عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: كتاب اخبار الحمقى .. .. المقدمة الأربعاء 17 يناير - 21:21
أخبار الحمقى والمغفلين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
مقدمة أخبار الحمقى والمغفلين
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الامام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن على الجوزى الحمد لله الذى أعطى الانعام جزيلا وقبل من الشكر قليلا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وصلى الله على سيدنا محمد الذى لم يجعل له من جنسه عديلا وعلى آله وصحبه بكرة وأصيلا وبعد فانى لما شرعت فى جمع أخبار الاذكياء وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثالا يحتذى لان أخبار الشجعان تعلم الشجاعة آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين لثلاثة أشياء الاول أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموه فحثه ذلك على الشكر أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال حدثنا على بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن شاذان قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال حدثنا عبد الله بن محمد القرشى قال حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا الحكم بن سنان عن حوشب عن الحسن انه قال خلق الله عز وجل آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فدبوا على وجه الارض منهم الاعمى والاصم والمبتلى فقال آدم يا رب ألا ساويت بين ولدي قال يا آدم إنى أردت أن أشكر اخبرنا محمد بن عبد الملك قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن على الجوهرى قال حدثنا أبو عمر بن حيوية قال أنبأنا بن المرزبان قال قال حارث بن محمد سمعت محمد بن مسلم يقول تكلم رجل فى مجلس ابن عباس فأكثر الخطأ فالتفت عبد الله بن عباس إلى عبد له فقال له الرجل ما سبب هذا الشكر قال إذ لم يجعلنى الله مثلك والثانى أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلا تحت الكسب وعامله فيه الرياضة وأما إذا كانت الغفلة مجبولة في الطباع فإنها لا تكاد تقبل التغيير والثالث أن يروح الانسان قلبه بالنظر فى سير هؤلاء المبخوسين حظوظا يوم القسمة فان النفس قد تمل من الدؤوب فى الجد وترتاح إلى بعض المباح من اللهو وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحنظلة ساعة وساعة وعن حنظلة الكاتب أن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر الجنة والنار وكنا كأنا رأينا رأى عين فخرجت يوما فأتيت أهلى فضحكت معهم فوقع فى نفسى شىء فلقيت أبا بكر فقلت إنى قد نافقت قال وما ذاك قلت كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم فذكر الجنة والنار فكنا كأنا رأينا رأى العين فأتيت أهلى فضحكت معهم فقال أبو بكر إنا لنفعل ذلك فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال يا حنظلة لو كنتم عند أهليكم كما تكونون عندى لصافحتكم الملائة على فرشكم وفى الطريق يا حنظلة ساعة وساعة وقال على بن أبى طالب روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فانها تمل كما تمل الابدان وقال أيضا إن هذه القلوب تمل كما تمل الابدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفا وعن أسامة بن زيد قال روحوا القلوب تعى الذكر وعن الحسن قال إن هذه القلوب تحيى وتموت فاذا حييت فاحملوها على النافلة وإذا مالت فاحملوها على الفريضة وعن الزهري قال كان رجل يجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثهم فاذا كثروا وثقل عليه الحديث قال إن الاذن مجاجة وإن القلوب حمضة فهاتوا من أشعاركم وأحاديثكم وقال أبو الدرداء إنى لاستجم نفسى ببعض الباطل كراهية أن أحمل عليها من الحق ما يملها وعن محمد بن اسحاق قال كان ابن عباس إذا جلس مع أصحابه حدثهم ساعة ثم قال حمضونا فيأخذ فى أحاديث العرب ثم يعود يفعل ذلك مرارا وعن الزهرى أنه كان يقول لأصحابه هاتوا من أشعاركم هاتوا من حديثكم فان الاذن مجة والقلب حمض وقال ابن اسحاق كان الزهري يحدث ثم يقول هاتوا من ظرفكم هاتوا من أشعاركم أفيضوا فى بعض ما يخف عليكم وتأنس به طباعكم فان الاذن مجاجة والقلب ذو تقلب وعن مالك بن دينار قال كان الرجل ممن كان قبلكم إذا ثقل عليه الحديث قال ان الاذن مجاجة والقلب حمض فهاتوا من طرف الاخبار عن ابن زيد قال قال لي أبي إن كان عطاء بن يسار ليحدثنا أنا وأبا حازم حتى يبكينا ثم يحدثنا حتى يضحكنا ثم يقول مرة هكذا ومرة هكذا قلت وما زال العلماء الافاضل يعجبهم الملح ويهشون لها لأنها تجم النفس وتريح القلب من كد الفكر وقد كان شعبة يحدث فإذا رأى المريد النحوى قال إنه أبو زيد استعجمت دار نعم ما تكلمنا والدار لو كلمتنا ذات أخبار وقد روينا عن ابن عائشة أحاديث ملاحا فى بعضها رفث وإن رجلا قال له أيأتى من مثلك هذا فقال له ويحك أما ترى أسانيدها ما أحد ممن رويت عنه هو أفضل من جميع أهل زماننا ولكنكم ممن قبح باطنه فرأى ظاهره وان باطن القوم فوق ظاهرهم ووصف رجل من النساك عند عبيد الله ابن عائشة فقالوا هو جد كله فقال لقد أضاق على نفسه المرعى وقصر لها طول النهى ولو فككها بالانتقال من حال إلى حال لتنفس عنها ضيق العقدة وراجع الجد بنشاط وحده وعن الاصمعى قال سمعت الرشيد يقول النوادر تشحذ الاذهان وتفتق الآذان عن حماد بن سلمة انه كان يقول لا يحب الملح إلا دكران الرجال ولا يكرهها إلا مؤنثهم وعن الاصمعى قال أنشدت محمد بن عمران التميمى قاضى المدينة وما رأيت فى القضاة أعقل منه يا أيها السائل عن منزلى نزلت فى الخان على نفسي يغدو علي الخبر من خابز لا يقبل الرهن ولا ينسي آكل من كيسى ومن كسوتى حتى لقد أوجعنى ضرسي فقال اكتبه لي قلت أصلحك الله إنما يكتب هذا الاحداث فقال ويحك أكتبه فان الاشراف يعجبهم الملاحة فصل فقد بان مما ذكرنا أن نفوس العلماء تسرح في مباح اللهو الذي يكسبها نشاطا للجد فكأنها من الجد لم تزل قال أبو فراس أروح القلب ببعض الهزل تجاهلا منى بغير جهل أمزح فيه مزح أهل الفضل والمزح أحيانا جلاء العقل فصل فان قال قائل ذكر حكايات الحمقى والمغفلين يوجب الضحك وقد رويتم عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوى بها أبعد من الثريا فالجواب إنه محمول على أنه يضحكهم بالكذب وقد روي هذا في الحديث مفسرا ويل للذى يحدث الناس فيكذب ليضحك الناس وقد يجوز للانسان أن يقصد إضحاك الشخص فى بعض الاوقات ففي أفراد مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال لأكلمن رسول الله لعله يضحك قال قلت لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتنى النفقة فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يكره للرجل ان يجعل عادته إضحاك الناس لان الضحك لا يذم قليله فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو نواجذه وإنه يكره كثيره لما روي عنه عليه السلام أنه قال كثرة الضحك تميت القلب والارتياح إلى مثل هذه الاشياء فى بعض الاوقات كالملح فى القدر فصل وقد قسمت هذا الكتاب أربعة وعشرين بابا وهذه تراجمها الباب الاول فى ذكر الحماقة ومعناها الباب الثانى فى بيان أن الحمق غريزة الباب الثالث فى ذكر اختلاف الناس فى الحمق الباب الرابع فى ذكر أسماء الاحمق الباب الخامس فى ذكر صفات الاحمق الباب السادس فى التحذير من صحبة الاحمق الباب السابع فى ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه الباب الثامن فى ذكر أخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله الباب التاسع فى ذكر جماعة من العقلاء صدر عنهم فعل الحمقى الباب العاشر فى ذكر المغفلين من القراء الباب الحادى عشر فى المغفلين من رواة الحديث وتصحيفه الباب الثانى عشر فى ذكر المغفلين من القضاة الباب الثالث عشر فى ذكر المغفلين من الامراء والولاة الباب الرابع عشر فى ذكر المغفلين من الكتاب والحجاب الباب الخامس عشر فى المغفلين من المؤذنين الباب السادس عشر فى المغفلين من الائمة الباب السابع عشر فى المغفلين من الاعراب الباب الثامن عشر فى من قصد الفصاحة والاعراب من المغفلين الباب التاسع عشر في من قال شعرا من المغفلين الباب العشرون فى المغفلين من القصاص الباب الحادى والعشرون فى المغفلين من المتزهدين الباب الثانى والعشرون فى ذكر المغفلين من المعلمين الباب الثالث والعشرون فى ذكر المغفلين من الحاكة الباب الرابع والعشرون فى ذكر المغفلين على الاطلاق
أخبار الحمقى والمغفلين_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
عدل سابقا من قبل في الأربعاء 17 يناير - 21:42 عدل 3 مرات
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى ذكر الحماقة ومعناها الأربعاء 17 يناير - 21:23
فى ذكر الحماقة ومعناها
قال ابن الاعرابى الحماقة مأخوذة من حمقت السوق اذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت اليه فى أمر حرب وقال أبو بكر المكارم إنما سميت البقلة الحمقاء لانها تنبت فى سبيل الماء وطريق الابل قال ابن الاعرابى وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته فصل وقد ذكرنا ما يتعلق باللغة فى هذا الاسم ولا يظهر المقصود إلا بكشف المعنى فنقول معنى الحمق والتغفيل هو الغلط فى الوسيلة والطريق الى المطلوب مع صحة المقصود بخلاف الجنون فانه عبارة عن الخلل فى الوسيلة والمقصود جميعا فالاحمق مقصوده صحيح ولكن سلوكه الطريق فاسد ورويته فى الطريق الوصال إلى الغرض غير صحيحة والمجنون أصل إشارته فاسد فهو يختار ما لا يختار ويبين هذا ما سنذكره عن بعض المغفلين فمن ذلك أن طائرا طار من أمير فأمر أن يغلق باب المدينة فمقصود هذا الرجل حفظ الطائر
