أصل الشبك
زهير كاظم عبود
يختلف الباحثون والكتاب في أصل الشبك المجموعة العرقية التي تقطن شمال العراق في القرى المتناثرة شرق أو غرب مدينة الموصل بالعراق ، وتجمع القواميس على أن أصل الشيء جعل له أصلاً يبنى عليه أو هو أسفل الشيء.
ورغم الكتب القليلة التي صدرت ( كتاب الصراف – 1954، كتابي لمحات عن الشبك 2000)، وبالرغم من كثرة الكتابات التي عالجت قضية الشبك ( الباحث الدكتور رشيد الخيون والباحث أدهام عبد العزيز الولي والباحث رشيد البندر والباحث اسماعيل سلطان وغيرهم ) الا أن القلة من هذه الدراسات من عالجت مسألة أصل الشبك.
وجاء في محيط المحيط لبطرس البستاني أن شبك الشيء يشبكه شبكا أي خلطه وأنشب بعضه في بعض، وشبكت الأمور اختلطت وتداخلت والتبست، وشبك الشيء بمعنى شبكه. ( محيط المحيط ص 429 ).
وأورد الصراف في كتابه أن هناك خمسة احتمالات في اصولهم.
الأول ان يكون الشبك احدى العشائر الكردية المتوطنة في العراق منذ زمن لانعرفه، وهذا الراي ليس له سند او دليل يدعمه، بدليل ان بين الشبك من عشائر تركمانية وعشائر عربية واخرى فارسية.
والرأي الثاني ان يكون الشبك من الاتراك الذين نزحوا الى العراق في عهد السلطان طغرل بك السلجوقي، وهذا الأحتمال ايضاً لايجد سنداً او دليلا لأن الاتراك النازحين مع السلطان طغرل بك السلجوقي يتكلمون اللغة الآذرية، وهذه اللغة هي التي يستعملها التركمان في مناطق كركوك، وهي في كل الأحوال تختلف عن لغة الشبك المتداولة بينهم.
أما الأحتمال الثالث ان يكون الشبك من عشائر القرى قوينلو او الاق قوينلو ( القرة قوينلو دولة تركمانية حكمت العراق من 1410 – 1468 م، في حين حكمت دولة الاق قوينلو من 1468 – 1508 م )، وهذا الراي ضعيف لايستند على ارضية ثابتة فهذه العشائر تركمانية الاصل وتلتزم بالمذهب الجعفري وتتكلم اللغة التركمانية الآذرية، ولم يكن المجتمع الشبكي يتحدث بهذه اللغة.
اما الاحتمال الرابع ان يكون الشبك من الاتراك الذين جاء بهم السلطان مراد الرابع سنة 1047 م فاسكنهم شمال العراق، فان هذا الاحتمال ملغي بوجود الشبك قبل سنة 1047 م. اما الاحتمال الخامس ان يكون الشبك اتراك جاءوا الى العراق مع عقيدتهم ومذهبهم في عهد الصفويين ( حكمت الأسرة الصفوية أيران من 1500 – 1750 م ) ، وهذا الاحتمال غير منطقي وغير مقبول لان الشبك موجودين قبل العهد الصفوي.
وفي رسالة للدكتور داود الجلبي منشورة في كتاب الصراف ص8 يقول ان الشبك جاءوا من جنوب ايران وان لسانهم خليط بين الفارسية والكردية والعربية وقليل من التركية وان لهجتهم اقرب الى لسان البلوش.
أما الدكتور ميشيل ليزيرك الأستاذ المتمرس في قسم الفلسفة بجامعة أمستردام بهولندا فقد قدم بحثاً في الدراسات السكانية تناول فيه هذه المجموعة العرقية وترجمه مشكوراً الدكتور أسماعيل سلطان وقد ورد فيه أن الشبك ظاهرة سكانية متميزة في شمال العراق ظهرت بوضوح في القرن السادس عشر الميلادي على خلفية التنافس العثماني الصفوي في المنطقة وأن الأبهام والغموض يطغي على اصل هذه المجموعة، ويعزو سبب الغموض نشوئهم خارج المراكز الرئيسية للعالم الأسلامي.
أن رأي الدكتور داود الجلبي يجانب الصواب، لأن وجود العشائر التركمانية والعربية والكردية بين الشبك يلغي من صحة الأحتمال القائل بقدومهم من جنوب أيران.
