وأهل الحجاز ينصبون بها الخبر إذا كان منفيا في موضعه وبنو تميم يرفعونه على كل حال فيقولون: ما زيدٌ قائمٌ ، وتقول: ما قائمٌ زيدٌ؛ فتجتمع اللغتان فيه لتقديم الخبر وتقول: ما زيد إلا قائمٌ؛ فترفع عند الجميع لخروج الخبر إلى الإثبات بقولك إلا وتقول: ما زيد قائماً أبوه، فإن قلت: ما زيد قائم عمرو لم يجز لأنه ليس من سببه وكذلك قولك: ما أبو زينب قائمة أمها لم يجز فإن قلت: ما أبو زينب قائمة ًأمُّه جاز لأن السبب له .
2 وصلة نحو قوله عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } (155) سورة النساء / المائدة-13. أي بنقضهم وكذلك: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } (159) سورة آل عمران. أي فبرحمة من الله وكذلك قول الأعشى
فاذهبي ما إليك أدركني الجد عداني عن هيجكم أشغالي
وكذلك قول عنترة:
يا شاة ما قيض لمن حلت له حرمت علي وليتها لم تحرم
أي يا شاة قيض
3 وكافة كقول الله عز وجل: { إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (171) سورة النساء. وكذلك قوله: { إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ } (46) سورة سبأ؛ و {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} (2) سورة الحجر.
ونحو قول الشاعر:
ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال
ومنه قول الشاعر أيضا:
أعلاقة أم الوليد بعدما أفنان رأسك كالثغام المخلس
لما كف ب ما استأنف الكلام بعد ما فقال أفنان رأسك بالرفع
4 ومسلطة نحو: حيثما تكن أكن ولولا ما لم يجز الجواب ب حيث وكذلك قول الشاعر
إذا ما تريني اليوم أرخي ظعينتي أصوب سيرا في البلاد وأرفع
فإني من قوم سواكم وإنما رجالي قوم بالحجاز وأشجع
ومثله قول الآخر
إذ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وموضع أتيت جزم ب إذما والجواب بالفاء في فقل و ما المسلطة سلطت الحرف على الجزم ولو لم تكن لم يجزم الحرف .
5 ومغيرة لمعنى الحرف نحو: {لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (7) سورة الحجر.أي هلا تأتينا لقد غيرت معنى لو لأنه كان معناها في قولك لو كان كذا لكان كذا وهو وجوب الشيء لوجوب غيره فخرجت عن هذا المعنى في قولك لوما إلى معنى هلا فصارت ما مغيرة لمعنى لو وتكون مع الفعل بمنزلة المصدر نحو شر ما صنعت أي صنيعك وهي ههنا حرف ؛وتكون الصلة عوضا وغير عوض نحو قولك: أما أنت منطلقا انطلقت معك أي إذ كنت منطلقا انطلقت معك فجعل ما من كنت ومنه،
أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
ف ما مفصولة من أن في الحقيقة وإن كان بعض الكتاب يكتبها موصولة للإدغام والأولى تفصل ليتبين أنهما حرفان ولا تلتبس بقولك أما التي هي حرف واحد في قولك أما زيد فمنطلق
مـــــن
و من ولها سبعة أوجه
1 استفهام نحو قولك: من عندك فتقول مجيبا زيد أو عمرو وهي نظير ما إلا أنها لمن يعقل خاصة و ما للأجناس كائنا ما كانت ومن ذلك قوله تعالى: { يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } (52) سورة يــس، فخرجه مخرج الاستفهام ومعناه التنبيه على حال لم يكونوا متنبهين عليها.
2 وجزاء نحو: من يأتني أكرمه قال الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان
3 وموصولة نحو: من يأتيك أكرمه، وإن من في الدار يكرمك، ومن ذلك قوله تعالى:{ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا} أي منهم الذي يقول
4 وموصوفة نحو: مررت بمن خير منك وهي نكرة، قال الشاعر:
يا رب من يبغض أذوادنا رحن على بغضائه واغتدين
فدخول رب عليها دل على أنها نكرة وكذلك قول الآخر:
رب من أنضجت غيظا صدره قد تمنى لي موتا لم يطع
ومحمولة على التأويل في التثنية والجمع والتأنيث نحو قول الفرزدق:
تعالى فإن عاهدتني لا تخونني نكن مثل من يا ذئب يصطلحان
فثنى ضمير من على التأويل، ومن ذلك قوله عز وجل: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ} (42) سورة يونس. فجمع على التأويل؛ فأما قوله تعالى:{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } (25) سورة الأنعام/محمد-؛ في موضع آخر فعلى اللفظ وأما الحمل على التأويل في التأنيث فنحو قوله تعالى: {ومن تقنت منكن لله ورسوله} فمن قرأه بالياء حمله على اللفظ .
