شخصية موصلية

عبد الجبار محمد جرجيس

عائلة آل الفخري من الأسر الموصلية العريقة ذات النسب الحسيني تربى أبناؤها جيلا بعد جيل مشبعين بحب الله مؤمنين بتعاليم الاسلام متمسكين بالأخلاق الحميدة والتقوى، كانت (تكيتهم) القادرية تشير الى سلوكهم القويم، تحلو بالحكمة ونطقوا بها وتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه الكريم e وللتعرف على مسيرة هذا العالم الجليل نستعرض بعضا من سيرته النيرة فهو:

-1 من مواليد سنة 1889ميلادي في محلة جامع جمشيد احد جوامع الموصل القديمة. شب محبا للعلم فنهل بعضا من هذا العلم من والده ثم دخل المدرسة الرشيدية العثمانية وتخرج منها ثم واصل دراسته في الإعدادية، تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو لما يزل صغيرا، فتمسك بتعاليم الله وابتعد عن زواجر المنهيات والمحظورات.

-2 أراد تحصيل العلوم الدينية فجلس عند خاله السيد محمد بن السيد محمود الفخري فاخذ عنه علم الكلام والمادة ثم واصل تحصيله العلمي في تعلم اللغة العربية على العالم الكبير اخيه المرحوم محمد علي الفخري.

-3 توجه نحو اخيه الشيخ (محمد طاهر الفخري) فدرس على يديه العلوم الدينية وعلم الفرائض، وأصبح ملماً بها.

-4 واصل تعلمه فحط رحاله عند الشيخ الفاضل (احمد الجوادي) فحصل على الإجازة العلمية في العلوم المختلفة اضافة الى علوم الحديث. فاصبح عالما مشهورا في وقته. الا انه لم يتعين في الوظائف الدينية.

وظائفه:

-1 تم تعيينه في المعارف ونسب الى مدرسة التمونة وبقي فيها مدة ثماني سنوات مدرساً يقوم بواجباته على أحسن حال.

-2 كان خاله السيد (احمد الفخري) وزيرا للعدلية في وزارة الحكومة العراقية في بداية التشكيل الوطني. فعمل على نقله من سلك التعليم الى وزارة العدل. فتم تنسيبه في وظيفة الكاتب العدل الاول في المحكمة الشرعية في الموصل وبقي فيها عدة سنوات. وكان مثالا للموظف النزيه القائم بواجباته بصورة صحيحة متمسكاً بالحق والعدل والإنصاف.

-3 اشتهر بالورع والتقوى مما جعل رؤساءه يرشحونه لإشغال وظيفة القضاء الشرعي، بالحاح من بعض الوزراء والشخصيات العراقية، وخاصة من قبل الاستاذ الفاضل ابراهيم الواعظ رئيس محكمة استئناف الموصل في ذلك فتم تكليفه بوظيفة قاضي الموصل في سنة 1945 وهكذا تسلم هذا الرجل الزاهد وظيفة القضاء في مدينته. وبقي فيها الى سنة 1955 قضاها بالتقوى والاستقامة والنهوض بهذه الوظيفة الى الطريق القويم ونزاهة القضاء وعظم المسؤولية.

التكية القادرية:

هي تكية أنشأت للتقوى والتعبد والابتعاد عن ملاذ الدنيا فأسرة الفخري جعلت هذه التكية احدى الزوايا التي تنشر التعاليم الاسلامية والتمسك بتعاليم الله ونشر الدعوة الاسلامية هذه الزاوية قادرية المشرب بعد وفاة الشيخ محمد علي الفخري انتقلت ادارة التكية الى شقيقه محمد طاهر الفخري سنة 1326هـ ومن بعده كان يديرها الشيخ محمد نوري الفخري حيث عمرها بالذكر والتقوى والتدريس وكان العديد من المريدين يتحولقون في حلقات الذكر والأوراد ثم الصلاة حيث كانت تفتح أبوابها معظم الأوقات وخاصة بعد العصر الى ما بعد العشاء ومازالت هذه التكية عامرة بذكر الله بفضل مرشدها القاضي الفاضل عبد الوهاب بن المرحوم محمد نوري القاضي حيث تسلمها بعد وفاته سنة 1962ميلادي. في 1955/7/1 أحيل الشيخ محمد نوري الفخري على التقاعد وانصرف الى التدريس والتعليم ونشر الأخلاق واشرف على تكيته العامرة وصرف معظم وقته في خدمة الاسلام والمسلمين ونشر تعاليم الدين الاسلامي ونشر الأخلاق الحميدة والتصوف السليم الى ان وهن العظم منه فتعب فلقي ربه راضيا مرضيا بعونه تعالى في داره وتم تشييعه الى مثواه الأخير في يوم الخميس 6 تشرين الاول 1963 وترك من الاولاد محمد وعبد الرزاق وعبد الرحمن، وله من الاخوة المرحومين محمد علي والشيخ محمد طاهر واحد اخوته استشهد في الحرب العالمية ، وكان تشييعه مهيبا من داره الى المقبرة التي دفن فيها وهي مقبرة الامام عبد الرحمن. قام الشيخ المرحوم بشير الصقال بإلقاء كلمة أشار فيها الى مكانة الفقيد ومنزلته العلمية وأقيمت الفاتحة في دار السيد نعمان الفخري. وحضرت التشييع في ذلك الوقت وكنت في مقتبل العمر. كان منهجه في القضاء الصلح سيد الأحكام رحم الله الشيخ الفخري واسكنه فسيح جناته.



جريدة عراقيون