امتداد السنا
الشيخ ابراهيم النصيراوي
جدّد العهـد يـا نشيـد الــولاءِ * هاتفـاً بالوليــدة الزهـــراءِ
هي نبـع من المكـارم يزهــو * خُصّ للأرض من عيـون السماء
تتباهـى بهـا السمـاوات فخـراً * وتغنّـت بهـا ربـى الغبــراء
لا كيـوم الزهــراء يوم بهـيّ * دائم العطـر مـن أريـج الثنـاء
والأهازيــج باسمهــا تتعالـى * وهـي فوق المديــح والإطراء
فكأنّـي بكــل قلــب ينـادي * ولــدت بنـت سيـد الأنبيـاء
جـدّد العهـد يـا نشيـد الـولاء * فهـي حسبـي وغايتـي ورجائـي
كل عـرق جـرى بجسميَ حـيٌَ * حبُّهـا فيــه لا مسيـل الدمــاء
إنّ قلبـاً خـلا من الحـب يومـاً * ليـس يُنمـى لهــذه الأحيــاء
كلما جلـتُ خاطـراً تهـتُ فيها * بسنـاهـا يغيـب كــل سنــاء
حشـدت نفسها الملائـك زحفـاً * خلــف بيـتٍ بلهــفةٍ وانحنـاء
علّهـا ان تـرى سنـاء وجـوهٍ * خُلقـت قبـل خلـق هذا الفضـاء
تتمنّـى بـأن تظــلّ عكـوفـاً * ولتحظى بحمـلِ فضـل الــرداء
هكـذا البضعـة الزكيـة كانـت * منبــت اليُـمـن منبـت الآلاء
غطتِ الشمس شمـسها فأنـارت * هـذه الأرض مـن سنـى الزهراء
هـي انثى وخلفهـا ألـف معنى * كــل معـنـى بـه مدى للخـفاء
انّهـا المـرأة التـي قيـل فيهـا * ما على الأرض مثلها فـي النسـاء
هـي ســرٌ وحسبـها انّ فيهـا * نــزل الوحـي هاتفـاً بالثـنـاء
ليـس يرقى لفضلهـا أي فضـلٍ * مــن أبيـنــا واُمّـنـا حـواء ...............................................................
الزهراء ( عليها السلام )
الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
كيـف يدنـو إلـى حشـاي الــدّاءُ * وبقلبـي الصديــقــة الزهـــراءُ
مــن أبـوهـا وبعلهـا وبنــوها * صفـوة مـا لمثلـهــم قـرنـــاء
اُفــق ينـتمـي إلــى اُفــق الله * وناهيـــك ذلك الانــتــمـــاء
وكيــان بنــاه أحمـــد خُلقــاً * ورعتـه خديـجـــة الغــــرّاء
وعلــيّ ضجـيعــه يـالــروح * صنـعـته وباركـتــه السمـــاء
أيّ دهمـاء جلّلـت اُفـق الإســلام * حتــى تنـكَّـر الخـلـصــــاء
أطعمـوك الهــوان من بعـد عـزًّ * وعن الحـبّ نابـت البغـضــــاء
اَاُضـيعـت آلآء أحمــد فيـهــم * وضــلال أن تجــحــــد الآلاء
أو لــم يعلمـوا بأنّــك حـــبّ * المصطفـى حين تُحفــــظ الآبـاء
أفأجــر الرســول هـذا ، وهـذا * لمزيـد مـن العطـاء الجــــزاء
أيّهـا الموسـع البتـولـة هضمــاً * وَيـكَ ما هكـذا يكــون الـوفــاء
بلغة خصّهـا النبـي لـذي القربـى * كمـا صرَّحـت بــه الأنـبـــاء
لا تسـاوي جــزءاً لمــا فــي سبـيل الله أعطتــه امُّــك السمحــاء
