بني العروس الحسيني وشيء من تاريخهم
بني العروس هم من العوائل الحسينية العلوية التي جار عليها الدهر اكثر من الف عام تقريبا الا اننا في هذا الوجيز نلم بما وقع تحت ايدينا من مصادر ذكرت تحرك ولاد العروس في التاريخ القديم والحديث علما ان المنطقة التي عاش وتنقل بها اولاد العروس هي الشرق الاوسط تعد من المناطق التي خضعت الى حروب طاحنة وامراض فتاكة وابادات جماعية منذوا صدر الاسلام والى يومنا هذا طبعا وهذا ينعكس سلبا على التدوين والتوثيق والاحصاء لذا فقد مرت المنطقة بقرون مظلمة من الجهل المطبق الذي ادى الى ان تكون تحت محط انظار الحظارات الطامعة ان تستعمرها وتستعبدها وابقائها تحت الرعاية الاستعمارية المقيتة .
ورغم ما مرة على هذة المنطقة من ظلم وجهل وقهر وتعسف عكس واقعة على حياة القاطنين بها وحول حياتهم الى البداوة القاهرة والحياة الصعبة في وسط الصحراء او بدو شبه رحل متنقلين وراء العشب او الى شاويه وهو بدو يقطنون على ضفاف الانهار مستفيدين من الزراعة البسيطة . لقد وصلتنا المئات من المصادر والمخطوطات التاريخية التي بالامكان الاستفادة منها برفد بحوثنا اذ ما دققنا بها على الروايات وربطنا الاحداث بعضها مع بعض .
نلاحظ ان الامام جعفر الصادق علية السلام ولد القرن الاول للهجرة سنة 83 هجري في المدينة المنورة من نجد والحجاز واستشهد في منتصف القرن الثاني للهجرة وبالتحديد سنة 148 هجري كما جاء ذلك في الارشاد للشيخ المفيد.
من اولاد الامام جعفر علية السلام السيد محمد الديباج وهو اخ الامام موسى الكاظم علية السلام من ام واحدة هي حميدة عليها السلام ولقد ولد محمد الديباج في الربع الاول من القرن الثاني للهجرة وعاصرة مدة امامة والدة الامام جعفر الصادق علية السلام ومدة امامة اخية الامام موسى الكاظم علية السلام ومدة امامة ابن اخية الامام علي الرضا علية السلام وسكن المدينة المنورة في الابواء (1)وقام بثورته الشهيرة ضد المامون العباسي الا ان النجاح لم يكتب الى هذة الثورة واخذ اسيرا الى جرجان حيث يقطن الخلفة العباسي المامون انذاك ونظر لما يتمتع به السيد محمد الديباج من خلق رفيع وعبادة وزهادة في الدنيا فقد كان محط ثقة ورعاية العلويين وغير العلويين من بعد الامام الغريب الرضا علية السلام لذا لم يتمكن المامون ان يسجنة بل جعلة تحت الاقامة الاجبارية في جرجان وعدم السماح له الى العودة الى موطنة الام وهو المدينة المنورة مدينة جدة رسول الله صلى الله علية واله وسلم الى ان مات بجرجان في بداية القرن الثالث للهجرة وبالتحديد سنة 203 هجري كما ذكرت ذالك المصادر التاريخية العديدة .
من اولاد السيد محمد الديباج السيد القاسم الشيخ او الشبية كما ذكرنة بعض المصادر التاريخية والنسبية وكان هذا القاسم قد تزوج من السيدة فاطمة الكبرى بنت عمة الامام موسى الكاظم علية السلام . وقد اعقب كل من يحيى وعبدالله واحمد وعلي
والقاسم الشبيه هو جد السيد الشريف محمد العروس بن علي الخوارزمي . وهو السيد قاسم الشبية وقد سمى بالشبية لشبهه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما ورد ذلك في الكتب النسبية وزوجتة ابنة عمه السيدة العلوية فاطمة بنت الامام موسى الكاظم علية السلام، فبعد فشل ثورة والده محمد الديباج بن الامام جعفر الصادق عليه السلام في بداية القرن الثالث الهجري هاجر الى مصر (2)مع اخت زوجتة زينب بنت الامام موسى بن جعفر علية السلام كما جاء ذلك في كتاب الزينبيات لابي الحسين بن يحيى العقيقي المتوفي سنة277 للهجرة وكتاب عمدة الطالب لابن عنبة الحسيني المتوفي سنة 828للهجرة و كتاب مراقد المعارف للسيد محمد حرز الدين الجزء الثاني مطبعة الاداب في النجف الاشرف لسنة 1971 ميلادي .