أخبار الحمقى والمغفلين_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى أن الحمق غريزة الأربعاء 17 يناير - 21:26
فى أن الحمق غريزة
عن أبى اسحاق قال إ ذا بلغك أن غنيا افتقر فصدق واذا بلغك أن فقيرا استغنى فصدق واذا بلغك أن حيا مات فصدق واذا بلغك أن أحمق استفاد عقلا فلا تصدق عن أبى يوسف القاضى قال ثلاث صدق باثنتين ولا تصدق بواحدة إن قيل لك إن رجلا كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق وإن قيل لك إن رجلا فقيرا خرج إلى بلد فاستفاد مالا فصدق وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلا فلا تصدق عن الاوزاعى انه يقول بلغنى انه قيل لعيسى بن مريم عليه السلام يا روح الله انك تحيي الموتى قال نعم باذن الله قيل وتبرىء الاكمه قال نعم باذن الله قيل فما دواء الحمق قال هذا الذى أعياني قال جعفر بن محمد الادب عند الاحمق كالماء فى اصول الحنظل كلما ازداد ريا زاد مرارة قال المأمون تدرون ما جرى بينى وبين أمير المؤمنين هرون الرشيد كان لي اليه ذنب فدخلت مسلما عليه فقال أعزب يا أحمق فانصرفت مغضبا ولم أدخل اليه أياما فكتب الي رقعة يقول ليت شعرى وقد تمادى بك الهجر أمنك التفريط أم كان منى إن تكن خنتنا فعنك عفا الله وان كنت خنتكم فاعف عنى فسرت اليه فقال إن كان الذنب لنا فقد استغفرناك وان كان لك فقد غفرناه فقلت له قلت لي يا أحمق ولو قلت لي يا أرعن كان أسهل علي فقال ما الفرق بينهما قلت له الرعونة تتولد عن النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن فاذا فارقهن وصاحب فحول الرجال زالت عنه وأما الحمق فانه غريزة وأنشد بعض الحكماء وعلاج الابدان أيسر خطبا حين تعتل من علاج العقول
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى ذكر اختلاف الناس فى الحمق الأربعاء 17 يناير - 21:28
فى ذكر اختلاف الناس فى الحمق
وقد ذكرنا أن الحمق فساد فى العقل أو فى الذهن وما كان موضوعا في أصل الجوهر فهو غريزة لا ينفعها التأديب وإنما ينتفع بالرياضة والتأديب من أصل جوهره سليم فتدفع الرياضة العوارض المفسدة وبعد فان الناس يتفاوتون فى العقل وجوهره ومقدار ما أعطوا منه فلهذا يتفاوت الحمق قيل لابراهيم النظام ما حد الحمق فقال سألتنى عما ليس له حد وتلا عمر هذه الآية ما غرك بربك الكريم قال الاحمق يا رب وقال على رضى الله عنه ليس من أحد إلا وفيه حمقة فيها يعيش وقال أبو الدرداء كلنا أحمق فى ذات الله وقال وهب بن منبه خلق الله آدم أحمق ولولا ذلك ما هناه العيش وعن مطرف قال لو حلفت لرجوت أن أبر انه ليس أحد من الناس الا وهو أحمق فيما بينه وبين الله عز وجل وكان يقول ما أحد من الناس الا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه عز وجل غير أن بعض الحمق أهون من بعض وعنه قال عقول الناس على قدر زمانهم وكان يقول هم الناس والنسناس وأرى أناسا غمسوا فى ماء الناس وقال سفيان الثورى خلق الانسان أحمق لكي ينتفع بالعيش وأنشد بعضهم لعمرك ما شىء يفوتك نيله بغبن ولكن فى العقول التغابن
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى ذكر أسماء الأحمق الأربعاء 17 يناير - 21:31
فى ذكر أسماء الأحمق
الاحمق الرقيع المائق الازبق الهجهاجة الهلباجة الخطل الخرف الملغ الماج المسلوس المأفون المأفوك الاغفك الفقاقة الهجأة الالق الخوعم الالفت الرطىء الباحر الهجرع المجع الانوك الهبنك الاهوج الهبنق الاخرق الداعك الهداك الهبنقع المدله الذهول الجعبس الاوره الهوف المعضل الفدم الهتور عياياء طباقاء فاذا كان يتجه لشىء فى أسماء كثيرة وقريب هذه الاسماء على أحمق وقيل لو لم يكن من فضيلة الاحمق الا كثرة أسمائه لكفى قال ابن الاعرابى الرقيع هو الذى يحتاج أن يرقع من حمقه وسئل بعض الاعراب ما الفرق بين الاجمق والمائق فقال الاحمق مثل المائح على رأس البئر والمائق هو مثل المائح الذى هو أسفل البئر فبينهما من الجودة فى الحماقة ما بين هذين والعرب تقول أحمق ما يتوجه الى ما يحسن أن تأتي الغائط والاخرق هو الذى يخرق الاشياء ولا يحسن لها مأتى ومن أسماء النساء ذوات الحمق الورهاء الخرقاء الدفنس الخذعل الهوجاء القرثع الداعكة الرطيئة
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى ذكر صفات الاحمق الأربعاء 17 يناير - 21:34
