زيارة العاهل السعودي إلى الفاتيكان والدعوة لما يسمى بحوار الأديان ليس الغرض منها كما روجت له وسائل الإعلام السعودية من أجل نشر التسامح بين البشر.. لأن نظام آل سعود لا يؤمن بمبادئ الخير والتسامح حتى بين معتنقي الدين الواحد فهو يمارس كل أساليب التمييز الطائفي بين المسلمين الشيعة والسنة.
فكيف لعقلية متطرفة كعقلية الأمي عبدالله بن عبد العزيز أن تسعى إلى حوار للتسامح بين الأديان؟!.
إن رحلة التعايش بين الأديان والتخلص من موروثات الماضي وثقله بانتشار التمايز والعداوات ليست من مشمولات النظام السعودي الذي يفسر العقائد الدينية بما يخدم مصالح وأهواء أمراء آل سعود ولا يعترف بأن الرسالات السماوية هي مشروع رباني لانقاذ الناس من ظلمات التخلف إلى نور الحياة واعتناق كلمة التوحيد لكل إنسان يتصف بالأهلية وضمان حرية المعتقد.
فالإسلام ليس كما يصوره نظام آل سعود ويحاول تصديره إلى العالم على أنه دين التخلف والإرهاب ومحاربة الأديان والقيم الأخرى وبأنه يقوم على السيف بدلاًمن الكلمة.
الإسلام بنى قواعده الشرعية وتعاملاته على أسس أخلاقية وإنسانية، وانتشر في كل قارات الدنيا لأنه يحمل أخلاقيات الإنسان والرسالات السماوية.
إن النظام السعودي الذي يدعو مليكه اليوم لحوار الأديان هو ذات النظام الذي هيأ الأرضية الخصبة التي ترعرع فيها الإرهاب وهو من أنجب جحافل المتطرفين وهيأ لهم كل الظروف وقدم لهم الأموال والدعم.
إن الهدف المخطط له من قبل حكومة آل سعود هو استباق الاحداث بعد هزيمة الحزب الجمهوري الحليف الاستراتيجي للنظام السعودي وصعود الديمقراطيين الذين يرفعون شعار التغيير الذي ارتعدت له فرائص نظام آل سعود الذين يخافون من أي تغيير ويخشون على علاقاتهم التاريخية مع الإدارة الأمريكية خصوصاً بعد إعلان الرئيس الجديد خطته بالاستغناء على نفط الشرق الأوسط.