الشبك وعراق الديمقراطية
هيمان المراسل
من المعلوم عدم نجاح سياسة أية دولة تدعي الديمقراطية قولا ولا تفعل بها ولا تعمل على ضمان حقوق أقلياتها ومن هذه الدول يمكن أن نعتبر بأن العراق الجديد سيضاف إلى مجاميع الدول التي تنادي بالديمقراطية ولا تعمل بها وهي منغمسة حتى الأذنين بمبادئ الدكتاتورية .
الشبك يبلغ تعدادهم اليوم بين 300 - 400 ألف مواطن عراقي ينادون بعراقيتهم وشبكيتهم علما بأنهم اضطهدوا سابقا من قبل النظام ألصدامي الدكتاتوري ويعانون اليوم من أذناب ذلك النظام المقبور عندما قام البعض من الدكتاتوريين بلبس عباءة الديمقراطية ليوهم العالم بزيف إدعاءاته ومشاركته ظلام التحرير في النيل من الشبك وتهميشهم ويكشف للعالم عن ديدنه السابق والحقيقي في تهميش وتدمير الإنسان العراقي ولأن الإناء ينضح ما فيه.
أن النظام المقبور قام بإعدام العديد من أبناء الشبك وفق أسلوب خبيث عندما تطرق إلى مذهبهم الجعفري في حربه القذرة مع دولة إيران ، لذا فإنه قام بترحيل عشرات العوائل الشبكية الى شمال وجنوب العراق وفق هذه الشماعة القديمة البالية التي يتبناها اليوم ساسة تحرير العراق وممن يعتنقون والى اليوم المبادئ الدكتاتورية. فاليوم يقوم تلاميذ وأذناب النظام البائد بتطبيق نفس الشماعة القديمة البالية بالمواصفات الدكتاتورية السابقة والبالية حيث يدعي البعض بأن الشبك ينتمون إليهم كما أدعى البعض من العرب سابقا بعروبة الشبك.
لقد اعترفت الحكومة الملكية في وثائق رسمية مدونة من قبل وزارة الداخلية ومعترف بها بأن الشبك أقلية عرقية بعيدة عن الكرد والعرب لهم لغتهم الخاصة وقراهم ومناطق سكناهم . إلا إننا فوجئنا بمعارضة بعض القيادات الكردية بإدراج الشبك في الدستور بحجة أن الشبك هم أكراد مع العلم أن القيادات الكردية لم تدع في يوم من الأيام قبل سقوط النظام بان الشبك هم جزء من القومية الكردية وهذا الادعاء اليوم له أسبابه المعروفة عند الجميع.
لقد أصبح الشبك في هذه الأيام لقمة سائغة في أفواه الدكتاتوريين لابسي عباءة الديمقراطية وتحت رحمة سياط الجلادين الجدد الذين ذاقوا طعم سياط البعث وتعلموا منهم دروسا في تعذيب العراقيين وتهميش البعض والتدخل في شؤون الآخرين.
بعد سقوط العراق والى تاريخ البارحة قدم الشبك أكثر من ألف شهيد إضافة الى تهجير أكثر من أربعة ألاف عائلة شبكية ومع ذلك فهم صامدون ولم ولن يتحركوا قيد نملة عن خصوصيتهم الشبكية وقوميتهم المعترف بها قديما وحديثا. وليكن التدخل التركي الأخير في شمال العراق درسا ينتفع به ويعتبر كل من نادى بتكريد الشبك وتهميشهم وليعلموا أن القانون الإلهي يمهل ولا يهمل والظالم سينال عقابه في الدنيا قبل الآخرة ، وها هم سارقو الهوية الشبكية يستنجدون بزيد وعمر من أجل بقاءهم على كراسي الحكم و........ {سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ }.