ابنة الحدباء مشرفة
عدد الرسائل : 385 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 01/01/2007
| | لماذا تحقدون على البعث ؟ | |
لماذا تحقدون على البعث ؟ حسن الخفاجي Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com استغربت دعوة السيد المالكي البعثيين للتوبة في خطاب قال فيه على البعثيين "إعلان توبتهم وبراءتهم من البعث أمام مؤسساتهم، ويوقعوا براءتهم أمام أجهزة الدولة المختصة، وإلا فإنهم تحت طائلة المسؤولية والملاحقة القانونية" . البراءة ارث سيء توارثناه من الحكم الملكي وحكم البعث لا يجوز لدولة تتبنى الديمقراطية ان تعود إلى ارث الطغاة . السيد المالكي قبل غيره يعرف: ان اثنين من أشهر قادة البعث هما مؤسسه ميشيل عفلق واحمد حسن البكر ، قدما البراءة من البعث ونقضا تعهدهما بالبراءة بعد حين .
قادة البعث لا عهد ولا أمان لهم يا سيادة رئيس الوزراء . هل نسينا كيف غدر صدام برفاقه ؟. بعد مقالي الأسبق (يا ضحايا البعث اتحدوا) وصلتني الكثير من الرسائل أجبت على اغلبها. رسالة واحدة ظل التساؤل الذي حوته (لماذا تحقدون على البعث) دون إجابة. سبق لي وان أجبت على التساؤل ذاته بمقال سابق لذلك أعيد نشر المقال السابق مع بعض الاختزال والإضافة لأهمية المقال وللضرورة ، كي لا تمحوا الأيام والسنين جرائم البعث بحق العراقيين .لمن يريد ان يفرق بين البعث من جهة وصدام والإجرام من جهة أخرى كتبت في مقالي : البعث هو من جاء بالبكر وصدام ، وعلي صالح السعدي والحرس القومي في العام 1963 ، وجاء بعزت الدوري وطه الجزراوي وناظم كزار ، وأبو طبر ، وعلي كيمياوي ، وبرزان ، ووطبان ، وسبعاوي ، وحسين كامل , ومحمد حمزة الزبيدي ، وجاء بمجاميع القتلة ، وبمنظمات القتل،( فدائيي صدام , الأمن الخاص, المخابرات والاستخبارات والأمن ) . لمن سألني لماذا كل هذا الحقد على البعث ؟علية ان يحصي المقابر الجماعية ، وأعداد من قتلوا في حروب البعث ، ومن غيبوا ،ومن ذابوا في أحواض التيزاب، ومن قطّعوا في (المثارم) ،وأعداد من سجنوا ، ومن اعتقلوا ، ومن فقدوا ،ومن عوّقوا ، ومن قطعت أيديهم بقرارات محاكم رسمية !، ومن جدعت أنوفهم وقطعت أذانهم ووشمت جباههم. لمن يريد ان يعرف كم خسرنا من الأراضي في زمن حكم البعث عليه أن يعود إلى خارطة العراق ومساحته في العام 68 ، ويقارنها بما عليه حدود العراق حين سقوطهم ، لقد خسرنا الكثير من الأراضي والمساحات المائية نتيجة لحروب صدام مع دول الجوار ، وتبرعه للأردن والسعودية بأراضي ليست ملكا له ليهبها كيفما يشاء. كان في خزينة العراق فائض نقدي حينما استلموا السلطة ، وأصبح العراق مديناٌ بمليارات الدولارات بعد سنوات من حكمهم البغيض ، عندما استلموا السلطة كان الدينار العراقي يساوي 3,3دولار ,وبعد هروبهم كان الدولار الواحد يساوي(3280) دينار عراقي.بعد حروبهم أصبح راتب اكبر موظف في الدولة لا يتعدى الخمس دولارات. كان العراق يعيش اكتفاءً ذاتيا من اغلب المحاصيل الزراعية ، ويصدر بعض المحاصيل والمواشي . في زمن حكمهم أصبح العراق يستورد كل شيء كانت أغلب أراضي العراق صالحة للزراعة ، وأصبحت اغلب أراضيه غير صالحة للزراعة . كان العراق يكتفي مما تجود به الأهوار من الثروة السمكية ،جففوا الاهوار ليصبح العراق يستورد السمك . كنا نصدر التمور وأصبحنا نستوردها . كان شباب وأسر العراق المترفة يذهبون في سفرات خارج العراق في زمن حكمهم أصبح العراق مرتعا لزوار غرباء ، وملتقى لجنسيات بائسة : يفرغون كبتهم بحساب فرق العملة . كان العراقي مهابا ومحترما في خارج العراق، وأصبح مهانا بعدما سحقت سلطة البعث كرامته ليعيش ذليلا في دول البؤس العربي يهان من اجل الحصول على مائة دولار شهريا ، أومن اجل الحصول على الفيزا . ازدادت أعداد العوانس ، والأرامل ، والأيتام . كانت الأسر العراقية تحافظ على منظومة أخلاقية متماسكة ، تفككت هذه المنظومة بتشجيع البعث لبعض العراقيين على عادات وأخلاق ليست من سماتهم ، شجعوا بعض الزوجات للغدر بأزواجهن ، وبعضهن كتبن التقارير على أسرهن لمصلحة السلطة ، شجعوا بعض الآباء والأبناء والإخوة والأخوات على الغدر بعضهم ببعض ، كل هؤلاء يكرمون: على أنهم أبطال !. خير