مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد بنيويورك مؤخراً لاقى استحساناً كبيراً في أمريكا والغرب لأنه جاء بمبادرة سعودية ولأنه وإن كان ظاهره البحث عن سبل مكافحة التطرف ونشر ثقافة السلام بدل ثقافة العنف والقتل إلا أنه تأكد أنه مؤتمر مكرس أساساً لخدمة الغرب والصهاينة وتوجهاتهم المعادية للعرب والمسلمين وللتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وتأكد الآن أن هذا المؤتمر لم يحقق أي نجاح لأن أبرز من حضره وشارك في أعماله هم مجرمون وقتلة صهاينة مثل الإرهابي "بيريز" أو عملاء وخونة لأمتهم مثل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي شاءت الأقدار أن يكون حاكماً لأكبر بلد إسلامي يضم أعظم مقدسات المسلمين في مكة والمدينة المنورة.
كما تأكد أن الملك السعودي اتخذ المؤتمر وسيلة لتبييض وجهه لأنه المتهم الرئيس من قبل جميع الهيئات الحقوقية الإنسانية بأن نظامه يتبنى فكراً دينياً متعصباً قائماً على أساس تكفير الآخرين وإباحة قتلهم.
ثم إن أية مبادرة جادة وحقيقية لإحلال السلام وتحقيق الصلح بين أتباع الديانات ينبغي أن تقوم على أساس متكافىء تبدأ أولاً من الغرب وحثه على تغيير نهجه القائم على تشويه صورة العرب والمسلمين في جميع أجهزته ووسائله ومناهجه التعليمية والإعلامية .
إن هذه الصورة السيئة للعربي والمسلم هي أساس الثقافة السائدة الآن في المجتمعات الغربية ..فلماذا لم يطالب الملك السعودي بإلغائها؟! فنراه بدل ذلك يدعو إلى العكس ويتجاهل هذه الحقيقة لأنه يعلم بأنه ستوجه إليه الاتهامات هو الآخر بأنه يرعى نظاماً مشابهاً قائماً على مؤسسة دينية فكرية وهابية معادية للحريات الدينية حتى في بلاده.
إن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لا يمكنه لتلك الأسباب أن يكون ممثلاً حقيقياً في مؤتمر حوار الأديان أو غيره من المؤتمرات ..فهو فاقد للشرعية أولاً ثم إنه دينياً وسياسياً غير مؤهل لذلك.
وإذا كان ثم نجاح للمؤتمر فهومن نصيب الصهاينة فقط لأنه يقوي موقفهم ويزيل الحاجز النفسي معهم ويزيد من هيمنتهم وطغيانهم أما العرب والمسلمين فلن يحصلوا على أي شيء !.