أما رأي الدكتور ميشيل ليزيرك في ربط أصل الشبك بالتنافس العثماني – الصفوي غير وارد لأن ربط أصل مجموعات عرقية بتنافس سياسي أو ديني لايجعل من مجموعة عرقية مختلطة كما في مجتمع الشبك تبرز للعيان على خلفية هذا التباين، وأن فترات غياب الأستقرار السياسي والخلافات بين الأمبراطوريتين العثمانية والصفوية بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر لاتخلق مجتمعات بشرية متوحدة في الالتزام الديني او التوجه المذهبي أو النزوع نحو وجهة نظر صوفية، كما أن الأستاذ ليزيرك يعود نفسه في الصفحة 3 من بحثه المترجم ليقول أن هناك أحتمال أنخراط السكان الأتراك في الأناضول في التحول من المسيحية الى مظلة الأسلام تحت تأثير القبائل التركية المسلمة السنية المذهب والمشبعة بروح الجهاد التي دخلت المنطقة في القرن العاشر الميلادي.
وهذا الرأي يتعارض مع وجود القبائل الكردية والعربية والفارسية، فالشبك تعرضوا بشكل ظالم وكبير لحملة من التشوية والتشكيك حتى باسلامهم، وتم الطعن بهم على أساس أنهم من الغلاة ( عبد المنعم الغلامي – بقايا الفرق الباطنية في الموصل 1950 )، مثلما تعرضوا في فترات متعاقبة لحملة من التشويه القومية، أذ عدتهم السلطات التي تعاقبت على ظلمهم والنيل منهم وحكمت العراق، من أنهم أتراك تارة، وفي أحيان أخرى انهم فرس من أيران، وفي بعض الأحيان أنهم أكراد، وكانت السلطات المتعاقبة تعمل جاهدة على أن تجعلهم يعتقدون أنهم من العرب لأغراض شوفينية مريضة في الحسابات الأثنية داخل العراق.
ولهذا فالقاريء لن يجد تعداد حقيقي وواضح عن أعداد الشبك ضمن الأحصاءات السكانية التي أجريت في العراق، حتى يمكن أعتمادها كمصدر من مصادر النتائج البشرية والسكانية في المنطقة.
وقد ذكر الأستاذ الباحث أوستن هنري لايارد المعروف بأبحاثه وتنقيباته في منطقة الموصل أن الشبك تنحدر من السلالات الكردية التي عاشت في أيران.
ولكن الأستاذ لايارد لم يجد تبريراً منطقياً لهجرة هذا المجتمع الخليط من القبائل المتعددة عرقياً مع وجود لغة خاصة بها وتمسكها على الأغلب بمذهب أسلامي واحد ضمن منطقة محكومة بمذهبين أسلاميين، هما المذهب الحنفي ( الموصل ) والمذهب الشافعي ( كردستان )، فمن غير المعقول أن تكون قبائل كردية متمسكة بمذهب يختلف عن مذهب الأكراد وتنتقل من أيران عبر كردستان الى مناطق عربية قريبة من الموصل، هذا بالأضافة الى عدم وجود تبرير منطقي يقضي بتجمع قبائل تركمانية وفارسية وعربية مع هذه القبائل الكردية لينصهروا بمذهب أسلامي معين ( مذهب الجعفرية الأمامية )، والمذهب هو منهج لفهم تعاليم الدين فكيف تسنى لهذا المجتمع الخليط من العشائر أن يتفق على منهج معين وينعزل على نفسه ليتداخل بعضه البعض فيشتبك اشتباك أصابع اليدين .
أن العديد من المهتمين بقضية الشبك من رد الشبك الى التركمان بالنظر لألتزامهم بالطريقة البكتاشية، وأن ألتزامهم بالطريقة الصوفية هذه هو السبب الرئيس الذي دفعهم الى الألتحاق بالشاه أسماعيل الصفوي ومساهمتهم معه في الشروع بغزو الموصل، وأستقرارهم في أطراف مدينة الموصل بعد أنكساره في حملة نادر شاه ( 1736 – 1747 م )، وفي هذا القول كثير من التصور غير المقبول، أذ يعمد الى ربط الاتراك بسلطة الشاه، ومن ثم عبورهم للعراق ليبقوا بعد أن انسحبت القوات الغازية ليتمسكوا بالأرض وبالمذهب بشكل منغلق.
