أثيل النجيفي - ذئب إسرائيل في نينوى! , بقلم صائب خليل
25 آذار 204
قدم السيد سعد الله الفتحي رئيس المؤسسة العامة للمصافي سابقاً ورئيس دائرة الدراسات في الأوبك سابقا مقابلة مع قناة الرافدين(0) قبل اقل من اسبوع شرح فيها نقاط دراسة خطيرة أعدها مع كل من الأستاذ عصام الجلبي، وزير النفط العراقي الأسبق والأستاذ فالح الخياط.. مدير عام مؤسسة المشاريع النفطية ودائرة الدراسات والتخطيط سابقا، والتي تدور حول مشروع محافظة نينوى لإنشاء مصفى بالإتفاق مع شركة كار. وأشرت تلك الدراسة نقاطاً في غاية الخطورة لم يتم بحثها كما يجب، ومنها الفنية والسياسية. فأما الإشكالات والأسئلة الفنية المتروكة بلا إجابة فهي:
- " ماهي مكونات هذا المصفى من وحدات تشغيلية ؟
- هل فيه وحدة لتهذيب النافثا لأنتاج الغازولين بمواصفات مقبولة؟
- هل فيه معالجة للنفط الأبيض بالهيدروجين لتخليصه من الكبريت ...
- هل هناك اية معالجة لزيت الغاز ام سينتج بنسبة كبريت عالية؟
- هل هناك وحدة لأنتاج الغاز السائل؟"
- "ليس هناك ما يشير الى طاقة الخزن التي ستتوفر للنفط الخام والمنتجات الوسطية والمنتجات النهائية." عدا الإشارة إلى أن "المستثمر سيوفر طاقة خزن لمدة اسبوعين"
- لا توجد أية معلومات عن " الخدمات المطلوبة للمصفى من ماء وبخار وكهرباء وهواء مضغوط او نايتروجين".
- لا يعرف عن المشروع سوى أن طاقته ستكون ستين الف برميل في اليوم (تصبح تسعين الف لاحقاً)،
- سعة وحدتي أنتاج المشروع صغيرة تجاوزها الزمن منذ الستينات، ولم تعد مجزية اقتصادياً بأي مقياس
- ملاحظة قصر مدة تنفيذ المشروع ( ثمانية عشر شهرا فقط) وعدم وجود أشارة حول كيفية أعداد التصاميم التفصيلية
- تم تزوير الجدوى الإقتصادية للمشروع من خلال عدم احتساب كلفة النفط الخام المجهز ...علماً ان كلفة النفط الخام هي العنصر الاساسي والطاغي ضمن اسعار المشتقات النفطية – اذ ان سعر البرميل المكافىء من البنزين لايزيد عالميا عن عشرين في المئة من سعر برميل النفط الخام وفي اسوأ الاحوال.
- على اي اساس احتسب سعر الغاز خمسة ونصف دولار لكل ثماني مئة قدم مكعب؟
- في نفس الجدول حتى باضافة الضائعات فان المنتجات لا تساوي ستين الف برميل
- كلفة التصفية التي تدفع للمجهز عالية جدا (ثمانية عشر دولار للبرميل) في الوقت الذي تشير المواصفات العلمية المعروفة إلى أن كلفة التكرير لهكذا مصفى لن تتجاوز اثنان الى اثنان ونصف دولار للبرميل حتى لو استخدمت أعلى المواصفات، وأن كلفة الإستثمار لن تتجاوز ثماني مئة مليون دولار فقط.
