مع حلول شهر رمضان المبارك علينا أن لا نودعه دون الوصول إلى المصالحة الوطنية والوصول إلى تضمين العملية السياسية لأنه من الواجب علينا القيام بجولات عدة من التراحم والتواصل كي يرحمنا الله عز وجل (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )) ولنعمل جميعا من أجل الحفاظ على وحدة العراق وترابه الغالي للتخلص من شوائب عملية تحرير العراق فبدون تعاون العراقيين من غير الممكن وقوف دول الجوار في تحقيق الأمان وتوحيد الصفوف، فالعلة فينا نحن العراقيون عندما لانتوحد ولانضع خطايانا وسلبياتنا خلف ظهورنا لنتقدم إلى الأمام ولتتصافح الأيدي ونبدأ ببناء العراق الجديد.
إن شهر رمضان المبارك هو شهر الإنسان والإنسانية فأين هي إنسانيتنا كعراقيين لتحقيق مايصبو إليه العراقيين من استقرار للأمن ونشر للسلام ، أنه شهر انتصار الحق على الباطل ، انتصار الإرادة على الشهوات وعلى الأعمال الإرهابية حيث يقيد الله الشياطين في هذا الشهر الكريم فلماذا لانقيد نزواتنا ونتمسك بقيم المحبة والسلام.
علينا استغلال حلول هذا الشهر المبارك في قيام الوحدة والمصالحة ونبذ الطائفية والفرقة بين العراقيين ونبذ التقتيل والتهجير فكلنا من أدم وأدم من تراب ولأن الجعالة الربانية وضعتني ضمن هذا الشعب وتلك القبيلة وبهذه العقيدة والأفكار عندما قال عز من قائل ))وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ((فلماذا يقوم البعض بتحدي الإرادة الربانية من عدم الاعتراف بالآخرين والنيل منهم وتوجيه الأذى إليهم.
رمضان هو شهر القوة والعزيمة فلنستغل هذه المواصفات من أجل الإنسانية جمعاء حيث أصبح العراق حقولا لتجارب أعدائه يدب فيه كل من يرغب من أعداء الله والإنسانية.
كيف نطلب العتق من النار ونحن نوجه أسلحتنا الى أخوتنا وإلى من هم بذمتنا ؟ ، كيف نتمنى تحقيق التقوى ونحن مصممون على عدم الاعتراف بالآخرين؟ ، نهمشهم ونسرق هويتهم ونقف بقوة ضد ممارستهم لطقوسهم ونيلهم لحقوقهم.
لنجعل من شهر رمضان مدرسة إيمانية يدخلها العراقيون ليتخرجوا منها حاملي شهادات الصفات الحميدة والروح الخيرة لأنه بحق مدرسة التغيير لمن يملك الإرادة ويحاول التغيير نحو الأفضل والأسلم والأحسن، وليتم شحذ الهمم بقية أيامنا من أجل العراق الجديد.