ويحاول البعض أن ينسبهم للأكراد، كما ورد في راي الأستاذ الكاتب عوني الداوودي حيث ذكر في مقالة له منشورة في صفحة ( بحزاني ) على الأنترنيت، ان الشبك ينتمون عرقياً الى الكرد وأستند بذلك الى مقالة السيد رشيد البندر التي سيتم الأشارة اليها لاحقاً، ولغرض اثبات كرديتهم يتم الأستناد الى عشيرة باجلان وهي عشيرة كردية كبيرة وينتشر ابنائها في ثلاث محافظات عراقية هي الموصل وديالى وكركوك وتنتشر ضمن ثلاث دول هي تركيا والعراق وأيران، وكما يدين ابنائها بالمذهب الكاكائي فانهم يشتركون مع الشبك الذين ينتسب العديد من ابناء عشيرة الباجلان اليهم في اللغة الكردية، وهي لهجة الماجو الكورانية.
كما اعتبر بعض الكتاب أن الباجلان جميعهم من الشبك ( القس سليمان صائغ – تاريخ الموصل ص 55 )، بينما اختلف الباحث عباس العزاوي في ذلك بأن أعتبر عشيرة الباجلان من الأتراك ودخلتهم اللغة الكردية ممزوجة بالفارسية والعربية بعامل الأختلاط ( الكاكائية في التاريخ ص 95 )، والحقيقة أن عشيرة الباجلان من العشائر الكردية المعروفة الأصل، وفي كتاب ( خلاصة تاريخ الكرد وكردستان – الجزء الأول للسيد محمد امين زكي ) ورد أن عشيرة باجلان من الأكراد العلي اللاهية، وأذا كان للعشيرة فرع من الأفخاذ والبيوت في تركيا فأن الأمر لايجعل العشيرة برمتها تنسحب الى الفرع.
وفي كتاب عشائر العراق لعباس العزاوي – الجزء الثاني يورد العزاوي ان قبيلة الباجلان هم من الاكراد وموطنهم على نهر ديالى ز
بينما كتب الباحث رشيد البندر مقالا في جريدة الحياة بتاريخ 29 اب 1999 يؤكد فيه ان الشبك أكراد عراقيون فيقول :
(( يفتخر الشبكيون بكرديتهم، وقد قاوموا محاولات كثيرة حاولتها السلطات في اعتبارهم عرباً، كتهجير قسم من عائلات الشبك سنة 1975، ثم تهجير قرى بكاملها الى مجمعات قسرية لغرض تعريبهم ( 1988- 1989 )، وقبل ذلك كانت السلطات سجلتهم خلال تعداد 1977 عرباً، ويتكلم الشبك لهجة كردية تحتفظ بالكثير من الالفاظ الكردية القديمة. ))
ونقول أذا كان الشبك أكراد فأين نضع الشبك التركمان من عشائر البيات أو الشبك الفرس أو العشائر الشبكية من العرب.
وفي مقال نشر في مجلة الثقافة الجديدة العدد 12 / 1990 عقب شبكي بتاريخ 30/3/93 من نفس المجلة في الصفحة ( 142 – 144 )، رأيا للكاتب المذكور يؤكد فيه أن الشبك أكراد فيقول : (( أن اللغة التي يتحدث بها الشبك كردية لاتقل نسبة مفرداتها عن 70 % من المفردات التي ينطقها اكراد شمال شرق العراق ان لم نقل اكثر من ذلك، والشبكي بأمكانه التفاهم بشكل سهل مع أكراد منطقة هورمان على سبيل المثال، وأضافة الى أن الشبك يحتفظون ببعض الكلمات الكردية القديمة التي لايعرفها الا من يقرا تاريخ الكرد حتى ان كثيرا من الكرد يعتبرون لغة الشبك هي الكردية القديمة التي امتزجت بالتركية والعربية والفارسية لاسباب ساتناولها بأقتضاب، فافتقرت الى الصرف والنحو اضافة الى ان الشبك لم يستعملوا لغتهم في الكتابة لاسباب سياسية، اما المفردات العربية فيعود حضورها في لغة الشبك لسبيين رئيسيين، الأول كونهم مسلمون عليهم تلاوة القرآن والثاني لأختلاطهم عدة قرون بالعرب، اما المفردات التركية فالشبك كالعرب في بلاد الشام والعراق ومصر وغيرها اكتسبوها أبان الحكم العثماني، أضافة الى أن بعضاً من الشبك كان يعتنق المذهب البكتاشي وهو تركي المنبع، اما بعض المفردات الفارسية، فأضافة الى كون اللغتين الكردية والفارسية لهما أصول مشتركة فأن قسماً منها ربما يعود الى الجوار القديم بين عشائر الشبك والفرس. ))
