أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اعرف الكتب المحرفة
مقال قيم لسماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ( حفظه الله ) يتناول فيه شيئاً من التحريفات التي سببتها الايدي المتلاعبة بالتراث الاسلامي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و اللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
إن الذي يتتبع الكتب التي يعاد طبعها في هذا العهد يجد : أن الكثير منها يتعرض للتحريف و التحوير ، و التزوير ، و الزيادة و النقيصة .
يقول ناشر كتاب : " تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري " في ص ( د ) عن تحريفات الوهابيّة و السعوديين و الحشويّة للكتب : " . . من عادة الحشوية أن يترصّدوا الفرص لإفناء أمثال هذه الكتب إما بحرقها علناً ، يوم يكون لهم شوكة و سلطان ، و إما بسرقتها من دور الكتب ، أو بوضع مواد متلفة فيها ، و إما بتشويهها بطرح ما يخالف عقولهم منها عند نسخها ، أو الكشط و الشطب في نسخها الأصلية . . " .
و هذه جريمة كبرى و خيانة صريحة للدين و للأمّة .
و لا يمكن أن يعتبر ذلك أمراً عارضاً و طبيعياً إذا لوحظت هذه الكثرة الكاثرة لهذا التصرف المشين . . بل إن ذلك ينبئ عن أن وراء الأكمة ما وراءها ، و أن ثمة خطة مرسومة و مدروسة لذلك .
و لعل خير شاهد على ما نقول هو ذلك الطابع الخاص الذي تتسم به طبيعة التحريفات و الزيادة و النقيصة التي تتعرض لها الكتب ، فإنها عموماً تصب في مجرى واحد ، و تستمد من قناة واحدة . . و هي الهوى المذهبي : و التعصب الأعمى لفكرة أو اتجاه معين . . و لسنا هنا في صدد تحليل ذلك ، و رسم منطلقاته و أبعاده . . و إنما نريد فقط إلفات النظر بذكر أمثلة موجزة مما عثرنا عليه صدفة من التحريفات لبعض الكتب .
و نكتفي بالإشارة إلى مورد واحد أو أكثر من كل كتاب ، حسبما نراه مناسباً ، و نكل استقصاء ذلك و تتبعه إلى من يهمه الأمر . . و نحن على ثقة من أنه يهم كل مسلم بل كل حر في العالم . . و إذا كنا لا نستطيع في هذه العجالة . . الاستقصاء ، فإننا و لاشك نكون قد ساعدنا طلاب الحق ، و عشاقه على أن يكونوا حذرين من الآن و صاعداً من الخيانات التي تعرضت و تتعرض لها الكتب المطبوعة ، و لسوف تطبع . .
و ليعتبر كل واحد منهم نفسه مراقباً و محاسباً لكل أولئك الخائنين و المنحرفين ، الذين يخونون دينهم و ضميرهم و أمتهم . .
و الكتب التي نود الإشارة إلى بعض أمثلة التحريف التي نقتصر عليها من كل كتاب ، من دون تتبع و استقصاء ، بهدف إلفات النظر إلى هذا الأمر الخطير فهي التالية :
1- تحريف كتاب : تاريخ اليعقوبي :
قال اليعقوبي في تاريخه : ج 2 – ص37 – ط النجف الأشرف – سنة 1358 :
" . . و قد قيل : إن آخر ما نزل عليه : ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام ديناً ﴾ و هي الرواية الصحيحة الثابتة الصريحة ، و كان نزولها يوم النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بغدير خم . . " .
و لكن المطبوع في دار صادر في بيروت سنة 1379ﻫ 1960م / ج 2 – ص 43 قد حرفت فيه العبارة السابقة على النحو التالي :
" و كان نزولها يوم النفر على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بعد ترحّم . . " .
2- تحريف كتاب : نهج البلاغة :
في نهج البلاغة – ط مصر الذي عليه شرح الشيخ محمد عبده / ج 3 – ص 195 – ط الاستقامة ، و ج 4 – ص 43 – ط دار المعرفة ، و نهج البلاغة بتحقيق و فهرسة صبحي الصالح – ص 502 ، و شرح ابن ميثم / ج 5 – ص 341 هكذا :
" . . وا عجباه! أ تكون الخلافة بالصحابة و القرابة ؟ ! " .
