الأمة العراقية في خطر ولم يعد في القوس منزع
جعفر المهاجر
في فعل أجرامي كبير ومخطط ومدروس وضمن المسلسل الأرهابي الدموي ضرب قلب العراق ونبضه بغداد الحبيبة مرة أخرى وانتشرت رائحة الموت في أجوائها وفي مناطق حساسة وحيوية منها وأزهقت الأرواح البريئة في وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد ووزارة النقل والمواصلات والمواطنين الأبرياء من المراجعين والخارجين ألى طلب الرزق وصعدت تلك الأرواح البريئة ألى بارئها تشكو هذا الظلم الدموي الذي بلغ أقصى مداه في وحشيته وهمجيته . أن هذه الجريمة الأرهابية الكبرى وما سبقها من جرائم تدق ناقوس الخطر الذي يهدد أمن العراق وسلامة شعبه وتثبت بضخامتها وفعلها الأجرامي المدمر والمروع أن قوى سوداء وجهات خارجية ودول قد رصدت أموالا طائلة ودعما أعلاميا هائلا لحرف الحقيقة وتشويهها للقضاء على كل أمل للعراقيين في العيش بأمن وسلام في وطنهم الذي عانى الكثير والكثير من الأستلاب والقهر وسفكت أنهارا من الدماء الطاهرة من أجل الحرية والأنعتاق والخروج من عنق الزجاجه ولكن الأنظمة المحيطة بالعراق والتي يحكم حاكمها الأوحد بأنظمة القرون الوسطى وفضائياتها مصرة ومصممة على أسقاط التجربة الديمقراطية في العراق بأي ثمن . فمنذ سقوط صنم الأستبداد وليومنا هذا تتغنى فضائيات عربية تتناغم معها فضائيات (عراقية) بالأسم فقط بما يسمى ب ( المقاومة العراقية ) التي أذهلت الدنيا وطرزت العجائب في أساليبها الدنيئة والوضيعة والمنحطة وتفننها في قتل العراقيين بكافة شرائحهم وقومياتهم ومذاهبهم أينما وجدوا ليخرج علينا فيصل قاسم وأحمد منصور وغسان بن جدو وغيرهم من دهاقنة الأعلام العربي المضلل والفاقد لأبسط القيم الأخلاقية ليقولوا في كل مرة جملتهم المعتادة ( لقد ذهب العراق في ستين داهية ) و( عراق اللادوله ) وغيرها من الكلمات التي تدعم قوى الأرهاب الظلامية وتشجعها باستضافة رؤوس عفنه نهبت وسلبت وظلمت وقتلت وأتخمت لعقود من السنين . ليكرروا كذبتهم الكبرى باستمرار بأن القوات الأمريكية قتلت ( ونصف مليون أنان في العراق)
لذر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن جرائم الأرهابيين القتله الذين عاثوا فسادا في العراق وأزهقوا مئات الألوف من الأرواح البريئة بحجة وجود ( قوات الأحتلال ) ولا أريد هنا أن أدافع عن الأحتلال المرفوض رفضا قاطعا من كل أنسان شريف ولكن غض النظر عن القتله من أيتام حزب البعث الصدامي الدموي وتحالفه مع قوى التكفير الضلالية وجرائم القاعدة التي ارتكبت أفضع الجرائم بحق الشعب العراقي طيلة فترة السنوات المنصرمه هي من أكبر أكاذيب الأعلام العربي المجافي للحقيقة الناصعة بدرجة 180 درجه.