مثال على ما ذكرناه هو: تكريم صدام لرجل مدمن ومنحط خلقيا اسمه هاشم من سكنه الصويرة , وشى بابنه الهارب من العسكرية ليتم إعدامه وليكرم الأب بأنواط شجاعة وتعيد الأخبار صور الأب وهو يقلد أنواط الشجاعة من صدام أكثر من مرة والأكثر من يوم!!. لا اعرف حكومة أشاعت مثل هذه الأخلاق مثلما عملت حكومة البعث !. كانت الشهادة الدراسية العراقية محترمة في دول العالم ، لكنها أصبحت بائسة بعدما أصبح عدي صدام ، وروكان رزوقي الأخرس، وعبد حمود ، وأبناء سبعاوي يضعون لقب دكتور قبل أسمائهم . اقتفى أثرهم المزورون الحاليون ليكتمل نصاب الغش والتزوير . كان الشعر والشعراء العراقيون وجدانيون ومبدعون، لحقهم المطربون والمسرحيون ، بعد حكم البعث أصبح للغناء وللشعر وللسينما والأدب وظيفة واحدة وهي مدح (القائد) . برز مسرح الكاولية بديلا عن مسرح يوسف العاني، وخليل شوقي ،وجعفر السعدي ، وزينب وناهده الرماح . ذابت كلمات البنفسج ،والريل وحمد، أمام "الله يخلي الريس الله يطول عمره".. ضيعنا فرقة الفنون الشعبية والرقص، أمام ردح الكاولية و" الله ينصرك سيدي ,وهيه يهل العمارة" . صرنا نجيد استنساخ الكتب والروايات المهربة إلينا من خارج العراق ، ضاعت إبداعات مبدعينا وكتابنا. هرب العلماء والمفكرون والمبدعون ووجوه العراق العلمية و الإعلامية , لقد هرب من ظلم البعث الشيخ الوائلي رحمة الله ومؤيد البدري وحمودي الحارثي والدكتور فرحان باقر والكثير الكثير من المبدعين والعلماء لا مجال لذكرهم .صرنا نتناقل أخبارهم ونتاجاتهم بحذر وسرية .بعد سقوطهم انقضت عصابات منظمة من البعثيين والتكفيريين وبعض دول الجوار على البقية الباقية من علماء العراق وأطبائه ومبدعيه , بحملات تصفية جسدية ليقتل من يقتل ويهرب الباقون للخارج .حملة صدام الإيمانية لامست الكفر , حينما كتب القران بدمه النجس وجاءنا ب(شيخ الجايجيك)عبد الغفار العباسي ، الذي كان يقدم برامج الدين من تلفزيون عدي والذي أصبحت فتاواه محل تندر لكل من واكب برنامجه. صارت وتريات مظفر النواب حاضرة بشكل سري في كل بيوت من رفضوا سماع عبد الرزاق عبد الواحد ، ورعد بندر، ولؤي حقي، وهم: يؤلهون صدام!. صرنا نقتفي اثر داخل حسن ، وحضيري ، وناظم الغزالي ، في نفوسنا أمام غزو تلفزيون عدي ومطربيه .
حتى الآثار والمقابر لم تسلم من البعث وصدام: حين خط صدام اسمه على طابوق بابل لتصبح بابل خارج تصنيف المناطق الأثرية في المنظمات العالمية، سرق أرشد ياسين ابن عم صدام وزوج شقيقته ومرافقه الأقدم آثار العراق وهربها وباعها في الخارج ، هدم صدام أجزاء كبيرة من مقبرة النجف بعد انتفاضة العام 91 ! .
كان العراق بلدا حرا ومستقلا يملك سيادة ، في زمنهم أصبح مرتعا لفرق التفتيش ، التي دخلت حتى في غرف نوم صدام لإذلاله . وقعوا في خيمة صفوان صك امتهان كرامة العراق ، وهزيمته، واستلاب إرادته الوطنية، وأصبحنا من الدول ناقصة السيادة ، ودخلنا تحت الفصل السابع وما زلنا. أهان العراق وجيشه حينما هزم في كل حروبه .تناقلت الأخبار صور جنود وضباط الجيش العراقي وهم يستسلمون يتوسلون بذلة بجنود الدول ، التي حاربها صدام وانتصرت علية !. البعث وصدام هو من قلب الموازين وتسبب طيشه بالزلزال , الذي ضرب المنطقة بعدما اخل بتوازن القوة. مغامراته جاءت بالقوات الأجنبية لتبقى في الخليج.
كان العراق شمسا للعلم ، وللإبداع ، وللفن ، والحياة ، وقمرا لمن يعشق ، ونجما لمن يحلم ، أصبح العراق مقبرة لكل شيء، للبشر وما ينتجه ، كانت بيئة العراق نقية وبشره معافى أصبحت بيئة العراق ملوثة بسبب حروبهم وازدادت معدلات الإمراض الخبيثة والمزمنة ، والتشوهات الخلقية. لمن سألني عن راتبي وعيشي في المنطقة الخضراء أقول: المفلس في القافلة أمين , لم تطأ قدماي المنطقة الخضراء قط , عشت منفيا في زمن صدام , بعد سقوطه عدت للوطن لفترة قصيرة, لأجد نفسي في منفى آخر جديد أكثر بعدا من منفاي الأول بسبب نيران البعثيين والقاعدة .بعد هذا لابد لنا أن نردد ما قاله احدهم : (لو كان البعث دينا ونبيا لكفرت به) والى من سألني: لماذا كل هذا الحقد على البعث؟ اعتقد أن الإجابة أصبحت واضحة لديه الآن .
(العاري من الفضيلة لا يستره شيء)
| |
|