- يقوم المستثمر بعد انتهاء مدة العقد بتسليم المحافظة "كافة منشاّت ومرافق المشروع المتكامل صالحة للعمل، عدا المصفى!" فما الذي سيسلمه إذن؟
- ما الذي سيؤول إليه المشروع بعد انتهاء العقد؟ هل سيبقى المستثمر مالكا للمصفى ويشغله لحسابه، ام سينفذ اتفاقا جديدا او غير ذلك؟
وينبه الأستاذ الفتحي أن "الصيغة الصحيحة تفترض تحديد مصادر النفط الخام والحقول ومواقعها , كميات الانتاج المؤكدة , نوعية النفوط المنتجة, شروط وضمانات التجهيز ... ونحدد سعاته بعد دراسة متأنية للسوق المستهدف --- وتحديد موقعه بعد دراسات فنية وجغرافية وجيولوجية واقتصادية واجتماعية وحتى سياسية".. ويتساءل كيف تم تحديد هذه العومل في مصفى نينوى؟
وهناك نقطة أساسية في تصميم أي مصفى، وهي أن يحدد نوع النفط الخام الذي ستتم تصفيته فيه، حيث أن المصفى يصمم على مواصفات ذلك النفط، وأن تغيير ذلك النفط سيتطلب تغييرات هامة ومكلفة في بنية المصفى، وأهم من ذلك مدى كفاءته الإنتاجية وجدواه الإقتصادية، لذلك فيجب أن يكون مصدر النفط الخام محدداً مسبقاً وأن يكون معتمداً عليه في التجهيز لفترة عمر المصفى الطويلة التي تقدر بخمسين عاماً. لكن في هذا المصفى كما يبدو من نص المشروع أنه سيتم الإعتماد على نفط حقول لم يستخرج بعد ولم تعرف مواصفاته، فكيف تم تصميم المصفى إذن؟
للتأكد من دقة هذه الملعومات الفنية من جهات إضافية خبيرة في الموضوع، أرسلت هذه الدراسة قبل كتابة المقالة إلى مجموعة من الخبراء العراقيين في النفط، فأجابني الأستاذ فؤاد الأمير بـ: "انها ملاحظات جيدة و لقد قمت بارسالها الى الجهات النفطية المعنية".
وأجابني الأستاذ منير الجلبي (محلل في شوؤن الطاقة) بما يلي:
"ان النقاط والتسائلات التي طرحها الاساتذة الثلاث حول هذه الاتفاقية محقة تماما. انني اعتقد بان جميع المشاريع لانشاء المصافي الجديدة يجب ان تتم اما من خلال تمويل من وزارة النفط من واردات بيع النفط كما حصل بمصفى كربلاء الجديد (ولو ان المعلومات المتوفرة حوله ضئيله جدا لحد الان, ولا يعرف كيف يكلف مشروع لمصفى بقدرة مئة واربعين الف برميل ست بليون دولار؟."
ومن الطبيعي أن مشروعاً كبيراً مثل مصفى النفط، له أبعاد سياسية مثلما له أبعاد فنية، فكيف حسبت أبعاده السياسية؟
يثير الأستاذ سعد الله نقطة بسيطة وواضحة لكل إنسان فيقول: "أن أنشاء مصافي في العراق يجب أن يكون ضمن خطة متكاملة لعموم القطر وضمن شبكة تصفية ونقل وتوزيع متكاملة لا أن تنفرد المحافظات بمشاريعها الخاصة مهما كانت جهة التمويل والتشغيل." فهذه النقطة المبدئية ليست في مصلحة العراق وحده، بل وقبل ذلك من مصلحة المحافظة نفسها. فحتى الدول المستقلة عن بعضها تحرص على بعض التنسيق فيما بينها والتكامل في مشاريعها الإقتصادية لكي يحدث توافق وليس تضارب مصالح ومنافسة تدفع بالمشاريع إلى الفشل.
وأضاف الأستاذ منير الجلبي في رده حول هذه النقطة قائلاً: انا اؤكد على اهمية الاستنتاج الذي طرحه الاساتذة الثلاث من انه " ولا بد أن نشير الى أن أنشاء مصافي في العراق يجب أن يكون ضمن خطة متكاملة لعموم القطر وضمن شبكة تصفية ونقل وتوزيع متكاملة لا أن تنفرد المحافظات بمشاريعها الخاصة مهما كانت جهة التمويل والتشغيل".