أن جرائم الأبادة البشرية التي يقوم بها هؤلاء السفاحون الأوغاد في مناطق خالية تماما من الأمريكان وتواجدهم تدل دلالة قاطعة على أن هذه القوى الأرهابية المدعومة ماديا ولوجستيا وأعلاميا من الخارج والداخل سائرة في طريقها الدموي والأجرامي مستغلة خلافات السياسيين وتعثر العملية السياسية أبشع أستغلال وهي ثغرات في جدار الوحدة الوطنية تعطي المبرر لهؤلاء القتله لآرتكاب جرائمهم الشريرة ولكي يدعوا في وسائل الأعلام المعادية أن مايحدث من جرائم أباده بحق الشعب العراقي هو نتيجة الخلافات السياسية التي تحدث في العراق !!! لبث روح اليأس بين العراقيين أولا ولأظهار السياسيين بأنهم مجموعة من القتلة وشاربي الدماء وهذا ماحدث على شاشات الفضائيات المعاديه يوم أمس .فهل سيدرك السياسيون ذلك ؟ أم سيستمرون على نفس النمط والأسلوب في خلافاتهم وصراعاتهم لكي يعطوا المبررات تلو المبررات لأعداء العراق لقتل العراقيين بهذه الصورة المرعبة والمروعة ؟؟؟
في كل دول العالم توجد أحزاب وتحدث خلافات بينها وهذا أمر طبيعي ولكن عنما يدق ناقوس الخطر ويتعرض أمن الوطن للخطر نرى الجميع سواء من في المعارضة ومن في الحكم يهبون ككتلة متراصة للدفاع عن أمن الوطن تجاه الأخطار الخارجية المحدقة بوطنهم وهذه حقيقة لايمكن أن يتغافلها أي سياسي في العراق وغير العراق . ولا أريد أن أقدم النصائح لأحد والعراق فيه من الرجال الأفذاذ والسياسيين الكبار الذين يتحملون المسؤولية الأخلاقية والشرعية بالحفاظ على الدم العراقي ويتسامون على كل خلافاتهم حين يتعرض مصير الوطن الذي هو في عقولهم وضمائرهم ألى الخطر . ولابد أن يسعوا بكل ماأوتوا ا من قدرة وحنكة سياسية للخروج من هذه المحنة المحيطة بالعراق والتي لم يخرج منها أحد منتصرا سوى أعداء العراق لكي يحققوا حلمهم بأعادة الماضي البغيض بكل أدرانه وجرائمه وأزلامه الذين يرتكبون أحط الجرائم للوصول ألى غاياتهم الدنيئة والجهنمية .
لقد أصبح العراق اليوم دولة غريبة في المنطقه لآختلاف وتناقض نظامه الجديد مع أنظمة الدول المجاورة التي تحكمها أصنام تعبد من دون الله وتتقطع أنفاسها وتهرم ولا تترك كرسي الحكم ألى أن تلفظ أنفاسها الأخيره ولم تفد معهم التطمينات الكثيرة للساسة العراقيين بأن العراق لايحاول نقل تجربته للآخرين وكل شعب يختار النظام الذي يوافقه والعراق لم يعد يهدد أمن أية دولة مجاورة كما كان سابقا ولكن كل هذه التطمينات ذهبت مع أدراج الرياح لأن الدكتاتور لايصدق ألا نفسه . فكيف يسمح هؤلاء الطغاة الحاكمين وأجهزة مخابراتهم لدولة يعيش شعبها بأمن وأمان و يتداول فيها السياسيون السلطه كل أربع سنوات نتيجة صندوق الأنتخاب؟؟؟ .
أن المشاحنات السياسية وتعثر قانون الأنتخاب وظهور أعضاء مجلس النواب على شاشات الفضائيا ت ليكيلوا التهم لبعضهم ستأتي بالكثير من الأيام الدامية في المستقبل المنظور . . فارحموا شعبكم أيها السياسيون قبل فوات الأوان فلم يعد في القوس منزع .
وعلى وزارة الخارجية والسفارات العراقية في الخارج أن تتحرك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الأنسان لتوضيح أبعاد حملة الأبادة التي تحدث بحق الأنسان العراقي ووضع تلك المؤسسات الدولية أمام مسؤولياتها الأخلاقية . وفي الداخل على وزارة الداخلية وقوات عمليات بغداد والجيش العراقي أن توحد جهودها وتهب للدفاع عن الوطن ووقف سفك الدم العراقي وملاحقة قوى الجريمة والأرهاب والأنقضاض عليها في أوكارها قبل الشروع بجرائمها ولا يمكن بعد اليوم أن يلقي كل طرف باللوم على الطرف الآخر ورمي الكرة في ملعبه فالأمة العراقية اليوم تعيش خطرا حقيقيا وعلى الجميع من سياسيين وعسكريين أن يرتقوا ألى مستوى الحدث الجلل.