أن تبرير اللغة القريبة من لغة الكرد بحكم التعايش الجغرافي لايمكن أن يتم تبريره بأمتزاج اللغة بأعتبار أن لغة القرآن هي اللغة العربية، فهل يحتاج المواطن الصيني المسلم لمزج لغته الصينية بالعر بية لكونه يقرأ القرآن بالعربية مثلا ؟ أما الأختلاط فهي يضفي لهجة ولايمكن أن يغير اللغة، بدليل أن اللغة العربية التي يتحدث بها الأيزيدية في بعشيقة وبحزاني واضحة انها غير لغتهم الكردية الأصيلة، واما المفردات التركية فلم يكن الشبك وحدهم تحت حكم الدولة العثمانية حتى تؤثر في لغتهم الكردية لوحدهم دون باقي القوميات المتعايشة في العراق والتي بقيت تتحدث لغاتها الأصلية دون تأثر أو تأثير.
وفي دراسة نشرتها مجلة سه ر هلدان للكاتب شاخه وان دون ان اتعرف على رقم العدد او التاريخ واحتفظ بنسخة منها يذكر الكاتب ان الدافع لدراسته هو تناقض البحوث والاراء حول اصل الشبك وانتمائهم اللغوي وديانتهم، ويعتبر أن اراء عديدة ليس لها مكان في مجال العلم والمعرفة كونها غير مدعمة بادلة وبراهين علمية كانت ام تاريخية، فهي اما ناتجة عن جهل لتاريخ الكرد وعدم الالمام باللغة الكردية ولهجاتها او كونها تسعى الى تحقيق اهداف وغايات سياسية استعمارية.
ويتابع الكاتب بدعوة الباحثين والمؤرخين الكرد للرد على هؤلاء من خلال دراسة الموضوع دراسة علمية لاسيما المواضيع التي تتعلق باللغة الكردية.
وفي القسم الاول من الدراسة ذكر الكاتب أن ثمة ثلاث روايات جديرة بالدراسة والبحث والتحليل وهي :
1- الشبك هم بقايا جيش نادر شاه الصفوي الذين حاصروا الموصل.
2- الشبك هم بقايا عشائر جبل السماق في سوريا والذين لم يستطيعوا اكمال سيرهم الى لورستان.
3- من عشائر لور الصغير وبعد اندحار اميرهم شاوبردي من قبل شاه عباس الصفوي نزحوا الى الموصل.
ويجنح الكاتب لتفنيد الأحتمالين الأول والثاني، في حين انه يستدل من انهم كانوا مهاجرين وليسوا غزاة، بمعنى ان استيطانهم كان برضاء من سلطة المنطقة آنذاك ويقول (( فقد ذكر فؤاد حمه خورشيد في مقالة في مجلة المجمع العلمي الكردي – العدد 2-3 سنة 1975 نقلwl Lnson Sir.H.Ro أن السلطان مراد الرابع طرد الكلهر من زهاو سلم أراضيهم الى الباجلان الذين جلبهم من الموصل ز
أن وجود الشبك والصارلية والكوران ( العشيرة ) في منطقة الموصل والذين التفوا حول الأير اللري ( شاوبردي ) بعد هزيمته على يد شاه عباس الصفوي، ثم عودته للقتال بعد ذلك، واندحاره وهزيمته ثانية، فلجوئة الى الدولة العثمانية حسبما ذكره العلامة محمد امين زكي في كتابه تاريخ الدول والأمارات الكردية في العصر الأسلامي، يعني لجوء اتباعه اى الكوران الى الدولة العثمانية وكان ذلك بين عامي ( 1600 – 1620 م ). وأن اختيارهم لمنطقة الموصل هي محاولة منهم كما يبدو للأبتعاد قدر الأمكان عن نفوذ سلطة الدولة العثمانية من توزيعهم بشكل طوق حول مدينة الموصل ( الشبك من نهر الخوصر الى نهر الخازر والكوران ( العشيرة ) من نهر الخازر جهة جبل مقلوب الى الزاب الكبير والصارلية شرق الشبك والى الجنوب من الكوران تجعل منهم سداً أمام هجمات الدولة الصفوية لكونهم أعداء لها. ))
وبأعتبار أن عشائر اللر هي كردية وتتحدث باللغة الكردية وهي من اللغات الهندو آيرانية المتفرعة من عائلة اللغات الهندو آوربية ويخلص الكاتب الى تقريب لغوي جميل تقارب ظروف المكان والزمان بين اللهجة الشبكية بأعتبارها كردية واللهجة السورانية.