أما أخطر الحقائق حول ا لمشروع فهو ما يتعلق بموقع إنشاء المصفى، حيث يقول الأستاذ سعد الله أن "كل الأقتراحات تقع فيما يسمونه مناطق متنازع عليها ولا تستطيع محافظة نينوى ادخال حارس او شرطي لها لكونها تحن سيطرة قوات البيشمركة التابعة للأقليم وليس للأدارة المحلية التابعة للمحافظة أو الحكومة المركزية."!
وهناك مفاجأة أخرى، فـتجهيز المصفى هو من خام يأتي أيضاً "من حقول تسيطر عليها حكومة كوردستان – كحقل خورمالة – او في اراضي متنازع عليها"! وحقل خورماله من حقول كركوك التي استولت عليها كردستان بقوة سلاح البيشمركة– (التي يقولون أنها جزء من الجيش العراقي!) وطردت فريق وزارة النفط وأحلت محله فريقاً لشركة أجنبية تعمل لحسابها، وسط صمت الحكومة التام.
ويؤكد الفتحي أننا لا نعلم ما هي ضمانات المحافظة حين تؤسس المصفى إستناداً إلى مواصفات نفط خورماله، بأن الإقليم الذي يسيطر على الموقع، سوف يبيعها ذلك النفط!
إذن ففي المشروع علامات شبهة كبيرة للغاية، فتحت أي غطاء يعمل اثيل النجيفي ومجلس محافظة نينوى؟ يقول الأستاذ الجلبي:
"انهم في محاولات الاختلاس هذه يعتمدون بالاساس على اكبر واعمق طريق للسرقات خطط له الاحتلال الامريكي عام الفين وثمانية ، بتمريره في ليلة سوداء في البرلمان قانون "الاستثمارات الاجنبية الخاصة لتطوير المصافي والمشاريع البتروكيمياوية"، وفتح طريق رسمي لتنظيم السرقات الكبرى وجزء من عملية شرعنة "خصخصة" مشاريع القطاع العام الكبرى ."
لكن الحقيقة هي أن المشروع يذهب أبعد حتى مما يتيحه ذلك القانون الملغوم، فهو يشمل إشارة إلى عمليات تنقيب عن النفط الخام أيضاً، وهو ما يتجاوز موضوع المصفى إلى صلاحيات التنقيب التي يفترض ان تكون مركزية فقط!
ويشير الفتحي إلى أن "كافة الوثائق (الخاصة بالمشروع) تشير الى المواد مئة واثنا عشر و مئة وخمسة عشر من الدستور – وهي نفس المواد التي يستند عليها الأقليم في توجهه في تطوير وتشغيل حقوله ومصافيه وصولا الى التصديرالمستقل والمنفرد ، فهل محافظة نينوى متجهة هذا الاتجاه برغم خطورته على وحدة وسيادة العراق؟"
كل هذا يذكرنا بعقود اشتي هورامي اللصوصية من جهة، ويذكرنا ايضاً بالحركة الرعناء السابقة لمحافظ نينوى أثيل النجيفي في منتصف عام الفين واثنا عشر عندما ذهب بمفرده خلسة لتوقيع اتفاقات لا يعلم بها أحد مع شركة اكسون موبيل الأمريكية. ومثلما كانت عقود هورامي سرية لم يعرف بها سوى طرفي العصابة السياسية الكردستانية، وأنها كانت توقع في ظلام تام حتى عن البرلمان الكردستاني، كما أوضح حزب التغيير لاحقاً، فأن عقود لصوص نينوى سرية ووقعت بلا أسماء!! ولا يمكن تفسير ذلك إلا على أنه احتياط لفضيحة وتهرب من تحمل مسؤولية سرقة، "فلم نعثر سوى على تواقيع من دون أسماء لغرض التعرف على هوياتهم".... حسب الأستاذ سعد الله الفتحي!
ومثلما كانت عقود هورامي عاجلة في وقتها أنه كان يسارع لإنجاز عمله وكأنه لص يسارع بحمل ما يستطيع قبل أن يبزغ ضوء الفجر..نرى نينوى تشكل لجنة وتوقع عقداً وتحلها، مختصرة عمل سنين ببضعة أشهر!
