التشـيّع في الموصل:
كانت الموصل أيضاً من المدن التي يقطنها شيعة كثيرون إبّان القرن السابع، بل حتّى قبله..
ففي القرن الخامس كانت عقيدة قِرْواش بن مُقَلَّد حاكم الموصل هي التشـيّع، وقد خطب في بلاده للحاكم العبيدي، ثمّ ترك وأعاد الخطبة
.------------------------
العبّاسية، فغضب الحاكم وجهّز جيشاً لحربه، وأتوا ونهبوا داره بالموصل... فاستنجد بدبـيس الاَسدي، فانتصـر... فتملّك بعده ابنه شرف الدولة واستولى على الجزيرة وحلب، وكان يصرف جميع الجزية إلى الطالبيّين(1).
وبدر الدين لؤلؤ، حاكم الموصل في النصف الاَوّل من القرن السابع، كان من الشـيعة المعروفين في هذه المنطقة، وبنى قبّة يحيى بن القاسم، وهناك لوحة على صندوق قبره بتاريخ 637 كُتبت فيها أسامي الاَئمّة عليهم السلام وآيات من القرآن، جاء في نهايتها: تطوّع بعمله العبد الراجي إلى رحمة ربّه لؤلؤ بن عبـدالله، وليّ آل محمّـد(2).
كما ودوّنت أسامي الاَئمّة الاثني عشر عليهم السلام في كتيّبات مشهدِ باهر بن محمّـد الباقر عليه السلام ، التي يعود تاريخها إلى ولاية بدر الدين لؤلؤ(3).
ومن أُدباء شيعة الموصل: أحمد بن علي بن حسن ابن أبي زنبور (ت 613)، فقد وصفوه بأنّه: كان من غلاة الرافضة(4)، وقد عمّر دهراً ومات بالموصل.
ومن علماء الموصل في القرن السابع أيضاً: علي بن نصر الباسحاقي، وقد وصفه ابن الفوطي بأنّه: شيخ بلد الموصل؛ وقال ـ بعدما أثنى على خصاله ـ: وكان غالياً في مذهب الشـيعة(5).
وترجـم ابن النديم لعليّ بن وصيف الكاتب البغدادي، وقال: كان
____________
(1) سير أعلام النبلاء 17|633 رقم 427، معجم أعلام الشـيعة: 354.
(2) القباب المخروطية في العراق: 52، طبعة بغداد 1974.
(3) القباب المخروطية في العراق: 77.
(4) الوافي بالوفيات 7|200، معجم أعلام الشـيعة: 55.
(5) تلخيص مجمع الآداب 5| رقم 454.
--------------------------------------------------------------------------------
أكثر مقامه بالرقّة، ثمّ انتقل إلى الموصل وتوفّي بها؛ وقال: ألّف عدّة كتب ونحلها عبدان صاحب الاِسماعيلية؛ وأضاف: كان يتشـيّع(1).
ومن الشـيعة: محمّـد بن أحمد، المعروف بالخبّاز البلدي، و «بلد» مدينة بالجزيرة التي منها الموصل؛ قال الثعالبي: كان حافظاً للقرآن... وكان يتشـيّع، وله شعر في مدح أهل البيت:
إن كان حبّي خــمسة * زكــت بهم فرائضي
وبغض مـــن ناواهم * رفضاً فإنّي رافضي
وله أشعار أُخرى في مدح أهل البيت عليهم السلام مذكورة).
................
من كتاب
افاق جديدة في تاريخ التشيع
للشيخ رسول جعفريان