6 وموسومة بعلامة نكرة في مثل قول القائل:رأيت رجلا فتقول منا فإن قال هذا رجل فتقول: منو وإن قال مررت برجل فتقول: مني تسمها بعلامة تدل على أنك مستفهم عن نكرة فإن قال: رأيت رجلا قلت منن وإن قال هؤلاء رجال قلت منون كما قال:
أتوا ناري فقلت منون أنتم فقالوا الجن قلت عموا ظلاما
7 ومنقولة من اجل أم كقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا } (9) سورة الزمر. نقلتها عن الاستفهام من اجل أم لأنه لا يدخل استفهام على استفهام كما نقلتها حين أدخلت عليها أم في قوله:
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته إثر الأحبة يوم البين مشكوم
قال أم قد كبير فنقلها عن معنى الاستفهام إلى معنى قد.
أي
وأي لها سبعة أوجه
1 استفهام نحو أي القوم عندك وأيهم ضربت وبأيهم مررت فإن كانت استفهاما عمل فيها ما بعدها ولم يعمل فيها ما قبلها ومن ذلك قوله تعالى:{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (227) سورة الشعراء. تنصب أيا ب ينقلبون ولا يجوز نصبها ب سيعلم لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله لأن له صدر الكلام ويعمل فيه ما بعده لأنه لا يخرجه عن المصدر في اللفظ .
2 وجزاء نحو قولك: أيهم تر يأتك تنصبها ب تر وتجزم تر بها والجواب يأتك ومن ذلك قوله تعالى:{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } (110) سورة الإسراء . تنصب أيًا ب تدعوا وتجزم تدعوا ب أي والجواب الفاء في فله.
3 وبمعنى الذي نحو: لأضربن أيهم في الدار بمعنى لأضربن الذي في الدار وهذه يعمل فيها ما قبلها لأنها بمعنى الذي. ومن ذلك قوله جل وعز في قراءة بعض القراء : {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} (69) سورة مريم.[ بالنصب] فأما من رفع أيهم ففي ذلك للنحويين ثلاثة أقوال. رفعه على الحكاية كأنه قال ثم لننزعن قائلين أيهم أشد وهذا وجه حسن، لأن في ننزع دليلا على معنى القول لأنه ينزع بالقول.والوجه الثاني قول سيبويه: إنها بمعنى الذي إلا أن صلتها لما حذف منها العائد بنيت على الضم فيجوز على هذا لأضربن أيهم قائل لك شيئا ولا يجوز على قول الخليل؛والوجه الثالث قول يونس إن قوله تعالى: لننزعن معلقة كما يعلق العلم في قولك قد علمت أيهم في الدار؛
وصفة كقولك: مررت برجل أي رجل وبكريم أي كريم.
5 وحال نحو: مررت بزيد أي رجل تنصب أي رجل على الحال لأن الذي قبلها معرفة فلا يجوز أن تجري عليه الصفة.
6 ومتصرفة في الإفراد والإضافة والتذكير والتأنيث نحو: أي القوم أتاك وإن شئت قلت أي أتاك وتقول أية امرأة. عندك وأي رجل في الدار.
7 ومنقولة إلى كم نحو قوله عز وجل: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ٍ} (45) سورة الحـج . بمعنى وكم من قرية ؛ وتقول: كأين رجلا قد لقيت فتنصب رجلا كما تنصبه إذا قلت كم رجلا قد لقيت على التفسير؛ والأجود أن يكون معها من لأنها منقولة إلى باب كم للعدد فلزوم من أدل على معنى التفسير في النكرة بعدها.
أن المخففة
وأن المخففة ولها أربعة أوجه
1 مخففة من الثقيلة مثل قوله عز وجل: { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (10) سورة يونس واصله أنْ الحمد لله . ومنه قوله تعالى: { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى } (20) سورة المزمل. ولا تكون هذه إلا المخففة من الثقيلة من جهة دخول السين فأما قوله تعالى: وحسبوا أن لا تكونُ فتنة بالرفع فعلى المخففة أيضا كأنه قال إنه لا تكون فتنة وبالنصب فعلى أن الناصبة للفعل التي تنقله إلى معنى الاستقبال وقال الشاعر في المخففة:
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
وإذا خففت لم تعمل ويكون ما بعدها على الابتداء والخبر، ومنهم من يعملها وهي مخففة كما يعملها وهي محذوفة والأكثر الرفع .
