ابنة الحدباء مشرفة
عدد الرسائل : 385 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 01/01/2007
| موضوع: يوسف القصير الجمعة 18 أبريل - 16:59 | |
| لحظات مع المربي يوسف أمين القصير 1918م عبد الجبار محمد جرجيسقبل أكثر من ثلاثة أشهر وبالتحديد في الشهر التاسع من هذه السنة، كنت جالساً عند الأستاذ الفاضل أحمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة (فتى العراق الغراء)، وحضر الأستاذ (بهنام سليم حبابة) الذي يزور الأستاذ سامي بين فترة وأخرى، ومن خلال الحديث سألته عن الأستاذ (يوسف أمين قصير) مدرس اللغة العربية في المتوسطة الحدباء سنة 1958م. فقال لي أنه حي وموجود في السويد.في 25/11/2007م وصلتني رسالة من (ديترويت) مؤرخة في 25/10/2007م من الأستاذ (طوبيا بطي)، يعلمني فيها أن الأستاذ (قصير) حي في السويد، وأنه أخبره عن سؤالي عنه، فطلب منه إرسال صورته لي مع سيرته المنشورة في مجلة القيثارة التي تصدر في (ديترويت). وهذه المقالة كانت بقلم (سالم عيسى تولا). ونظراً لما لهذا الأستاذ من أثر في نفسي، حيث كنت طالباً في الصف الثاني المتوسط في سنة (1958م). وهذه السنة التي قامت فيها ثورة 14/تموز/1958م، التي غيرت نظام الحكم في العراق من الملكية إلى الجمهورية، بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم. في هذه الفترة كان الأستاذ قصير يدرسنا اللغة العربية، حيث كانت طريقته سلسة واضحة، يوصل المادة إلى طلابه بأبسط طرق التدريس. وأقربها نفعاً إلى التلاميذ..عرفته آنذاك شاعراً وكاتباً موهوباً. امتاز بالطلاقة والبساطة والموضوعات المهمة. والدقة في التعبير، والقوة في المتانة في التركيب اللغوي كان محباً للشعر الكلاسيكي الموزون، وكانت تعبيراته صادقة ومؤثرة في مستمعيه، ألا أن ذلك لم يمنعه من كتابة الشعر الحر أحياناً.ومن حق الأستاذ على الطالب أن يجلهُ ويحترمه على طول الزمن، كما قال الشاعر: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً لذلك لابد لي أن أعرف أبناء الموصل على هذا الأستاذ الذي أحب بلده ووطنه وكتب الكثير عنه. حياته: ولد في الموصل سنة (1918م) في محلة (الميدان) وعاش بعدها في محلة(عمو البقال). دخل إلى مدرسة (التهذيب) في الموصل ثم (مارتوما الابتدائية) وواصل الدراسة حتى تخرّج من الإعدادية سنة 1938م. دخل دار المعلمين العالية في بغداد في قسم الآداب/ اللغة العربية وتخرج سنة 1942م وحاز على مرتبة الشرف وحصل على الليسانسأحب اللغة العربية حباً جماً. وكان من مرتادي (المكتبة العامة في الموصل) قضى فيها أياماً طويلة في القراءة والتتبع والحفظ. حيث حفظ أكثر من (25) ألف بيت من الشعر. تأثر بعمالقة الشعر أمثال المتنبي والمعري والبحتري، كما أحب شعراء المهجر مثل جبران وإيليا أبو الماضي وغيرهم. وظائفه: 1- تم تعيينه مدرساً للغة العربية في ثانوية العمارة لمدة سنة. نقل بعدها إلى مدينة السليمانية، فتعلم هناك الكردية فأتقنها كما أتقن اللغة الإنكليزية، وألم كثيراً باللغة السريانية. بعد أن أمضى هناك أربع سنوات نقل إلى الموصل إلى متوسطة الحدباء. في عام 1950م وفي سنة1960م طلب نقله إلى السليمانية.2- بعدما نقل إلى بغداد ونسب إلى متوسطة (جسر ديالى) ثم إلى إعدادية (ابن حيان) في الكرادة. وقد بدأ عليه الرغبة في التقاعد. وتم إحالته سنة 1965م بناءً على طلبه. بعد ما تفرغ للتأليف والكتابة فأثرى المكتبة العربية بالعديد من نتاجاتهِ وهي:أ- في أعاصير الشباب.. ديوان شعر 1948م.