و لكن الموجود في شرح النهج للمعتزلي / ج 18 الصفحة الأخيرة و هو الصحيح عنه عليه السلام :
" . . وا عجبا ! أن تكون الخلافة بالصحابة ، و لا تكون بالصحابة و القرابة ؟ " .
و هذه هي النسخة الملائمة لحقيقة القضية و واقع الأمر .
و قال السيد عبد الزهراء الخطيب : إن سائر المخطوطات للنهج ( و غيره من الكتب ) ذكرت العبارة على هذا النحو الصحيح كما في شرح المعتزلي .
3- تحريف كتاب : شرح عقائد النسفي :
قال في الغدير – ج 10 – ص 360 :
" . . و قوله صلى الله عليه و آله و سلم : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية . . ذكره التفتازاني في شرح المقاصد 2 : 275 ، و جعله لدة قوله تعالى : أطيعوا الله ، و أطيعوا الرسول ، وأولى الأمر منكم ، في المفاد .
و بهذا اللفظ ذكره التفتازاني أيضاً في شرح عقائد النسفي ، المطبوع سنة 1302 ، غير أن يد الطبع الأمينة على ودايع العلم و الدين حرفت من الكتاب في طبع سنة 1313 سبع صحائف ، يوجد فيها هذا الحديث . . " . انتهى .
4- تحريف كتاب : الكشكول و المخلاة للبهائي :
إن تحريف كتاب : ( الكشكول ) للشيخ البهائي ، كالنار على المنار ، و كالشمس في رابعة النهار ، حتى لقد قال العلامة السيد محمد مهدي الخرسان في مقدمة الكشكول المطبوع في النجف سنة 1393 ﻫ - ص 131 :
" . . و الأمر الذي يلفت النظر في الطبعات المصرية جميعها ، إسقاط جميع ما فيه من الأدب الفارسي ، و هو يبلغ قدر ثلث الكتاب ، مضافاً إلى وقوع التصحيف ، و التحريف ، و التحوير ، و التزوير ، مما أمكن معه صحة سلب الكتاب عن مؤلفه . . " .
أما تحريف كتاب المخلاة فهو كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار .
5- تحريف كتاب : اقتضاء الصراط المستقيم :
قال أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني ، في كتابه : " البرهان الجلي ، في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي " . . هامش ص 163 :
" لما أعيد طبع الكتاب الثاني ( أي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ) في مطبعة أنصار السنة ، حرفوا فيه بعض العبارات ، وجدوها صريحة في مخالفتهم ، و موافقة جماعة المسلمين " . انتهى .
6- تحريف كتاب : أهوال القبور :
ثم قال الغماري هامش ص 163 من كتابه " البرهان الجلي " :
" و مثل هذا ( أي التحريف ) حصل في كتاب : أهوال القبور للحافظ ابن رجب . . فقد طبع بمكة المكرمة ، و حذف منه القائمون على طبعة جمله أيدّ بها المؤلف رحمه الله حديث عرض أعمال الأمة على نبيها محمد صلى الله عليه و آله و سلم " . انتهى .
7- تحريف كتاب : البحر المحيط :
و قال الغماري أيضاً هامش ص 163 من كتابه : البرهان الجلي :
" . . و مثل هذا و ذاك ما حصل في تفسير : " البحر المحيط " عند طبعه ، فإن مؤلفه أبا حيان عرض فيه لابن تيمية ، و ذمّه ، و ذم بدعته ، فحذف المشرف على تصحيحه بمطبعة السعادة ذلك الكلام من أصله ، و لم يترك له في التفسير أثراً يدل عليه . فماذا أعدّ الله لهؤلاء الخائنين لأمانة العلم ؟ الجانين على كتبه ؟ إنه سبحانه المتفرد بعلم ذلك و المجازي كل نفس بما كسبت هنالك ، و " كل امرئ بما كسب رهين " .
