الخطوة الخامسة: أسماء الأيمة عند السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يهمنا هنا هو معرفة باقي أسماء الأيمة الإثنا عشر، فنقول : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في عدة أحاديث أن الخلفاء من بعده اثنا عشر خليفة ويلاحظ على الأحاديث أنها تركز على عدة نقاط :
1- عددهم 12 خليفة،
2- كلهم من قريش،
3- أنهم لن يفترقوا عن القرآن لا وجودا وسيرة إلى يوم القيامة،
4- لن تضل الناس بمتابعتهم .
ولكن ما أركز عليه هنا أنه يجب علينا أن نبحث عن من هم باقي الخلفاء من بعد الإمام الحسين عليه السلام؟ فمن هم وكيف ثبتت خلافتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فأقول : جرت سنة الله سبحانه وتعالى في أنبياءه منذ آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم إنهم كلهم من ذرية واحدة، وأن كل نبي يبشر بالنبي الذي سيأتي من بعده، وكلهم يبشرون بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وجرت سنته أن يكون لكل نبي اثنا عشر خليفة أو نقيب يقوم مقامه من بعده (عدد نقباء بني إسرائيل )
ونبينا ليس بدعا من الرسل فله اثنا عشر خليفة أيضا. وقد ذكر ذلك في الأحاديث السابقة.
الآن نأتي إلى ذكر أسمائهم، فقد نص على أسمائهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة منها ما نص على كل أسمائهم ومنها ما نص على بعضهم، وإليكم طائفة منهم :
أولا: النص من قبل الله على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم عند السنة:
1- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
14967- وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه. قال: فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال: "حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟". فقالت: أخشى الضعية بعدك، فقال: "يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا ولا تعطى أحداً بعدنا. أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله، وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء، وأحبهم إلى الله، وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما. يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما مئلت جوراً. يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني، وذلك لمكانك من قلبي، وزوجك الله زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية وقد سالت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي".
قال علي رضي الله عنه: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله عز وجل به صلى الله عليه وسلم.
2- ورد في فرائد السمطين:
أ ـ الجويني عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله (ص): "أنا سيّد النبيّين وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم المهدي".
ب ـ الجويني ـ أيضاً ـ بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): "إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثني عشر أوّلهم أخي وآخرهم ولدي". قيل: يا رسول الله، ومن أخوك؟ قال: "عليّ بن أبي طالب". قيل: فمن ولدك؟ قال: "المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب".
ج ـ الجويني ـ أيضاً ـ بسنده قال: سمعت رسول الله(ص) يقول: "أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون".
د - فرائد السمطين للحمويتي الشافعي ج2ص153، 155-159 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي والفتوحات المكية
فإذا بجابر إبن عبدالله الأنصاري يقول يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر هؤلاء الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك فقال (ص): (يا جابر هم خلفائي وأئمة المسلمين بعدي أولهم علي ابن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم علي ابن الحسين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي ابن موسى الرضا ثم محمد الجواد ثم علي الهادي ثم الحسن العسكري ثم المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) فبالله عليك يا أستاذ علي أيهما أفضل أن نتبع هؤلاء الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله وفضلهم الله ورسوله (ص) وأجمعت الأمة على فضلهم ومكانتهم، أم أناس أمثال يزيد بن معاوية والحجاج بن يوسف الثقفي وأبو العباس السفاح الخليفة العباسي وكرزاي وجلبي وفؤاد السنيورة.. إلخ هل هؤلاء يستحقون أن تكون طاعتهم مقرونة بطاعة الله ورسوله وهل يرضي الله ورسوله اتباعهم.
3- ذكر ذلك الخوارزمي الحنفي في كتابه (( مقتل الحسين (ع)))[ 1/95], بسنده عن أبي سلمى راعي إبل رسول الله (ص) , قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ليلة أسري بي إلى السماء ,قال لي الجليل جل وعلا: (( آمن الرسول بما أ ُنزِلَ إليه من رَبِّه)), قلت : والمؤمنون , قال : صدقت , قال : يا محمد إني اطّلعتُ إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها فشقـَقتُ لك إسما من أسمائي فلا أ ُذكر في موضع إلا ذ ُكرتَ معي , فأنا المحمود وأنت محمد , ثم أطّلعت الثانية فاخترت علّياً فشققت له إسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي , يا محمد إني خلقتك وخلقت عليّا ً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نور من نوري , وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين , ومن جحدها كان عندي من الكافرين , يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقِرَّ بولايتكم , يا محمد أتحبّ أن تراهم , قلت : نعم ياربّ ,فقال لي : إلتفت عن يمين العرش, فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلّون وهو في وسطهم (يعني المهدي) , كأنه كوكب دري. قال : يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك , وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي.
