البداء في كتب أهل السنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رواية البداء في صحيح البخاري حديث رقم 3205 من كتاب الانبياء ، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني اسرائيل
هذا البخاري يروي لنا قصة البداء في صحيحه: كاب الانبياء باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني أسرائيل
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا فَقَالَ أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ الْبَقَرُ ---- الخ الرواية لانها طويلة جدا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأخرج البخاري في صحيحه قصّة عجيبة وغريبة تحكي معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولقاءه مع ربّه تجدها وسط هذه الصفحة
ثُمَ فُرضتْ عليَّ خمسون صلاة فأقبلتُ حتّى جئتُ موسى، فقال: ماصنعتَ ؟ قُلتُ: فُرضتْ عليَّ خمسون صلاة. قال: أنا أعلم بالنّاس منك عَالجتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة وإن أمّتك لا تطيق، فأرجع الى ربّك فسلْهُ، فرجعتُ فسألتُه فجعلها أربعين، ثم مثله، ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشراً، فأتيتُ موسى فقال: مثله فجعلها خمساً، فأتيت موسى فقال: ماصنعتَ ؟ قلتُ جعلها خمساً فقال مثله قلتُ: فَسلمتُ فنوديَ أنّي قد أمضيتُ فريضتي وخَففّتُ عن عبادي وأجزي الحسنة عشراً
وفي رواية أخرى نقلها البخاري أيضاً، وبعد مراجعة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم ربّه عديد المرّات وبعد فرض الخمس صلوات، طلب موسى (عليه السلام) من محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يُراجع ربّه للتخفيف لأّن أمّته لا تطيق حَتّى خمس صلوات، ولكن محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم أجابه: قد إستحييت من رَبّي
نعم إقرأ وأعجب من هذه العقائد التي يقول بها رواة أهل السنّة والجماعة، ومع ذلك فهم يشنّعون على الشيعة أتباع أئمة أهل البيت في القول بالبداء
وهم في هذه القصّة يعتقدون بأن الله سبحانه فرض على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم خمسين صلاة، ثم بدا له بعد مراجعة محمد إيّاه أن جعلها أربعين، ثم بدا له بعد مراجعة ثانية أن جعلها ثلاثين، ثم بدا له بعد مراجعة ثالثة أن جعلها عشرين ثم بدا له بعد مراجعة رابعة أن جعلها عشراً، ثم بدا له بعد مراجعة خامسة أن جعلها خمساً
وبغض النظر عن قبولنا بهذه الرواية وعدمه فإن القول بالبداء عقيدة سليمة تتماشى ومفاهيم الدّين الإسلامي وروح القرآن (إن الله لاَ يُغيرّ ما بقوم حتّى يُغيرّوا ما بأنفسهم) ولولا إعتقادنا ـ سنة وشيعة ـ بأن الله سبحانه يبدّلُ ويُغيرّ، لما كان لصلاتنا ودعائنا من فائدة ولا تعليل ولا تفسير، كما إنّنا نؤمن جميعاً بأنّ الله سبحانه يبدّل الأحكام، وينسخ الشرائع من نبي لآخر بل وحتى في شريعة نبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم هناك ناسخ ومنسوخ، فالقول بالبداء ليس كفراً ولا خروجاً على الدّين، وليس لأهل السنة أن يشنّعوا على الشيعة من أجل هذا الإعتقاد، كما إنّه ليس للشيعة أن يشنّعوا على أهل السنّة أيضاً
والحقيقة نحن نرى رواية المعراج هذه مستوجبة لسنبة الجهل الى الله عَزّ َوجَلّ، وموجبة لإنتقاص شخصية أعظم إنسان عرفه التاريخ البشري، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إذ تقول الرواية بأن موسى قال لمحمّد: أنا أعلم بالنّاس منك، وتجعل هذه الرواية الفضل والمزيّة لموسى الذي لولاه لما خفّف الله عن أمّة محمد
ولستُ أدري كيف يعلمُ موسى بأنّ أمّة محمد لا تطيق حتى خمس صلوات في حين إن الله لا يعلمُ ذلك ويكلّف عباده بما لا يطيقون فيفرض عليهم خمسين صلاة ؟ !
وهل تتصور معي خمسين صلاة في اليوم الواحد، فلا شغل ولا عمل ولا دراسة ولا طلب رزق ولا سعي ولا مسؤولية، فيصبح الإنسان كالملائكة مكلّف بالصلاة والعبادة، وما عليك إلا بعملية حسابية بسيطة لتعرف كذب الرواية، فإذا ضربت عشر دقائق ـ وهو الوقت المعقول لأداء فريضة واحدة للصلاة جماعة ـ في الخمسين فسيكون الوقت المفروض بمقدار عشر ساعات، وما عليك إلا بالصبر، أو إنّك ترفض هذا الدّين الذي يكلّف أتباعه فوق ما يتحمّلون ويفرض عليهم مالا يطيقون
فإذا كان أهل السنة والجماعة يشنّعون على الشيعة قولهم بالبداء، وإن الله سبحانه وتعالى يبدوا له فيغيّر ويبدّل كيف شاء فلماذا لا يشنّعون على أنفسهم في قولهم بأنّ الله سبحانه يبدوا له فيغيّر ويبدّل الحكم خمس مرّات في فريضة واحدة وفي ليلة واحدة وهي ليلة المعراج؟ لعن الله التعصّب الأعمى والعناد المقيت الذي يغطي الحقائق ويقلّبها ظهراً على عقب، فيتحامل المتعصّب على من يخالفه في الرأي وينكر عليه الأمور الواضحة ويقوم بالتشنيع عليه وبثّ الإشاعات ضدّه، والتهويل في أبسط القضايا، التي يقول هو بأكثر منها
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسمُ الفسوقُ بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
قال الإمام الصادق عليه السلام: «من زعم أن الله تعالى بدا لَهُ في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم
وقال أيضاً: «من زعم إنّ الله بدا لَهُ في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه
إذآً فالبداء الذي تقول به الشيعة، لا يتعدّى حدود القرآن في قوله سبحانه وتعالى: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
قال الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية: «والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى لأنّه من الجهل والنقص وكذلك محالٌ عليه تعالى ولا تقول به الإمامية