8- تحريف كتاب : جامع بيان العلم :
لقد ذكر في مختصر جامع بيان العلم ، باب قول العلماء بعضهم في بعض / ص 196 ، و عنه السيد شرف الدين في : أجوبة مسائل موسى جار الله / ص 105 رواية تدل على حلية المتعة . و هي أنه قد قيل لأبي حنيفة : مالك لا تروي عن عطاء ؟ ! قال : لأني رأيته يفتي بالمتعة . .
و لكن لم نجد لهذا الكلام أثراً في نفس جامع بيان العلم ، المطبوع مؤخراً في السعودية سنة 1388ﻫ . فلماذا تهتم السعودية بتحريف الكتب إلى هذا الحد ؟ ! .
9- تحريف كتاب : الصواعق المحرقة :
و الصواعق المحرقة لقد لعبت فيه أيضاً يد التحريف و الخيانة ، و قد لاحظ ذلك السيد طيب الجزائري ، فقابل بين طبعة سنة 1385 و بين طبعة سنة 1312ﻫ .
و قد جدد طبع هذه الثانية بالافست ، و جعل في أولها جدولاً بقائمة التحريفات بين النسختين . .
و من جملة ما ذكره من التحريفات :
1 ـ إسقاط عبارة : " ذكر علي عبادة " من ص 74 .
2 ـ إسقاط عبارة من ص 76 و هي : " و أخرج الطبراني عنه قال : كانت لعلي ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحد في هذه الأمة " .
3 ـ إسقاط عبارة من ص 87 و هي : و في رواية للحاكم : فقلنا : يا رسول الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : " اللهم صل على محمد و آل محمد " إلخ .
4 ـ إسقاط عبارة من ص 135 و هي : عثراتهم ، إذ أهل البيت و الأنصار من اجلّ ذوي الهيئات .
5 ـ عن ابن عباس : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين . حذفت هذه العبارة من ص 3 .
6 ـ في ص 20 في قوله : صراط " عليّ " مستقيم . حذفت كلمة علي .
7 ـ في ص 28 حذفت عبارة : فقال له أبو حنيفة : لو كتبت إليهم ؟
فقال : لا يطيعوني بالكتب و تزويجه إياها يقطع ببطلان ما زعمه الرافضة .
إلى غير ذلك مما ذكره السيد الطيب الجزائري في جدوله المفصل فمن أراد فليراجع .
10- تحريف ديوان المتنّبي :
قال السيد عبد الزهراء الخطيب في كتاب مصادر نهج البلاغة و أسانيده / ج 1 – ص 146 .
و قال أبو الطيب المتنّبي و قد عوتب على تركه مدح أمير المؤمنين ( ع ) :
و تركت مدحي للوصي تعمداً إذ كـان نـوراً مستطيلاً شـامـلا
و إذا استطال الشيء قام بنفسه و صفات ضوء الشمس تذهب باطلاً
و قال في الهامش : " و مما يؤسف له : أن هذين البيتين حذفتا من بعض طبعات ديوان المتنبي ، حتى إن الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي ذكرهما في الطبعة ذات الجزئين / ج 2 – ص 546 ، و حذفهما في الطبعة ذات الأربعة أجزاء ( و على هذا فقس ما سواها ) " .
11- تحريف كتاب : صحيح الترمذي :
قال ابن طاووس في الطرائف / ص 141 ، و العلامة في نهج الحق الذي في ضمن دلائل الصدق / ج 3 ص 97 ، و الشهيد الثاني في اللمعة ط النجف / ج 5 ص 283 ، و البحار ط قديم / ج 8 ص 286 عن الشهيد و العلامة ، و الجواهر / ج 30 ص 145 ، كل هؤلاء قالوا :
إنه قال في : " صحيح الترمذي : سئل ابن عمر عن متعة النساء ، فقال : هي حلال ، و كان السائل من أهل الشام ، فقال له : إن أباك قد نهى عنها ؟ ! فقال ابن عمر : إن كان أبي قد نهى عنها ، و صنعها رسول الله ، نترك السنة و نتبع قول أبي ؟ ! " .