2 وناصبة للفعل تنقله إلى الاستقبال ولا تجتمع من السين وسوف وهي مع الفعل بمعنى المصدر تقول يسرني أن تأتيني بمعنى يسرني إتيانك وأكره أن تخرج بمعنى أكره خروجك ومنه قوله عز وجل: { وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } (7) سورة الأنفال. ومنه قوله تعالى: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} (27) سورة النساء. وموضع تميلوا النصب ب أن وذهبت النون علامة للنصب
3 وبمعنى أي الخفيفة نحو قوله عز وجل: {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ } (6) سورة ص؛أي امشوا وذلك أن انطلاقهم قائم مقام قولهم امشوا واصبروا على آلهتكم فجاءت أن بمعنى أي التي للتفسير نحو قولك أصلي أن أنا رجل صالح وإن شئت قلت أنا رجل صالح .
4 وزائدة نحو: لما أن جئتني أكرمتك والمعنى لما جئتني أكرمتك إلا انك أتيت ب أن للتوكيد ومنه قوله تعالى : {ولما أن جاءت رسلنا}
إن
وإن المخففة المكسورة الألف على أربعة أوجه
1 الجزاء نحو قولك إن تأتني أكرمك ومنه قوله عز وجل: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره وقوله تعالى أيضا{ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ } (85) سورة البقرة.
2 والجحد نحو قوله تعالى :{ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ } (20) سورة الملك.بمعنى ما الكافرون إلا في غرور وتقول إنتيتني بمعنى والله ما أتيتني.
3 ومخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى: {وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } (32) سورة يــس. تلزمها اللام في الخبر لئلا تلتبس ب إن التي للجحد فتقول إن زيدا لقائم فتكون إيجابا فإن قلت إن زيد قائم كان نفيا.
4 وزائدة نحو: قول الشاعر:
وما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
وتقول ما إن في الدار أحد بمعنى ما في الدار أحد فهذه زائدة على التوكيد
حتى
وحتى تنصرف على أربعة أوجه
.1 جارة نحو قولك قمت حتى الليل ومنه قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (5) سورة القدر
2. وعاطفة نحو: قدم الناس حتى المشاة وخرج الناس حتى الأمير وتقول إن فلانا ليصوم الأيام حتى يوم الفطر ويجوز النصب لأنه لا يدخل في الصوم فتكون حتى غاية بمعنى إلى ولا يكون عطفا في هذه المسألة
3. وناصبة للفعل نحو: سرت حتى أدخل المدينة بمعنى سرت إلى أن أدخل المدينة وتقول صليت حتى أدخل الجنة بمعنى صليت كي أدخل الجنة فهي تنصب بمعنى إلى أن وكي
4. وحرف من حروف الابتداء نحو قول الشاعر:
فواعجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع
وكقولك كلمته في الأمر حتى يميل فيه، أو حتى يميل على الحال فهذه ترفع الفعل بعدها، وكذلك قولك قد لج في أمره حتى أظنه خارجا تخبر عن ظن واقع في حال كلامه فترفع
وهذه التي هي حرف من حروف الابتداء يقع بعدها الاسم والفعل على الاستئناف.
من
ومن على أربعة أوجه
1. ابتداء الغاية نحو خرجت من بغداد إلى الكوفة عنيت أن بغداد ابتداء الخروج والكوفة انتهاؤه وكذلك كتبت من العراق إلى مصر ومن فلان إلى فلان فمن لابتداء الأفعال والى لانتهائها
2 وتبعيض نحو: أخذت من الدراهم درهماً ومن الثياب ثوباً وخذ منها ما شئت كأنك قلت خذ بعضها أي بعض الذي شئت.
3 وتجنيس نحو قوله جل وعز: { ْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ } (30) سورة الحـج؛ كأنه يقول اجتنبوا الذي هو وثن فجيء ب من لتقوم مقام الصفة.
4 وزائدة نحو: ما جاءني من أحد بمعنى ما جاءني أحد وكذلك قوله تعالى { مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } (59) سورة الأعراف كأنه قيل ما لكم إله غيره.
لام الإضافة
ولام الإضافة على أربعة أوجه
1 الملك نحو قولك: دار لزيد وثوب له وعبد له وما أشبه ذلك.