[ وهذا الحديث أيضاً رواه القندوزي الحنفي في (( ينابيع المودة 3/380)) , وفيه : قال : يامحمد هؤلاء حججي على عبادي وهم أوصياؤك (إلى آخر الحديث), وأيضا رواه الشيخ الحمويني الشافعي في (( فرائد السمطين ج2 آخر الكتاب))].
4- (1) قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( أهل بيتي أمان لاهل الارض ، كما ان النجوم امان لاهل السماء ، قيل : يا رسول الله الائمة بعدك من أهل بيتك ؟ قال : نعم الائمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، امناء معصومون ، ومنّا مهدي هذه الامة ، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما بال اقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي ) .
الحمويني / فرائد السمطين 2 / 133 الرقم 430 .
(2) قال جابر بن عبد الله الانصاري : كان رسول الله (ص) في الشكاة التي قبض فيها ، فإذا فاطمة (عليها السلام) عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله ) طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ، ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك ، قال : يا حبيبتي لا تبكين ، فنحن أهل بيت اعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً قبلنا ولا يعطيها أحداً بعدنا : أنا خاتم النبيين ، …… ، ومنّا سبطا هذه الامة ، وهما ابناك الحسن والحسين ، وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الائمة أمناء معصومون ، ومنّا مهدي هذه الامة ..
روى هذا الحديث من علماء السنة :
1 ـ ابن عساكر / تاريخ دمشق 1 / 239 ح303 .
2 ـ الحمويني / فرائد السمطين 2 / 84 .
3 ـ الطبراني / المعجم الكبير ص135 .
4 ـ الطبري / ذخائر العقبى ص135 .
5 ـ البدخشي / مفتاح النجا ص263 .
5- وايضا قال النبي (ص): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي, ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي, وليوال وليه, وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي, خلقوا من طينتي, رزقوا فهمي وعلمي, فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي, القاطعين فيهم صلتي, لا أنالهم الله شفاعتي), (كنز العمال 6/155)... وأيضاً ورد عن النبي (ص) انه قال: (في كل خلف من أمتي عدول من اهل بيتي, ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, الا وان ائمتكم وفدكم الى الله, فانظروا من تفدون...
)ذخائرالعقبى ص27(
6- "من أحب أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتولّ علي بن أبي طالب ، وذريته الطاهرين ، أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى من بعده ، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة."
المناقب للخوارزمي ص75 ح55، تاريخ الأمم والملوك للطبراني ج5 ص194 ح5067،
ينابيع المودة للقندوزي ص127 ب43
7 - ومن ذلك ما رواه اخطب خوارزم موفق بن أحمد المكى في كتابه باسناده عن الامام محمد بن أحمد بن شاذان قال حدثنا محمد بن على بن الفضل عن محمد بن قاسم عن عباد بن يعقوب عن موسى بن عثمان عن الاعمش قال حدثني أبو اسحاق بن الحارث وسعيد بن بشير عن على بن أبي طالب ( ع ) قال قال رسول ( ص ) : انا واردكم على الحوض وأنت يا علي الساقى والحسن الرائد والحسين الامر وعلى بن الحسين الفارط ومحمد بن على الناشر وجعفر بن محمد السائق وموسى ابن جعفر محصى المحبين والمبغضين وقامع المنافقين وعلى بن
موسى مزين المؤمنين ومحمد بن على منزل أهل الجنة درجاتهم وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين والحسن بن على سراج أهل الجنة يستضيئون به والمهدى شفيعهم يوم القيامة حيث لا ياذن الله إلا لمن يشاء ويرضى
الخوارزمي في مقتل الحسين : 94 ، والبحار : 36 / 270 .
8 - ومن ذلك ما رواه الخطيب الخوارزمي في كتابه باسناده عن ابن شاذان قال حدثني أبو محمد الحسن بن على العلوى الطبري عن أحمد بن عبد الله حدثني جدى أحمد بن محمد عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمرو بن اذينه قال حدثني ابان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان المحمدى قال دخلت على النبي ( ص ) وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول : أنت سيد ابن السيد أبو السادات أنت امام ابن الامام أبو الائمه أنت حجه بن الحجه أبو الحجج تسعه من صلبك تاسعهم قائمهم.
الخوارزمي في مقتله: 145 ، والبحار : 36 / 241 .