يقول الأستاذ الجلبي: رأيي منذ فترة طويلة ان اثيل النجيفي هو جزء من المشروع الذي يشترك به مع مسعود البرزاني والشركات التركية واكسن موبيل الامريكية, وعلى طريقة وخبرة مسعود البرزاني في سرقة النفط في الاقليم و للسيطرة على حقول ومشاريع النفط في نينوى لجيوبهم الخاصة من خلال ما يسمونه تطوير الصناعات النفطية والغازية في المحافظة بفصلها عن مشاريع وزارة النفط في بغداد. لكن ما يجري التخيط له حقيقة هو سرقات بالبلايين, وهذه اكبر من المحاولة الفاشلة في مشروع مصفى ميسان. وهكذا ترى ان اللصوص هم والحمد لله من جميع الطوائف والقوميات في العراق بعربه واكراده وسنته وشيعته , وهو بالتاكيد المشروع الوحيد غير الطائفي الذي يتفق عليه الجميع!"
(إنتهى جواب الأستاذ منير الجلبي).
ما هو السر؟! كيف تخطط المحافظة بمعزل عن الحكومة، وما الذي يضمن لها الهيكل النفطي المناسب لنقل الخام والمنتجات؟ وكيف تعلم أن المشروع لن يتضارب مع مشروع حكومي آخر وينافسه في المصادر والتسويق وقد يتسبب الحال في فشل المشروع وتحوله إلى عبئ على المحافظة، فأين مصلحة المحافظة في هذا وأين مصلحة الوطن؟
ولماذا يتم التخطيط لوضع المصفى في منطقة غير مناسبة جغرافياً لنينوى متنازع عليها وتحت سلطة قوات البيشمركة، حسب ما قاله الأستاذ الفتحي في المقابلة؟ ولماذا يتم تصميم المصفى على نفط الإقليم الذي يتوقع أن يتم إعلان انفصاله في أي وقت، وليس النفط العراقي؟
إن هذه النقاط والمقالق التي عبرت مجموعة الخبراء مؤسسة على حقائق لا يمكن تجاوزها أو نكرانها، وتؤشر غايات مقلقة لأثيل النجيفي ومجلس محافظة الموصل وعلاقتهما بكردستان وتركيا ايضاً.
ولو عدنا بضعة سنوات إلى الوراء لوجدنا النجيفي يقود حملة ضد قضم كردستان لمناطق نينوى، وأنه صعد إلى منصبه بهذا الخطاب. لكن تبين أن صراخ النجيفي السابق كان من أجل دفع اللصوص إلى إشراكه في الغنيمة ليس إلا. فما أن استقر في منصبه، وعرضت عليه "الفرص"، حتى نزع قناعه بلا تردد وارتمى في أحضان كردستان التي كانت تقضم "أراضي محافظته"، بل وفي أحضان أكسون موبيل ايضاً ألتي كان القضم يتم لحسابها أحياناً. فقد أشار "بن لاندو" () إلى أن "اثيل النجيفي" صار يدعم العقود التي وقعتها كردستان مع إكسون موبيل في المناطق المتنازع عليها، وبهذا فقد "حصل إقليم كردستان على حليف قوي في صراعه مع بغداد على حقوق النفط، وحصلت إكسون موبيل على ضمانة هامة بأنها تستطيع العمل دون معارضة عنيفة من القادة المحليين". وأشار بن لاندو أن هذه التطورات سحبت نينوى من المالكي لتضعها في مجال تأثير كردستان – تركيا.
لقد خصصت لهذا الموضوع حينها مقالة بعنوان " النجيفي يتفق مع أكسون موبيل – من أين يأتي السنة بكل هؤلاء ال...؟"(2) ولقد. وبالفعل زار بغداد وفد من الموصل لإنقاذ محافظتهم من المؤامرة التي يقودها هذا الرجل. وهددوا بعمليات انتقامية من إكسون موبيل إذا استمرت في اعمالها في المنطقة (3) .
