النص الكامل لوصية الامام علي بن ابي طالب للمسلمين في كل العالم - وصية أمير المؤمنين وامام المتقين ووصي رسول رب العالمين الامام علي بن ابي طالب (صلوت الله عليه وعلى ال محمد الطيبين الطاهرين) الى المسلمين في العالم ليوم قيام الساعة العراق – النجف الاشرف – فراس الكرباسي: في يوم 21 من شهر رمضان لسنة 40 للهجرة استشهد الامام علي بن طالب (عليه السلام) نتيجه لضربة ضربها الملعون عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالسيف المسموم على أُمِّ رأسه ( عليه السلام ) ، وكان الإمام ( عليه السلام ) ساجداً في محراب مسجد الكوفة يصلي صلاة الصبح صبيحة يوم19 رمضان . وفي اخر ليلة من حياة إمام المسلمين (عليه السلام) اوصى ولديه الحسن والحسين والمسلمين ووصيته سارية ليومنا هذا واكد فيها على (18 فقرة ) علينا جميعا ان كنا مسلمين لا نغادرها : - تقوى الله والاعتصام بحبل الله - نظم أمر الامة وصلاح ذات البين - رعاية الأيتام ولا تغب أفواههم ولا يضيعوا بحضرة المؤمنين - القرآن وان لا يسبق المسلمين احد إلى العمل به - الجيران فإنهم وصية نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) - الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود الدين - الجامع بيت الله فلا يخلون من المسلمين ما بقيتم - الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب - صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار - الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس والألسن - الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم - النساء وما ملكت أيمانكم - قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل - لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم - عليكم بالتواصل والتباذل والتبار - إياكم والتقاطع والتدابر والتفرق - تعاونوا على البر والتقوى - لا تعانوا على الإثم والعدوان واليكم النص الكامل للوصية المباركة ليكون دستور حياتنا من اليوم فصاعدا ان شاء الله روى الشيخ الصدوق في (من لا يحضره الفقيه) عن سليم بن قيس الهلالي قال: شهدت وصية علي بن أبي طالب حين أوصى إلى ابنه الحسن، واشهد على وصيته الحسين ومحمد بن الحنفية وجميع ولده ورؤساء أهل بيته وشيعته ودفع إليه الكتب والسلاح ثم قال: يا بني أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إلي رسول الله ودفع إلي كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين. ثم أقبل على ابنه الحسين فقال: وأمرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تدفعه إلى ابنك علي بن الحسين. ثم اقبل إلى ابنه علي بن الحسين فقال له: وأمرك رسول الله أن تدفع وصيتك إلى ابنك محمد بن علي، فأقرأه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومني السلام. ثم أقبل على ابنه الحسن فقال: يا بني أنت ولي الأمر بعدي وولي الدم فإن عفوت فلك، وإن قتلت فضربة مكان ضربة، ثم قال اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا. أوصيكما.. وجميع ولدي وأهل بيتي، ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم. أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار، الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، الله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم، الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم، الله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار، الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه، الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم، الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤوي للمحدث، الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن قال: أوصيكم بالضعيفين: نسائكم وما ملكت أيمانكم، ثم قال: الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، واستودعكم الله خير مستودع، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يا بني عبد المطلب: لا ألفيكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي إلاّ قاتلي انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ولا يمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور. ثم عرق جبين الإمام فجعل يمسح العرق بيده، فقالت ابنته زينب: يا أبه أراك تمسح جبينك؟ قال: يا بنية سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته، عرق جبينه وصار كاللؤلؤ الرطب وسكن أنينه. فقامت (عليها السلام) وألقت بنفسها على صدر أبيها وقالت: يا أبه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء، وقد أحببت أن اسمعه منك. فقال: يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد، خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس، فصبراً صبراً. ثم التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين وقال: يا أبا محمد ويا أبا عبد الله، كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن من هاهنا وهاهنا فأصبرا حتى يحكم الله وهــو خيـــر الحاكمين، يا أبا عبد الله أنت شهيد هذه الأمة، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه. ثم أغمي عليه وأفاق وقال: هذا رسول الله، وعمي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله، كلهم يقولون: عجل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون. ثم أدار عينيه في أهل بيته كلهم وقال: استودعكم الله جميعاً،حفظكم الله، سددكم الله جميعاً، وهو خليفتي عليكم، وكفى بالله خليفة، ثم قال: وعليكم الســـلام يا رســـل ربي،(لمثل هذا فليعمل العاملون) ، (إن الله مع الذين اتقـــوا والذين هـــم محـــسنون). ومازال يذكر الله، ويتشهد الشهادتين، ثم استقبل القبلة، وغمض عينيه ومدد رجليه ويديه وقال: أشـــهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ثم قضى نحبه وفاضت روحه الطاهرة، ولقي ربه شهيدا مظلوما. رحم الله من نادى وا إماماه وا علياه وا وصياه وا مظلوماه وا سيداه ... |