طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
| موضوع: مكرم طالباني يروي أسرار وساطته بين صدام الأحد 8 فبراير - 10:13 | |
| مكرم طالباني يروي أسرار وساطته بين صدام والطالباني والبارازاني
نشرت جريدة آوينة الصادرة في شمال العراق في عددها 145 في 2008/10/28 لقاءً مع مكرم الطالباني الذي عمل كوسيط بين النظام السابق والقيادة الكردية لأجل حل المسألة الكردية في العراق ومنح حكم ذاتي للأكراد. مكرم الطالباني رغم بلوغه 85 عاماً مازال يحتفظ بذاكرة قوية عن ذكريات عاشها في حياته ويتحدث عن تاريخ قيام البعث بثورة 17 تموز عام 1968 ويقول إن احمد حسن البكر تحدث إليه بأهداف وخطط الثورة قبل شهر من قيامها ولا يخفى أن الطالباني على معرفة مع صدام حسين منذ بداية الثورة وكان له دور بارز في تشكيل الجبهة الوطنية التي تم تشكيلها بين حزب البعث والشيوعيين بداية عام 1970 ويقول انه كان باستطاعته أن يذهب بسيارته إلى القصر الجمهوري وقتما يشاء، ولكن في الوقت عينه ينفي انه كان من مستشاري صدام للشؤون الكردية، ويضيف أن علاقته بصدام لا تتجاوز إبداء المشورة حول المسالة الكردية عبر مذكرات ورسائل. مكرم الطالباني كان له دور الحكم في الكثير من المحادثات بين الحكومة والأكراد وكان على معرفة بالكثير من الأمور والأحداث المتعلقة بالمسألة الكردية عن كثب وحول تلك الأحاديث حاورته الجريدة ويرد: * في البداية متى وعلى رغبة من قمت باداء دور الحكم بين الحكومة والأكراد؟ - بعد أن قررت الانسحاب من الوظيفة (ولا يذكر الوظيفة أو المنصب الذي كان يشغله آنذاك) عام 1979 وضعت تحت المراقبة وقتذاك، وقد صدر حكم الإعدام بحق ابن عمي ببيروت فاضل الطالباني وكمال شالي، وكلفت من قبل أهلي وأقاربهما بالتوسط لدى صدام، وقد كتبت رسالة لصدام وطلبت فيها اللقاء وفي نفس اليوم الذي وصلت إليه الرسالة بعث لي سيارة مع احد المرافقين وذهبت إليه وقد غير الحكم من إعدام إلى المؤبد بناء على طلبي، وبعد ذلك أجريت عددا من اللقاءات معه وكانت مسألة الأكراد والشيوعيين ضمن تلك المحادثات وقتئذ كانت الحكومة في حرب مع إيران. في بداية عام 1988 عندما كنت أفكر في مسألة المحادثات بين الحكومة والأكراد كتبت لصدام وطلبت اللقاء وتم ذلك حيث جرت بيننا محادثات طويلة حول هذه المسالة، وقلت إني ارغب أن أكون حكماً بينكم لو رغبتم بذلك وقد أبدى موافقته، وبعد الانتهاء من المحادثات قمت بإرسال رسالة لـ (مام جلال ومسعود البارازاني ورسول مامند وقادر عزيز) وبينت فيها بان صدام يرغب بان أكون حكما بينكم وكانت ردود جميعهم ايجابية ولم يرفضوا المفاوضات، بعد فترة اتصل بي مام جلال هاتفيا وأعلمني بوجوده مع قادر عزيز في لندن وقال: إن تأتي سوف نتحدث حول هذه المسالة تفصيلياً وسافرت إلى لندن ولم التق بمام جلال لكونه غادر لندن واتصلت به هاتفيا وطلب مني الحضور إلى باريس، ولم استطيع الذهاب إلى باريس لكن التقينا في (براغ) وكان الروس يدعمون تلك المصالحة كي لا تستغل من قبل الدول الأجنبية، ووضعت موسكو براغ تحت تصرفي وابلغوني باني حر في استضافة أي شخص للقاء به وهم يقومون باستضافته ولم تكن الجبهة الكردستانية مشكلة بعد والكل كان يحسب لجهة ما إلى أن اتفقوا على إرسال وفد للمفاوضات. ولكن كانت لصدام حسين نفسية عالية وكان يرغب عندما كان يفاوض أحدا يفاوضه بموقف القوة ووقتئذ كانت تلوح انتصاراته في الحرب على إيران في الأفق. * إذن كانت موافقة الطالباني والبارازاني حول المفاوضات بعد أحداث حلبجة والأنفال؟ - كان الوقت عام 1988 حيث طلبت من صدام إيقاف الحرب لنتمكن من الجلوس على مائدة المفاوضات وكان قد رد عليّ وكتب لي (لم أوقف الحرب من الذي جاء بالإيرانيين إلى حلبجة) وكان غاضبا من هذا الفعل وكانت الجبهة الكردستانية سلمت لي أسماء الوفد المفاوض إلى بغداد. * هل سالت صدام يوما عن أسباب الأنفال وقصف حلبجة بالأسلحة الكيمياوية؟ - نعم سألته لكنه كان غاضبا من مجيء الإيرانيين إلى حلبجة وقال لي مرة (قبل يوم من جلب الإيرانيين إلى حلبجة اتصل بي الملك حسين وأعلمته بان موقفنا جيد وقوي في جميع جبهات القتال وبعد يوم احتلت خمس قصباتنا من قبل إيرانيين جيء بهم لولاهم لم يستطع الإيرانيون أن يدخلوا) والثاني أن مسالة الأنفال متعلقة بجلبهم إيرانيين ذات مرة إلى كركوك وقصفوا الآبار النفطية. وللمرة الأخيرة التي التقيت بها بصدام كان قبل ثلاثة اشهر من احتلال أمريكا وتحدثنا لأربع ساعات وخمس عشر دقيقة معا حيث قال صدام تعرضنا لحربين كبيرتين ولم يشارك الأكراد فيهما وقلت مقابل ماذا يشاركون؟ أيشاركون مقابل خمسة آلاف قتيل في حلبجة أم 180 ألف قتيل في الأنفال؟ * لماذا منيت مفاوضات 1988 بالفشل؟ - لان لا الأكراد كانوا متفقين على رأي واحد من جهة ومماطلة الحكومة من جهة أخرى، وحال ما يشعر بمضايقة إيران له يقول لي اذهب لنتفاوض وقلت له ذات مرة إنهم قادمون للمفاوضات وقد كتب لي صدام (ابلغهم بان لا يأتوا بارزي الصدور كالمنتصرين يجب أن يعرفوا باني المنتصر وهم المهزومون). * في عام 1991 بعد الانتفاضة قدمت إلى كردستان من بغداد ماذا كان وراء ذلك؟ - عندما احتلوا كركوك طلبني صدام وقال لي لم يكن المفروض أن يدخلوا المدن، كركوك منطقة حساسة ومنبع للنفط لو فتحت قفلا ستخرج إليك الدولارات ومن يسيطر على كركوك سيكون حكومة وأيضا قال إني اطلب منك أن تذهب إليهم وتبلغهم بان لا يغلقوا الطريق الدولي التي تأتي منه المؤن والماد الغذائية عبر تركيا أولا وثانيا إن بعض مصافي النفط في كركوك لم تتعرض للقصف ليستخدموها للاستهلاك الداخلي وخصصوا لي سيارة كان يقودها ضابط وكان ابن شقيقي برفقتي وسلكنا طريق تكريت وشاهدت في الطريق أكثر من مئتي وخمسين دبابة ومائة وخمسين مدفعا متوجهة نحو كركوك ولدى وصولنا للحويجة تعرف علي احد الضباط وقال لي إن الآمر يريد مقابلتك وكان الآمر (بارق) وعند اللقاء قال لي إن نائب القائد العام ووزير الدفاع هنا وقال عزت الدوري بأي وسيلة وكيف تذهب إلى كردستان؟ قلت معي ما يكرفون أعلمهم باسمي ومعي راية بيضاء وقالوا لي اذهب عن طريق قادر كرم حيث المنطقة خالية ونحن نرافقكم إلى هناك ورافقنا بارق إلى آخر سيطرة وقال باستطاعتكم الآن أن تذهبوا، عندما جئت إلى محافظة السليمانية لم يكن مام جلال ولا مسعود بارازاني موجودين. التقيت بـ(عمر فتاح) واتصلنا بمام جلال قال لي إني الآن في زاخو إذا لم تكن في عجلة سأعود بعد ثلاثة أيام إلى السليمانية وان كنت في عجلة سافر إلى دهوك. ذهبت إلى اربيل والتقيت بـ(كوسرت رسول) وهيأ لي السفر إلى دهوك لكن لم استطع مواصلة الطريق بسبب المعارك ورجعت بعد أن قطعت نصف الطريق وذهبت إلى مصيف صلاح الدين وذهبت إلى كاك مسعود وهناك كان نوشيروان وكريم احمد وآخرون حيث أبدوا لي رغبتهم في المفاوضات وهيأوا وفدا وأعطوا لي كلمة السر (الجفرة) كي ابلغهم بالوقت الذي