فى ذكر صفات الاحمق
صفات الاحمق تقسم الى قسمين أحدهما من حيث الصورة والثانى من حيث الخصال والافعال ذكر القسم الاول قال الحكماء اذا كان الرأس صغيرا ردىء الشكل دل على رداءة فى هيئة الدماغ قال جالينوس لا يخلو صغر الرأس البتة من دلالة على رداءة هيئة الدماغ واذا قصرت الرقبة دلت على ضعف الدماغ وقلته ومن كانت بنيته غير متناسبة كان رديئا حتى فى همته وعقله مثل الرجل العظيم البطل القصير الاصابع المستدير الوجه العظيم القامة الصغير الهامة اللحيم الجبهة والوجه والعنق والرجلين فكأنما وجهه نصف دائرة كذلك اذا كان مستدير الرأس واللحية ولكن وجهه شديد الغلظ وفى عينيه بلادة وحركة فهو أيضا من أبعد الناس عن الخير فان جحظتا فهو وقح مهذار فان كانت العين ذاهبة فى طول البدن فصاحبها مكار لص واذا كانت العين عظيمة مرتعدة فصاحبها كسلان بطال أحمق محب للنساء والعين الزرقاء التى فى زرقتها صفرة كأنها زعفران تدل على رداءة الأخلاق جدا والعين المشبهة لأعين البقر تدل على الحمق واذا كانت العين كأنها ناتئة وسائر الجفن لاطىء فصاحبها أحمق واذا كان الجفن من العين منكسرا أو متلونا من غير علة فصاحبها كذاب مكار أحمق والشعر على الكتفين والعنق يدل على الحمق والجرأة وعلى الصدر والبطن يدل على قلة الفطنة ومن طالت عنقه ورقت فهو صياح أحمق جبان ومن كان أنفه غليظا ممتلئا فهو قليل الفهم ومن كان غليظ الشفة فهو أحمق غليظ الطبع ومن كان شديد استدارة الوجه فهو جاهل ومن عظمت أذنه فهو جاهل طويل العمر وحسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة واللحم الكثير الصلب دليل على غلظ الحس والفهم والغباوة والجهل فى الطول أكثر ومن العلامات التى لا تخطىء طول اللحية فان صاحبها لا يخلو من الحمق وقد روي انه مكتوب فى التوراة إن اللحية مخرجها من الدماغ فمن أفرط عليه طولها قل دماغه ومن قل دماغه قل عقله ومن قل عقله كان أحمق قال بعض الحكماء الحمق سماد اللحية فمن طالت لحيته كثر حمقه ورأى بعض الناس لرجل لحية طويلة فقال والله لو خرجت هذه من نهر ليبس وقال الاحنف بن قيس إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية فاحكم عليه بالرقاعة ولو كان أمية ابن عبد شمس وقال معاوية لرجل عتب عليه كفانا فى الشهادة عليك فى حماقتك وسخافة عقلك ما نراه من طول لحيتك وقال عبد الملك بن مروان من طالت لحيته فهو كوسج فى عقله وقال غيره من قصرت قامته وصغرت هامته وطالت لحيته فحقيقا على المسلمين أن يغزوه فى عقله وقال أصحاب الفراسة إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق واذا انضاف الى ذلك أن يكون رأسه صغيرا فلا تشك فيه وقال بعض الحكماء موضع العقل الدماغ وطريق الروح الأنف وموضع الرعونة طويل اللحية وعن سعد بن منصور انه قال قلت لابن ادريس أرأيت سلام بن أبى حفصة قال نعم رأيته طويل اللحية وكان أحمق وعن ابن سيرين انه قال إذا رأيت الرجل طويل اللحية لم فاعلم ذلك فى عقله قال زياد ابن ابيه ما زادت لحية رجل على قبضته إلا كان ما زاد فيها نقصا من عقله قال بعض الشعراء إذا عرضت للفتى لحية وطالت فصارت إلى سرته فنقصان عقل الفتى عندنا بمقدار ما زاد فى لحيته ومن صفات الأحمق صغر الاذن ويعرف الاحمق بمشيه وتردده وكلام الاحمق أقوى الادلة على حمقه أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد قال بلغنى أن المهدي لما فرغ من عيسا باذ ركب فى جماعة يسيرة لينظر فدخل مفاجأة فأخرج كل من كان هناك من الناس وبقى رجلان خفيا عن أبصار الاعوان فرأى المهدي أحدهما وهو دهش لا يعقل فقال من أنت قال أنا أنا أنا قال ويلك من أنت قال لا أدرى قال ألك حاجة قال لا لا قال أخرجوه أخرج الله نفسه فدفع في قفاه فلما خرج قال لغلامه اتبعه من حيث لا يعلم فسل عن أمره ومهنته فاني أخاله حائكا فخرج الغلام يقفوه ثم رأى الآخر فاستنطقه فأجابه بقلب قوي ولسان جرىء فقال من أنت فقال رجل من أبناء رجال دعوتك قال فما جاء بك الى هنا قال جئت لأنظر هذا البناء الحسن وأتمتع بالنظر واكثر من الدعاء لأمير المؤمين بطول المدة وتمام النعمة ونماء العز والسلامة قال ألك حاجة قال نعم خطبت ابنة عم لي فردني أبوها وقال لا مال لك والناس يرغبون فى المال وأنا بها مشغوف قال قد أمرت لك بخمسين ألف درهم قال جعلنى الله فداك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة ومننت فأعظمت المنة فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه وآخر أيامك خيرا من أولها ومتعك بما أنعم به وأمتع رعيتك بك فأمر أن يعجل صلته ووجه بعض خاصته معه وقال سل عن مهنته فاني أخاله كاتبا فجاء الرسول الاول فقال