الاستحمامات المستحبة في الحمامات الشعبية

الاستحمامات المستحبة في الحمامات الشعبية

عبدالجبار محمد جرجيس

-1 غسل الجمعة: حيث يعتبر غسل الجمعة من السنة وخاصة المصلين منهم حيث يذهب الرجال الى الحمام في المحلة قبل صلاة الفجر للاستحمام ليدركوا صلاة الصبح في وقتها، في حين تذهب النساء مع أطفالهن بعد صلاة الفجر فعن أبي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (غسل الجمعة واجب على كل محتلم والسواك وان يمس من الطيب ما يقدر عليه).

-2 غسل العيدين: فغسل عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى من الاستحمامات المستحبة للمسلمين من الرجال والنساء فترى الحمامات الشعبية مزدحمة في ليالي العيدين ازدحاما شديدا للتطهر واستقبال العيدين بطهارة كاملة.

-3 ليلة الزفاف: فالعريس يذهب الى حمام المحلة مع بعض أصدقائه وأقاربه قبل الزفاف للاستحمام وعادة يكون الحساب على أحد الأصدقاء وعلى شرف العريس ويتخلل فترة الاستحمام الفرح والمرح والمزاح البريء بين الأصدقاء يصاحب ذلك بعض مقاطع من الأغاني والبستات الشعبية الموصلية احتفاءً بالعريس ويقدمون له المناشف النظيفة والعطور الفاخرة وهنا يأتي دور الدلاك بالقيام بتدليك العريس تدليكا جيدا بعد ذلك يخرج الجميع الى خارج صحن الحمام الى مكان المشلح فيجلس العريس وأصدقاؤه من المحبين والجيران ويشربون الشاي أو نوم البصرة أو الدارسيني ثم يلبسون ملابسهم ويخرجون، أما العروس فتذهب مع أهلها وأقاربها الى الحمام قبل يوم من الزفاف استعدادا لبيت الزوجية وليلة الزفاف ومن عادة المواصلة ان تهرج وتفرح الحاضرات في الحمام وهن يغنين الأغاني الشعبية الموصلية ويصفقن ويضربن بالدنابك او القعادي فرحا واستبشارا بالعروس ويرددن هذه المقاطع:

التشلحوا مالا والتلبسو مالا وأبوها تاجر حلب جياب الحمالا

واشكن جلبنالا البراق جبنالا غيتو طيب أبوها كل الذهب مالا

واشكن جلبنالا اللولو جبنالا غيتو يسمع حموها كل الذهب مالا

وفي الصباح بعد الزواج يذهب العريس مع أصحابه الى الحمام فيستحمون ويقدم العريس مبلغا من النقود الى الحمامجي هدية بمناسبة زواجه.

-4 حمام الامفيس: أو حمام السبعة بإمالة الياء ويسمونها (انفيس) أو (نفسي) وتبقى بهذه الصفة منذ ان تضع مولودها البكر (الاول) حتى ذهابها الى الحمام والاغتسال في اليوم السابع من الولادة. وللذهاب الى الحمام في هذا اليوم عادات كانت متبعة حيث توجه الدعوة الى الأقارب والأصدقاء والجيران قبل يوم أو يومين من موعد الحمام.

فتاتي الغسالة الخاصة بالمرأة الى (القيمي) لتتفق معها على عدد المدعوات ونوع الحفلة التي ستقام داخل الحمام وعدد أحواض الحمام التي ستحجز وفي اليوم التالي تكون كل مدعوة قد أرسلت (بقجة) ملابسها قبل آذان الظهر تتقاطر المدعوات من النساء والبنات وترى انه لا مانع لدى أم (الامفيس) من دعوة الأخوات والقريبات وبعض نساء الجيران وبعد اكتمال العدد يسير الجميع الى الحمام وهن فرحين مبتهجين ومسرورين ويصفقن على أصوات الهلاهل والزغاريد وتتقدم حاملة الشموع امام الموكب وتزداد فخامة الموكب اذا كان المولود (ذكرا) لان المواصلة يحبون ان يكونوا اول المولود ذكرا ليحمل اسم العائلة، واذا كان والده غنيا او وجيها فيبدو ذلك واضحا من ضخامة الموكب وأصوات الهلال وتصفيق الأحبة، عند مدخل الحمام تقوم (القابلة) المولدة تكسير بيضة على عتبة الحمام في المدخل لدفع عين الحسود عن المولود وانكسار الشر ثم تتخطى العتبة تتبعها المدعوات الى داخل الحمام. في صحن الحمام تكون (القيمي) في الاستقبال والترحيب والدعوات بالبركة وإطالة العمر والتربية في عز والده وقد فرشت المساطب وأوتاد نار الشاي الى جانب الأطعمة المتنوعة التي ترسلها والدة الامفيس الى الحمام للغداء، حالما تدخل الامفيس الى أرضية الحمام تستقبلها المدعوات بالهلال والزغاريد وتبدأ الحملة بالضرب على الدنبك او القعادي وترتفع أصوات الغناء والطرب، بعد ذلك تباشر المدعوات بمساعدتها على الاستحمام فيدهنون جسدها بالزعتر ويفركون أعضاء جسمها من الأكتاف والظهر والصدر لتعود لها عافيتها وقوتها من جراء ما لاقته من تعب الولادة وهن يرددن هذه المقطوعة:

(بالالفيا خطار الالفيا، راية البيضا لام محمد) أي العريس والد المولود الجديد تتبعها بعض المدعوات بترديد:

التشلحو مالا والتلبسو مالا أبوها تاجر حلب جياب الحمالا

وبعد الاستمرار في ذلك يتم إنهاء الاستحمام ويخرجن الى المشلح ويرتدين ملابسهن ثم يأخذن الغذاء وبعدها يعودون الى الدار.

موضوع جميل جدا .. جزاك الله خيرا اخي

» الحمامات الشعبية في الموصل
» الحمّامات الشعبية
» من مقاهي الموصل الشعبية
» بدايات ظهور القهاوي الشعبية
» الحركة الشعبية لاجتثاث البعث ترحب بألغاء