الشعر في الموصل قبل 14 تموز 1958
الجزء الثالث
أ.د.عمر الطالب
وقد شاع شعر المزاح فقال الشاعر عبدالمجيد المتولي(1917) يمزح وقد جاوره رجلان احدهما يدعى حافظ والآخر أمين.وقد سرقت بضاعة الشاعر:
سرقوا أجمل البضاعة مني يالقومي لفقد كل ثمين
وعجيب من سرقة قد توالت وأنا بين حافظ وأمين
وبدا
الشعر بعد الحرب العالمية الأولى1914-1918في الموصل يأخذ سمات جديدة في
الوصف والغزل وان بقي الشعر الوطني مرتبطا بالشعر الديني ولم تظهر الملامح
القومية وضوحا بارزا متفردا كما أصبحت بعد ذلك، ونجد عددا من الشعراء
ساروا مسارا متشابها من حيث أغراضهم الشعرية ومعانيهم وبنائهم الشعري مثل
محمد حبيب العبيدي(1882-1963) ومحمود الملاح(1991-1969)ونعمة الله
النعمة(1892-1965)وقاسم الشعار(1955)وبشير الصقال(1906-1986).فهم يمدحون
الملوك كما فعل محمد حبيب العبيدي في مدح الملك فيصل الأول في قصيدته
(عقود النهاني)
ياسائلي والشعب مستبشر ماهذه البشرى؟وماذا الخبر؟
نجم الهدى صافح نجم الهوى حيث زها أفق العلا وازدهر
أو مدح ورثاء القادة والزعماء في الوطن العربي كما فعل محمد حبيب العبيدي في رثاء
رجال مشهورين مثل الحسين بن علي وعبد المحسن السعدون وعمر المختار الذي قال فيه:
لقد أعجزتني في الأنام الوسائل ومالي سوى دمعي مجيب وسائل
بكيت على الإسلام سالت جروحه وما ضمدت تلك الجروح القبائل
بكيت على الإسلام ذلت حماته وغالت بنيه في الخطوب الغوائل
والدعوة
إلى التخلص من السيطرة الأجنبية مهما كان نوعها إذ يقف بشير الصقال داعيا
إلى الخلاص من الاستعمار الجاثم وراء الحكم الوطني في حفل افتتاح شعبة حزب
الإخاء الوطني في الموصل بتاريخ23/5/1933 منشدا:
قم للتضامن ناشئا يتسامى وانف الخمول وحطم الأوهاما
قل للذين تناقضوا بعهودهم ما كان وحي الإتحاد مناما
غرست يد الأيقاظ في أعماقنا معنى (الإخاء) فأثمرت اقداما
حرص العراق على الوفا حمية حرص الأنام على السلام سلاما
روح الشعوب شبابها فإذا وفى فاقرأ على تلك الشعوب سلاما
ومن شعره الوطني الجيد الذي يربط بين الحاضر والماضي ويتخذ من التاريخ مستقرا ودافعا إلى الجهاد لتحقيق الاستقلال التام قوله:
متى تصحو مشارقنا إلا م وحتى م نقول إذا علاما
هي الذكرى تؤرقني فتأبى علي جوانحي في ان تناما
تذكرني طيلطلة وملكا على أكتاف قرطبة تسامى
ويندد
محمود الملاح بدكتاتورية موسليني في غزوه للحبشة وليبيا والذي أساء إلى
(غاريبالدي)الذي دافع عن الحرية وسعى لتوحيد ايطاليا فيقول:
رويدا رويدا دكتاتور روما فكم يؤول إلى فرارورب هزيمة شنعاء تبدو لعين الغر في زي انتصار