بمناسبة شهر رمضان المبارك
النائب أسامة النجيفي يدعو من قبة البرلمان الأحزاب الكردية
الى ترك التعصب القومي ونسيان أحقاد الماضي عبر البيان التالي
بيان
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة إلى حوار عربي كردي يهدف إلى حل المشاكل في المحافظات المحايدة للمنطقة الكردية بمناسبة شهر رمضان المبارك منذ بداية الاحتلال عام 2003 وتجاوز قوات البيشمركة الكردية الخط الأخضر الذي كانت عليه في آذار 2003 حيث اعتبرت نفسها جزءا من قوات التحالف التي احتلت العراق شاع لدى سكان المحافظات العراقية المحايدة للمنطقة الكردية في نينوى وكركوك وديالى بان قوات البيشمركة تسعى إلى فرض واقع جديد ضمن مشروع قومي كردي. ولم يكن هناك ردة فعل عنيفة من قبل السكان في بداية الأمر لكونهم قد تعودوا وعبر أكثر من نصف قرن من التعامل مع القضية الكردية حيث أن الحكومة المركزية في بغداد ما تلبث أن تتعامل مع أي توسع كردي عبر المفاوضات أحيانا أو من خلال العمليات العسكرية أحيانا أخرى لتعود الأمور إلى استقرارها بعد ذلك.ومع مرور الوقت وإهمال حكومة بغداد لوضع تلك المناطق واستمرار المشروع القومي الكردي دون أن يكون هناك ثمة طرف عربي يعالج المشاكل التي بدأت تتفاقم ومخاوف السكان من العرب والتركمان والمسيحيين وبقية الطوائف من هيمنة كردية متشددة، ويعزز تلك المخاوف تصرفات محلية لقوات البيشمركة وأجهزة الأمن الكردية ( الاسايش ) وأجهزة المخابرات والإدارات المحلية التابعة والمحكومة من الأحزاب الكردية الرئيسية التي فرضت سيطرتها على تلك المناطق وتعاملت معها بأسلوب جمع سيئات الأجهزة الأمنية في النظام السابق مع سيئات الأجهزة الأمنية في النظام الحالي كل هذا ترك انطباعا سيئا ومخاوف من مستقبل مجهول.ومنذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نطلق النداءات إلى كل من القيادات الكردية والقيادات العراقية في حكومة بغداد بضرورة معالجة هذه المشكلة وعدم ترك المواطنين في تلك المناطق يصلون إلى مرحلة اليأس من الحلول السياسية ولكننا مع الأسف الشديد لم نلق آذانا صاغية من رجال لم يدركوا تاريخ العراق معتبرين أن المشكلة الطائفية هي المشكلة الوحيدة في العراق بينما يشهد تاريخ العراق الحديث بان المشكلة الكردية هي اكبر مشكلة واجهها العراق حتى في أكثر أوقات استقراره.إن الإهمال المستمر لهذه المشكلة ووضع العراقيل أمام جهودنا السياسية التي كنا ولازلنا نبذل فيها كل طاقاتنا من اجل تخفيف حدة الاحتقان بين العرب ومعهم كل القوميات والأقليات الأخرى من جهة وبين الأحزاب الكردية الرئيسية في الجهة المقابلة. إن هذا الإهمال أعطى للأفكار المتطرفة المجال للنمو وبدأوا يتهموننا بأننا وأمثالنا من السياسيين لن نحقق شيئا ما دامت الأطراف الأخرى قد أصمت آذانها واستغشت ثيابها وأصرت واستكبرت استكبارا وتكاثر أعداد أولئك الذين يريدون حل مشاكلهم بقوة السلاح.إن حرصنا في الحفاظ على الأخوة العربية الكردية وسعينا لنشر معاني الود والمصالحة بين العراقيين يدفعنا إلى تكرار دعوتنا إلى حوار عربي كردي في هذه البؤر الساخنة يقوم على أساس من الاحترام المشترك والشعور بأهمية الطرف المقابل وتفهم مخاوفه والابتعاد عن تهميش الخصوم ومحاولات جني الغنائم من وضع العراق المأساوي الحالي. وبهذا نثبت للجميع أن للعمل السياسي ثماره وان العقلاء لازالوا قادرين على حل مشاكل أهلهم.إننا نتقدم بدعوتنا هذه في شهر رمضان المبارك سائلين المولى تعالى أن يوفق الأطراف الأخرى لتناسي أحقاد الماضي وتقبل معاني التسامح والأخوة بين العراقيين. أسامة النجيفيالنائب عن القائمة العراقية