كما و ذكر السيد عزيز الدين أبي طالب إسماعيل في كتابه الفخري في انساب الطالبيين والمتوفى بعد 614 هـ مايلي : وإما القاسم بن محمد الديباج فعقبه من ثلاث رجال ، عبدا لله يعرف عقبه – بني طاووس - وهو بمصر وعلي الخوارزمي يعرف ولده ببني الخوارزمي وبني العروس ويحيى الشبيه توفي بمصر ولجميعهم عقب
جميع اعقاب السيد قاسم الشبية عاشوا وماتوا واستخلفوا ذراري في مصر كما وتبوءوا مناصب في مصر لكونها كانت انذاك دولة شيعية يحكمها ابن طولون وهي الدولة الفاطمية وقد حكم السيد يحيى بن محمد حفيد يحيى الزاهد ابن القاسم احد ولايات مصر في القرن الرابع الهجري. وله اعقاب .ولة قبر بمصر وكذلك اختة السيدة الجليلة ام كلثوم ولها ضريح ومزار بناة الخليفة الفاطمي الامر باحكام اللة الذي تولى الخلافة سنة 1101 _1131ميلادي توفيت السيدة ام كلثوم في نهاية القرن الثالث وهي من الزاهدات العابدات تزوجت بمصر ولها اولاد
ومن القبائل التي انحدرت من اصل القاسم الشبية في مصر والمغرب العربي وبالتحديد مناطق شمال افريقيا هم بني طاووس وبني ماجي وبني طيارة .
اما السيد علي بن السيد القاسم الشبية بعد فشل ثورة جده محمد الديباج في مكة وهرب والده القاسم الشريف مع الزينبيات وعائلته العلوية الى مصر (3)فلم يغادر الجزيرة العربية وبقى هناك وعلى الارجح انه ذهب مع جدة محمد الديباج الى جرجان لان المصادر التاريخية وكما بينا تشير الى ان علي بن قاسم الشبيه تزوج من بنت خوارزم شاه ، وهذا ترجيح ممكن لما كان يتمتع به محمد الديباج بشخصية مرموقة وعالية وخصوصا هو عم الامام علي الرضا علية السلام الذي كان هو الاخر تحت الاقامة الجبرية قي مشهد من بلاد فارس قرب الحدود الروسية حاليا فمن المتوقع ان السيد محمد الديباج زوج ابن ابنه من بنت ملك خوارزم وبعد وفاة السيد محمد الديباج هناك عاد السيد علي بن القاسم بزوجتة الى الجزيرة العربية في منطقة الحائل و اثبات الشيء لا ينفي ماعدا .
ذكرت الصادر التاريخة ومنها عمدة الطالب ان علي بن القاسم الشبية يدعى ولده ببني العروس او بني الخوارزمية فقد اعقب علي بن القاسم السيد محمد فقط وكان ذالك في بداية القرن الثالث الهجري ، وقد اعقب السيد محمد والملقب بالعروس، من ولدان هم قاسم وعلي .
قاسم بن محمد العروس وذريته نزولا زيد ويعلى وعلي ومحمد ويعلى وعلي ومحمد وهاشم وشرف شاه وشاهان وعلي ومحمد وعلي ومحمد وعلي والحسن والحسين الخفاف وقد اعقب السيد حسين من اربعة رجال وهم مطهر وحيدر وحسن ومهدي .
اعقب المير مهدي بن حسين من سبعم رجال وهم بحر وشبيل وغليص ومهيا وفضيل وسالم وجبر وجميع اعقابهم في العراق ويدعون اولاد العروس وقد تحالف معهم كثير من الافخاذ والعشائر من غير السادة كما بينه المحامي عباس العزاوي بكتابة عشائر العراق الجزء الرابع باسم الدفافعة.
اما المير حسن بن حسين فقد اعقب من صالح العروس وتفرع منهم ال مكي وال حمادي وال سراح وال وشاح وال سليم وال راضي وال حسين وال غالب وجميعهم يدعوا العجرش او الدغاغلة اولاد العروس .
ان اولاد المير حسن المذكورين اعلاة قسم منهم عادوا الى العراق بعد المعارك التي دارتبين ال العروس وبين الموالي المشعشعيين قبل قرنين من الزمن اما ما تبقى منهم وهم كثيرون فيراسهم اليوم السيد زيدان بن منشد بن حنتوش بن جميان بن حسين بن علي خان بن المير عبد الله بن مؤنس بن نصر الله وهم من البيت الحاكم الذي اشارة الية ج ج لوريمر بيت حسين وهو حسين بن على خان المقصود.
هنا لابد من الاشارة الى ان معظم اولاد المير حسن بن حسين يعيشون في الاحواز والعراق ، اما اولاد المير مهدي فمعظمهم في العراق وخاصتا بغداد وديالى ولم نجد منهم في الاحواز الاقسم من بيوتات ال غليس نزحوا على اثر حادثة وقعت مع بيت داود الطريفي الزعماء في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي .
اما علي بن محمد العروس فقد اعقب محمد واعقابه جميعهم في بلاد فارس ومنهم ابو البشائر ابو هاشم تميم وهو نقيب كرمان وله ضريح يزار هناك كما بينه ابن عنبه بعمدة الطالب ولهم اعقاب جدا كثيرة هناك وانتشروا في بلاد فارس ومنهم من وصل الى سمرقند ولهم تاريخ طويل ليس نحن الان بصدده.
اما ال العروس من احفاد القاسم بن محمد العروس بن علي الخوارزمي ومنهم حسين الخفاف وقد اعقب اربع رجال وهم مهدي وحسن ومطهر وحيدر كما مر ذكرهم وجدنا بالتحديد اولاد المير مهدي والمير حسن من القرن العاشر الى القرن الرابع عشر الهجري يتنقلون ما بين جنوب العراق الى مناطق الاحواز بين شد وجذب وحسب الضروف التي سادة المنطقة حالهم كحال العشائر العراقية الاخرى وبما ان ال العروس بيوتات كثير فتنقلهم يكون منفرد اي تجد قسم منهم في الاحواز والقسم الاخر تجده في العراق ومنهم من يتنقل داخل لراضي بلاد الرافدين والاخر يتنقل داخل اراضي عربستان والاحداث التي تجري على قسم من ال العروس في العراق لا تحدث على ال العروس في الاحواز .
فاولاد العروس في الاحواز ذكرت المصادر انهم قاموا بقتل الوالي المشعشعي (4) علة اثر ارتفاع جبي الظرائب ونزحوا تحت وطات الجيش والعشائر المساندة للدولة المشعشعية الى العراق ونظرا لعدم تمكن العشائر من حمايتهم دفعتهم الى عمق الاراضي العراقية الى ان وصلوا الى ديالى وبغداد والحق بهم اسم الدفافعة لدفعهم من قبل العشائر والبعض الاخر يقول سموا ال العروس من اولاد المير مهدي بالدفافعة لانهم دافعوا عن الحق ضد الدولة المشعشعية وقيل انهم دافعوا عن انفسهم على شكل دفعات وهكذا الحق بهم الاسم بدفعات العجرش ثم صفحت الى ال الدفاعي ثم الى الدفافعة بعد ان الحقت الدولة العثمانية بهم عدة عشائر من المنطقة .
بقي الحال على ما هو عليه الى عام 1809م قام المملوك الوالي العثماني سليمان الصغير بابدال علي الشعيب امير ال العروس والملقبين بالدفافعة كما مر بنا اعلاه بالمدعوا سليمان الداود والحق معهم جمع من العشائر لغرض جبي الضرائب من العشائر العراقية المتفرقة والتي يصعب جباية ضرائبهم ومن هذة العشائر الجبور شمر طوقة الخزاعل السميلات الجوارية الداينية الحميدات ال شكير النجادات واخرى وجميع هذة العشائر دخلت تحت امرة المدعوا سليمان الداود الذي تم تزعيمه من قبل الدولة العثمانية ، وبما ان المدعوا سليمان الداود تم تزعيمه على ال العروس الملقبين بالدفافعة فاخذت كل هذة العشائر اسم قبيلة الدفافعة اما سليمان الداود فاصبح له عائلة وسميت ال داود وذكرتهم المصادر الحديثة انهم الزعماء على الدفافعة كما ذكر العزاوي والعامري والسامرائي والشمري وغيرهم من نسابين القرن العشرين الميلادي .
في عام 1917م سقطت الدولة العثمانية وتملصت العشائر التالية من امرة ال داود وقبيلة الدفافعة وهم الجبور والجوارية وشمر طوقة والداينية .
لغاية عام 1937م ذكر العزاوي احلاف الدفافعة تحت امرة ال داود كل من النجادات والحميدات وال شكير واولاد العروس .
عام 1993 ذكرهم ثامر عبد الحسن العامري في موسوعة العشائر العراقية ج5 وذكر العشائر التي ما زالت متحالفة مع الدفافعة وهم اولاد العروس وعدد افخاذهم مع بيت داود الطريفي الزعماء مع ال شكير ولم نجد ذكر الى العشائر التي ذكرها العزاوي من قبل وهذا دليل على ان العشائر جميعها تملصت من هذا الحلف .
عام 2001م تملص من الحلف كل من ال شكير وقسم كبير من اولاد العروس من الافخاذ السبعة المذكور وهم البحارنة والسوالمة والشبيلات والجبيرات والغليسات والفضيلات والمهيات.
عام 2010 لم يبق في قبيلة الدفافعة الا بيت داود وهم ذرية المدعوا سليمان الداود صنيع الدولة العثمانية وقسم من اولاد العروس الذين تمسكوا باسم الدفافعة ، وقد شن ال داود حملة اعلامية على ال العروس الذين تملصوا من امرة ال داود ولكن ال العروس الان يعدون اكثر من 2500 بيت تحت راية ال مهدي بني العروس الحسيني وعادوا الى اصل انتمائهم العلوي كما وتحالفوا مع ابناء عمومتهم من ال وشاح وال حمادي وال سليم وال زامل وال جنيع وهذةى الحمائل تتواجد في بغداد والبصرة وكربلاء .
(1) معظم الكتب التريخية ذكرت الابواء هي محل سكن السيد محمد الديباج وتفرد في ذلك صاحب كتاب عمدة الاخبارفي مدينة المختار للمحقق العلامة الشيخ احمد بن حميد العباسي ص272 تكلم عن روضة خاخ وذكر فيها منازل محمد بن جعفر عليه السلام وعلي بن موسى الرضا عليه السلاموفيها مزارعهم وابارهم وتسمى الخضرا .
(2) راجع كتاب الموسوعة العلمية في انساب القبائل العربية ص193
راجع كتاب نهاية الارب في معرفة انساب قبائل العرب للقلقشندي ص124.
راجع مسالك الابصار للمقر الشهباني ، جاء في هذة المصادر بيان هجرة زمرة من اولاد جعفر الصادق الى مصر مع تفاصيل .
(3) انظر نهاية الارب في انساب قبائل العرب للقلقشندي ص124 يقول قال : الحمداني وجاءت طائفة من بني جعفر الصادق (يتكلم عن وقت قيام الديباج بالثورة العلوية) الى مصر فنزلوا بصعيدها من بحري منفلوط الى سمالوط غربا وشرقا ولهم جدود في بلاد اخرى يسيرة (ويقصد هنا بهجرة القاسم الشبيه بن الامام محمد الديباج ) وذكر المقر الشهباني بن فضل الله في كتاب مسالك الابصار وفرقة منهم في بلاد الشام والقدس الشريف، كذلك ذكر ت الموسوعة العلمية في انساب القبائل العربية ص193بنزول بطن من بني هاشم من اولاد جعفر الصادق بصعيد مصر ثم انتشروا منها الى المحافظات الوجه البحري .
(4) راجع قبائل عرب خوزستان للكاتب كاظم بور ج4
انظر معجم العامري للقبائل والاسروالطوائف في العراق تاليف ثامر عبد الحسن العامري الطبعة الاولى لسنة 2001 بغداد ص224.