ولا تخفي تركيا طموحاتها التي تشمل التعامل مع الموصل مباشرة وعلى غرار كردستان، فيقول مسؤول تركي "المهم هو خلق العلاقة الإعتماد المتبادل مع بعضنا البعض، أربيل – الموصل ، الموصل – تركيا، تركيا – كردستان، وكذلك مع بغداد".
وفي مقابلة مع أثيل النجيفي (الرابع عشر من حزيران الفين واثنا عشر ) (4) تبين حجم المؤامرة على نينوى والعراق، حيث برر مبادرته لحضور إجتماعات مع حكومة أربيل التي طالما اتهمها بالإستيلاء على مناطق في محافظته، بالقول: "يجب أن نكون جزءاً من هذه الإتفاقيات".! وكذلك قوله: "نحن نعتقد أن لنا نفس الصلاحيات التي لكردستان، في الدستور لا يوجد فرق بين المحافظات والأقاليم". ، ولم يستبعد حتى وضع قانون للنفط :"لدينا وفق الدستور والقانون صلاحية ذلك" " الدستور يقول "الأقاليم والمحافظات".
لقد أقر النجيفي أنه قابل ممثلي شركة أكسون موبيل، بصحبة أشتي هورامي وعلى انفراد، وأنه يريد ان يستمر بالمفاوضات بصحبة هورامي، وأن المفاوضات لن تقتصر على اكسون موبايل بل شركات أخرى ايضاً.!
قال: "فتحت كردستان لنا الباب..فتحت لنا البوابة" ... ونعلم جميعاً أن بوابة كردستان مفتوحة دائماً وبشكل خاص للصوص الكبار منذ ايام الشعلان.
إن من يقرأ كل هذا لا يتمالك نفسه من أن يفكر: "ما أندر الشرفاء بين الأثرياء!" إن تعريف الخيانة لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً من هذا الوصف لذلك الرجل القميء، الذي لا ينقصه شيء من أجل سعادته، ورغم ذلك يمرغ من وثق به بالآلام والمستقبل المظلم الخطر!
ما هي أبعاد مؤامرة هذا المشروع إذن؟ من الواضح أعلاه أن الأسس المعروفة لإنشاء مصفى ناجح للنفط لتجهيز المحافظة بحاجتها قد أهملت تماماً، كما أن الجدوى الإقتصادية لم تخطر ببال القائمين على المشروع كما يبدو حين لا يذكر أي سعر للنفط الخام الذي يمثل الكلفة الأساسية للمشروع. فما يراد إذن من هذا المشروع لم يكن تصفية النفط فهو لا يؤدي ذلك الغرض على وجه صحيح. لكنه يؤدي بلا شك أغراضاً أخرى كما يبدو: الأول سرقة أموال المحافظة من خلال المشروع، والثاني تسليم المشروع لكردستان كتحصيل حاصل عند استقلالها، وثالثاً ربط نينوى اقتصادياً أكثر بتحالف تركيا - كردستان، وتقليل ارتباطها بالعراق، ولا يعلم أحد أين يراد بهذا الإتجاه!
ما الذي تفعله الحكومة في وجه هذه المؤامرة؟ لا شيء! بل يمكن القول أنها تشارك فيها كما يبدو. فيشير الأستاذ الفتحي إلى أن النجيفي يحصل على التغطية لتصرفاته وتبريرها أمام أبناء المحافظة من خلال عدم العدالة في توزيع مشاريع التصفية النفطية في العراق، حيث أن هناك خطة لاربعة مصافي نفطية تبلغ مجموع سعتها ست مئة الف برميل في اليوم، ليس من بينها أي مصفى في الموصل، وهي ثاني مدينة في العراق وبأمس الحاجة إلى مثل ذلك المصفى. وأن من بين تلك المصافي واحد في كركوك ألتي لا تحتاج إليه مطلقاً، حسب الفتحي! وقال أن هناك "فكرة" لإنشاء مصفى في نينوى مستقبلاً.
