الواشنطن بوست...ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم السبت أن القادة الأكراد وسعوا رقعة نفوذهم خارج نطاق سلطتهم في إقليم كردستان، فنشروا جنودهم في مناطق تضم عرقيات مختلطة، في خطوة يراها العراقيون العرب انتهاكا يجري على أراضيهم. وهذا التعزيز الكردي للسيطرة على تلك المناطق التي بدأت تدريجيا منذ اندلاع الحرب ودفع بالآلاف من العرب إلى ترك منازلهم ينظر إليه من قبل المسؤولين الأميركيين والعرب في الحكومة العراقية على أنه عمل استفزازي يزعزع استقرار البلاد.
اللواء مارك هيرتلينغ قائد القوات الأميركية في جنوب العراق قال "إن التحرك الكردي السريع إلى هذه المناطق في محاولة لتغيير الطبيعة السكانية، ورفع الأعلام الكردية في مناطق لا تخضع للحكم الكردي الآن، من شأنه أن يعزز التوترات ويؤتي نتائج عكسية".
يذكر أن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي أرسلت في الأسابيع القليلة الماضية الجيش العراقي لدحر القوات الكردية (البشمركة) من بعض تلك المناطق.
وقالت الصحيفة إن المواجهة بين الجيش العراقي والبشمركة أثارت المخاوف بنشوب نزاع بين الأكراد والعرب في الوقت الذي تحاول فيه البلاد أن تتعافى من نزاع طائفي دام سنوات بين السنة والشيعة.
ففي بلدة الجوالة ذات الأغلبية العربية في إقليم ديالا، التي تبعد ثمانية أميال عن الحدود الإقليمية الجنوبية لحكومة كردستان، قامت السلطات الكردية بتوسيع نفوذها تدريجيا على مدار العام الماضي.
غير أن العرب في هذه البلدة بدؤوا يشعرون بالاستياء لما وصفوه بحملة تهدف إلى ترحيلهم عن أراضيهم.
وقال زعيم قبيلة في الجوالة كان ضابطا سابقا في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، إن "الأكراد سجنوا وخطفوا وقتلوا أكثر من 40 عربيا في الآونة الأخيرة في محاولة لتعزيز اتهامات بتكريد المنطقة". وهي ما نفاها المسؤولون الأكراد.
من جانبه أكد فؤاد حسين مدير مكتب رئيس حكومة كردستان مسعود البارزاني قائلا "إننا لا نحاول السيطرة على المنطقة، لأننا أصلا نسيطر عليها"، مضيفا أن "ثمة واقعا في مناطق متنازع عليها بالعراق لا يمكن تجاهله".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسألة الحدودية لإقليم كردستان تعد من القضايا الأكثر قابلية للانفجار السياسي في العراق.