ولم يعد بعد اليوم أقناع العراقيين بأن القوات الأمنية قد بلغت مرحلة متقدمة من الكفاءة والقدرة وأنها ترصد القتلة ويحدث هذا الخرق الأمني الخطير بعد شهرين من يوم الأربعاء الدامي وفي نفس المكان وبنفس الأسلوب الأجرامي ليحصد المئات من الأرواح البريئة . ومن حق كل مواطن أن يتساءل كيف دخل الأرهابيون المنطقة من جديد والمفروض أنها محصنة ومحمية وقد تغيرت فيها نقاط التفتيش واستبدلت بعناصر أكثر كفاءة وقدرة وأخلاصا في الحفاظ على أمن المواطنين وحمايتهم من الغدر البعثي التكفيري الذي تحالف لتمير العراق وأرهاب شعبه .
ولابد من تفعيل القضاء ومحاكمة كل مجرم تلطخت يديه بدماء العراقيين وتفعيل قانون المساءلة بكل قوه لينال المجرمون القصاص العادل الذي أمر به الله في محكم كتابه العزيز .
أن التباكي على دماء العراقيين في فضائيات عودتنا على استضافة أفاعي الدجل السياسي والتهم الجاهزة أمثال صالح المطلك ونزار السامرائي ووفيق السامرائي الذين أتخمهم النظام الصدامي بالمال الحرام واليوم ينعقون وينعبون في هذه الفضائيات لأثارة الطائفية من جديد بين أوساط الشعب العراقي والتي تجاوزها ونبذها العراقيون وقبروها ألى الأبد بأذن الله والمطالبة باستقالة الحكومة العراقية لتكتمل آمالهم بتدمير الدوله وأحداث فراغ أمني كبير يستغله الأرهابيون . لقد أصبحت هذه الأصوات المنكرة والتي لاتتقن ألا الكذب والدجل والأتهامات الرخيصة والمبتذلة أبواقا مخلصة للأنظمة العربية المحيطة بالعراق التي تبذل كل مافي وسعها لأجهاض العملية السياسية وتدمير نفسية المواطن العراقي ولابد من قول الحقيقة المرة وهي أن أعضاءا معروفين في مجلس النواب العراقي يريدون أن يجعلوا من قضية كركوك شماعة لأجهاض العملية السياسية كما يجعل أيتام العهد الصدامي أن كل شيئ محرم في العراق مادام تحت الأحتلال وهذه الأصوات كلها تتناغم مع بعضها وتخفي وراءها أهدافا شريرة للعودة ألى الماضي البغيض وتسليط طغمة دموية جديدة على الشعب العراقي تباركها الأنظمة الفاسدة المحيطة بالعراق .
لقد جزع الشعب العراقي من رائحة الموت أيها السياسيون في الرئاسات الثلاث وعليكم أن تردوا الرد الحاسم على قتلة العراقيين وأن تتحرك القوى الأمنية والأستخبارية لكشف القتله وتقديمهم ألى القضاء العادل لينالوا جزاءهم ولابد أن يصدر قانون الأنتخاب لكي يكون الرد حاسما على أعداء العراق ونقول لهم هيهات هيهات فقد مضى زمنكم وزمن أسيادكم ولن ترجع عجلة التأريخ ألى الوراء أبدا ومن المعيب جدا على السياسيين العراقيين أن تأتي السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة رايس للعراق وتحثهم على الأتفاق فيما بينهم على قانون الأنتخاب وغيره وهم يقودون سفينة العراق وسط هذا البحر المتلاطم من الأخطار المحدقة به .
وأخيرا أناشد كل السياسيين الشرفاء في الرئاسات الثلاث وفي المجلس السياسي للأمن الوطني مرة أخرى لأقول لهم بأن العراق وشعبه أمانة في أعناقكم ووطنكم محدق بأفدح الأخطار من أعدائه المتربصين به فالأمة العراقية في خطر كبير ولم يعد في القوس منزع وكلكم أقسمتم وعاهدتم الله بالحفاظ على أمنه وأمن أبنائه والواجب الوطني المقدس يفرض عليكم أن تبروا بقسمكم ولا أريد أن أكون ناصحا أو موجها ولكني كعراقي أناشدكم بقول الله : بسم الله الرحمن الرحيم (وأوفوا بعهد الله أذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها .)
والله من وراء القصد .
جعفر المهاجر – السويد
26/10/2009