يحضرون إلى بغداد، وخلال هذه الفترة التي استغرقت أربعة أيام في كردستان أعادت القوات الحكومية سيطرتها على كركوك وكافة المناطق الأخرى ولدى عودتي إلى بغداد لم أجد أحدا في جمجمال وكانت المدينة خالية تماما وقد غادر أهلها إلى السليمانية وعند وصولي إلى بغداد أبلغت صدام بعودتي وطلبني والتقينا وقال لي أمهلني يوما واحدا كي أتشاور مع رفاقي وبعد ثلاثة أيام طلبني وكانت بيده ورقة تحمل أسماء الوفد المفاوض التي وصلت إليه عن طريق (غاندي محمد حسن) الذي كان يشغل منصب امين عام رئاسة الجمهورية إذ قد اتصلوا بمسعود البرزاني وقرأ الأسماء وقال من بين هؤلاء من هم من الحزب الديمقراطي ومن هم من الاتحاد الوطني ولم تنجح المفاوضات حيث كانت ضغوطات خارجية على الجانب الكردي للانسحاب من المفاوضات وامتلك دليلا حول ذلك. * من هي الجهة الخارجية؟ - اعتقد أن بريطانيا قد أشعرتهم بان لديهم خطة للإطاحة بصدام ولا حاجة للمفاوضات. على ما يبدو أن الحكومة لم تكن تتعامل مع المفاوضات بجدية حيث كانت تبحث عن حجج كي تستند إليها وتفشل المفاوضات. وفي أكثر الأحيان كانت تكتب عبارة(إن أمكن)وغدا يقول(غير ممكن)على ما يبدو أن ضغوطات خارجية تسيطر على الحكومة كي لا يتفقون وفي تلك الفترة زارت شخصيتان مهمتان بغداد وهما(اردال نينو)نائب رئيس الوزراء التركي وبلند اجويد رئيس وزراء تركيا ضاغطين على الحكومة بان لا تتفق مع الأكراد وبعد ذلك جاء كاك مسعود واتفق على صيغة الحكم الذاتي وقد رفضها الاتحاد الوطني. وبعد ذلك بدأت الانتخابات وتم تشكيل حكومة الإقليم وقد تبنى البرلمان الفيدرالية. * في الوقت الذي التقيت بصدام ماذا كان موقفه تجاه تشكيل حكومة الإقليم؟ كان يعتقد أنهم قسموا جزءا من العراق كما كان يعتقد أن ضغوط الدول(إيران- تركيا سوريا) تحول دون استقرار تلك الحكومة في الشمال، وكان يقول إذا استطاعوا أن يشكلوا حكومة فانا أكون أول المعترفين بهم، لكن عندما التقيت به للمرة الأخيرة قال(إذا يرضون بالوضع الذي هم فيه الآن اني مستعد أن اعترف بهم وليعلنوا وقتما يشاؤون الاستقلال وعلى الحدود الحالية الآن سأعترف بهم) وكان جديا في حديثه هذا حيث كان يرغب بالخروج من هذه المسألة ولم تكن لكردستان بحدودها الحالية أي خطر عليهم. * هل كلفك صدام أن تقوم بدور الحكم بعد تشكيل حكومة الإقليم؟ نعم في عام1933بعثني وقال إن المشكلة تنحصر على خانقين وشيخان، حيث مستعدون لإعطائهم خانقين لكنها لموقعها الجغرافي الحساس وتقع على حدود إيران وهي اقرب نقطة لبغداد ليكن الجيش فيها وهم أي الأكراد يقومون بإدارتها أما حول الشيخان سأتحدث فيما بعد إذ قالوا أهاليها نحن أكراد لتلحق بكردستان. وذهبت ولم أجد مام جلال والتقيت بكاك مسعود وأفهمته بالموضوع وعند عودتي إلى بغداد شرحت له نتائج زيارتي وقلت لصدام إنني التقيت بمسعود فقط وانه لا يستطيع أن يقرر، فعندئذ كان يسعى صدام في حصر القضية في خانقين وشيخان فقط. * إذن لم يتحدث حول مدينة كركوك؟ - كلا كان يقول إن مسالة كركوك مسالة نهائية ولا نفرط فيها ولا نساوم عليها ولم يكن مستعدا أن يتنازل عن كركوك. كما ولم يكن قسم من الأكراد مصرين على كركوك، لأروي لكم ما حدث أثناء مفاوضات 1991 ذهبت إلى فندق الرشيد للقاء الوفد المفاوض سألني كاك نوشيروان مصطفى: كاك مكرم لو خيرونا حول الوزارات أي من الوزارات نختارها؟ قلت كاك نوشيروان إنكم في بداية المفاوضات فماذا عن مصير كركوك وخانقين هل ستقفزون على تلك المسائل وتتشبثون بالكراسي والوزارات؟ قال ماذا فعلت كركوك للكرد كي نقف على مصيرها؟ قلت إنكم تتحدثون ليلا ونهارا عن مصير 180 ألف من المؤنفلين الذين من بينهم 150 ألف تابعين لمحافظة كركوك، إن ضحايا كركوك تقدر بضحايا جميع كردستان كيف لكم أن تتحدثوا هكذا؟ وفي المرة التي جاء مام جلال ومسعود البارازاني معا ذهبت إليهم وكان وفيق السامرائي وآخرون موجودين هناك سلمت مام جلال ورقة كتبت فيها (إن موقف الحكومة ضعيف أثبتوا على مسالة كركوك ولا تتنازلوا عنها تستطيعون أن تؤجلوا المفاوضات ولكن لا تدعوا المسالة) وبعد أن قرأها وضعها بين طيات الكتاب الذي كان بيده وهذا ما مذكور في مذكرات وفيق السامرائي الذي يقول فيها بعد أن خرج مكرم ومام جلال قمت بسرقة الورقة بين طيات الكتاب وذهبت بها إلى صدام وانه يستغرب من أن صدام لم يتخذ أي إجراء ضدي حيال الموضوع. * في تلك الأوقات الحساسة في تاريخ الكرد من الذي كان يميل إلى المفاوضات الطالباني أم البارازاني؟ - في الحقيقة كلاهما معا لكن بعد ذلك وقع خلاف بينهما حول صيغة الحكم الذاتي وكانا متفقين على ورقتين، الأولى لم يكن الخلاف حول الوضع في كردستان حول عودة الكرد والعرب إلى مناطقهما والثانية صيغة الحكم الذاتي كان يتحدث كاك مسعود حولها ويعتبرها صيغة معقولة أما مام جلال فكان يرفضها ويقول إن الامتيازات المدرجة في الصيغة أقل من السابق. * في الاقتتال الداخلي أو الاقتتال الكردي الكردي هل كنت على علم من قريب أو من بعيد عن أحداث 31 آب 1996 والعلاقات بين الحزب الديمقراطي وحكومة البعث آنذاك؟ - كلا لم يكن لي علم بأحداث 31 آب 1996 لكن طارق عزيز روى لي بان مسعود البارازاني أعلمنا أن الإيرانيين الآن يحكمون في اربيل واني لا استطيع أن اطردهم لوحدي وطلب منا المساعدة وقمنا بمساعدته ورويت لمسعود البارازاني ما روى لي طارق عزيز حيث قال مسعود إن المسالة ليس لها أساس. أما كيف حدث هذا فلا اعلم بذلك لكن كان هناك جهاز مباشر للاتصال بين مسعود البارازاني وصدام، قال لي صدام مرة إن ثمة جهازا مباشرا للاتصال بيني وبين مسعود البارازاني لماذا لم يتصل جلال الطالباني عبر التلفون الدولي؟ وعلى علم بان رئيس المخابرات العراقية زار والتقى بكليهما. * وهل قمت بعد ذلك والى يوم سقوط النظام في 2003 بالتوسط فيما بينهم؟ - في عام 2001 حضرت مجلس الفاتحة المقامة لوفاة نجل كوسرت رسول وقد أصر كوسرت على دعوتي للغداء وأثناء الدعوة قال لي بان مام جلال ابلغه بان لا نرفض المفاوضات قلت له إنهم يتحدثون في لندن ويقولون إن العراق لا يستقر إلا بسقوط النظام من جهة ويبدون استعداهم للمفاوضات من جهة أخرى، في الوقت الذي كانت ثمة جهود من قبل كلا الطرفين وقد قال صدام (لا مانع لدينا أن يشغل مكرم الطالباني منصب نائب الرئيس لو وصلنا إلى الاتفاق، وكان ذلك سابق لأوانه). * كيف تقارن موقف الحكومة السابقة بالحكومة الحالية تجاه الأكراد؟ - إن تصورات الحكومة الحالية لا تفرق كثيرا من تصورات حكومة صدام لأنها تتصرف نفس تصرفات الحكومة السابقة والمثال على ذلك: أنها تعتبر المناطق الكردية مثل كركوك وخانقين وأطراف الموصل مناطق متنازع عليها والتي في الحقيقة لم تكن هكذا إنما هي منطقة كردستان وقد احتلتا من قبل نظام صدام كان من الأجدر أن لا يقبل الطرف الكردي أن تسمى هكذا. عن وكالة عراقيون الكاتب : ترجمة: ناظم الصائغ
|
| |
|