الشبكي الحر مسؤول أداري
عدد الرسائل : 1205 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 12/03/2007
| موضوع: قرى مسيحيه تكشف معاناتها من القاعده والاكراد الأحد 16 مارس - 16:34 | |
| قرى مسيحية في الموصل وشمال العراق تكشف للصحافة الأجنبية معاناتها مع القاعدة والمليشيات الأخرى
2008-03-16
[/url] | مشيعين مسيحين للشهيد فرج |
كان الرصاص على المنضدة بين الاناجيل والسبح .. هذه الرصاصات هي لمسدسين يمتلكهما الاب دانا . (الخيار الوحيد المتبقي لشعبنا هو حمل السلاح , اما ان نحيا او ان نموت , يجب ان نكون اقوياء ), هذا ماقاله اسقف السريان الكاثوليك في كنيسة القديس جورج في برطيلا , تلك المدينة التي تقع في ارض غزيرة الخصوبة وفيرة المياه تدعى سهل نينوى والتي تتركز فيها الطائفة المسيحية المتضائلة في العراق. المسيحيون الهاربون من الاضطهاد الطائفي الذي اعقب الغزو الامريكي في 2003 يقاتلون الان للاحتفاظ بملاذهم الاخير في سهل نينوى . انهم مطوقون بشكل مضطرد بالمقاتلين السنة العرب من جهة وبالميليشيا الكردية القومية المتطرفة من الجهة الاخرى .. حيث ان لكل منهما اهدافا متضاربة بالمنطقة. وكدليل على ماوصل اليه الوضع المروع هناك, اختطاف القس فرج رحو مطران كنيسة الكلدان الكاثوليك بالقرب من الموصل وقتل ثلاثة من مرافقيه( قبل ان يقتل هو بعد ايام من اختطافه). حينها قال رئيس الوزراء نوري المالكي علينا ان نفعل كل شيء من اجل تحرير المطران رحو .. اما البابا بندكتوس فقد وصف الاختطاف بالعمل البغيض .. قالت بعض المصادر ان المختطفين طلبوا فدية مليون دولار لاخلاء سبيله .. ولكن سبق السيف العذل. رحو هو واحد من ما يقارب اثني عشر اسقفا اختطفوا في الموصل منذ 2003.. كما ان الكثير من المسيحيين العاديين قد اختطفوا ايضا . في اكثر الحالات دفعت الفدية من اجل اطلاق سراحهم .. ولكن ثلاثة من الاساقفة اغتيلوا كما يقول المصدر. الكنائس المسيحية في بغداد وكركوك والموصل قد قصفت خلال الحرب .. المسيحيون في سهل نينوى يدفعون اليوم اموالا طائلة للقاعدة في الموصل لحمايتهم وحماية كنائسهم.. وهذا يشبه الجزية التي كان يدفعها المسيحيون للخلافة العباسية قبل مئات السنين .. المسلمون في المدينة يقولون ان الضرائب تفرض ايضا على كبار التجار بغض النظر عن دينهم. الجزية على المسيحيين تحمي ايضا مايقارب 2000 طالب جامعي من سهل نينوى يسافرون بالحافلات يوميا الى جامعة الموصل . هذا ماقاله ريان نيكارا من مدينة القوش. ومع ذلك كما يقول السيد نيكارا فان هذا الابتزاز الضريبي لم يجعل المسيحيين اكثر امنا. فقد اختطف احد اصدقائه وهو مهندس بدرجة بروفسور مع تسعة طلاب العام الماضي ولم يطلق سراحهم الا بعد ان دفعوا الفدية. قبل مدة وجيزة تجمعت العوائل في فناء كنيسة القديس الياس في عين كاوة, المدينة المسيحية داخل الاقليم الكردي شبه المستقل . كل شخص منهم كانت لديه قصة تدمي القلوب حول عمليات الخطف والابتزاز والتهجير التي تعرض لها على يد المتطرفين الاسلاميين بقصد طرد المسيحيين من المنطقة. فهم يخيرون المسيحي بين ان يتحول الى الاسلام او يدفع الجزية او ان يهب لهم احدى بناته ..هذا ما قاله رجل مسيحي من بغداد اختطف قبل سنتين ولم يطلق سراحه الا بعد ان دفعت عائلته فدية ثقيلة. والان يحاول الخروج من العراق. اما العملية الحالية للقوات المشتركة العراقية والامريكية في الموصل واطرافها والتي قيل عنها انها ستكون الحاسمة ضد القاعدة في العراق فلم تفعل لهم الشيء الكثير رغم تواجد هذه القوات هناك. ذكر احد سكان قرية كاراملس , وقد اشترط عدم ذكر اسمه , تفاصيل مرعبة عن كيفية تسلل احد الارهابيين من القاعدة الى سهل نينوى وهو المدعو ابو حذيفة سيء الصيت حيث ادعى انه مسيحي فقير يريد مقابلة الاسقف بغرض المساعدة. وعندما قابله اخبره عن حقيقته وطلب منه دفع الجزية .. ولكن الاسقف رفض ذلك .. والان هنالك رجال مسلحون تسليحا ثقيلا يقومون بحراسة كراملس وضواحيها. هؤلاء الرجال هم اعضاء في ميليشيا جديدة تدعى( حراس الكنيسة) وهم ينتشرون في عدة قرى من سهل نينوى ويمولهم رجل الاعمال المسيحي الملياردير اغا جان وهو ايضا وزير مالية حكومة كردستان. ليس لدينا حكومة تحمينا, الفضل كله يعود للسيد سركيس اغاجان .