إنفلات أمني خطير في الموصل

تعانى محافظة نينوى بشكل عام ومدينة الموصل بشكل خاص من انفلات امني خطير لم تشهد المنطقة لها مثيلا..حيث تقوم الجماعات الإرهابية والمسلحة في أحياء وأزقة مدينة الموصل باستعراض قوتها وعضلاتها بين فينة وأخرى متحدية بذلك القوات الأمنية المسؤولة عن حفظ الأمن في المدينة...حيث قامت هذه الجماعات في الآونة الأخيرة بعدة استعراضات عندما قامت قوة متألقة من أكثر من خمسين سيارة تحمل المسلحين بالاستعراض فى منطقة رأس الجادة - في الجانب الأيمن من مدينة الموصل..كما قامت قوة أخرى في يوم 20 تشرين الأول بالاستعراض في حي التحرير وحى التأميم وحى البكر ومدينة الزهور - الساحل الأيسر من المدينة..أما منطقة حي الوحدة فلا تستطيع القوات الأمنية الدخول فيها بالرغم من وجود فرقة عسكرية في المحافظة وكذلك وجود قوة نظرية من الشرطة يتجاوز عددها أكثر من عشرين ألف شرطي..ولكن في واقع الحال وعمليا يتبين للمواطن بان عدد قوات الشرطة المنتشرة في مناطق محددة تسيطر عليها مثل الدواسة لا يتجاوز أكثر من 700 شرطي..
وفى ظل هذا الوضع الأمني الذي يتم فيه قتل الشبك والبعض من أفراد الشرطة غير المتواطئين مع الإرهاب ..فمثلا في يوم 19 تشرين الثاني 2007 تم خطف المواطن الشبكي حمدون إبراهيم من سوق الغنم - الساحل الأيسر وتم ذبحه من الوريد الى الوريد.. وفى نفس الوقت جابت سيارات تحمل المسلحين في كراج الشمال وحى الجزائر وبدءوا بإطلاق أعيرة نارية على بيوت الشبك طالبين خروجهم من المدينة وإلا سوف يذبحون كالنعاج ..
وفى ظل هذه الظروف الأمنية الخطيرة تتخبط الحكومة المركزية إزاء التعامل مع هذا الوضع نتيجة لعدم امتلاكها لرؤى واضحة تجاه المنطقة ولفهم واقعي ولتعقيدات وتداخل وتضارب الأجندات المحلية والإقليمية التي تنفذ في المحافظة وبالتالي تفتقر الحكومة الى خطط عملية واقعية للتعامل مع الوضع الأمني المتدهور للمحافظة..وكذلك بسبب الضغوط التي تمارس عليها من القوى السياسية المتحالفة معها والتي لها أجندات معينة.... أما مواقف نواب مدينة الموصل والأحزاب العربية إزاء قتل وتهجير الأقليات فيبدو أنهم اظهروا حتى الآن الكثير من العجز في التنديد بهذه الجرائم.. وفى ظل هذه الأوضاع يتم قتل الشبك والمسيحيين والتركمان والأكراد وأبناء الشرطة بدم بارد وفى الكثير من الأحيان بعيدا عن الأضواء بالرغم من وحشيتها.. وبالتالي ترسل هذه الأحزاب والشخصيات السياسية والدينية رسائل خاطئة الى الجماعات التي تتآمر على مدينة الموصل من خلال المواقف الضعيفة التي يتخذونها والسكوت عليها..إن أبناء الموصل بمثقفيها وسياسيها وعلمائها يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه هذه الجرائم بسبب سكوتهم..كما أن تقاعس الحكومة من أفعالها وتصرفاتها الغير الواضحة تتحمل مسؤولية اكبر تجاه الوضع الأمني الخطير في المدينة..فتارة تكلف السيد الشيخ فواز الجربه بتشكيل قوة من العشائر لتطهير المدينة من خلال مجلس للصحوة وتارة أخرى تلجأ الى الأحزاب الكردية لتشكيل قوة تحت قياداته لمحاربة الإرهاب..وتارة أخرى تفكر بإرسال قوات مغاوير الى المدينة..هذه المحاولات كلها سوف تؤدى الى تعقيد الوضع بشكل اكبر .. وتبقى الأقليات هي التي تدفع الثمن الأكبر.
علي صادق جعفر
ناشط سياسي شبكي

اين مركز ماجو وابن البيشمركه لحمايه الشبك فقط هم شجعان على الشبك المساكين