الشبك يفقدون حقوقهم في الدستور الجديدالتاريخ: Tuesday, September 06
اسم الصفحة: مجتمع مدني
بغداد ـ فيصل عبدالله:
قال حنين محمود القدو عضو الجمعية الوطنية وممثل الشبك فيها: (اعترفت الحكومة الملكية في العراق في عام 1952بالشبك كقومية مستقلة، لها خصوصيتها بعيدة عن القوميتين العربية والكردية، بينما لم نجد لنا مكانا في الدستور المقبل، اسوة بباقي أقليات وقوميات واطياف الشعب العراقي). ودعا القدو الشعب العراقي الى تفهم وضع الشبك، وقال : (الشبك قومية من اصول آرية، استوطنوا في سهل نينوى في المنطقة الواقعة بين نهر خازر ونهر دجلة، منذ مئات السنين) .
وأكد ان الشبك مسلمون، واكثريتهم الساحقة من الشيعة، وتتوزع قراهم التي يبلغ عددها نحو 72 قرية في شمال وشرق محافظة نينوى، وفي اقضية تلكيف والحمدانية ونواحي برطلة وبعشيقة والنمرود، ويبلغ تعدادهم اكثر من 400 الف نسمة، يسكن نحو 150 الف منهم في الساحل الايسر من الموصل.
وشدد القدو على ان الشبك قومية منفصلة عن الاكراد او العرب، وان الحكومة الملكية قد اعترفت بهم كأقلية وقومية في الموصل عام 1952، ولهم لغة خاصة بهم، هي اللغة الشبكية، ولا علاقة لها باللغة العربية او الكردية التركمانية. وتجمعم وحدة العادات والتقاليد والقيم والتراث المشترك في منطقة جغرافية واحدة، وضمن مناطق ادارية مشتركة مع الكلدان والاشوريين والايزيديين والعرب والاكراد والتركمان.
وافاد بوجود وثيقة رسمية حررت من قبل الحكومة العراقية عام 1952 فيما يتعلق بتواجد الشبك في ناحية الحمدانية وبرطلة، تقول: ان الاكراد والشبك والمسيحيين والايزديين والتركمان يمثلون قوميات وليس عشائر ، وتمثل القومية العرب اقل من ربع سكان ناحية الحمدانية. وفي عام 1996 ذكرت احد الباحثين في (موسوعة العشائر)، ان عدد الشبك يربو على 250 الف نسمة.
وتحدث القدو عن أضطهاد النظام السابق للشبك، قائلا: اضطهد النظام السابق الشبك، واعدم العديد منهم بحجة انتمائهم لحزب الدعوة، وتعرضوا للتفرقة العنصرية ومحو قوميتهم وفرض الهوية العربية عليهم قسرا، ، وفي العام 1988 تم ترحيل 3 آلاف عائلة منهم الى المناطق الشمالية والجنوب، وأمر صدام بتدمير 22 من قراهم كليا او حزئيا. وعن المشاكل السياسية التي يواجهها الشبك ، قال : (يطالب الاكراد أعتبارالشبك جزء منهم لاسباب سياسية، لانهم يحتاجون لمنطقة الموصل وخاصة سهل نينوى، والادعاء بأن هذه المنطقة جزء من كردستان سيؤدي الى (تكريد) الشبك، والشبك ليس لديهم اية مصاهرة مع الاكراد نهائيا، ولهم عادات وتقاليد تختلف اختلافا جذريا عن الاكراد). واضاف : نتيجة للظروف المعقدة التي مر بها العراق، وبسبب موقف الشبك السلبي والمعارض من الحرب على ايران، وقيام صدام باعفاء الكرد من الخدمة العسكرية وتجنيدهم فيما كان يسمى (بافواج الدفاع الوطني)، اضطر عدد من الشبك لان يقولوا انهم اكراد ليتخلصوا من الخدمة في الحرب وينظموا الى هذه الافواج. وعندما اجري