الامام جعفر الصادق عليه السلام

جعفر الصادق بين شرف النسب ومدرسة الفكر


لم تتعرض فرقة من فرق المسلمين المذهبية لمثل ما تعرضت له فرقة الشيعة حيث تعرضت قديماً وحديثا – لتعامل مُقذع ومُفزع وسط افتراءات مضلّلة على الرغم من تبنى زعماء الشيعة لقضايا اجتماعية تدعو للعدل الاجتماعي والتنوير الفكري من خلال فاعليه سياسية أتاحتْْ لهمْ حتى الوقوف والتصدي للأخطار الخارجية، والدفاع عن حدود دار الإسلام.

ومع ذلك توالتْ الاتهامات لمواليهم، والتشكيك في نسب أئمتهم، ووصم دعوتهم وعقيدتهم بالكفر والمروق، فضلاً عن اتهامهم بالعمالة للصليبيين !!
ولسنا هنا بصدد رصد كل تلك الافتراءات لكشف خيوط المؤامرة حول آل البيت " أو العلويين " أو فرقهم الزيدية " أو " الإسماعيلية " ولكننا نريد أن نُنوّه بأن معظم الكتابات " السُنّية " - إن صح التعبير- تعمل على توسيع دائرة الخلاف بين أبناء العقيدة الواحدة وتعمُق الثارات التاريخية المتعاقبة والموروثة من كتب السلف والمصادر الأولى التي لم تستوعب الطابع الفلسقي والجدل الكلامي في أمور عَقدية لدرجة أنهم وصفوا هؤلاء بالكفر، وكل من اتبعهم بالامحاء، وقد تناس هؤلاء أن العلويين هم أمتداد لشجرة زكية، شرف نسبها ضاربُ بجذوره في أعماق الأرض، وعبق رياحينها يُعانق عنان السماء.. لقد تناسى هؤلاء " المتطرفين " إن كافة المسلمين يدعون الآل البيت مراراً وتكراراً في صلواتهم اليومية { اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ... } هذا فضلاً عن ورود آيات تبنًات بتبجيل آل البيت وتُشيد بفضائلهم ومناقبهم !
وجاء في كُتب صِحاح الأحاديث ما يُفيد تبى رسول الله لهم والدعوة على من عاداهم.. وكأنَّ في تلك الأحاديث تنبؤ بما سيحل على العلويين منذ التحكيم واغتيال علي ع إلى فاجعة كربلاء إلى مجزرة فخ وغيرها من سلسلة الاضطهادات الآل البيت الذي حُكم على تاريخهم بالظلم ليقضى زعمائهم حياتهم في السجون والسراديب أو في خوف المطاردات والملاحقات.
* ومن أبرز رموز الشجرة العلوية الشريفة ، أحد الأعلام البارزين والأئمة الطاهرين " جعفر بن محمد الباقر " ( 80هـ : 148 هـ / 699 : 765م . :