طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
| موضوع: الفن المعماري الموصلي السبت 20 سبتمبر - 20:33 | |
| من مزايا الفن المعماري الموصلي الإيوان عبد الجبار محمد جرجيس تميزت العمارة الموصلية القديمة بما عرف بـ(الإيوان) حيث يقول عنه المرحوم الأستاذ سعيد الديوجي: وانتشر في المدينة بناء(الجيري بكمين)، فيتخذون في صدر الدار(إيوانا) أي رواق مرتفع السقوف على جانبي كل منهما غرفتان، أو يبنون عدة أروقة أمام الغرف، مثلما نجد في(بيت زيادة) وبيت المرحوم أمين بك الجليلي وبيت عبدون، وقد يكون الإيوان مزدوجا، يبدأ بالإيوان الأول من جانب الغرفة التي فيه، ثم يلتقي بقوس آخر يشكل التقاؤهما زاوية قائمة، يرتكز كل واحد منهما على عمود من الرخام اسطواني الشكل، مزخرف عند قاعدته العليا، مثلما شاهدناه سابقا في بيت المرحوم (صالح جلبي بن الحاج قدو بن شاهين أغا) في محلة الأوس في فترة 1977م. أما اذا كان الإيوان عاديا، فلا توجد الأعمدة الرخامية أو الدعائم الاسطوانية التي ترتكز عليها طاق الإيوان، بقطع من الرخام مربعة الشكل تسمى(نص بتوية)، وأحيانا مستطيلة، سمك الواحدة منها بين(10سم-15سم) تثبت بجانب حافة الغرفة بواسطة(مادة البياض)، ثم توضع الواحدة فوق الأخرى الى ان تصل مسافة المنطقة التي يبدأ منها القوس المرمري بواسطة قطع رخامية مفصلة تفصيلا على قدر حجم الإيوان وتسمى الواحدة منها(عوجة) وتربط الواحدة بالأخرى بواسطة قضبان صغيرة من الحديد تسمى(شعراية). تدخل الواحدة في الأخرى. ويضعون مادة البياض بين القطعتين ويتماسك البناء ويتم بناء الإيوان بهذه الطريقة. أنواع الدعائم الدعائم المرمرية التي تركب عليها الأقواس المرمرية والتي تعرف بـ(المناطق)عدة أنواع وهي: 1.دعامة بشكل متوازي مستطيلات وتسمى(بتويي) 2.دعامة بشكل اسطواني وتسمى (ميل) 3.دعامة ذات ثمانية أوجه وتسمى(جثمني) 4.دعامة ضخمة عالية تتكون من عدة قطع تسمى(دنكة)، وتكون جوانبها قليلا عن قاعدة الدعامة..وكذلك توضع فوق كل دعامة قطعة تشبه(الكعكي) ولكنها اسمك منها تسمى(كمي). فإذا كانت الـ(الكمي) فوق(دنكة) وكانت منقوشة من جوانبها عند ذلك تسمى بـ(تاج). أنواع المناطق والمناطق هي الأقواس المرمرية المتكونة من عدة حنيات(عوجات). وتبقى واجهة الأروقة أو الإيوان وهي: 1.منطقة دور: بتضخيم الواو، وتتكون على شكل نصف دائرة أو اقل من نصف دائرة، وهذا نراه في بعض الدكاكين القديمة مثل سوق العتمي، أو سوق تحت المنارة عندما كانت هذه الدكاكين واجهتها نصف دائرية، تستند عليها القبة(العقدة). 2.منطقة تسامي: شكلها يكون مضلع الشكل، أشبه بالضلعين القائمين لمثلث متساوي الأضلاع، مقوسين نوعا ما الى الخارج. 3.منطقة مقندلي: وهذه المنطقة سميت بهذا الاسم لوجود مقرنصات جميلة في واجهتها تشبه القناديل التي ترفع في الفناء أو الشوارع للإضاءة.هذه الأواوين الجميلة، كانت تشكل الجانب المهم في البناء الموصلي القديم، خاصة البيوت الكبيرة أو بيوت الأغنياء، فهي من مظاهر البناء الموصلي القديم، ودأب معظم المواصلة على بناء الإيوان، هذا وما تزال بعض البيوت القديمة في الموصل تحتوي على هذا الإيوان مثل منطقة الميدان، وحوش الخان، ومحلة باب النبي جرجيس، محتفظة بهيبتها وجمال تكوينها، وسحر بهائها المعماري. إلا انه مع بزوغ فن المعماري الحالي، والبناء السريع ترك معظم الأهالي بناء الإيوان. ولكن ظهرت محاولات من بعض الأشخاص للمحافظة على القديم ممزوجا بالحديث، فعمدوا الى بناء الإيوان والشبابيك القديمة داخليا، بينما ترى البناء الخارجي يكون حديثا وهذه المحاولات جيدة لمزج الماضي في الحاضر مؤكدا على بعض المزايا الاجتماعية لهذا البناء وطرق المعيشة فيه واستخداماته وخير دليل على بناء الإيوان القديم هو الإيوان النموذج في قصر (قرة سراي) من بقايا أبنية المملكة الأتابكية في القرن السادس الهجري، الذي فيه إيوانان متجاوران وقد زين أحداهما بكتابات من الجص بأحرف كبيرة اسم السلطان(بدر الدين لؤلؤ) وألقابه. وقد بناه عماد الدين زنكي، وإيوان كسرى المتبقي هو إشارة على جهد الفنان العراقي أينما كان بروعة الفن المعماري.إذن لابد من الحفاظ على الأواوين المتبقية وصيانتها واختيار الإيوان ليكون نموذجا متكاملا يحكي قصة التراث المعماري في هذه البلدة الجميلة، ولعل ذلك من مهام جامعة الموصل أو الآثار أو البلدية لحماية هذه الثروة المعمارية من الضياع والاندثار. | |
|