طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
| موضوع: ولادة الأمام الحسين ع حدث جليل في تأريخ الأحد 26 يوليو - 16:42 | |
| ولادة الأمام الحسين ع حدث جليل في تأريخ الأسلام جعفر المهاجر من حق كل أمة من الأمم أن تحتفي وتبتهج وتعظم وتبجل قادتها وعظماءها وأمتنا الأسلامية زاخرة برموز أفذاذ أناروا الوجود بجهادهم وتضحياتهم قل نظيرهم في أمم أخرى ومن حقنا أن نجلهم ونتداول سيرتهم لكي تستلهم الأجيال من معينهم الهمة والعزم والتضحية والفداء ونبل القيم وسمو الفضائل فكيف أذا كانت تلك النجوم المتلألئة والرموز الناصعة هم من شجرة النبوة الطاهرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ؟الذي أنزل الله فيهم آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة وغيرها من الآيات البينات ؟ قال رسول الله ص ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ) أخرجه الحاكم في المستدرك ج2ص343. وقال رسول الله ص ( أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء ألى الأرض وعترتي أهل بيتي ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )فضائل الصحابة لأبن حنبل ج2 ص585ويقول الأمام علي ع ( لايقاس بآل محمد ص من هذه الأمه أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين . وعماد اليقين . أليهم يفيئ الغالي . وبهم يلحق التالي . ولهم خصائص حق الولايه . وفيهم الوصية والوراثه )نهج البلاغه خطبه 2 الفقره 12 لقد تربى الأمام الحسين وأبنه الأمام علي بن الحسين وأخيه الأمام العباس ع في تلك المدرسة النبوية الطاهرة المطهرة فساروا على خطها المستقيم ولاقوا مالاقوا من الويلات والمصائب نتيجة الحفاظ على سنة رسول الله من الزيف والأنحراف والتضليل الذي حاول أعداء البيت النبوي القيام به واليوم أتناول شخصية الأمام الحسين عليه السلام على أن أتطرق ألى الشخصيتين الأخريين في وقت لاحق أن شاء الله تعالى. الحسين بن علي الشهيد ع هو سبط رسول الله ص وأحد الأئمة الأطهار الذين باهل به رسول الله ص نصارى نجران وجعله حجة على أمته كونه وبحق أمام الهدى والتقى وشهيد الدين الذي توافرت له من التربية والتكوين الروحي والفكري في مدرسة جده ص وأبيه علي بن أبي طالب ع وارث علم رسول الله ص وحجر فاطمة الزهراء البتول الطاهر ع بضعة رسو ل الله ص وسيدة نساء العالمين فتلقى منهم أرقى وأسمى ضروب التربية الأسلامية الحقه فكان تقربه ع ألى الله وانشداده أليه ومحاربة أعداءه المثل الحي في جوانب شخصيته وبقي ألى آخر لحظة من حياته حربا على الطغاة والظالمين المارقين وعلى رأسهم يزيد الذي كان المثل الصارخ في الظلم والفسق والفجور والأنحراف عن الدين . لقد وضعت فاطمة الزهراء البتول ع وليدها الطاهر في مدينة الرسول الأعظم ص فلم يكن أطيب ولا أزكى ولا أنور منه وتردد في أرجاء المدينة صدى ذلك النبأ السارفهرعت أمهات المؤمنين وسائر السيدات من نساء المسلمين ألى دار فاطمة الزهراء ع وهن يباركن لها وليدهاولما بشر رسول الله ص بالوليد خف مسرعا ألى بيت بضعته وهو مهموم الخاطر ثقيل الخطى وقد بدت على وجهه آثار حزن عميق ونادى بصوت خافت حزين ( هلموا ألي بأبني )فناولته أسماء الوليد فاحتضنه وقبله ثم بكى بحرقه فذهلت أسماء وقالت فداك أبي وأمي يارسول الله لم بكاؤك ؟ فأجابها الرسول وقد ترقرقت الدموع في عينيه ( من أبني هذا ) وتملكتها الحيره ولم تدرك المعنى فقالت أنه ولد الساعه !!