الفارون إلى الله ... الفارون من الله
غانم الموسوي
الخالق هو واحد لا إله إلا الله وهو الله والمخلوق أنواع متعددة في الخَلق والخُلق ولكنهم يتصفون بصفتين فمنهم من يفر إلى الله ومنهم من يفر من الله فالفار إلى الله هو ذاك المخلوق الذي يأمر بما أمره الله {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104 {يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران114 والفار من الله هو ذاك المخلوق الذي ينهى عما أمر به الله. {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67 {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }النساء37
فالعمل بما يأمر وينهى به الله سبحانه وتعالى هو معيار للثواب والعقاب في حياة الآخرة بعد حياة الدنيا.
فالنوع الأول وهم الفارون إلى الله من الذين يخافون الله ويعملون بما أمر الله من فرائض يومية ويعملون بما أمرهم الله وينهون عما نهى عنه الله وهم من الذين عبدوا الله لأنهم على يقين بأنه من يستحق العبادة لا غيره ولأنهم على يقين بأن الله هو الخالق وهم المخلوقون وأن الله هو العادل الذي سيحكم المخلوقين .
إن الفارون إلى الله هم الذين يقرون بوحدانيته ويؤمنون بالله ورسله وملائكته وكتبه ويؤمنون بما أنزل في القرآن على رسول الله ويؤمنون بالموت وبتطاير الصحف ويؤمنون بالقبر وعذابه وهم من الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
الفارون إلى الله هم من الذين يؤمنون بمحمد وآل محمد ويعملون بسنة محمد وأئمتنا ألأطهار الأخيار وهم الذين يخلدون مولد الرسول الكريم وهم الذين يخلدون المجالس الحسينية وهم الذين يخلدون سيرة الأئمة الأطهار الأخيار الأثنا عشر.
أما الفارون من الله فهم أنواع متعددة قد يتركون امرأ ربانيا واحدا وقد لا يعملون بكل الأوامر وهم من تاركي الصلاة والصوم والحج والمانعين للزكاة والخمس والتاركين الجهاد والناهين عن المعروف والأمرين بالمنكر.
والفارون من الله هم الذين يمجدون قتلة الحسين عليه السلام وهم الذين يتركون العترة الطاهرة ليأخذوا دينهم من المفسدين والمغرضين.
إذن ماذا يتبادر الآن إلى ذهنك أخي الكريم بعد أن تعلمنا بأن هناك فارون إلى الله من الذين سينالون جنات النعيم وجنات الخلد وفارون من الله من الذين سيخلدون في جهنم وبئس المصير.
فهل من الممكن ترك أنهار العسل وحور العين والخلد في جنات النعيم مقابل عمل سيء وأخر منكر في حياة الدنيا والكل على يقين بأن العمل الدنيوي هو الذي سيثاب المرء بموجبه أو يعاقب ! ولماذا لا نعلم أنفسنا على العمل الصالح ونترك السيئات ونصبر على المصائب لننال جنات النعيم؟ {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الطور20 {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الدخان54 {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }النازعات40
ولماذا ننجر خلف السيئات وخلف النفس الأمارة بالسوء لنخلد لا سمح الله في النار؟ وهل نطيق عذاب جهنم؟ وهل نستطيع ألصبر على حريق بسيط يصيب جلودنا الرقيقة للحظات قليلة؟ فكيف نصبر على نار يطوقنا لآلاف السنين؟ {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }الأعراف41
وليتبادر إلى أذهاننا عندما ننصاع للأوامر الربانية عندما قال عز من قائل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 وتلتزم بأوامره
لماذا نترك السلام والمحبة ونلجأ إلى العنف والاضطهاد؟ لماذا نترك المودة ونلجأ إلى الإكراه والبغضاء؟ لماذا نتوجه للانتقام والخصام ونبتعد عن أساليب الحب والوئام؟ {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7 {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }البقرة256
لماذا نقضي عدة سويعات أمام الفضائيات لمشاهدة وسماع البرامج التي تؤجج الفتن؟ ولا نشاهد ونستمع إلى الفضائيات الدينية والإسلامية والى الفضائيات العراقية حصرا التي تعالج الهم العراقي!
لماذا نستمع إلى الشرقية وهي ألعوبة بأيدي الرجعية والبابلية قناة الدكتاتورية والجزيرة أو العربية قناتي الفتن العجيبة؟
الفارون من الله هم من المستمعين إلى هذه الفضائيات والفارون إلى الله هم الناجون من مشاهدة هذه الفضائيات!
{ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ }آل عمران7
{ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }التوبة47