كر?وك مدينة للجميع

عباس البياتي- الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق و عضو الجمعية الوطنية من الائتلاف العراقي الموحد و عضو لجنة صياغة الدستور العراقي :



س: ما هي هوية كركوك الأساسية وهل هي مدينة كردستانية تاريخيا وجغرافيا؟



مدينة كركوك للجميع مدينة تعبر عن التنوع العراقي بأطيافه القومية والمذهبية وبالتالي هذه المدينة لم تصطبغ في أي يوم من الأيام بأي صبغة قومية خاصة، وإنما كانت دائما نقطة تلاقي وتلاقح بين كل المكونات وكانت ثروات المدينة للجميع، وفي مساحة كركوك مكان للجميع.

من هنا فإننا نقول إن هويتها بالدرجة الأولى عراقية وثم في إطار هذه الهوية وجدت كل القوميات من العرب والتركمان والكرد والمسيحيين وجدوا أنفسهم أنها مدينتهم كل بمقداره وحجم علاقته بهذه المدينة، ولم نسمع سابقا أنها كانت جزء من خارطة اكبر غير خارطة العراق لم نسمع إنها كانت جزء من ولاية أو جزء من إقليم أو محافظة وإنما هي مدينة قائمة بذاتها ومرتبطة بالمركز.



س: من له القرار النهائي في موضوع اعادة كركوك الى اقليم كردستان او بقائها ضمن الادارة المركزية المباشرة ؟



الديمقراطية تقول بان رأي الناس هو الاساس والمقياس في تحديد مصير أي مدينة من المدن، وبالتالي مصير كركوك بيد ابنائها من كل التلاوين ولكن نظرا للتعقيد السياسي الذي يكتنف هذه المدينة وعليه لا بد ان يكون التعبير عن هذه الارادة بالشكل الشفاف والمباشر ويشرف عليه مراقبين دوليين عبر استفتاء حر ومباشر.

نحن الآن في عهد الديمقراطية وفيه لا يمكن باي شكل من الاشكال ان نفرض على الناس أي هوية او أي شكل سياسي ما لم يكن هناك ارادة حرة وما لم يكن هناك استفتاء مباشر وعليه فان ابناء المدينة هم الذين يقررون.



س: ما رأيك بالخارطة التي قدمها اعضاء في برلمان كردستان؟



هذه مطالب قد تكون مستحقة من وجهة نظر كردية، لكن من وجهة نظر واقعية ووجهة نظر عراقية لا يمكن ان تطالب بمدينة وهناك اناس قد يكون لهم رأي آخر الديمقراطية تعني العودة الى رأي الناس لا يمكن ان تحكم على الحاضر بوثائق تاريخية فقط لان في التاريخ مجال للاجتهادات.

انت مثلا تفهم وتعرف من التاريخ ما يدعم ادعائك ومطالبك، وكذلك الحال معي فانا استطيع ان اغرف من التاريخ ما يناسب ادعائي ومطالبي، نحن الآن ابناء الحاضر ونقول ينبغي ان نعيش معا في هذا الوطن، و بالتالي مصير كركوك يجب ان يحدد ليس على اساس ما يطالب به البعض وانما يحدد بما هو اصلح لابناء هذه المدينة وما هو اصلح للعراق ووحدة العراق.

هذه الوثائق التاريخية لو قرأناها من جانب آخر سنجد ان لتركيا الحق بولاية الموصل ونحن لا نقر ذلك لان ولاية الموصل انتهت واصبحت جزء من العراق والعراق يتكون من الحدود الحالية انا في داخل الدولة فان الحدود الحالية قد نشأت لاسباب ادارية وتنموية وتجارية وغيرها لكن داخل العراق لا يمكن ان نقسم انفسنا عرقيا وقوميا وطائفيا والا سوف نتحول الى كانتونات ولا نتكون وطن واحد.



س: في حالة اصرار الكرد على ضم كركوك لاقليم كردستان كيف يمكن ضمان حقوق الاقليات؟



ليس لموضوع الحاق كركوك بكردستان وجودا على بساط البحث الآن، ما يبحث في الوقت الحاضر هو النظام السياسي الفيدرالي والاقرار بهذا النظام.

التركمان والاشوريين لديهم حقوق في العراق وليس في كركوك فقط لانهم جزء من الشعب العراقي وهم يطالبون بحقوقهم من المركز في بغداد ويجب على المركز في بغداد احتضانهم واحترام حقوقهم وهوياتهم ولا يمكننا الآن ان نبني تصورات على شئ لم يتحقق على ارض الواقع.



س: هل يمكننا الاخذ بالحقائق الجغرافية في حل قضية كركوك وهل هناك عوامل اخرى يجب الاخذ بها لحل هذه القضية ؟



لا يمكن القول بان مناخ كركوك واراضي كركوك تشبه مناخ واراضي السليمانية مثلا، فلكركوك سهلاً منبسطاً ولا يوجد في كركوك جبال، نحن لا يمكننا الاعتماد على حقائق تاريخية او حقائق جغرافية نحن نعتمد على الحقائق الاجتماعية السكانية، وهذه الحقائق تؤكد ان في كركوك العرب والتركمان المسيحيين، وأنهم يشكلون اغلبية مقابل الكرد لو نأخذ العرب والتركمان والمسيحيين مجتمعين فهم يشكلون نسبة 65% من سكان كركوك. فكيف تحكم على 65% بهوية وانت لم تأخذ رأيهم؟ لا بد ان تأخذ رأيهم فالحقائق الاجتماعية لا بد ان تبرز وان يكون لها دور.

والنقطة الاخرى هي الحقائق السياسية نحن الآن في دولة في طور التشكيل الجديد وفي نظام سياسي يتبلور يوما بعد آخر، لا يمكن لهذه الدولة وهذا النظام السياسي ان يستند على اساس ادعاءات او على اساس معين وانما لا بد ان يكون على اساس التوافق والتفاهم مع الجميع فاذا ما تريد مني ان اسير معك فلا بد ان نتوافق ونتفاهم، اما ان افرض انا رأيي وصوتي وقراري عليك هذا يبدو مجانب للحقيقة والواقع.



س: هل لديك حلول لهذه القضية؟



الحل الأول والأساسي هو الرجوع إلى رأي الشعب والثاني هو اعتماد الأدلة والإثباتات التي تؤكد كركوكية أي إنسان أنا لا يمكنني ان ادعي إنني من كركوك وانا لا املك أي شهادة إثبات أو ولادة أو أي تمليك في هذه المدينة، فلا بد ان يكون لي جذور وعلاقة وارتباط سابق بها، والا فان من الممكن شحن المدينة باعداد من السكان وهذا سيؤدي إلى ما يؤدي إليه.

واذا كانت هناك صيغة إدارية متطورة خاصة بكركوك كاقليم يحفظ حق الكردي والتركماني والعربي والمسيحي على قدم المساواة، لماذا الاصرار على ان تكون كركوك جزء من خارطة ؟.



أجرى اللقاء مراسل (نقاش) في بغداد ياسين الربيعي