ثم فيها إلـى مودة ذي القربـى سبيل * يمشــــي بــه الأتـقيـــاء
لو بهـا أكرمـوكِ سُـرَّ رسـول الله * يـا ويـح مَــن إليـه أســاءُوا
أيذاد السبطـان عـن بلغـة العيـش * ويُـعطــى تراثــه البـُـعـداء
وتبيـت الزهـراء غرثـى ويُغـذى * من جناهـا مـروان والبُغـضــاء
أتـروح الزهــراء تطلـب قـوتـاً * والـذي استرفـدوا بهـا أغنيــاء
يــا لوَجـد الهـدى ، أجل وعلـى الدنيـا ومـا أوعبـت عليـه العفــاء
نهنهي يـا ابنـةَ النبـي عن الوجـد * فـلا برَّحــت بــكِ البُرحــاء
وأريحــي عينـــاً وإن أذبلـتهـا * دمعـة عنـد جفـنـهـا خرســاء
وانطـوي فـوق أضلـع كسـروهـا * فهي من بعـد كسـرهـم أنضــاء
وتناســي ذاك الجـنيـن المـدمَّـى * وإن استوحشـت لــه الأحشــاء
وجبـيــن محمّــد كـان يـرتــاح إليـــه مبـــارك وضّــــاء
لطـمتـه كـفّ عـن المجــد والنخـــوة فيـمـا عهـدتهـا شـــلاء
وسـوار علـى ذراعيك مــن ســوط تمـطّــت بضـربـه اللُّـؤمــاء
فـي حشـايـا الظــلام في مخـدع الزهــــراء آهٌ ولـوعـةٌ وبكــاء
وهـي فـوق الفـراش نضـوٌ مـن الأسقـام كالغصــن جـفَّ عنـه الماء
ألـرَّزايا السـوداء لـم تُبـق منهـا * غيـر روح ألـوى بهــا الإعيـاء
ومسـجـّى مـن جسـمهـا وسمتـه * بالنـدوب السيــاط كيـف تشـاء
وكسيــر مـن الضلـوع تحامــت * أن يـراه ابـن عمّهـا فيُــســاء
فـاستجـارت بالمـوت والمـوت للـروح التـي أدّهــا العـذاب شفـــاء
وبجفـن الزهــراء طيـف تبـدّى * فيـه وجـهُ الحبيــب والسّيمــاء
وذراعــا خديـجــة وابتـهــالُ * الاُمّ تشـتـاق فـرخهـا ودعــاء
فتـمـشّـت بجـسمهـا خلجــاتٌ * ومشـى فـي جفــونهـا إغـمـاء
وبـدت فـي شفاههــا همهـمـاتٌ * لعلــيًّ فـي بعـضهــا إيصـاء
بيـتيـمَيـن وابنتـيـن ويــا للامَّ * نبــض بقـلـبهـــا الأبـنـاء
ووصايــا نمّـت عـن الهضــم والعتــب روتهـا مـن بعـدها أسمـاء
ثــم ماتـت ولهـى فمـا أقبــح الخضـراء ممّــا جنــوه والغبــراء
سُجّـيـت فـي فراشهـا وعلـــيّ * وبنـوه علـى الفـراش انحنـــاء
وتلاقـت دمـوعهـم فــوق صـدرٍ * كـان للمصطـفى عليـه ارتـمـاء
وعلـيّ بمـدمـعٍ يقـتـضيه الحـزنُ سكبـــاً وتمـنـــعُ الكبـريــاء
فاحتــوى فاطمـاً إليــه ونــادى * عـزّ يـا بَضعــة النبـيّ العـزاء
وتولّـى تجهيـزها مثـل مـا أوصـتـه مـن حيــن مــدّت الظـلمــاء
وعلـى القبـر ذاب حـزنـاً ونـدّت * دمعــة مــن عيـونـه وكفــاء
ثــم نـادى وديـعـةٌ يـا رســول الله رُدّت وعيـنـهـــا حمـــراء
.......................................................
