كون ألشبك أكراد أقحاح لايحتاح ألى براهين
حسن ناصر باجلان
كُتب ألكثير عن أصل الشبك ومنبع لغتهم وأين تودي جذور شجرتهم ، وبما إن أكثر هؤلاء الذين كتبوا عن ألشبك كانوا أما مشبعين سلفا بالفكر الاستعلائي ، ولم يروا في هذه المجوعة سوى مادة للتندر وألاستخفاف كما هو الحال عند عبدالمنعم الغلامي ، ألذي عاش في فترة الخمسينات بين قريتي أورطة خراب والفاضلية معلماً وأفنديا ، ومُرحباً به في كل بيت كونه كان يساهم في تعليم اولاد تلك القرى الشبكية شئيا غير آيات القرآن وقصص الجان ، إلا إنه مع الاسف لم يستطع وربما هكذا كانت طبيعة الزمن ، أن يتخلى عن منهج التحقير والاستخفاف بتلك المجموعة العريقة بكرديتها والتي وجدت نفسها بفعل عوامل الجغرافيا بعيدة عن مناهل الاصل ومعزولة عن ثقافة القومية الام في حواضر كردستان مثل السليمانية واربيل ودهوك ، وحيث أن الجبل كان دائما الصديق الوفي للكرد على مدى العصور والازمان، فان وجود الشبك في المناطق السهلية شرق وجنوب شرق دجلة نينوى ، وأحتكاكهم بالعرب والتركمان وأخيرا وليس آخراسياسة الصهر والتطهير العرقي التي مارستها الحكومات المتعاقبة على تلك الفئة الكردية الاصيلة ، جعل حتى البعض من أبناء الشبك أنفسهم في دوامة ، وضياع وبحث عن هوية ، فترى الشبكي يسأل نفسه ، ياترى من أكون ؟ هل أنا عربي كما حاولت الدعاية البعثية إيهام قطاعات واسعة من أبناء الشبك بانهم ، احفاد حاتم الطائي وإن أصولهم يمتد إلى عدنان وقحطان ، مثلما حاولوا إقناع اليزيدية بانهم أحفاد يزيد بن معاوية القريشي الباحث الشبكي الراحل أدهام عزيز الولي وفي مقالة له في صحيفة الزمان في العام الماضي ، حاول أن يثبت بان الشبك هم مزيج من الاقوام الرئيسية الثلاث في العراق وهم نتيجة عن تلاقح كل قوميات المجتمع العراقي ، ربما كانت تلك النظرية مقنعة بعض الشي من الناحية السياسية ويرضي جميع الاطراف التي تتنازع على الحصول على اصوات الشبك ورأيهم في تشكيل الخريطة الجيو سياسية لعراق المستقبل ، ولكنها لاتنفع من الناحية الواقعية ، ولاتفيد بشي من جهة مستقبل الاجيال المقبلة لنا ، فنحن الشبك يجب علينا أن نتخلص من حالة الضياع وحالة اللاهوية ، ويجي علينا أن نحد مصيرنا ومستقبل أولادنا واحفادنا اليوم ، لان المنعطفات التاريخية لاتتكررر يوميا وعلينا من الان أن نحد مستقبلنا ومستقبل أطفالنا
كي لايعانوا مثلما عانينا . . . وإنني أنظر الى اليوم الذي ارى فية اولادي واحفادي يقولون بكل فخر عندما يسألهم سائل عن أصلهم . . . أنا كردي شبكي مثلما يقولها الكردي الفيلي او الكردي البهاديني او السوراني او اليزيدي.
لاوقت للبحت والمهاترات عن أصل الشبك . . . فاذا كانت اللغة هي واحدة من اهم العناصر التي تحدد ألانتماء القومي لمجموعة بشرية . . . فاللهجة الشبكية هي لهجة كردية وهي تقترب من اللهجة الهوارمية ولهجة أهل خانقين اكثر من 90% بالمائة ، والطفل الشبكي قادر على أستيعاب المناهج في بداية سني دراسته باللغة الكردية مليون مرة اكثر من اية لغة اخرى . . . هنا أرجع بذاكرتي الى اربعة عقود خلت عندما كنت في الخامس الابتدائي في أحدى قرى الشبك وكان معنا في الصف تلميذ عربي واحد، وهو الوحيد أستطاع أن يجمع كلمة حمار بطريقة صحيحة ، وأتذكر تماما كما كنا نعاني من مشكلة اللغة العربية عندما كنا في الثانوية . . . لانها كانت لغة غريبة عن لغة أمهاتنا لاعلاقة لها بلغة البيت والتخاط ببيننا . لذا فانني أرى ضرورة إدخال اللغة الكردية المعتمدة في أفليم كردستانكلغة أساسية للدراسة في قرى الشبك . . . وتحقيق ذلك لاياتي بدون أطلاق حملة توعية وأرشاد يقوم بها المنظمات والجمعيات الكردستانية في أوساط الشبك ، كي يتم أعادة الامور الى نصابها الصحيح وتصحيح ما تعوج خلال الحقب الماضية ، لان الكثيرين من مثقفي الشبك لازالوا أسرى الدعاية البعثية ، ويفاخرون باصولهم العربية ، علما بانهم في سريرة أنفسهم يعلمون بانهم ليسوا كذلك . زمن الجانب الاخر فيجب على الاخوة في الاحزاب الكردستانية وفي المنظمات والنقابات أن يعطوا أهمية لهذا الموضوع وأن لايشعِروا الشبك بانهم من طينة اخرى مختلفة عنهم ، وهنا ياتيتمثيل الشبك في برلمان كردستان اهمية كبرى ، وكما وعد السيد مام جلال قبل ايام الاخوة اليزيدية بتمثيل عادل لهم في البرلمان ، فاننا
نطلب من سيادتة أن يولي أهمية اكبر لقضية الشبك ومصيرهم ومستقبلهم ، كي يشعروا بانهم اكراد أصلاء كما قال سيادته عن اليزيدية
hassan _shabek@maktoob. com