وجدته حائكا وأخبر الآخر قال وجدته كاتبا فقال المهدى لم يخف علي مخاطبة الحائك والكاتب وقد روى عن معاوية انه قال لأصحابه بأي شىء تعرفون الاحمق من غير مجاورة فقال بعضهم من قبل مشيته ونظره وتردده وقال بعضهم لا بل يعرف حمق الرجل من كنيته ونقش خاتمه فبينما هم يخوضون فى حديث الحمقى إذ صاح رجل لرجل يا أبا الياقوت فدعا به معاوية فاذا رجل عليه بزة فحاوره ساعة ثم قال ما الذى على فص خاتمك فقال ما لى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين فقالوا يا امير المؤمنين الامر قلت وعن الشافعى أنه قال إذا رأيت الرجل خاتمه كبير وفصه صغير فذاك رجل عاقل وإذا رايت فضته قليلة وفصه كبير فذاك عاجز وإذا رأيت الكاتب دواته على يساره فليس بكاتب وإذا كانت على يمينه وقلمه على أذنه فذاك كاتب ذكر القسم الثاني وهو المتعلق بالخصال والأفعال من ذلك ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره ومنها أنه لا مودة له ومنها العجب وكثرة الكلام قال أبو الدرداء لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار إذا رأيتم فيه ثلاث خصال العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله فان ذلك من علامة الجاهل وقال عمر بن عبدالعزيز ما عدمت من الاحمق فلن تعدم خلتين سرعة الجواب وكثرة الالتفاتات وتكلم رجل عند معاوية فاكثر الكلام فضجر معاوية فقال اسكت فقال وهل تكلمت ومن علامات الاحمق خلوه عن العلم أصلا فان العقل لا بد أن يحرك الى اكتساب شيء من العلم وان قل فاذا غلب السن ولم يحصل شيئا من العلم دل على الحمق قال الاعمش إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيء من العلم أحببت أن أصفعه كان عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب صديقا للوليد يأتيه ويؤانسه فجلسا يوما يلعبان بالشطرنج إذ أتاه الآذن فقال أصلح الله الأمير رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازيا فأحب السلام عليك فقال دعه فقال عبد الله وما عليك ائذن له فنظل نحن على لعبنافادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود ففعل ثم قال ائذن له فاذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود وهو معتم قد رجل لحيته فسلم ثم قال أصلح الله الأمير قدمت غازيا فكرهت أن أجوزك حتى أقضى حقك فقال حياك الله وبارك عليك ثم سكت عنه فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال يا خال هل جمعت القرآن قال لا كانت شغلتنا عنه شواغل قال أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئا قال لا كانت شغلتنا عن ذلك شواغل قال فأحاديث العرب وأشعارها قال لا قال فأحاديث أهل الحجاز ومضحيكها قال لا قال فأحاديث العجم وآدابها قال ذاك شىء ما طلبته فرفع الوليد المنديل وقال شاهك فقال عبد الله بن معاوية سبحان الله قال لا والله ما معنا في البيت أحد فلما رأى ذلك الرجل خرج وأقبلوا على لعبهم ومن خصال الاحمق فرحه بالكذب من مدحه وتأثره بتعظيمه وان كان غير مستحق لذلك عن الحسن أنه يقول خفق النعال خلف الاحمق قلما يلبث وقال زيد بن خالد ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغني وقال الاصمعى إذا أردت أن تعرف عقل الرجل فى مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له فان رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق وإن أنكره فهو عاقل وقال بعض الحكماء من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والوفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر إن استغنى بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن قال فحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك نهق وإن بكى خار وقال بعض الحكماء يعرف الاحمق بست خصال الغضب من غير شىء والاعطاء فى غير حق والكلام من غير منفعة والثقة بكل أحد وإفشاء السر وان لا يفرق بين عدوه وصديقه ويتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ علامة الحمق سرعة الجواب وترك التثبت والافراط فى الضحك وكثرة الالتفات والوقيعة في الاخيار والاختلاط بالاشرار والاحمق إن أعرضت عنه اعتم وإن أقبلت عليه اغتر وإن حلمت عنه جهل عليك وإن جهلت عليه حلم عليك وإن أحسنت إليه أساء إليك وإن أسأت إليه أحسن إليك وإذا ظلمته أنصفت منه ويظلمك إذا أنصفته فمن ابتلى بصحبة الاحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك قال محمد الشامى لنا جليس تارك للأدب جليسه من قوله فى تعب يغضب جهلا عند حال الرضى ومنه يرضى عند حال الغضب
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى التحذير من صحبة الاحمق الأربعاء 17 يناير - 21:36