فأجابها الرسول ص بصوت متقطع النبرات قائلا تقتله الفئة الباغية من بعدي لاأنالهم الله شفاعتي ) ثم نهض وهو مثقل بالهم وأسر ألى أسماء قائلا ( لاتخبري فاطمه فأنها حديثة عهد بولادته ) وبعد أن أجرى النبي الكريم ص المراسيم الشرعية لولادته أذن ص في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وسماه حسينا مثلما سمى أخاه ع حسنا وبعد أن مضت سبعة أيام على ولادته ع أمر النبي ص أن يعق عنه بكبش ويوزع لحمه على الفقراء كما أمر أن يعطى فخذا منه للقابله وأن يحلق رأس وليده ويتصدق بزنته فضة على الفقراء وكان وزنه كما في الحديث درهما ونصف وأمر أهل بيته بأجراء الختان له لقد شاءت أرادة الله أن يكون ذلك الوليد المبارك الذي باركته الملائكة أمتدادا لرسالة جده رسول الله ص وأن يدافع عنها ويضحي من أجلها بروحه ودمه وفكره وبكل أهل بيته ع ليكون قدوة للثوار الأحرار الذين لن يناموا على ضيم ولم يرضخوا لطاغوت حاول أن يسرق الأسلام ويفرغه من محتواه وينصب نفسه صنما متحدثا باسمه وهو والأسلام على طرفي نقيض ذلك هو الفاجر الفاسق الوضيع يزيد بن معاوية الأموي عدو أهل بيت النبوة ع . لقد وقف الأمام الحسين ع بكل صلابة وشموخ وأباء يكلله عنفوان الرسالة المحمدية الغراء وقال قولته الخالدة- أن مثلي لايبايع مثلك - أنها مسؤولية رسالة جده التي حملها الحسين في روحه وقلبه وكيانه كأعظم ماتكون الأمانة ولقد أراد الأمام الحسين ع أصلاح الأمة وتخليصها من كل عوامل الضعف والفساد والأنحلال الذي يمثله شخص يزيد بكل انحرافاته ومجونه وتهتكه ومروقه عن الدين وتبذيره لأموال المسلمين وهو القائل ع ( لم أخرج بطرا ولا أشرا أنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي ) أنه أصلاح ليس على مستوى العشيرة أو المنطقة ولكن على مستوى الأمة برمتها الذي أراد يزيد ومن سبقه أو جاء بعده طمس هويتها وتزييف أرادتها وأطفاء وهجها الحي النقي بسم الله الرحمن الرحيم - يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله ألا أن يتم نوره ولو كره الكافرون - 23-التوبه -لقد أراد الأمام الحسين ع أن يقول لكل المسلمين على مر التاريخ أن الأسلام أمانة ومسؤولية وعمل دائب نحو قيم الخير والفضيلة والصلاح والأصلاح وعليكم أيها المسلمون أن تعضوا على دينكم بالنواجذ وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فهبوا جميعا لأصلاح كيان الأمه في كل عصر ولا تدعوا لرموز البغي والفساد والأنحراف أن يعيشوا بين ظهرانيكم وينقضوا على كل القيم النبيلة في عقيدتكم الأسلامية التي طهرها الله من كل انحراف ومكر وتضليل وأن رسالة الأسلام التي حملها الحسين ع ودفع دمه الغالي ودم أبنائه وأهل بيته الغر الميامين في سبيلها هي النجاة للأمة من كل عوامل ضعفها وتدهورها وتخلفها وانحلالها فما أحرى بالمسلمين اليوم أن يدركوا أبعاد تلك النهضة الحسينية الخالدة ولا يمكن معالجة أمراض الأمة بالخطب المنمقة الجميلة التي سرعان ماتخفت وتصبح كالرماد فالعمل هو المقياس وهو المحك وهو الجوهر في سر نهضة الحسين بسم الله الرحمن الرحيم - وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ألى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون - التوبة - و- لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم - البقره 225فالذي يتولى مسؤولية الأمة سواء أكان رئيسا أو وزيرا أو رئيس كتلة حزبية لها وزراء في الحكومه كل هؤلاء تقع عليهم المسؤولية الشرعية في الحفاظ على قيم الأمة ومبادئ الأسلام الذي نهى عن الظلم والفساد وأكل حقوق الآخرين والتمتع بأموال المسلمين بصورة غير شرعية وهناك من يبيت على الطوى ويعيش في كوخ لايحميه ويبحث عن رغيف الخبز والعلاج والماء الصافي والكهرباء التي أصبحت مواعيد المسؤولين فيها كمواعيد عرقوب والفقراء والمرضى والأطفال يعانون الأمرين في هذا الصيف القائض وكل سنة