وسط الهرج السائد في الساحة السياسية العراقية تعرض علينا بين الحين والأخر أفكار مشبوهة ومغلوطة تحتاج إلى تحرير وضبط وفرز وأخرها ما يسمى المؤتمر الوطني العراقي الذي من المفروض أن يحتوي جميع ألوان الطيف العراقي دون أن يتعدى أو يتجاوز فئة دون أخرى من خلال التعامل ضمن الظوابط والمعايير الرسمية والاجتماعية. ولكن ما الحيلة عندما تغلق في وجهك الأبواب ؟ .
إن المؤتمر الوطني العراقي منح الأقلية الشبكية مقعداً واحداً فقط وهو لا يلبي طموح الشبك بما يتناسب مع النسبة السكانية والتكوين الجغرافي ضمن محافظة نينوى الذي هو موطن الشبك ومع هذا فقد حضر ممثلوا الشبك وعددهم أربعة أشخاص جلسات المؤتمر لتحقيق وحدة الصف الوطني والمصلحة العامة ولكنهم منعوا من الكلام والتعبير عن رأيهم والفئة التي يمثلونها , وسلب منهم مقعدهم الوحيد والمؤتمر يسعى كما يدعي في أوراق العمل إلى عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد !؟ ونسي المؤتمر الموقر أو تناسى أن الديمقراطية تعني حرية السلوك والمعتقد والتفكير والكلام من دون المساس بحريات الآخرين والقانون والاعتراف بالتقاليد وعدم الخروج عن الآداب العامة والأخذ برأي الأغلبية واحترام رأي الأقلية والفيدرالية تبنى على أسس جغرافية والعدالة الاجتماعية والتعددية هي التعايش السلمي ضمن الوطن الواحد.
لقد تم منح مقعد الشبك (بطريقة التعيين وليس عن طريق الاقتراع أو الانتماء ) لشخص لا ينتمي إلى الشبك أصلاً وسكن في محافظة أربيل (شارع الأنصار ) ومن أرباب السوابق وكان سجيناً لسرقته أموال الدولة حيث تم فرض ممثل للشبك الذي ليس له علاقة بالمجتمع الشبكي ولا يتعايش معهم فكيف سيدافع عن حقوق الشبك والمطالبة بتحقيق أهدافهم وطموحاتهم وهكذا يركن الشريف على الرف ويتولى الوضيع أرفع المناصب حيث أصبح السارق لأموال الدولة عضوا في البرلمان وبمباركة المؤتمر الوطني العراقي الذي هو مؤتمر شعارات وخطابات ويعمل بالتناقضات وله كواليس تحاك المؤتمرات خلفها ويكون الكلام المنمق والزيف أمامها وما هو إلى امتداد للمجلس الوطني العراقي البائد والسيئ الصيت ولا نعرف خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
ولكن يبدو أن المؤتمر أصبح يحتوي على البعض من عديمي الضمير والأخلاق الذين لهم قدرة فائقة ومذهلة على العيش تحت سقف الدكتاتوريات وفي كنفها , والانسلال والنجاة منها عندما تسقط ثم العيش مجدداً وبانعدام الضمير والأخلاق ذاته في النظم الجديدة التي تعقب انهيار الدكتاتورية .
إن المؤتمر الوطني العراقي المزعوم قد همش دور الشبك وسلبهم حقهم الشرعي والوطني ولا يعترف بالأخر المختلف وليس هذا فحسب وإنما إلغاء الأخر وقد يكون هناك فئات أخرى من المجتمع المدني العراقي قد ضاعت حقوقها أو في طريقها إلى الضياع في أروقة المؤتمر الذي أبتعد عن الحق والظاهر بالقول وتمسك بالباطل والباطن في الفعل لا يحترم حرية التعبير والفكر وهو بهذا أقرب إلى الاستبداد والفاشية منه إلى المساواة والحرية وأعضائه لهم أهداف شوفينية يزعمون محاربة العنصرية فهم منافقون يقولون ما لا يفعلون بل هم الذين يغذون العنصرية هذا هو الظاهر والله يتولى السرائر , وهذه نبلي قد نثرتها فانظروا أيها العراقيون الشرفاء عامة وأبناء الشبك خاصة ماذا أنتم فاعلون.
جهاد الجعفري