2 والنسب نحو: أب له وابن له وأخ له وعم له وما أشبه ذلك.
3 والفعل نحوك ضرب له وشتم له
4 والمفعول يجري هذا المجرى نحو قولك: حركة للحجر،وسقوط للحائط وتخريق للثوب، وموت لزيد وما أشبه ذلك؛ وهي لا تخلو من هذه أربعة الأوجه وأصلها في كل ذلك الاختصاص.
رويد
ورويد تصرف على أربعة أوجه
1. إسم للفعل نحو قول الشاعر:
رويد عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن بعضهم متيامن
كأنه قال أرود عليا أي أمهل وعلى هذا قبيله .
2. وصفة نحو: ساروا سيرا رويدا ورويدا صفة ل سيرا كأنك قلت ساورا سيرا مترفقا.
3. وحال نحو: رحل القوم رويدا تنصب رويدا على الحال من القوم كأنك قلت رحلوا متمهلين.
4 وبمعنى المصدر نحو: رويدَ نفسِه تكون مضافة فتنصب بفعل محذوف كقوله تعالى: { فَضَرْبَ الرِّقَابِ } (4) سورة محمد.
ولو فصلتها من الإضافة لقلت: على هذا رويداً نفسَه فأعربت ونونت كما تقول ضربا زيدا فكأنك قلت أرود رويدا .
فأما التي هي اسم للفعل فمبنية على الفتح لا يدخلها التنوين لأجل البناء ولا تضاف كما قال رويد عليا، تصرف الحروف وتصرف الحروف فيما تدخل عليه على سبعة أوجه تدخل على الاسم وحده نحو الألف واللام في قولك الرجل والغلام وتدخل على الفعل وحده نحو السين وسوف من قولك سوف يفعل وسيفعل وتدخل على الجملة وحدها نحو ألف الاستفهام في قولك أقام زيد وحرف الجحد في قولك ما ذهب عمرو وتدخل على الاسم لتعقده باسم آخر نحو قولك قام عمرو وزيد وتدخل على الفعل لتعقده بفعل آخر نحو قولك مررت برجل يقوم ويقعد. وتدخل على الجملة لتعقدها بجملة أخرى نحو قولك إن قدم زيد خرج عمرو وكان الأصل قدم زيد خرج عمرو فهي تدخل على خبرين يصح أن يصدق أحدهما ويكذب الآخر فقعدتهما إن عقد الخبر الواحد فصار الصدق في جملته أو الكذب ولا يصح أن يفصل لأنه خبر واحد لأجل أن إن قد نقلته إلى ذلك ألا ترى انه إذا قال إن أتيتن أكرمتك فإكرامه من غير إتيان لم يصح أن يكون قد صدق في الإكرام وكذب في الإتيان لأن الجملة كلها خبر واحد وتدخل على الاسم لتعقده بفعل نحو مررت بزيد دخلت الباء على زيد ليتصل بالمرور لو لم تدخل عليه لم يتصل به لأنه لا يجوز مررت زيدا
الخبر
والخبر على أربعة أوجه
للابتداء وِل_ كان وِل_ إن وللظن؛ وهو اسم نحو زيد قام وزيد أخوك فالقائم هو زيد كما أن أخوك هو زيد وهو فعل نحو: زيد قام وعمرو ذهب وزيد ضرب عمرا وهو ظرف نحو: زيد عندك وعمرو خلفك والقتال يوم الجمعة والرحيل غدا وهو جملة نحو: زيد أبوه منطلق وعمرو خرج صاحبه؛ فقولك زيد مبتدأ أول وأبوه مبتدأ ثان ومنطلق خبر للأب والجملة خبر زيد؛ فأما عمرو فرفع بالابتداء وصاحبه رفع بفعله والجملة في موضع الخبر أكرمتك فإكرامه من غير إتيان لم يصح أن يكون قد صدق في الإكرام وكذب في الإتيان لأن الجملة كلها خبر واحد وتدخل على الاسم لتعقده بفعل نحو مررت بزيد دخلت الباء على زيد ليتصل بالمرور لو لم تدخل عليه لم يتصل به لأنه لا يجوز مررت .
{ والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين}
تمت بعون الله كتاب منازل الحروف للرماني رحمة الله عليه، واللهَ اسأل ان ينفع بها كل أخ لنا اطلع عليها كما اسأل إخواني في الله دعوةً بظهر الغيب لي ولسائر المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ميلود بن عبد الرحمن
يوم الثلاثاء 5 جمادى الثانية 1426 الموافق 12/07/2005