و لقد راجعنا المطبوع من صحيح الترمذي ، فلم نجد هذه الرواية في متعة النساء ، و لكن هناك رواية شبيهة بها ، و رواها أحمد في مسند ابن عمر أيضاً ترتبط بمتعة الحج ، التي حرمها عمر مع متعة النساء بلفظ واحد ، و في مقام واحد .
و هذا يدل على أن ثمة تحريف في صحيح الترمذي ، أو حذف لهذه الرواية منه ، و إلا . . فلو كان نقل هؤلاء و خصوصاً العلامة عن الترمذي خطأ لم يسكت الفضل بن روزبهان عن الإيراد عليه ، و لكان صال و جال ، و شهر بالعلامة ما استطاع ، على اعتبار أنه غير أمين في نقله . .
12- تحريف كتاب : أخبار الحمقى و المغفلين :
قال ابن الجوزي في كتابه : أخبار الحمقى و المغفلين / ص 99-100 ط سنة 1386ﻫ . . بتحقيق الخاقاني :
" . . مع علمهم أن المؤلف لا بُدَّ له من مؤلف ، و من أعجب التغفيل أن الرافضة يعلمون إقرار علي بيعة أبي بكر و عمر ، و استيلاده الحنفية من سبي أبي بكر ، و تزويجه أم كلثوم ابنته من عمر ، و كل ذلك دليل على رضاه ببيعتهما ، ثم فيهم من يخطؤهما ، و فيهم من لا يرتضي تصرفهما ، يطلبون بذلك على زعمهم حب علي و موافقته ، و قد تركوها وراء ظهورهم . .
ومثل هذا الجنس كثير ، إذا تتبعت رأيته ، و إنما أشرنا بهذه النبذة إليه ، ليفكر في جنسه ، و لم نر بسط القصص فيه ، لأن المقصود الأكبر في هذا الكتاب غير ذلك .
عن أحمد بن حنبل ، أنه قال : لو جاءني رجل ، فقال : " إني قد حلفت بالطلاق ، أن لا أكلم يومي هذا أحمق " فكلم رافضياً ، أو نصرانياً لقلت ما حنث . قال : فقال له الدينوري : أعزك الله تعالى ، لم صارا أحمقين ؟ قال : لأنهما خالفا الصادقين عندهما . أما الصادق الأول فإنه المسيح عليه السلام . قال للنصارى : " اعبدوا الله " ، وقال " إني عبد الله " ، فقالوا : لا ، ليس هو بعبد ، بل هو إله .
و أما علي رضي الله عنه ، فقد روى عن النبي ( ص ) أنه قال لأبي بكر و عمر : " هذان سيدا كهول أهل الجنة " ثم سبهما هذا ، و تبرأ منهما هذا .
هذا . . و من أعجب تغفيل القدماء الخ . . " .
و لكن هذا الكتاب نفسه قد طبع في النجف مرة ثانية سنة 1386 ص 56 بتحقيق كاظم المظفّر ، و قد حذف منه أكثر ما تقدم ، و اقتصر على ما يلي :
" . . مع علمهم ان المؤلف لا بُدَّ له من مؤلف ، ومثل هذا الجنس كثير إذا تتبعته رايته ، وإنما أشرنا بهذه النبذة إليه ، ليفكر في جنسه ، و لم نر بسط القصص فيه ، لأن المقصود الأكبر في هذا الكتاب غير ذلك هذا و من أعجب تغفيل القدماء الخ . . " .
و لكن المعلق على الكتاب قد اعتذر عن هذا الحذف بقوله في هامش / ص 56 :
" وردت بعد هذا الكلام بضعة أسطر في تغفيل الشيعة وجدنا الإعراض عنه أولى من إثباتها ، فإثباتها يقتضينا الرد عليها ، و هذا يجرنا إلى كلام طويل ليس هنا مجاله ، فرأينا حذفها درءاً للفتنة ، و إنما المسلمون جميعاً أخوة يشد بعضهم أزر بعض . . " .
