هذا مقال وجدته في شبكة والفجر للاخ مدير الشبكة طلال النعيمي احببت ان انقله هنا
الرسول الاعظم - صلى الله عليه واله ... من الحسين - عليه السلامطلال النعيمي * - « شبكة والفجر الثقافية » - 7 / 2 / 2006م - 9:41 ص
ان يتكون الصغير من الكبير ..و الفرع من الاصل .. ان تتكون الفسيلة الصغيرة من النخلة الباسقة الكبيرة , وتنمو وتتالق في كنفها .. والطفل الصغير من الاب - الكبير - ويتربى ويترعرع .. ثم ليأتي بعد ان يكبر بصغير اخر هو ايضا .. فهذا كله سنة تكوينية , ومسالة حقيقية وطبيعية , لايمكن عكسها او تغييرها , او ادخالها في قوالب تأويلية .. او بسطها على مائدة البحث والمناقشة لأثباتها او انكارها , ولكن محاولة قلب هذه الحقيقة .. انما هو ضرب من حماقة وجنون ..شديدين .. اضافة الى انه محال الامكان ..
وقد يحدث شذوذ في هذه السنة التكوينية , او تغيير في هذه الطبيعة .. كأن يأتي - الكبير - بصغيرين .. او بصغير ولكنه مشوه , او ليس من جنسه . كأن يولد للانسان حيوان صغير .. وهذا كله حالة شاذة .. وهو لايغير اصل السنة التكوينية - الصغير من الكبير -
اما محاولة عكس هذه السنة التكوينية وتغييرها لفظا ,كأن نشير الى النخلة الباسقة المتألقة بزهو في الفضاء , ونقول انها تكونت من هذه الفسيلة الصغيرة التي لاتكاد تبان .او نقول ان هذا الرجل الكبير ولد من هذا الطفل الصغير ..فهذا كلام ولفظ غير حقيقي , ولا يمكننا مناقشته على انه حقيقة .. مهما حملت الحقائق الثابتة من شذوذ .. فلا بد اذا ان نأتي اليه من هذا الباب - الغير حقيقي -... خاصة وان موروثنا الحضاري والادبي مكتظ بالفاظ تحمل معان غير حقيقية .. تصب في حقل البلاغة او المجاز او التقية او غير ذلك .. والمعاني التي تفهم من الكلام انما تنشطر الى شطرين كما هو معروف , ... معنى حقيقي لايمكن تغييره .. ومعنى مجازي , يقصد به خلاف ما يفهم منه ظاهريا .. والمعنى الحقيقي واضح وثابت , ولكن المعنى المجازي يحتاج الى فك رموزه لمعرفة الغرض الحقيقي المخفي والمرتبط بحقيقة ثابتة
ان قول الرسول الاعظم محمد -صلى الله عليه واله - ( حسين مني وانا من حسين )هو معادلة تنشطر الى شطرين .. الشطر الاول يحمل معنى حقيقيا , من الحماقة مناقشته ..والشطر الاخر يحمل معنى مجازيا , لايمكن ان يكون حقيقة .. وعلى هذا الاساس يمكن مناقشته والبحث فيه , لأرجاعه الى معنى حقيقي يقف وراءه ويستتر خلفه . وقد ثبت ان للرسول الاكرم الفاظ مجازية استخدمها في حديثه , لبلاغة معهودة فيه ( ان من البيان لسحرا ) .. اولغرض المزاح ( انا سنركبك على ابن ناقة ) او من اجل دفع المتلقي للحديث الى البحث والتفكر والتتقصي في مسالة مهمة يريد لفت الانظار اليها لتاكيد مفهوم اساسي ( حسين مني وانا من حسين ) واذا رجعنا الى اهداف النبي وما حاول تاكيده للامة حول مبدأ الولاية والامامة .. ومن ان هذه المسالة هي امتداد للنبوة تنفتح امامنا رموز المعنى المجازي لقوله ( ... وانا من حسين ) كما ان معرفة الرسول المسبقة باهداف ونتائج وانجازات الثورة الحسينية - كما اكدت كتب السيرة - توضح معنى , ان يكون الرسول من الحسين .. اي من ثورة الحسين واهدافها . والتي هي امتداد لجهاد وحركة الرسول محمد صلى الله عليه واله . وهذا ما يعطي شرعية ثابتة للثورة الحسينية . ويؤكد على امامة الحسين - عليه السلام -
طلال النعيمي