ريحانةُالنور
رضي الله عنها وأرضاها
شعر: ندى الرفاعي
أزكى القصيدِ بعِطرِ الروحِ عابقةٌ مِسكاً إلى حضرةِ الزهراءِ أُهديها
ريحانةَ النورِ والأغياثُ تغمُرُها أندى القوارير في أسْمى معانيها
طِيباً تفتحت الزهراءُ جامعـةً ترعى الخصالَ وتروي مثلَ أهليها
كنـز المواهبِ في زُلفى مشاربِها ليت القريضَ بِقدرٍ كي يوفّيـها
أهلُ الْمراتبِ في تقوى مناقبها في رقةِ القلبِ في حُسنى مساعيها
يا بِضعةً من رسولِ الله غاليةً في مَجلسٍ فاضَ فيه الودُّ يُدنيها
ما كان يُغضبُها قد كان يغضبُه بنتُ الأزاهـرِ إنَّ الروحَ تفديها
تَحنو عليه حُنو الأمِ واصلـةً مثلَ اليمامةِ عطفاً في تفانيـها
لَمّا دنت سكراتُ الْموتُ في ألَمٍ من والد الْخيرِ طه، صار يُبكيها
حتى أَسَـرَّ إليها ما يُطيّـبها قُربَ اللحاقِ به سلوى تواسيها
تبقى المدائحُ ما حفّت مقصِّرةً دونَ الْمقامِ فمن ذا في معاليها
والحمدلله باري الكونِ من عدمٍ ربِ البريـةِ عِرفاناً وتنـزيها
الحمدلله حمدَ الشـاكرينَ على نورِ الْهدايـةِ بالآياتِ يُبديها
____________________________________
بنت النبوة
شعر: ندى الرفاعي
أفاطمةَ الْمروءة والوقارِ ويا بنتَ النبوةِ والْفخارِ
قضيتِ صِباكِ في مِحنٍ ثِقالِ بِمكةَ إذْ صبرتِ على الحِصارِ
وعشتِ صُعوبة الأحزانِ يُتماً بِموتِ خديجةِ الأمِ الدِثارِ
ألـمَّ فراقُها مُرّاً ولكن بعزمٍ قد وقفتِ إلى الجوارِ
وكادوا للنبيِّ بكلِّ مكرٍ فكنتِ له كما سنَد الذمارِ
تحمّلتم فصار الصبرُ نورا يفوقُ ضياؤهُ حُجُبَ الستارِ
وما وهنت نفوسٌ حين عانتْ من الأهوالِ في كلِّ اصطبارِ
فحُزتم من عطايا اللهِ فضلاً أحالَ بغيثِه جَدَبَ القِفارِ
فإن مكانةَ الإيمانِ تعلو بصاحبها إلى أسمى قرارِ
تلقينا علومَ الدينِ منكم فأنتُمْ للهدى أعلى منارِ
فصارت بعدُ دنيانا ربيعا وجاوزنا ظلام الإزورارِ
صلاةُ اللهِ مولانا على مَن يفوقُ بنورِهِ ضوءَ النهار
وآلٍ ثم أصحابٍ كرامٍ تُضئ نجومُهم مثلَ النُّضارِ
............................................................
ابنة الطاهرة
شعر: ندى الرفاعي
لكِ الْمجدُ يا ابنةَ الطاهرة ودامت مناقِبُكِ الباهرة
تباهَى بكِ الدهرُ يا فاطمة تُسيِّرُه حِكمةٌ قادرة
فإنّك كالأمِّ خير النساءِ وقد كانت القُدوةَ الظافرة
حياتُكُما مثلٌ يُحتذى شُغِلتُم بشوقٍ إلى الآخرة
هنيئاً لكم طاعةً أوجبتْ وجوهاً "إلى ربِّها ناظرة"
فيا ليتني كنتُ رِدءاً لكم ولَمَّا أزل عِندكم ناطرة
ويا ليت روحي فداءً لكم وأيامُ عمري بكم عامِرة
ويا ليتني بعضَ أحبابكم وقُربكمُ مُهجةً حاضرة
عسى أن تكونوا شفيعاً لنا ونلقى وجوهَكُمُ الناضِرة
خديجةُ رمزُ التقى والعفافِ وأزكى الْمعاني بِها عاطِرة
فقد آمنتْ حين كُفرٌ بدا من القومِ والْملّةِ الجائرة
وقد صدّقت دعوة الْمصطفى وأعرض أهل القوى الخائرة
وقد آزرت حين ألقت قُريشُ بشرّ مكائدها الدائرة
وواست وجادت بأموالها بفيض عطاءاتِها الغامرة
وقد أنجبت للنبيِّ الكريمِ ومسك ختامِهمُ الزاهرة
سلامٌ وأهداكِ ربي السلامَ مع الوحيِ جبريلُ يا صابرة
سلامٌ على أهل بيت النبيِّ وهذي مآثرهم زاخرة
سلامٌ عليكم نبـيَ الْهدى سلامٌ على العترة الطاهرة
.........................................................................