لقد قال رجل الموساد آفي دختر أن إسرائيل قد حققت في العراق أكثر مما كانت تطمح به. ولا شك أنها لم تحقق بناء مدارس أو مستشفيات، بل بناء عوامل الهدم والتحطيم للبلاد، متمثلة بالألغام الموجودة في الدستور والقوانين والمؤسسات "المستقلة" والإعلام من جهة، وشبكة الذئاب التي وطنتها ووضعتها في المرافق الأساسية في البلاد مثل المرافق الأمنية والعسكرية والإقتصادية والسياسية من الجهة الأخرى. فأما الألغام الأولى فنكتشف كل يوم المزيد منها، مثل نقاط الدستور المتفجرة والتي تشل عمل الحكومة والبرلمان و“حقوق” الإقليم التعجيزية، وتلك التي تفرض على العراق اقتصاد السوق والمؤسسات الخارجة عن اية سلطة للشعب وممثليه عليها، مثل المفوضية العامة المستقلة للإنتخابات والبنك المركزي "المستقل" والبنك التجاري المرتبط ببنك جي بي موركان وأوامره. وأما شبكة الذئاب المتكونة من العملاء، فهناك العلنية منها التي تزور إسرائيل لتلقي الأوامر ثم وتعود مرحب بها لتؤسس الكتل السياسية التي "ستنقذ البلاد من الطائفية"، وهناك السرية المنتشرة في كل محافظة ووزارة، والتي تتكشف كل يوم حين يحين موعدها للضرب، وهذا النجيفي ليس إلا واحداً منها.
كيف نعرفها ونميزها من شخوص الفساد الإعتيادي؟ الفساد الإعتيادي يهدف إلى الربح وليس التخريب بحد ذاته، على العكس من ذئاب المعسكر الأمريكي الإسرائيلي الذين يكون التخريب هدفاً مركزياً لهم. فيمكن للص الإعتيادي أن يسرق الكثير من بناء مصفى جيد، خاصة وأن الضياع الحكومي في البلاد يتيح له أن يدفع للمستثمر ضعف السعر الطبيعي ويتقاسمه معه (كما يحدث في كردستان بالضبط، حيث الخطة لا تقتضى تدميرها). لكننا نلاحظ في العراق، في هذا المشروع مثلاً ، كما في الكثير غيره، أن هناك حرص واضح على ان لا يكون هناك في نهاية الأمر أي مشروع ذو جدوى اقتصادية أو مصفى يعمل، تماماً مثلما صمموا ديمقراطيتنا لنتملك في النهاية دستور لا يعمل! المشروع مصمم لكي يتمم السرقة ثم يعلن خسارته وإفلاسه وتسليمه إلى كردستان كحال واقع في نهاية الأمر. وهذا الجزء الثاني جزء اساسي من الخطة. بذلك يكون فاشلاً لكي لا ينافس المصافي التركية أو الكردستانية على السوق، وأهم من ذلك أنه يوافق الخطة الأمريكية الإسرائيلية في ضرورة استهلاك خزين النفط العراقي وصرف أمواله كلها دون أن تبنى في البلد طابوقة واحدة صحيحة!
لقد قال آفي دختر صراحة ان ما تهدف إسرائيل إليه هو إبقاء العراق في هذه الحالة، ولا نتوقع من البارزاني إلا أن يكون سعيداً بذلك الحال الذي يبيض له مليارات إضافية مسروقة من الشعب العراقي كل عام. أما الحثالات العراقية العربية فلا تشترط سوى مشاركتها الغنيمة: "يجب أن نكون جزءاً من هذه الإتفاقيات".!
إن مصلحة هذه الكيانات الخطرة، متناقضة تماماً مع مصلحة العراق، وأن بينهما معركة حياة أو موت وسباق مع الزمن ، ووجود العراق متوقف على نتيجة صراعه مع هذه الذئاب. وحتى هذه اللحظة، العراق يخسر اللعبة، وإسرائيل وذئابها تكسب، وبخطوات أسرع مما كانت تطمح! العراقيين العرب لم يدركوا حتى الآن خطورة وضعهم ولا يتخيلون أنهم إن تركوا كيان بلادهم يتحطم، فسيكونون مهددين بأن يقال لهم كما قال موشي ديان للفلسطينيين يوماً: على العرب أن يرضوا بعيشة الكلاب أو يرحلوا!