ب- صدى الأعاصير.. ديوان شعر 1958م.ت- رقصات الخريف.. ديوان شعر 1975م.ث- عاص وأسماء.. مسرحية شعرية 1954م.ج- ككامش في العالم السفلي.. مسرحية شعرية 1980م.كما كان له بعض الدراسات والبحوث منها:1- شرح النصوص الأدبية سنة 1947م.2- السري الرفاء سنة1956م.3- الخالديان نشرها على شكل حلقات في المجلة البطريركية التي تصدر في دمشق.4- دراسات في التاريخ، لم ينشر وما يزال محفوظاً.إضافة إلى ذلك كتب بعض القصص والحكايات منها:1- الجبل المقدس (قصص قصيرة) مخطوط.2- الحكايات والإنسان سنة 1970م.3- حكايات فلسفية سنة 1976م.وخلال مسيرته في الحياة كتب مذكرات منها (حياة بلا نجوم حتى سنة 1970م في لبنان 1997م، ثم حياة بلا نجوم ما بعد سنة 1970م، كما ساهم في تأليف ثلاثة وعشرين ترنيمة دينية كنيسة)، وهي من أروع ما نظم في هذا الشأن من الترنيمات الدينية في الكنيسة.وخلال عمله في الموصل ساهم في كتابة عدة مقالات في (مجلة الجزيرة) والصحف الموصلية إضافة إلى (مجلة المشرق) و(لسان المشرق) ومجلة القادسية في النجف الأشرف. كما كان من كتاب المجلة البطريركية التي تصدر في دمشق عن كنيسة المشرق. قابليته الشعرية: يقول عنه الكاتب (سالم عيسى تولا) في العدد الثامن من مجلة القيثارة التي تصدر في (ديترويت) وهي في سنتها الحادية والعشرين. يمتاز شعره بالجزالة والرقة والصور الشعرية الرائعة الجميلة، وله حسن الاختيار في اللفظ والمعنى، يميل إلى الشعر الكلاسيكي، فكان من السباقين في هذا المجال.أما دراسته في القصة والحكاية، فمنها دراسات فلسفية معمقة، قلّما ولجها غيره من الباحثين والدراسين فقد ربطها بالعلوم الإنسانية الأخرى كالتراث والفلسفة. وهي تعتبر من أهم المصادر لدراسة الحكاية في التراث الشعبي في العراق والعالم العربي. قام الأستاذ قصير بزيارات عديدة إلى الدول منها لندن وفينا وبولندا وسوريا ولبنان والأردن. فاطلع على الكثير من معالم هذه الدول الثقافية. كانت تربطه علاقة صداقة قوية مع المرحومين عبد الستار الجواري والأستاذ شاذل طاقة. علاقتي معه:في سنة (1958م) طلب منا في الصف الثاني المتوسط، إن نكتب موضوعاً في الإنشاء. فاخترت موضوع (أعطني صحافة حرة أمنحك شعباً عظيماً).. فراق له الموضوع وبدأ يتطلع على ما أكتب في حينه طلب مني قراءة الموضوع على الطلاب.. فقرأته، وكان يهدف إلى تنمية روح الكتابة عند الطلاب. ولم أكن أعي ماهية هذا الموضوع. بل مجرد سمعت من قال هذا في ذلك الوقت.وموقفاً آخر، طلب منا في أحد الأيام التحدث عن الزعيم عبد الكريم قاسم. فرفعت يدي، فقال تعال وتحدث.. وكنت في حينها لا أعلم شيئاً ألا ما سمعته عنه أنه من مواليد (1914م) نشأ وترعرع في بغداد، وعانى ويلات الحرب كغيره من العراقيين.. وأنه كان ضمن تشكيلة الضباط الأحرار، وقام هؤلاء بالثورة صبيحة 14/تموز/1958م. وواصلت الحديث عن هذا الزعيم. وهو يصغي مشجعاً لي على المحادثة والسرد.ما يزال هذا الأستاذ حياً وهو يعيش في السويد مع زوجته (نجيبة أبلحد) ولا ننسى أن نذكر أنه ابن بن عازر بن بهنام بن توما الملقب بالقصير. وعمه المطران (توما) وأبن خالته البطريرك (زاكا غيواص).وكانت عائلته في الأصل نازحة من تركيا إلى الموصل في منتصف القرن التاسع عشر، هذه نبذة عن أستاذي أطال الله عمره. وهي بعضاً من الوفاء لمثل هذا الأستاذ. | |
|