خنساء الشبك
الملا عباس كاظم الشبكي
البارحة دخلت التاريخ عبر أبوابه الواسعة البيضاء امرأة تستحق أن يقال عنها من أصحاب الجنة ولأن الجنة تحت إقدام الأمهات من أمثالها عندما قدمت فلذة أكبادها من أجل الدفاع عن الإسلام وعندما قاتلت هي وأبناءها تحت راية الإسلام في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رض ) هذه المرأة استحقت مجسمة حورية الجنة لوقوفها مع الحق بوجه الباطل، إنها الخنساء.
واليوم تخرج من الأمة العراقية خنساء أخرى قدمت الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن المظلومين من العراقيين كافة ، إنها المرأة الشبكية الحديدية سورية محمود القدو التي نراها في كل معترك من معتركات القضية الشبكية ، نراها تصول وتجول دفاعا عن الشبك وعن أبناء القومية الشبكية.
المرأة الشبكية الحديدية تستحق اليوم أن يطلق عليها خنساء الشبك وسيدون هذا اللقب الحميد في أدبيات الشبك اللاحقة لأنها استحقت اللقب بكل جدارة وتستحق خلود هذا اللقب كما استحقت خنساء العرب لقبها.
خنساء العرب ضحت بأولادها من أجل الدين الإسلامي وها هي خنساء الشبك تقدم حياتها وكل ما لديها من أجل القضية الشبكية ، فالبارحة وقفت بصمود والتصقت بالأرض عندما قامت الجماهير الشبكية بمظاهرة تطالب فيها تدوين الشبك كقومية في الدستور العراقي الجديد ، وعندما حاولت مليشيات الكورد طردها من ارض المظاهرة أبت إلا أن تلتصق بالأرض وتبقى صامدة شامخة منادية بقومية الشبك وازدادت تمسكا بها لتبرهن للرجال بأنها المرأة الشبكية الحديدية التي لا تهاب الموت عند مطالبتها بحقوقها وحقوق أفراد قوميتها ولتشد من عزيمتهم للوقوف معها بلا مبالاة أو وجل من إرهاب أعداء الشبك وفعلا وقف الرجال معها وقفة رجل واحد بالرغم من الأفعال المنكرة حينها.
خنساء الشبك لها صولات عدة في كل مكان وزمان عندما ينادى بحقوق الشبك، خنساء الشبك ذهبت البارحة لتشارك إخوانها من بعض السادة ووجهاء ومثقفي الشبك في الاعتصام الحاصل في النجف الأشرف لأبناء القومية الشبكية المطالبين بحقوقهم فقط في زمن الديمقراطية والمطالبين بالكف عن سرقة الهوية الشبكية، خنساء الشبك برهنت للجميع بأنها أخت المؤمنات العراقيات والعربيات اللاتي وقفن ضد الأعداء، خنساء الشبك كشفت زيف بعض وجهاء ومثقفي الشبك المتخاذلين والخائفين على حياتهم فكان من الأجدر بهم أن يضعوها نصب أعينهم ليخدموا الشبك لأنهم كما يقال ينتمون إلى عناوين الرجال والحقائق تشير إلى أنهم أشباه الرجال.
ها هي خنساء الشبك وأين انتم أيها الرجال يا من تتنادون بالرجولة وتتصفون بأصحاب الشوارب ، ألم تهتز شواربكم لحد الآن دفاعا عن الشبك ، الم تصعد لديكم مقياس الغيرة لتسمح لكم بالوقوف يدا واحدة من أجل حقوقكم الشبكية وبقاء راية القومية الشبكية خفاقة منيعة عن الأعداء. أين هم أصحاب الشوارب وأهل الغيرة من مخاوفكم وخذلانكم.
على مثقفي الشبك كتابة مقالات ومواضيع تمجد خنساء الشبك وتكشف خذلان أشباه الرجال لتكون دروسا وعبرا لأبناء الشبك اليوم وللأجيال القادمة وليعلم أحفادنا بأن المرأة الشبكية وقفت مع أخيها الشبكي للدفاع عن الشبك وعن أبناء القومية الشبكية من جهة وتخاذل أشباه الرجال عن حقوقهم من جهة أخرى .