تاريخ تسمية العراق
منذ آلآف السنين قبل الميلاد وفي بداية التاريخ كانت المنطقه التي يقع فيها العراق مقسمه جغرافيا ًالى ثلاثة مناطق: السهل الرسوبي في الجنوب والوسط، والصحراء في الغرب، والجبال في الشمال والشمال الشرقي.
كان يسمى السهل الرسوبي (والذي يشكل 20% من مساحة العراق) في التوراة (شينار وشينعار ) وهذه الكلمة الاكدية مكونة من مقطعين ( شينا) وتعني اثنان (نار) وتعني نهر، وبذلك تعني ارض النهرين (الأمبراطورية الأكدية (2371-2230 ق.م) وأستمرت حوالي 150 عام وعاصمتها أكد في وسط العراق الحالي (منطقة اليوسفية) وتعتبر الأمبراطورية الأكدية اول إمبراطورية أ ُنشأت في تاريخ العالم القديم ومؤسـسها سرجون الأكدي
اطلق المؤرخ اليوناني هيرودتس مصطلح (بلاد بابل) أو بابيلونيا على القسم الجنوبي من السهل الرسوبي (وبابل في اللغه البابلية (باب- ايلو) وبالبابلية القديمة (باب- ايليم) وتعني باب الألهة)
واطلق بلاد آشور (أسرّيا) على القسم الشمالي من السهل الرسوني واطلق لأول مره اسم (مـيزوبوتاميا) المؤرخ اليوناني بوليبوس (Polybus)(202-120 ق.م) على الرغم من احتمال ظهور استعمال هذا المصطلح قبل هذا التاريخ في عهد الأسكندر (331-323 ق م) ومصطلح (ميزوبوتاميا) كما هو معروف كلمة اغريقية مكونة من مقطعين الاول (ميزو) مشتقة من (ميزوس) وتعني وسط، اما (بوتاميا) مشتقة من (بوتاموس) وتعني نهر. فاصبح المصطلح ميزوبوتاميا يعني بلاد ما بين النهرين
قـَسّم السلوقيون الذين حكموا العراق احفاد الاسكندر العراق الى ثلاثة مناطق:
1 – بابلونيا في الجنوب والوسط
2 – ميزوبوتاميا في الشمال
3- بارابوتاميا محاذاة نهر الفرات غرباً ودجله شرقاً
انتشر مصطلح ميزوبوتاميا بشكل واسع جداً في العالم واوربا تحديدا ًبعد ترجمة التوراة الى اللغه الاغريقـية بما يعرف (بالترجمة السـبعينية) خلال العهد السلوقي وفي مدينة الاسكندرية بمصر، حيث ترجم المصطلح (ارام نهرايم) Aram Naharim المذكور في التوراة الى المصطلح ميزوبوتاميا Mesopotamia علماًان مصطلح (ارام نهرايم) اسم لدولة آرامية ظهرت في منطقه الفرات الاوسط (شمال سوريا) في اواخر القرن (13 ق.م) والنهران المقصودان هما الفرات ورافده الخابور او البليخ او كليهما معاً مع الفرات واختفت هذه الدولة من الوجود عندما قضى عليها الاشوريون في القرن(9 ق.م)
اعتقد العلماء ان (بيت نهرين) التسمية (السريانية-الارامية) هي نفس المنطقة التي عرفت بـ (ارام نهرايم) الوارد ذكرها في التوراة.
اثبت العالم الالماني فالكنشتاين ان التسمية (مات بريتم او بريتوم) Mat BiritimBiritum و (بيرت ناريم) Birit Narim اكديتان أُطلقتا على بيت نهرين وبيرت تاريم وهما تعني باللغه الاكدية (شبه جزيرة نهرية)
هناك آراء عديده تخص تسمية العراق:
1- لغوياً اسم عربي ويعني شاطيء البحر، وسمي عراقا ًلدنوه من البحر (اي الخليج) ولأنه كذلك على شاطيء دجلة او الفرات، كما ان اهل الحجاز يسمون البلاد الغربيه من البحر (عراقا ً)، اعرق الشجر وتَعر ّق الشجر اي امتدت عروقه في الارض وسمي العراق لكثرة عروق الأشجارفي الأرض، يقال: اعرق فلان في الكرم، كان له اصل فيه.
والِعرْقُ: اصلُ كل شيء
وعرق السوس: جذور السوس
الـَعرَقـــَـةُ ُ: الصف من اللِبِن والآجر في الحائط
العريق: رجل عريق كريم الأصل
الِـــعر َاقُ :
من البحر والنهر: شاطئه طولا ً
ومن الدار :فـناؤها
ومن الأذن: كفافهُا
ومن الظـُّفر:ما احاط به
ومن الريش: جوفه
ومن الحشــِا: ما كان فوق الســُّرة معترضاً البطن
وعـُراق: الغيثِ : ما يخرجُ من النبات على أثره (يعني اثر المطر)
2- جـاء العراق من لفظه تعني الساحل بالفارسية وهي (ايراه) او (ايراك) وتعني البلاد السفلى او الارض المنخفضة او الجنوبية حسب رأي العالم الالماني هرتسفيلد
3- تراث لغوي رافديني قديم اشتق اسم العراق من كلمة (اورك)Oruk او (انوك)Onuk او ارك او ارخ كما مذكور في التوراة، وهذه الكلمة تعني المستوطن
يقول المؤرخ (اومستد) ان اول استعمال لكلمة العراق قد ورد ذكرها في العهد الكيشي في وثيقه يرجع تاريخها الى حدود القرن (12 ق.م) وجاء فيها اسم إقليم على هيئة (أريقا) الذي تحول حسب رأي أومستد الى (عراق)
أطلق العرب اسم بلاد بابل او ارض بابل على القسم الجنوبي من السهل الرسوبي اما القسم الشمالي فأطلقوا عليه مصطلح (الجـزيرة) او الجزيرة الفراتية وهذه المنطقة تقابل مصطلح ميزوبوتاميا جغرافياً
أما اكثر استعمال لمصطلح (العراق) فقد شاع في بدء الأدوار الأخيرة من العهد الساساني بين القرنين ( 5-6 الميلادي) حيث بدأ إستعماله يظهر في الشعر العربي الجاهلي للدلالة على الجزء الجنوبي والوسط من السهل الرسوبي في بادئ الامر أي مقابل مصطلح (ارض او بلاد بابل) أما القسم الشمالي فيعرف بمنطقة الجزيرة كما مر ذكره في العهد السلجوقي في القرنين( 11-12 م) امتد مدلول المصطلح ليصبح العراق ضاما ً اقسامه الجنوبية والوسطى والشمالية وكذلك امتد ليشمل ما جاور العراق من المناطق الجبلية في إيران وحتى همدان
أطلق العرب على السهل الرسوبي (ارض السواد لكثرة غابات النخيل فيه ) وهذا الاسم كثيرا ً مارافق اسم العراق فقد إقترن اسم العراق في الشعر الجاهلي بالرخاء والخيرات
تبلورت حدود العراق الحالية في العهد العثماني القرن( 19 م) وفي فترة الأحتلال البريطاني 1917 م و ما ترتب على إتفاقـية سايكس- بيكو 1916 م
المصادر:
1- مركز ميتزوبوتاميـا للفن الرافديني، المهندس حامد عبد الرزاق، مدير المركز
2-المعجم الوسيط: الجزء الاول والثاني،
3- دار الرواد-إسطنبول- تركيا