عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: إعداد الموني في الموصل قديما السبت 5 يوليو - 7:39
مهمات ولوازم إعداد الموني
في الموصل أيام زمان
عبد الجبار محمد جرجيس
كان في أيام إعداد المونة في فصلي الخريف وأواخر الصيف نكهة تراثية خاصة يحلم بها من كان قد مارسها في ذاك الوقت، وما هي المستلزمات المهمة التي تعدها الأسرة الموصلية آنذاك، ومن هذه المستلزمات:
1- البغاني: جمع برنية او بغنية، وتدعى بستوكة في عامية بغداد. وهي عبارة عن شبه جرة من الطين المشوي (الخزف) مصبوغة باللون الأخضر من الداخل والخارج، وتستخدم لكبس وعمل المخلل والزيتون، ومنها تستخدم لكبس الجبن في الشمال وغير ذلك من المكبوسات. ومنها ما يستخدم لخزن الدهن الحر، او الحلو، او العسل ونحوه وجاء في كتاب الصحاح: (البرنية) إناء من الخزف. وهي على أحجام كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
2- البرمة: وعاء من الطين المشوي، صغير غير مطلي باللون الأخضر، يستخدم لوضع المواد المكونة لآكله (البرمة) التي ترسل الى كرخان الحمام الشعبي لوضعها في موقد النار (الكرخان) حتى الصباح.
3- الكوارة: او الكواغة، وهي وعاء من الطين اسطواني الشكل، يتراوح ارتفاعه بين (متر والمتر ونصف) أما قطره فهو ما بين (50-70سم)، له قاعدة مسطحة فوهته أضيق من قاعدته. وبجانب القاعدة (كورة) صغيرة تسمى (غواج) تسد عادة بخرقة مكورة ليسهل استعمالها. جمعها (كويغ)، وتستخدم عادة لخزن المؤن في السرداب. كالبرغل والرز والتشيشي والعدس وبعض اليابسات، وتصف الواحدة بجانب الأخرى، وهي لا تتأثر بالرطوبة شتاء ولا بالحرارة صيفا. فهي تحفظ هذه المؤن وتحافظ عليها.
وهناك مقولة او مثل شعبي يقول (نامت البنيغ.. وقامت الكويغ) ومثله المثل بغدادي: (الطابوق نام والاسكنك قام) والاسكنك، قطع الطابوق الكبيرة المكسورة والتي تستخدم في رصف الشوارع... ويضرب المثل حينما يتوارى أصحاب الرأي السديد والفكر الصائب ليحل محلهم حثالة الناس.
4- السد: وجمعها سدود، وهو إناء من الفخار اكبر من البراني، وتكون فوهته واسعة ويتراوح ارتفاع الواحد في حدود المتر او أكثر في حين القطر للسد ما بين النصف المتر او أكثر، وتستخدم لحفظ الموني بأنواعها في البيت، وعادة مطلية بالدهن او الصبغ الأخضر من الخارج والداخل، وأحيانا غير مطلية. وتصف هذه السدود. الواحدة تلو الآخر في سرداب،
5- الغوبيل: او غربال، وهو منخل الطحين، او الحنطة من نسيج المصران المدبوغ حيث يكون قويا ومتماسكا يستخدم لنخل الحنطة او العدس وغيره وتخليصه من الأوساخ او ما علق به من الشوائب.
قال أبو عمر وهو يصف الحنطة:
يحملن حمراء رسوبا لنقل
قد غربلت وكربت من الفصل
وهذه تستخدم أيضا في إفشاء السر، وهتك الحقيقة بالمثل الشعبي، أما يقال: يحفظ السر بالغوبيل.
وقال ابن أبي الطيري:
اغربالا إذا استودعت سرا
وكانونا على المتحدثينا
6- الشوش: من العادة أيضا قيام ربة الأسرة، أم البيت بتهيئة عدد لا باس به من الشوش. وهي القناني الزجاجية الفارغة لعدم وجود مادة البلاستيك سابقا، وتستخدم هذه الشوش لوضع. الطرشي او المكبوسات الأخرى او الطحينية او الحلو الدبس وأحيانا الدهن. وقلما تجد بيتا ليس فيه هذه الشوش، وهو جمع شيشة او شوشة. او البطل.
7-المناخل: في السابق كانت المطاحن الحجرية الأهلية هي سائدة وهي تلفظ (موخل).. وهي عبارة عن إطار من الخشب بعرض 10سم، وتوضع (النخالة) التي كانت تباع الى أصحاب الحيوانات، مثل البقر والجمس. وهذه المناخل على أنواع، منها الكبيرة ومنها الصغيرة، ومنها الأنعم التي لا تسمح بنزول الطحين. بالفضلات او القشور.
من المناخل (الشالوبي) وتستخدم لنخل النشا والدقيق، والنشا هو منقوع لب الحنطة ويكون انعم من الطحين ويستخدم في عمل (البقلاوة) او الدهن أي الصمغ بالنسبة لعاملات السكاير، حيث لم تكن الاصماغ من ضمن ما يباع في الأسواق ولا ننسى الأكلات الموصلية التي سادت فترة من الزمن وكانت المواد الأولية لها بعضا منها او اغلبها من هذه المونة، وهي الكشكا، الكبب، المزحلقة، الزببية، الزنكل، الحسو(الحساء)، المحلبية، السلق والبرغل، نعيمة البرغل، الزنكي، وسنفرد بابا لهذه الأكلات الموصلية مستقبلا ان ساعدنا الوقت ليطلع أبناء هذه المحافظة على تلك الأكلات، ومنهم من أكلها وتلذذ بها، ومنهم من سمع بها فقط
ابنة الحدباء مشرفة
عدد الرسائل : 385 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 01/01/2007
موضوع: رد: إعداد الموني في الموصل قديما الجمعة 8 أغسطس - 17:02
الله على تلك الايام التي كنا نشاهد اهلنا كيف يعدون الموني ونشارك بعمل السليقة ويتعاون ابناء المحله فيما بينهم لانجاز السليقة