ليس من السهولة أن نتخيل أن يمكن أن تصل الأمور إلى كل هذا، لكن أليس هذا هو اتجاهها؟ هل مضى عام منذ الإحتلال، ولم نقترب فيه أكثر من هذا الهدف؟ سندلي بأصواتنا بعد شهر، فهل مر على العراقيين انتخابات لا يجد أغلبهم شخصاً واحداً يثقون به لينتخبوه، كما اليوم؟ هل مر بالعراق زمن بلغ فيه الشد الطائفي وعدم الثقة كما هو اليوم؟ هل كان أكثر جهلاً وأمية من اليوم؟ هل تفشى فيه الفساد يوماً أكثر مما هو اليوم؟ هل تفشت الدعوة للإنقسام أكثر مما هي اليوم؟ هل وجد العراقي نفسه ضائعاً في إعلام يمتهن الكذب والتشهير امتهاناً دون أن يجد من يحاسبه، كما هو الحال اليوم؟ هل هناك سبب محدد ليأمل الإنسان بتغيير الأحداث لمسيرتها؟ لا..فأين سنجد أنفسنا بعد عقد آخر من السنين؟... ليس من السهل تخيل حالنا، ولا تمكن الفلسطينيون من تخيله قبل عام ثمانية واربعين ! ولم يفيقوا إلا بعد فوات الأوان وبعد أن تمزقت بلادهم شضاياً ولم يعد لهم شيء منها، ووجدوا أنفسهم عزلاً في معركة شرسة، وفرض أرذلهم عليهم ليحكمهم ويديم استيطان مغتصبهم للمزيد من أراضي بلادهم، وخيروا بين العيش ككلاب في بلادهم أو أن يرحلوا عنها! البعض منهم اختار هذا والبعض الآخر ذاك. وكل المؤشرات تشير إلى أننا نسير قدماً في هذا الطريق. فأما ان نتعامل مع هذه الذئاب بنفس حزمها، فنوقفها، او أن نستعد لهذا الخيار المر، ونعد أبناءنا له.
لقد علمت أن وزارة النفط اشتكت ضد نينوى لتجاوزها الصلاحيات، لكن إن سارت الأمور كما سارت مثيلاتها في كردستان فأن هذا لن يؤدي إلى أي شيء، ولا حتى تأخير المشروع. ولكن من ناحية أخرى فإن سعد الله الفتحي، وهو من أبناء الموصل، يتحرك من خلال الدراسة والمقابلات التلفزيونية لوقف هذه المؤامرة معرضاً نفسه للخطر، فلنكن معه، ولننشر أخبارها لتحذير الجميع كاقل ما نستطيع أن نفعله للمساعدة على منعها.___________________________________
(0) مقابلة سعد الله الفتحي: مصفى نينوى ... بين المصالح السياسية والثغرات الفنية
https://www.youtube.com/watch?v=UMOXp align='middle' src='images/smiles/dir.php' border='0' />xxGR0
() بن لادو عن أثيل النجيفي
http://www.iraqoilreport.com/politics/national-politics/kurdistan-exxon-gain-key-ally-mosul-8 align='middle' src='images/smiles/dir.php' border='0' />87/
(2) النجيفي يتفق مع أكسون موبيل – من أين يأتي السنة بكل هؤلاء ال...؟
http://almothaqaf.com/index.php/maqal/65 align='middle' src='images/smiles/dir.php' border='0' />26.html
(3) http://www.iraqoilreport.com/politics/oil-policy/exxon-deal-stokes-territorial-disputes-7004
(4) مقابلة أثيل النجيفي
http://www.iraqoilreport.com/oil/qa-ninewa-gov-atheel-nujaifi-8204