى ثلاثة آلاف حاج يمني على يد آل سعود في وادي تنومه كما تم توقيع اتفاقية تسمى اتفاقية مكة بين ابن سعود والحسن الإدريسي عام 1926ف تتضمن فصل الدولة الإدريسية عن اليمن.
هذا ناهيك عند ورهم في تأجيج الحرب الأهلية وتسببهم في نزيف الدمار على الأراضي اليمنية بعد ثورة سبتمبر سنة 1962ف لمدة ثماني سنوات أدت إلى ترمل النساء والأطفال.
إن ما ذكرناه جزء بسيط وبعض قليل مما قام به آل سعود داخل مدن وقرى اليمن المسلم الذي أصبح يعاني ويلات الجهل والتأخر في مواكبة التطور والحضارات وبقائه في موقعه من الحرب والفتن والانقسامات فماذا بعد يا آل سعود؟.