الكوثر النبوي
الاستاذ بدر الشبيب
أيـا سائلاً عنـي إذا شئـت أن تقـرا * فقلّـب كتـاب المجد لا تتركَـنْ سطرا
ستعلـم أنـي فـي عيـون سطـوره * اُزيّنهــا كحـلاً وأمنحهـا سحــرا
وأنّـي الـذي والـى النبـي وآلــه * هـم قدوتـي دنياهـم عدتـي اُخـرى
رجالهم خيـر الرجال مكانةً كفاني بهم * عــزاً كفـانـي بــه فـخـــرا
وإن عـدَّ غيري في المفاخـر نسـوة * كفاني إذا ما قلت فاطمـة الزهـــراء
لئن سادت العذراء نســوة عصـرها * فقد سادت الزهـراء في قدرها العُصرا
تعجبــت للتاريـخ يكتـم أمــرها * فساءلتـه يوماً فأبـدي لـي العــذرا
وأعـرض عنـي قائـلاً إنّ فـي فمي * فقلتُ اقذف الماء الذي يورث القهــرا
وحدّث عن الزهـراء بضعـة أحمـدٍ * ومَن كانت الآيات في حقّـها تـتـرى
ألـم تـكُ اُمّـاً للنبـي وكوثراً وكان * رسـول الله يوصــي بهـا خيــرا
فهل حفظـوا بعـد النبـي مقامهــا * فصانوا لها ودّاً وكانت لـهم ذكــرى
فقـال لي التاريـخ والدمـع هاطـل * أحلت فـؤادي منـذ ساءلتني جمــرا
لقـد بدأتْ كــل الرزايـا برزئهـا * ومن فـدكٍ كانـت رزيتنـا الكبــرى
وكان الـذي قـد كان من أمـر دارها * فظُنّ به خيـراً ولا تكشـفنْ ستـــرا
فقلـت إذا أحسنـت ظناً بمـا جـرى * فما بال بنت المصطفى ووريـت سـرّا
فقال كفـى لا تستـزد مـن عنائهــا * فقد زدتني همّاً وأرهـقتـني عســرا
ولا تطلب التفصيل عمّـا جـرى لهـا * ورفقـاً بحالي إن لـي كبـداً حــرى
تكـّـلفـني الأيــام مـالا أطيعـه * أرى صفوة الأخيار مغبونـة جهــرا .............................................................................
اُم أبيها
الاستاذ بشار كامل الزين
بـدار الوحــي يا خيــر النســاءِ * حظيــتِ بكــل آيـات الثنـــاءِ
تجمّـعـتِ الفضائــل فيـك حتـى * كسَـتـكِ بنفــسها مثـل الــرداءِ
فإنّك بنـــتُ خيـر نســاء أرض * توّلــت دينهـا قـبـل النســـاءِ
ومن بـيـتِ النبــوة بيـت طــه * نشــأتِ علـى ابتهـالات الدعــاء
حبــاكِ الله نعــمتَــهُ وسامـــاً * بـه قـدْ صـرتِ مـن أهـل الكساءِ
فنـلت الحـبّ والتقـديـس منّـــا * لأنّ الله خــصّــك بالــنـــداءِ
وعطفُ أبيـك مــا جـاراه عطـفٌ * عليـك مــع المحـبّـة والرجــاءِ
أاُمُّ أبـيــك مـن سمّــاك هـــذا * سـوى مَـن كـان يحنـث في حِراءِ
أطعـتِ أبـاً ومبعـوثــاً رســولاً * لينـعـمَ بالسـعـــادة والهــنـاءِ
وينـشـر دعـوةَ الإســلام حتّــى * تعمَّ العالمــيـن علــى الســواءِ
وزوّجـك النبــيّ إلــى علـــيًّ * ربيب المصطـفــى بطـلِ الفــداءِ
فكـنـتِ المـرأةَ المثـلـى لــزوجٍ * كريـمِ الخلـق مشـهــودِ الــولاءِ
وكـنـتِ الاُمّ للحـسنـيــن اُمــّاً * سقـتْ أبنـاءهـا وحـــي السمـاءِ
وربّـتهـم علـى نـــورٍ وتقــوى * وإيمــانٍ وخلــقٍ مسـتـضــاءِ
أبنـت الأكـرميـنَ وأهــل بـيـتٍ * لهمْ فـي الدّهـر مأثـرة العـطــاءِ
ولادتــكِ الضيــاء أليـس يعـنـي * ضـيـاءً للاُمـــومــةِ والوفــاءِ
أبـا الزهــراء يـا روحـاً مفــدّى * بــفاطمــةٍ هنيـئــاً للنـســاءِ
وتــرفع زينـبُ الحــوراء صوتــاً يهــزّ قواعـدَ البـغــي المُـرائـي
وهـا هــي كـلّ امــرأةٍ تراهــا * تساهـمُ فـي الصمــود وفـي البقاءِ
لتُعـطـيَ مـن حضارتهــا مثــالاً * يقـوم علــى الطهـارة والصفــاءِ
وترجـع صـورةَ الإســلام عنهــا * بصـدقِ أمانـةٍ وعُـرى انتـمـــاءِ
وتجعــل يـــومَ فاطمــةٍ منـاراً * لدنيــا العالميـــن بـلا ادّعــاءِ
وعــذراً أهـل بيـت الحـقّ عـذراً * إذا القلـب اشتـكــى بعض العـناءِ
ويــا زهــراء اُمّتــنا هنيـئــاً * لمن انجبـتِ مــن أهـل الفـــداءِ
لقــد دار الزمــان وعـادَ يحــدو * بـثـورات النـبـوّة والسـمـــاءِ
...............................................................
شمس المحبوب
الاستاذ ثامر الوندي
أنا من ثلة عشاق خضر فقراء
ينتظرون وينتظرون وينتظرون
اقدام الليل على أجنحتي
ما أثقل هذا الليل الجاثم فوق طراوتها
كفّرت دمي ورجمت فمي
ونظرتُ بعين الكاره لهشيم الاصنام المتروكة في كعبة قلبي فازداد قلبي فرقاً ساعتها
ما أطول هذا الليل على ثانيةٍ من وقتك يا عمري المحروق
على سجادة عشقٍ لم تبلغ بعد صلاة الصبح
أاُؤذّن وحدي في جرة هجري المشروخة من فمها
واُصلّي وحدي واُنادي يا شمس المحبوب اقتربي
عندي لكِ مثل ولاء العتق وطاعات الأذناب
اقتربي من أجنحتي اقتربي من قافيتي اقتربي من خاتمتي
شمس المحبوب تلوح امام العشّاق الخضر الفقراء
تلوح رغيف شعير يُطعم مسكيناً ويتيماً وأسيرا
شمس المحبوب تحدّق في الكون كثيرا
وترج سنابلنا المنقوعة بالليل الراقد فوق رماد الأشياء
يا قافيتي اشتدي وتلاشي
لا وقت لقافية تتوكّأ أو تتلكّأ
اني استقبل شمس المحبوب على أرضي
لترفرف سنبلة العشاق المطرودين معي
اني احمي قافيتي ليلوح دخان الوصل
شمس المحبوب تلوح وليل الهجر يعدّ تذاكره المخبوءة ليغادر أرصفتي
ما أثقل هذا الليل الليل
كورتُ قناديل الحب المطفأ في الزاوية المنحرفة
لأصب دمي فوق النيران المرتجفة
يا لين كرياتي ما أثقل هذا الليل الليل الليل وشمس المحبوب تلوح تلوح
ترج نوافذي التسع
تفتحها تكشفني بعرائي للألق الشاهق
شمس المحبوب تلوح تلوح تلوح وتصعق هذا الليل الجاثم فوق طراوة اجنحتي
اسحب أعضائي عضواً عضواً منه
فأرى اجنحتي تتفتت في المابين
أنوح أنوح تختلط الدمعةُ برماد قناديلي
فأصب دمي فوق لهيب الوجد
الأرض الحرة ابريق وضوئي
أضربها بيدي فيرتجف الليل الجاثم
امسح جبهتي المسودة من هول المطّلع الشاخص
اتذكر كيف استلقى طوفان بنيٌّ
فوق سرير الأرض فمرت شمس المحبوب
مرّت شمس المحبوب على غرقي
نادتني يا وندي اركب معنا
فركبتُ
وللآن بقلبي نبض يشهق
يا زهراء ويا زهراء ويا زهراء
.............................................................