فى التحذير من صحبة الاحمق
قال عليه السلام لا تؤاخي الاحمق فانه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته وقال ابن أبي زياد قال لي أبي يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فانى ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلى عن عبد الله بن حبيق قال أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك وعن الحسن قال هجران الاحمق قربة إلى الله عز وجل وعن سلمان بن موسى قال ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال قال الخليل بن أحمد الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لا يدرى أنه يدري فذاك ناس فذكره ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري وهو لا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه وقال أيضا الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحدا رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه قال جعفر بن محمد الرجال أربعة رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه وقد روينا عن ابى يوسف القاضي أنه قال الناس ثلاثة مجنون ونصف مجنون وعاقل فاما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة وأما العاقل فقد كفيت مؤنته عن الاعمش انه قال معاتبة الاحمق نفخ فى تليسه عن عبد الله بن داود الحربى أنه قال كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك من عدوك عن بشر بن الحارث انه قال النظر الى الاحمق سخنة عين وسمعته يقول يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى وعنه أنه قال الاحمق سخنة عين غاب أو حضر عن شعبة انه قال عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلا منا ذهب ذلك القليل فاني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلا منه فأمقته قال بعض الحكماء مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الاحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخره قال حكيم آخر ليس كل أحد يحسن يعامل الاحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه وأنشدوا إتق الاحمق أن تصحبه إنما الاحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانبا خرقته الريح وهنا فانخرق أو كصدع فى زجاج فاحش هل ترى صدغ زجاج يرتتق كحمار السوق إن أقضمته رمح الناس وإن جاع نهق أو غلام السوء إن اسغبته سرق الناس وإن يشبع فسق واذا عاتبته كي يرعوي أفسد المجلس منه بالخرق
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: فى ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه الأربعاء 17 يناير - 21:37
فى ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه
العرب تضرب للاحمق تارة بمن عرف حمقه من الناس وتارة بما ينسب إلى سوء التدبير من البهائم والطير وتارة بما لا يقع منه فعل ولكن لو تصور له فعل كان ما ظهر منه حمقا فأما ضربهم المثل بمن قد عرف حمقه فقال أبو هلال العسكري تقول العرب أحمق من هبنقة وستأتى أخباره و أحمق من حذنة قيل هو رجل بعينه وقيل هو الصغير الاذن الخفيف الرأس القليل الدماغ وكذلك يكون الاحمق وقيل حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها وتقول العرب أحمق من أبي غبشان و أحمق من جحا و أحمق من عجل بن لجيم و أحمق من حجينة وهو رجل من بنى الصداء و أحمق من بهيس و من مالك بن زيد مناه ومن عدي بن حباب و أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وأما ذكرهم للبهائم فيقولون أحمق من الضبع و أحمق من أم عامر و أحمق من نعجة على حوض لأنها إذا وردت الماء أكبت عليه ولا تنثنى و أحمق من ذئبة لانها تدع ولدها وترضع ولد الضبع وأما ذكرهم الطير فيقولون أحمق من حمامة لانها لا تصلح عشها وربما سقطت بيضها فانكسر وربما باضت على الاوتاد فيقع البيض وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها و أحمق من رخمة و أحمق من عقعق لانه يضيع بيضه وفراخه و أحمق من كروان لانه إذا رأى أناسا سقط على الطريق فيأخذونه ومن الموصوف بالحمق من الحيوان الحباري والنعجة والبعير والطاووس والزرافة وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لانها تنبت فى مجارى السيل
طلال النعيمي المدير العام
عدد الرسائل : 1810 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 31/12/2006
موضوع: في ذكر اخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله الأربعاء 17 يناير - 21:39
في ذكر اخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله
هؤلاء ينقسمون إلى رجال ونساء فمنهم هبنقة واسمه يزيد بن ثروان ويقال ابن مروان أحد بني قيس ابن ثعلبة ومن حمقه انه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لاعرفها به فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال يا أخي أنت أنا فمن أنا وأضل بعيرا فجعل ينادى من وجده فهو له فقيل له فلم تنشده قال فأين حلاوة الوجدان وفي رواية من وجده فله عشرة فقيل له لم فعلت هذا قال للوجدان حلاوة في القلب واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق انه في عرافتهم فقال هبنقة حكمه أن يلقى في الماء فان طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب فقال الرجل إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان وكانوا إذا رعى غنما جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل ويقول لا أصلح ما أفسده الله ومنهم أبو غبشان وهو من خزاعة كان يلي الكعبة فاجتمع مع قصى بن كلاب بالطائف على الشرب فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بزق خمر وأخذ منه مفاتيحه وسار بها إلى مكة وقال يا معشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم اسماعيل ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم وأفاق أبو غبشان فندم فقيل أندم من أبي غبشان وأخسر من أبي غبشان وأحمق من أبي غبشان قال بعضهم باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمر فبئست صفقة البادي باعت سدانتها بالخمر وانقرضت عن المقام وضل البيت والنادي ثم جاءت خزاعة فغالبوا قصيا فغلبهم ومنهم شيخ مهو وهي قبيلة من عبد القيس واسمه عبد الله بن بيدرة وكانت إياد تعير بالفسو فقام رجل منهم بعكاظ ومعه بردا حبرة فنادى ألا إنني من إياد فمن يشتري مني عار الفسو ببردي هذين فقام عبد الله بن بيدرة فقال أنا واتزر باحدهما وارتدى بالآخر واشهد الايادي عليه أهل القبائل وانصرف عبد الله إلى قومه فقال جئتكم بعار الابد فلزم العار بذلك عبد القيس ومنهم عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من حمقه انه قيل له ما سميت فرسك فقام اليه ففقأ إحدى عينيه وقال سميته الاعور قال العنزي رمتني بنو عجل بداء أبيهم وأي امرىء في الناس أحمق من عجل ألبس أبوهم عار عين جواده فصارت به الامثال تضرب بالجهل ومنهم حمزة بن بيض عن أبي طالب عمر بن ابراهيم انه قال دعا حمزة بن بيض حجاما وكان الحجام ثقيلا كثير الكلام فلما أرهف المشاريط قال له الساعة توجعني قال لا قال فانصرف اليوم قال لا تفعل فانك محتاج إلى إخراج الدم وذلك بين في وجهك وهي سنة نبوية قال انصرف وعد إلي غدا قال لست تدري ما يحدث إلى غد والمشاريط حادة وإنما هي لحظة قال إن كان كما تقول فاعطني فردة بيضة من خصيتك تكون في يدي رأينة إن أوجعتني أوجعتك فقام الحجام وقال أرى أن تدع الحجامة في هذا العام وانصرف عن محمد بن العلاء الكاتب انه قال قال حمزة بن بيض لغلام له أى يوم صلينا الجمعة في الرصافة ففكر الغلام ساعة ثم قال يوم الثلاثاء وقيل لحمزة بن بيض كم تشرب من النبيذ قال أكثر من رطلين شىء ومنهم أبو أسيد عن محمد بن رجاء قال قال أبو أسيد وحدث بحديث كان ذلك في خلافة المهدي قبل موت المنصور وقال مر على أبي أسيد بعيران فقال قوم كانوا حوله ما أفرههما فقال أبو أسيد أحدهما أفره من الآخر قالوا أيهما أفره قال القدامى أفره من الاول وعزى أبا أسيد رجل عن مصيبته فقال له رزقنا الله مكافأتك وعن محمد بن عبد المطلب قال قال أبو أسيد ونظر الى رجل نائم قم فكم تنام كأنك بعير ناد وقيل لأبي أسيد حدثنا عن ابن عمر فقال كان يحف شاربه حتى يبدو بياض إبطيه ومنهم جحا ويكنى أبا الغصن وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه التغفيل وقد قيل إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله اعلم عن مكي بن ابراهيم انه يقول رأيت جحا رجلا كيسا ظريفا وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه وعن أبي بكر الكلبي انه قال خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس فى الشمس فقلت يا شيخ أين منزل الحكم فقال لي وراءك فرجعت إلى خلفي فقال يا سبحان الله أقول لك وراءك وترجل إلى خلفك أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا قال بين أيديهم فقلت أبو من قال أبو الغصن فقلت الاسم قال جحا وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذه الصفة وعن عبادة بن صهيب قال قدمت الكوفة لأسمع من اسماعيل بن خالد فمررت بشيخ جالس فقلت يا شيخ كيف امر إلى منزل اسماعيل بن خالد فقال إلى ورائك فقلت أرجع فقال أقول لك وراءك وترجع فقلت أليس ورائي خلفي قال لا ثم قال حدثني عكرمة عن ابن عباس وكان