هذا ماقاله الاب دانا من كنيسة برطيلا والذي احيط بفرقة من هؤلاء الحرس في زيارته الاخيرة للكنيسة. واضاف: أن كل من نحصل عليه من المسؤولين الامريكان الذين ياتون لزيارتنا هو كلام فارغ وبعض الهدايا التذكارية. كانت صورة اغاجان تتوسط جدار المركز الترفيهي في الكنيسة , فقد انفق ملايين الدولارات على الكنائس وبيوت المشردين ومشاريع الطائفة المسيحية في نينوى وداخل الاقليم الذي يسيطر عليه الاكراد. وكان آغاجان الذي يتمتع بصلات قوية مع كبار قادة الحزب الديمقراطي الحاكم في كردستان قد انشأ مخافر امامية في كل قرية ومدينة تقريبا من سهل نينوى.. هذه المخافر غالبا ماكانت هدفا لسيارات الارهابيين المفخخة... القوات الحكومية في المنطقة تتكون من البشمركة الكردية وضباط المخابرات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني, حيث الاعلام والرايات الكردية التي تمجد مسعود البرزاني في كل مكان.
الضغط الكردي الى الشرق من سهل نينوى يضغط القوميون المتطرفون الاكراد وبشدة لالحاق سهل نينوى المتاخم للمنطقة الكردية شبه المستقلة بهم.. مصير السهل وفيما اذا كان سيلتحق بالاقليم او لا.. سيقرره الاستفتاء حسب المادة 140 من الدستور. المسيحيون انفسهم منقسمون وبشدة حول ما يجب ان يفعلوه عند الاستفتاء.. بعضهم يرى في الانضمام الى الاكراد خطوة لحماية انفسهم ونوع من الاستقلال الذاتي, اذ ان العديد من المناطق المسيحية داخل الاقليم تعيش في هدوء نسبي ,. بينما يرى الاخرون ان ذلك يمكن تحقيقة عبر بغداد والحكومة المركزية. يقول دانا لقد وعدنا الاكراد باعطائنا حكما ذاتيا ووضعا خاصا اذا التحقنا بكردستان.. اما محمد احسان وزير كردستان لشؤون الاقليم فانه يفسر التواجد الكردي الكثيف في سهل نينوى بقوله ( نحن نحميهم من الهجمات الارهابية) ويضيف بان علاقات الاكراد والمسيحيين كانت جيدة على الدوام وان حكومته ستحترم رغباتهم. ولكن منطقة سهل نينوى تسكنها اقليات اخرى مثل الشبك واليزيدية والذين عانوا هم ايضا من هجمات مدمرة في الصيف الماضي . فهم يسكنون الشطر الاخر من السهل ومناطقهم مثل بحزاني وبعشيقة والشيخان قد اصبحت بالفعل وبفرض الامر الواقع جزء من كردستان. يقول روميو هاكاري والذي انضم قبل عام الى مجلس خاص لدعم رؤية اغاجان بهذا الصدد ( ليس هنالك شك بان مستقبلنا مضمون اكثر داخل كردستان). ولكن ليس الجميع موافقين على هذا الرأي – فالمعارضة الاقوى تاتي من الحركة القومية الاشورية.. يقول اسماعيل بنيامين مسؤول كبير سابق في الحزب فرع عين كاوة : ان الاكراد والاشوريين والاقليات الاخرى جميعها عانت من سياسات صدام حسين بتوطين العرب في المناطق الشمالية من العراق بما يعرف( بالتعريب) واليوم يقوم الاكراد وحلفاؤهم في واشنطن بعمل الشيء نفسه فيما يعرف ( بالتكريد).... ........ قوة الحركة الاشورية تتركز في تلكيف وهي اقرب مدينة للموصل من الجهة الغربية وفيها نسبة كبيرة لايستهان بها من العرب السنة. جوني خوشابا صحفي من تلكيف القي القبض عليه الشهر الماضي واخذ الى سجن في داخل كردستان لانتقاده آغاجان وتحدثه علنا ضد الممارسات الكردية في المنطقة واتهامه شخوصا في الكنيسة بالفساد.. يقول انه لم يطلق سراحه الا بعد ان تعهد بالتوقف عن كتاباته.
خاص بالمرصد العراقي ترجمة ناهدة التميمي / عن صحيفة كريستيان ساينز مونيتر الكاتب : سام داغر برطيلا - العراق
| |
|