سيدة النساء
شعر: ندى الرفاعي
مُبارَكَةٌ بآياتِ الْجَلالِ وسيدةُ النساءِ بلا اختيالِ
مُحدِّثةٌ وعابدةٌ بتولٌ وطاهرةٌ مُنَـزَّهةُ الْجمالِ
مناقبُها الكريمةُ قد أفاضتْ وقد جمعتْ حميداتِ الخصالِ
ترّقُ الخبزَ ، تعجِنُهُ يداها وتكنسُ بيتَها ، أزكى مِثالِ
فلا ذهبٌ يُزَّينُ معصميها ولا قرطٌ بلألاء اللآلي
وأتعبَها العناءُ وعبءُ شغلٍ فرامتْ خادماً عَوناً لحالِ
ليُخبرَها النبيُ رُزِقْتِ خيراً بتسبيحٍ وتحميدٍ يوالي
يبارِكُك الإلهُ بكلِّ جُهدٍ ويمنحكِ الْمعونةَ ذو الجَلالِ
فنِعْمَ الزهدُ يا بنتَ الْمُرَجَّى وقد خُيِّرتُمُ ذَهَبَ الجبالِ
تصيرُ كنوزُ دنيانا ترابا ويبقى وصلُكم كنـزَ الْنوالِ
...........................................................................
زهرة المصطفى
رض
شعر: ندى الرفاعي
أزهراءُ يا زهرة الْمصطفى يُفدِّيكِ قلبٌ إليكم هفا
فأنتِ النقيّـةُ بنت الهدى وأنت التبتلُ أنتِ الصفا
أيا بضعة النور يا رحمـةً وقُرة عينٍ بِها يُحتَـفى
بصدقٍ وعزمٍ وفعلٍ كريمٍ منحتِ النبوةَ طيبَ الوفا
ويا أمَّ أزكى البنين التقاةِ تبارك نسلٌ رعى مصحفا
ويا آل بيت النبي لكم خواصٌ وفضلٌ عديمُ الخفا
أراد الإلـهُ لكم بِـرّه وأذهب رجساً عفا وانتفى
صبرتُم ونلتُم عطاء الرحيمِ وحُزتُم لديـه نعيمَ الرَفا
هنيئاً لِمن قد حمى ديننا ومن رام نَهجكمُ واقتفى
وطوبى لِمن عاش في ظِلِّكمْ سعيداً وقد زال عنه الجَفا
عدوكمُ مات في وزره ودمتم لخير الأنامِ الشِفا
صلاةٌ على حضرة الْمصطفى تدوّن أنوارها أحرفـا
يُجلِّـلُ إشراقها مهجتـي وقلبي بحبٍ النبيِّ اكتفى
.................................................
أم الْحسنين
رضي الله عنها وأرضاها
شعر: ندى الرفاعي
أم الحسين كما الحسنْ أهلُ الْعطـايـا والْمِنَنْ
رَيْحانتانِ سقاهُـمـا ريـقُ النـبيِّ كما الفَننْ
زينا شباب يــانـعٍ ما من مثيلٍ في الزمـنْ
فالزاهـدَان تـبـوءا أرقى الْمراتبِ والقُنـن
والعابِـدَان تَحمّـلا عبءَ الْمصائبِ والْمِحنْ
والعارفَـان تَجمَّـلا حين استبدَّ بِهم ضغـنْ
تعساً لنفـسٍ أشعلتْ كيدَ العـداوةِ والفِتـنْ
تبّـاً لأيـدٍ قـاتلتْ سِبْطَ الرسولِ ، وما وهنْ
من أجل دين مُحـمَّدٍ فلِـنلتحم رغمَ الْحَـزَنْ
إنَّ الحسينَ مع الْحسنْ لَهُما الْجِنانُ ، لِمَ الْشَجَنْ
................................