ويخلص الكاتب في خاتمة بحثه الى مايلي :
( فالشبك وكما جاء في متن البحث وبأدلة وبراهين علمية تاريخية لهجتهم لهجة بأجلانية تنتمي الى اللهجة الكورانية وهذه بدورها هي أحدى اللهجات الكردية الأربع، ويعني هذا وبما لايرتقى اليه الشك أن الشبك هم كرد وأن لهجتهم تنتمي الى اللغة الكردية ( الأم ) )).
ولاننكر الجهد العلمي الذي بذله الباحث شاخه وان في هذا المجال وهو جهد يشكر عليه، الا أن الباحث فاته أن عشائر اللر كانت متوطنة في العراق منذ زمان العيلاميين واللولو والكاشيين والكوتيين.
ولو كان الشبك من لور الصغير لوجدوا في المناطق التي يسكنها الأكراد الفيلية، وهم يتحدثون بلغتهم الكردية مكانا مناسباً ومنسجماً مع لغتهم وقوميتهم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن الكاتب ناقش وضع لغة الأكراد وقربها من اللهجة الشبكية مع اللهجة السورانية، ولكن الأمر يصعب في معرفة وجود بقية العشائر التركمانية ( البيات مثلاً ) أو العربية ( طي مثلا ) والعشائر الفارسية الموجودة فعلاً ضمن حياة المجتمع الشبكي.
ذكر السيد ثامر عبد الحسن العامري في الجزء السابع من موسوعة العشائر العراقية ص224 أن الشبك وحدة عشائرية يبلغ تعدادها ( 250 ) الف نسمة وهم يتكلمون لهجة تتالف مفرداتها من اللغات التركية والفارسية والكردية والعربية وتسمى اللهجة
( البيجوانية ) وأن عشيرة البيجوان الموزعة في محافظة نينوى اختلطت خلال حقبة زمنية طويلة مع عشيرة الشبك فأطلق على العشيرتين ( الشبك والبيجوان ).
أن في معلومة السيد العامري خلط كثير فالشبك لم يكنوا عشيرة مطلقاً بالنظر لتعدد العشائر المكونة لها أولاً، كما أن التسمية الواقعية الان هي ( الشبك ) دون أن ترتبط الكلمة بالبيجوان، وأن البيجوانية تأثروا بالمحيط الجديد الذي سكنوه على مر الأيام ففقدوا عاداتهم وتقاليدهم وتناسوا لهجتهم التي تتشابه مع لهجة الصارلية وأستعاضوا عن ذلك باللهجة الشبكية، وأن العديد منهم ينسبوا الى قبيلة طي العربية التي يسكن بعض أفخاذها في قرية ( البيجوانية ) غير أن عددهم ربما يكون صحيحاً بالنظر لتكليف الكاتب المذكور بأعداد موسوعته عن العشائر العراقية بتطكليف من الحكومة ومساعدتها له.
وليس اكثر دلالة على أشتباك القوم من قوميات متعددة ماورد في لسان العرب عن معنى كلمة ( شبك )، من قولك شبكت أصابعي بعضها في بعض فأشتبكت، وشبكتها على التكثير، والشبك الخلط والتداخل.
وخلاصة البحث أن الشبك الذين امتزجوا من عشائر كردية وعربية وتركمانية وفارسية فتجد بينهم من ينتسب الى عشائر طي والجبور وجحيش العربية كما تجد منهم من ينتسب لعشيرة البيات التركمانية والى عشيرة الباجلان الكردية، وكل عشيرة من هذه العشائر تعتز بأنتسابها وأصلها، غير أنها تعتز بأنتسابها للشبك الذين يفتخر المرء حقاً بانتسابه لهم لما خطوه من معالم الخلق والألتزام الديني والق&#