13- تحريف كتاب : حياة محمد :
لقد ذكر محمد حسين هيكل في كتابه : ( حياة محمد ) الطبعة الأولى سنة 1354ﻫ . حديث الإنذار في ص 104 ، و جاء فيه أنه ( ص ) قال لعشيرته حينما جمعهم يوم الدار :
" . . فأيكم يوازرني على هذا الأمر ، و أن يكون أخي ، و وصيّي ، و خليفتي فيكم ؟ فاعرضوا عنه ، و هموا بتركه ، لكن علياً نهض – و ما يزال صبياً دون الحلم – و قال : أنا يا رسول الله عونك ، أنا حرب لمن حاربت ، فابتسم بنو هاشم ، الخ . . " .
و لكن هذا كله قد حذف من هذا الكتاب في طبعاته التالية ، بل يقول الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه : ( فلسفة التوحيد و الولاية / ص 179 و 132إن هيكل نفسه قد حذف ذلك لقاء ( 500 ) جنيه ، و يقول السيد هاشم معروف في سيرة المصطفى : إنه حذفها لقاء شراء ألف نسخة من كتابه . . و لا مانع من الجمع بين الأمرين ، كما هو واضح .
14- تحريف كتاب : طبقات المعتزلة :
و يقول بعض الأعلام : و من العجيب التافه أن الدكتور علي سامي النشار ، و الأستاذ عصام الدين محمد علي ، قد طبعا كتاب " طبقات المعتزلة " الذي طبعته مؤسسة : ( ديوالد – ولزر ) و لكنهما قد حذفا من الكتاب من ص 120 حتى ص 140 .
15- تحريف كتاب : الإبانة للأشعري :
و هو ما ذكره لي بعض الأعلام و حاصله : أنه بعد أن استدل الأشعري على خلافة أبي بكر بالإجماع في كتابه الإبانة / ص 78 تابع كلامه / ص 78-79 يقول :
" . . و إذا كانت الرافضة يقولون : إن علياً هو المنصوص على إمامته ، و الراوندية تقول : العباس هو المنصوص على إمامته . . و لم يكن الناس في الإمامة إلا ثلاثة أقوال : من قال منهم : إن النبي ( ص ) نص على إمامة الصديق ، و هو الإمام بعد الرسول . و قول من قال : نص على إمامة علي . و قول من قال : الإمام بعده العباس . و قول من قال : هو أبو بكر الصديق هو بإجماع المسلمين ، و الشهادة له بذلك . . ثم رأينا علياً و العباس قد بايعاه و أجمعا على إمامته وجب أن يكون إماماً بعد النبي ( ص ) بإجماع المسلمين و لا يجوز الخ . . " .
فقوله : " وجب أن يكون إماماً بعد النبي بإجماع المسلمين " جواب لقوله أولاً : " و إذا كانت الرافضة الخ . . " أي أنه إذا كان الرافضة و الراوندية يقولون بالنص على إماميهما علي و العباس و إذا كان ليس في الناس إلا ثلاثة أقوال : النص على علي . و النص على العباس . و إمامة أبي بكر بالإجماع . . فإن إمامة أبي بكر تكون ثابتة بالإجماع . .
و عليه فيكون القول الأول : أعني جعل النص على أبي بكر قولاً مقحماً في الكلام من غير الأشعري لأن الأشعري يريد ذكر ثلاثة ، فمن أين جاء القول الرابع ، الذي ينافي ما يريد إثباته الأشعري فهو ليس إلا من تزيدّ الرواة في المقام حتى صار الكلام بواسطته متناقضاً متهافتاً جداً كما هو واضح . .
16- تحريف كتاب : مجمع البيان :
لقد ورد في مقدمة مؤلف مجمع البيان حديث : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " .
و لكن المطبوع أخيراً في دار إحياء التراث العربي – ج 1 ص 9 قد زاد في هذه العبارة كلمة : " و مسلمة " . . فصار الحديث :
" طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة " .