الدولة - أي دولة في العالم - يشترط أن يتضمن دستورها وجود ثلاثة رموز أساسية هي: العلم / الشعار / النشيد الوطني ، ويمكن للدولة أن تغير أيا من رموزها الثلاثة أو كلها حسب ما تراه الحالة العامة ومضمون الرموز .
وهكذا الحال تقريبا في العراق ، ففي تاريخها الحديث لم تستقر على نشيد وطني واحد وإنما استعملت إلى حد الان أربعة أناشيد وطنية مختلفة ، وذلك على النحو التالي:
1 - عندما أعلن استقلال العراق عام 1932 وقامت المملكة العراقية الهاشمية بقيادة الملك (فيصل الأول بن الحسين) ، تم اعتماد نشيد وطني يتكون من ألحان موسيقية دونما كلمات وكان اللحن طويلا إلى حد ما .
2 - في عام 1959 وبعد عام واحد من قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 التي أعلنت قيام الجمهورية العراقية بزعامة الرئيس الراحل (عبد الكريم قاسم الزبيدي) ، تم اعتماد نشيد وطني عنوانه (بلادي العراق) وكان أيضا بلا كلمات ويتكون من لحن حماسي ذو إيقاع عسكري .
3 - في عام 1965 وبعد عامين من الانقلاب الذي قام به (عبد السلام محمد عارف) عام 1963 وأطاح فيه بعبد الكريم قاسم ، أعلن عن اعتماد نشيد (موطني) الذي كتب كلماته الشاعر الفلسطيني (إبراهيم عبد الفتاح طوقان) ولحنه الأخوان اللبنانيان (محمد سليم فليفل وأحمد سليم فليفل) وهو نشيد يتحدث عن العودة إلى الأرض والأماني بوطن قوي متقدم ومزدهر .
4 - في عام 1981 وبعد وصول (صدام حسين المجيد) إلى الرئاسة عام 1979 واندلاع الحرب مع إيران عام 1980 ، تم اعتماد نشيد (أرض الفراتين) الذي كتب كلماته المقدم (شفيق عبد الجبار الكمالي) ولحنه (وليد جورجيس جولمية) ويتحدث النشيد عن حضارات العراق السابقة وعن العروبة وحزب البعث الحاكم آنذاك في العراق ، لكن كلا من شفيق الكمالي ووليد جولمية كوفئا من قبل صدام حسين بالقتل والإعدام .
5 - في عام 2003 وبعد سقوط حزب البعث ورئيسه صدام حسين ، أعيد استعمال نشيد (بلادي العراق) الذي كان في بدايات عهد الجمهورية العراقية ، علما أنه في أواخر عهد صدام تغير اسم الدولة من (الجمهورية العراقية) إلى (جمهورية العراق) .
6 - وأخيرا في العام التالي 2004 تقرر استبدال نشيد (بلادي العراق) بنشيد (موطني) وما يزال لحد الآن مستعملا كنشيد وطني في العراق .
التساؤل الذي يطرح نفسه: هل ستشهد الأيام القادمة اعتماد نشيد وطني آخر للعراق في ظل هذه الفوضى التي تعم أرض الرافدين ؟