طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
| موضوع: شوارع الموصل الأربعاء 12 مارس - 20:12 | |
| شوارع الموصل عبد الجبار محمد جرجيس من المعلوم ان خطط الموصل في بداية تكوينها كان لها دروب بين محلاتها وأسواقها، وهذه الدروب حلقة وصل بين كافة أقسامها وتفرعاتها العمرانية وتميزت هذه الدروب بتعرجاتها وضيقها إلا أنها كانت الشريان الرئيس لديمومة العمل والتنقل فيها، ومنها كان درب الجصاصين ودرب رحا امين المؤمنين ودرب بني ميدة ثم درب الدباغين الذي كان في جنوب الموصل ويصل الى المسجد الجامع (المصفي حالياً) ثم درب بني الهذيل ودرب دراج الذي كان يتصل بالمنطقة الحالية قرب جامع زينب خاتون مارا الى الجامع النوري الكبير. ومع تطور الزمن واتساع الرقعة وبروز الحاجات لتطوير هذه الدروب والطرق القديمة قام المسؤولون عن ادارة المدينة بفتح وإنشاء عدة طرق وشوارع مهمة نذكرها للتاريخ والتوثيق: -1 شارع نينوى: كان الوالي سليمان نظيف آخر الولاة العثمانيين الذين تولوا مدينة الموصل واراد فتح جادة من منطقة باب الجسر الحديدي الى دورة رأس الجادة واتجهت النية الى فتح شارع بهذا الاتجاه وعلى اثر ذلك عارض المواطنون فتح هذا الشارع وبعد عدة محاولات من بعضهم لتكوين رأي موحد كان مع فكرة فتح الشارع، لم تنجح المساعي في إلغاء الفكرة فتمت المباشرة بتحديد مسار الشارع والمناطق التي يشملها الهدم والدور التي سيتم تعويض أصحابها بمبالغ نقدية عوضا عن دورهم وعند بدء الهدم قام بعض الأهالي بشراء أنقاض داره وهدمها بنفسه لقاء مبلغ آخر من المال، فاغضب هذا العمل الرافضين لفكرة الهدم وقال فيهم الشاعر عبد المجيد المتولي الذي توفي عام 1917 ما للرجال ساكتين أراهم لزموا عن الحق المبين سكوتهم قوم بأيديهم وأيدي غيرهم أضحوا فأرخ يخربون بيوتهم واستمر فتح الشارع الى ان وصل الى دار المرحوم (سليم الجلبي) قرب كازينو الشرق حاليا، في هذه الفترة نقل الوالي سليمان نظيف الى بغداد وتوقف العمل بإكمال الشارع، وبعد احتلال القوات البريطانية للموصل عام 1918 حاول بعض المواصلة بعد تشكيلهم وفدا لمقابلة الحاكم البريطاني الكولونيل (لجمن) يطلبون إيقاف العمل بإكمال الشارع وإنهم ليسوا بحاجة الى هذا الشارع الا ان مساعيهم لم تنجح واستمر العمل بفتح الشارع. ومن الطريف بالذكر انه كان مع بعض العمال الذين يعملون في هدم الدور (يهوداً) وعندما وصل الهدم الى (كنيسة اللاتين) في منطقة الساعة وتعبيرا عن فرحتهم بهدم جزء من الكنيسة لمرور الشارع في وسطها كانوا يحاولون السرعة بالهدم ويحث بعضهم الاخر بلهجة يهودية كقولهم (يولوا استعجلوا واعفزوا المعول قبل لا يقلبون) أي قبل لا يعدلون عن الهدم وهكذا استمر مد الشارع وسمي في حينه (جادة نينوى) وانتشرت على جانبيه البيوت الفنية المتميزة بالشرفات المتاثرة بالبناء التركي. وهكذا فتح هذا الشارع في الموصل وكان له الاثر البارز في تطورها فيما بعد وأصبح يقسم المدينة الى قسمين وانتشرت الأحياء على جانبيه. وعلى مر العصور تطور الشارع وتغيرت بعض معالمه وكان آخر عهد به في الثمانينات، وكان يحتوي على 553 محلا تجاريا موزعة على جهتي الشارع وكانت حصة الجهة الشمالية 281 محلا والجهة الغربية 272 محلا تجاريا تتوزع على أنواع مختلفة من الاستخدامات ومنها البقالة والخياطة والأحذية والطبابة والصيادلة ومحلات المواد الكهربائية اضافة الى المحلات التي تبيع وتعرض الحاجيات واللوازم النسائية كالألبسة والأحذية. ويعتبر شارع نينوى من الشوارع المهمة والمزدحمة جدا في فترات ما بعد العصر الى المغرب الذي قلما من لا يزوره أو يمشي فيه. ولو نظرنا الى العمارة ونوعيتها في الوقت الحاضر لشاهدنا زوال معظم أبنيته السابقة واختفاء طرز البناء فيه وانعدام الشرفات واتجه الاسلوب الحالي الى البناء الحديث الخالي من الزخرفة والنقوشات التراثية. | |
|