يحدث الأسوا أهذه هي المسؤولية الأخلاقية التي تدعون أنكم أمناء عليها ياأصحاب القرار وأذا قرأ أحدكم كلامي فلا يقل هذه الأمور لاعلاقة لها بالحسين ع أنها أمانة الأصلاح في الحكم التي ثار من أجلها الحسين ع ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم هكذا قال رسول الله ص لقد جاء الحسين ع للدنيا ليقول ( أيها الناس أني سمعت رسول الله ص يقول من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا بيعته يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله ) فكان حقا عليه نصر دين جده رسول الله والذود عنه والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس ليبلغ رسالته الشرعية أولا للأمة ولتتحقق نبوءة جده المصطفى ص ( أن أبني هذا ستقتله الفئة الباغية ) والمسؤول الذي يقسم بالقرآن ولا يقدم شيئا لشعبه سيكون عونا للفئة الباغية عن الأمام الصادق ع ( أقرؤا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فأنها سورة الحسين بن علي ع وارغبوا فيها رحمكم الله فقال له أبو أسامه كيف صارت هذه السورة للحسين ع فقال ع ألا تسمع ألى قوله تعالى ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي ألى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي واخلي جنتي أنما يعني الحسين ع فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وهنيئا لمن سلك طريق الحسين حقا وفعلا وحشر مع تلك النفس الراضية المرضية التي قدمت كل ماتمتلك في سبيل الله وأحياء دين الله روى أبن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 2/347 عن أبي عبد الله الضبي قال دخلنا على أبن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي بن أبي طالب ع فقال رجعنا من صفين ونزلنا بكربلاء فصلى بنا علي ع صلاة الفجر ثم أخذ كفا من التراب فشمه ثم قال : أوه أوه من هذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب والحسين ع هو سيد شهداء شباب الجنة والذين قاتلوا معه كالصحابة الأوائل الذين قاتلوا بين يدي رسول الله ص وأن سياسة التجهيل التي سعى أليها البيت الأموي ومن سار على طريقتهم هو طمس للشريعة المحمدية الأصيلة وبعد عن الحق ونفاق في الدين والحسين ع ليس لفئة معينة من المسلمين كما يتصور البعض الذين يعيشون في دوائرهم الضيقة التي رسمها لهم ولاة أمورهم بل هو للمسلمين قاطبة وجدير بكل مسلم في هذا العصر أن يستلهم العبر والدروس من نهضة الحسين ع لكي لاتأخذه الأهواء شرقا وغربا ومن أقاله ع ( أعلموا أن حوائج الناس أليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما ) ومن قول له ع ( الصدق عز والكذب عجز والسر أمانه والجوار قرابه والمعونة صدقه والخلق الحسن عباده والصمت زين والشح فقر والسخاء غنى والرفق لب ) ومن قول آخر له ع ( لاتتكلف مالا تطيق ولا تتعرض مالا تدرك ولا تعد بما لاتقدر ولا تنفق ألا بقدر ماتستفيد ولا تطلب من الجزاء ألا بقدر ماصنعت ولا تفرح ألا بما نلت من طاعة الله ولا تتناول ألا مارأيت نفسك أهلا ) ولو طبق هذا الكلام المأثور في مجتمعاتنا الأسلامية لكانت أمتنا خير الأمم في جميع ميادين الحياة ولذابت معظم السلبيات التي تنخر في جسدها فسلام على جد الحسين رسول البشرية ومعلمها ألى يوم الدين وسلام على والد الحسين ع حبيب رسول الله ص ووصيه من بعده وسلام على البضعة الطاهرة ع أم الحسن و الحسين فاطمة الزهراء البتول وسلام على الحسين السبط ع يوم استشهد ويوم ولد ويوم يبعث حيا مع جده المصطفى ص وآل بيته الغر الميامين ع وياليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزا عظيما جعفر المهاجر السويد في 25/7/2009 | |
|