قُرَّةُ عينِ أبيها
رضي الله عنها وأرضاها
شعر: ندى الرفاعي
ربَّةُ الأخلاقِ والحُسن;ِ البديعْ زهرةٌ ظلَّتْ على الدنيا الربيعْ
أينـعتْ بين أيادي أهلِها مثلاً للطُهرِ والْمسعى الرفيعْ
ونَمت نورَ عُيونٍٍ ، لم تزلْ زينة الدنيا وأنفاس الضلـوعْ
إنّها قُـرَّةَ عين الْمصطفى إنّما أطيابُـها مسكٌ يضوعْ
شابَهتـه في كلامٍ صادقٍ ماثلتـه مَشيـهُ بين الربوعْ
فـإذا ما أدرك الأمَّ القضا صارت الأمَّ ، لها القلبُ الوديعْ
وغدت تَمسحُ عن والدها ما جناه الكفرُ والفعل الشنيعْ
فتراعيه إذا فـاض الأسى تَجلبُ الْبسمةَ للنورِ البديـعْ
وتداويه كما الغصنِ النديّ وتواسي حُرقةَ الْجرحِ الوجيعْ
وإذا ما قـدرُ الْموتِ دنـا من رسول اللهِ ما بين الدموعْ
سرَّها أن يهدي البشرى لَها أنَّها خيرُ النِسا بين الْجُموعْ
فصلاة الله يا غيث الْسمـا خصّك الْمولى وأغناك السَميعْ
شُرِّف الكونُ بأطياف الهدى أنتَ خيرُ الخلقِ يا طه الشفيعْ
....................................................................
إلى أمي الزهراء
رضي الله عنها وأرضاها
شعر: ندى الرفاعي
أمّـاه عُدتُ أُجـدد البيـعاتِ في روضةٍ قدسـية الْنفَحاتِ
لبُّ الفـؤادِ إلى لقاكم تائـق ٌ مُستبشِرٌ متسارع الْخفَقاتِ
أفديكِ ، إنّي اليومَ في عيد الْمُنى حسبي وقوفي قربكم وصلاتي
أهديكِ ، لَم أجد الهدايا غير ما علّمتموني من شذى الدعواتِ
زهراءُ يا أسْمى النساءِ مكانـةً أندى الورودِ ، زكية النسماتِ
ريْحانـةٌ قد عطّرت وتعطّرت أنفاسها بالطُهـرِ والخيراتِ
فَيَداكِ مثل الغيثِ في إروائـه وفؤادك الْحاني على الْجَنَباتِ
يا أطيب الأرواحِ يا بنت الهدى وأرقّـها ، يا بلسم الكُرُباتِ
لو قيس غيرك بالْمزايا أنّـما فِقتِ الْمزايا أمسِها والآتـي
أنتِ الجمائلُ والشمائلُ والتُقى جمعاً وأنتِ الفضلُ زان سماتِ
أعلى منارات الْمكارم في الْمدى مَن مثلكم في الزُهدِ والصدقاتِ
أُمّـاهُ إنّي في جواركِ لَم أزلْ أحظى بفيض النورِ والبركاتِ
ولتعلمي أمّي الحبيـبةُ أنّمـا شُـرِّفتُ لَمّا زرتُكم بغـداةِ
إن كان طيفي لا مُحالةَ راحلٌ روحي وعيني في أسى العبراتِ
أبكي على نأي الأحبـةِ إنني في بُعدكم حيرى أجُرُّ رُفاتي
هل لي إلى أطيابكم من أوبـةٍ تجلو الهمومَ وتستقي الرحماتِ
صلّى الْمليكُ على أبيكِ المصطفى والآلُ ، آلكِ يا سنا الأوقاتِ
والصحبِ أهل الله ما طلع الضُحى بوركتُمُ يا أيْمـن الخطواتِ
.................................................................................