احصاء 1987 لم يكن امام الشبك خيارا الا ان يدعواا انهم اما عربا او اكرادا، ، وقليل منهم ادعوا انهم اكراد، قام صدام فيما بعد بهدم قراهم ورحلهم الى كردستان . كما وانضم العديد منهم الى فيلق بدر عندما كانوا اسرى في ايران خلال الحرب العراقية الايرانية، وشاركوا في تحرير العراق. ودعا القدو الى ترك الشبك وشأنهم ليقرروا هويتهم القومية التي يعتزون بها، وقال : في ظل الاجواء الديمقراطية، فان هوية الانتماء ينبغي ان تترك للشبك، ليقرروا انتماءهم للكرد او لغيرهم، وان كان من الشبك من يعتقد انه كردي فليكن كرديا، واذا كان من يعتقد انهم قومية منفصلة وهم الاغلبية الساحقة، فيجب ان يحترم اختيارهم ، ولا يضغط عليهم بأي شكل ، ولا تفرض عليهم الهوية الكردية. وشرح الاسباب التي تقف وراء تشويه أنتماء الشبك، وقال اجبرت نظرة النظام السابق العدائية الى الشبك، واعتبارهم موالين لايران ولثورة الامام الخميني، العديد منهم الى اللجوء الى العشائر العراقية، والاحتماء بظلها، خوفا على انفسهم وعوائلهم، وهناك من الشبك من اجبر على الادعاء انهم من عشائر الجبور او طي أو الزهيري، ولم تكن تلك الادعاءات صحيحة، وانما جاءت خوفا ورعبا من اجهزة صدام الامنية. واضطر الشبك أن يدعي انه عربي او كردي عندما يسأل عن قوميته في هوية الاحوال المدنية . وعن موقفهم من الدستور، قال أن اسم الشبك كان موجودا في مسودة الدستور لغاية يوم 22 آب الماضي، اسوة ببقية المكونات العراقية، وقال : ولكن بعد اجراء التعديلات، تم اسقاط اسمهم، واصبحوا ضحية للمساومات والصفقات السياسية التي جرت بين قيادات الكتل والاحزاب السياسية، ولم يتم ادارج اسمهم في المسودة، وفقد الشبك جميع حقوقهم في الدستور، واصبحوا كالغرباء في وطنهم. ودعا الى تعديل البند الخاص بالحقوق الادارية والسياسية والثقافية، وقال: (سنضم اصواتنا للرافضين للدستور، ونصوت بلا، اذا لم يتم الاعتراف بنا). واضاف : نشعر باننا مهددون في قيمنا وعاداتنا وتراثنا، الملك فيصل الثاني اعترف بنا كاقلية لها خصوصيتها، وهذا ما لم نحصل عليه بعد اكثر من 50 عاما وفي ظل العراق الديمقراطي التعددي الجديد. وذكر أن الشبك اصبحوا هدفا للارهابيين، وقتل العديد منهم على ايديهم، واقر بوجود ضغوط كردية في الجانب الشرقي بمسح الهوية الشبكية والحاقهم بالاكراد بالكامل.
وقال : يمتلك الشبك قوة اقتصادية ورؤوس اموال، جاءت من أمانتهم وحبهم واخلاصهم في العمل، وهم في الموصل اصحاب محلات ومصالح تجارية ومعامل واساطيل لنقل المشتقات النفطية، واضاف: علاقة الشبك بالعرب تجارية، وتوجد مصاهرة مع عرب الموصل، لاننا جزء من المدينة، ومصالحنا موجودة في الموصل، ونرتبط تأريخيا بهذه المدينة ارتباطا وثيقا. واشار اخيرا أن نائب صدام وهو طه ياسين رمضان ، لم يكن من الشبك كما هو شائع، بل من الكرد، ولكنه دافع عن الشبك الى حد ما ، ووقف ضد ترحيلهم من مناطقهم.
هذا الخبر من موقع جريدة الصباح
[url=][/url]