إلى سيدتي الزهراء
رضي الله عنها وأرضاها
شعر: ندى الرفاعي
ملقاكِ في الأشعارِ زاهِرْ وثناكِ في الأكوانِ عاطِرْ
يا بنتَ خيرِ المُرسَليـ نَ وذِكرُكُم يُحيي المآثِرْ
يا أُمَّ أزكى المتقيـ نَ وحبكم في القلبِ ناضِرْ
يا زهرةَ الحُسنِ المُبيـ نِ وغرسةً والخيرُ ظاهِرْ
يا عَطفةَ الأمِّ الحَنو نِ وقلبُكِ الوضّاءُ طاهِرْ
يا دُرةً بين النِسـا ءِ مكانُها بين المَحاجِرْ
إني أسيرةُ حبكُم أبداً لديكم لن أُغادِرْ
مالي سوى أشواقِكُم دربي إلى مغناكِ صائِرْ
يا آلَ بيتِ المصطفى ذا بيتُكُم في الدهرِ عامِرْ
في كلِّ عصرٍ أو مدى أنتُم ملوكٌ للمشاعِرْ
أنتم دليلُ دُروبِنا ما غيرُكُم يبغي المُسافِرْ
أنتم رحيقُ قلوبِنا وكذا سناءٌ للنواظِرْ
أنتم رُواءُ وجودِنا يا مَن أتيتم بالبشائرْ
يا قُدوةً بين الورى صِدقاً فلا زَيفُ المظاهِرْ
كَم قد أزحتُم من أسى وجبرتُمُ كسرَ الخواطِرْ
أورقتمُ رغم العِدا وصبرتمُ عند المخاطِرْ
لم تستجيبوا للعَنا ومضيتمُ رغم العواثِرْ
نِعمَ الشمائلُ والنُهى طوبى لكم أنقى السرائرْ
***********************
صلى عليكَ إلهُنا والآلِ والصحبِ الأكابِرْ
يا مَن بُعِثتَ إلى الدُنا حيّاً بها أبداً وحاضِرْ
يا طه يا نورَ الهُدى للخَلقِ في أسمى المنابِرْ
...................................................................
أهل الكساء(1)
شعر: ندى الرفاعي
إن زها الفضلُ وزان الشرفاءْ إنّما مَجمعُهُ أهلُ الكِساءْ
مَن بقرآنٍ عظيمٍ ذِكرُهمْ وحديثٍ من بشيرِ الأُمناءْ
مَن كِسا الطُهرِ عليهم قد غدا جلّل النورُ سَماهم والثناءْ
مَن إليهم سار دربي وانتهى حبهم خالط روحي والدماءْ
فرسول الله بالحُسنى أتى صاحب المعراجِ في أعلى سماءْ
رحمة اللهِ إلى كلِّ الورى ناصر الحق نصير الضعفاءْ
حُبُّه مِن حبِّهِم عين الرضا إنّهم أهل الْمعالي والعلاءْ (2)
هم كبار القومِ من صفو التُقى فهنيئاً آل بيتٍ ذي اصطفاءْ
بِخُطاهم نقتفي نبع الهدى من رحيق الزادِ عون الخُلَصاءْ
وصلاة اللهِ قدْر الْمنتهى شَمَلَتْ طه ختام الأنبياءْ
_________________________________________
(1) عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها : ائتني بزوجك وابنيك . فجاءت بِهم . فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء كان تحتي خيبرياً أصبناه من خيبر . ثم رفع يديه فقال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي وقال : إنك على خير . ( لأبي بعلى في مسنده ، و للديلمي في مسند الفردوس . )
(2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها . إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم . وهم عترتي . خلقوا من طينتي . ويل للمكذبين بفضلهم . من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله . " ( للحاكم في مستدركه وابن عساكر عن جابر )
* عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل ولد أب عصبتهم لأبيهم ما خلا
ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم ) أخرجه أحمد في المناقب.
,هذا الحديث ورد بهذه الرواية وورد برواية أخرى هي (كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا بني فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم ) وهذا الحديث رواه الطبراني في الكبير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال السيوطي في الجامع الصغير: حديث حسن وذكره الهندي في كنز العمال والهيثمي في مجمع الزوائد .
...........................................................
الشاعرة ندى الرفاعي ابنة السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي من اخواننا اهل السنة والجماعة
وهذه القصائد منتخبة من ديوان شعري للسيدة ندى الرفاعي اسمه (زهرة المصطفى )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
طلال النعيمي