وراءهم أي بين أيديهم قال قلت بالله من أنت يا شيخ قال أنا حجا قال المصنف وجمهور ما يروى عن حجا تغفيل نذكره كما سمعناه عن أبي الحسن قال رجل لجحا سمعت من داركم صراخا قال سقط قميصي من فوق قال وإذا سقط من فوق قال يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها ليس يعرفك إلا سليمان بن داود الذي حبسك حتى أكلت خراك وخرج يوما من الحمام في يوم بارد فضربته الريح فمس خصيتيه فاذا احدى بيضته قد تقلصت فرجع الى الحمام وجعل يفتش الناس فقالوا ما لك فقال قد سرقت إحدى بيضتي ثم انه دفىء وحمى فرجعت البيضة فلما وجدها سجد شكرا لله وقال كل شىء لا تأخذه اليد لا يفقد ومات جار له فارسل الى الحفار ليحفر له فجرى بينهما لجاج فى أجرة الحفر فمضى حجا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها فسئل عنها فقال ان الحفار لا يحفر باقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير وحكي أن جحا تبخر يوما فاحترقت ثيابه فغضب وقال والله لا تبخرت إلا عريانا وهبت يوما ريح شديدة فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون فصاح جحا يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره فقال أبوه الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب واحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن فما أدري ما أعمل به فقال له جحا إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شىء تحسن فقال أبوه فعلمنا أنت ما تصنع به فقال يحفر له آبار ونكبسه فيها واشترى يوما دقيقا وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه فقيل له ما لك فعلت كذا فقال أخاف أن يطلب مني كراه ووجهه أبوه ليشتري رأسا مشويا فاشتراه وجلس قي الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه الى أبيه فقال ويحك ما هذا فقال هو الرأس الذي طلبته قال فأين عيناه قال كان أعمى قال فأين أذناه قال كان أصم قال فاين لسانه قال كان أخرس قال فأين دماغه قال فكان أقرع قال ويحك رده وخذ بدله قال باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب وحكي أن جحا دفن دراهم في الصحراء وجعل علامتها سحابة تظلها ومات أبوه فقيل له إذهب واشتر الكفن فقال أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه وحكي أن المهدي أحضره ليمزح معه فدعا بالنطع والسيف فلما أقعد في النطع قال للسياف أنظر لا تصب محاجمي فاني قد احتجمت ورأوه يوما في السوق يعدوا فقالوا ما شأنك قال هل مرت بكم جارية رجل مخضوب اللحية واجتاز يوما بباب الجامع فقال ما هذا فقيل مسجد الجامع فقال رحم الله جامعا ما أحسن ما بنى مسجده ومر بقوم وفي كمه خوخ فقال من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخة فقالوا خوخ فقال ما قال لكم هذا الا من أمه زانية وسمع قائلا يقول ما أحسن القمر فقال أي والله خاصة فى الليل وقال رجل أتحسن الحساب باصبعك قال نعم قال خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر فقال له خذ جريبين شعيرا فعقد السبابة والابهام وأقام الوسطى فقال الرجل لم أقمت الوسطى قال لئلا يختلط الحنطة بالشعير ومر يوما بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه ويحك ما تصنع به وهو ميت فقال لها أسكتي فلو كان حيا ما طمعت في شرائه بمائة درهم وخرج أبوه مرة الى مكة فقال له عند وداعه بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الضحية ومنهم مزبد قال أبو يزيد قيل لمزبد إن فلانا الحفار قد مات فقال ابعده الله من حفر حفرة سوء وقع فيها وقال مزبد لرجل أيسرك أن تعطى ألف درهم وتسقط من فوق البيت قال لا قال مزبد وددت أنها لي وأسقط من فوق الثريا فقال له الرجل ويلك فإذا سقطت مت قال وما يدريك لعلي سقطت في التبانين أو على فرش زبيدة وقيل له أيسرك أن تكون هذه الجبة لك قال نعم وأضرب عشرين سوطا قالوا ولم تقول هذا قال لأنه لا يكون شىء إلا بشيء ومنهم أزهر الحمار كان جالسا بين يدي الأمير عمرو بن الليث يوما يأكل بطيخا فقال له عمرو كيف طعمه يا أزهر أحلو هو قال ما أكلت الخرا قط وقدم على الأمير عمرو رسول من عند السلطان فأحضر مائدته فقال لأزهر جملنا بسكوتك اليوم فسكت طويلا ثم لم يصبر فقال بنيت في القرية برجا ارتفاعه الف خطوة فأومأ اليه حاجبه أن أسكت فقال له الرسول في عرض كم قال في عرض خطوة فقال له الرسول ما كان ارتفاعه الف خطوة لا يكفي عرضه خطوة قال أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف وقدم رسول آخر فقيل لأزهر لا تتكلم اليوم وتجمل لهذا الرسول فسكت ساعة فعطس الرسول فأراد أزهر أن يشمته فيقول يرحمك الله فقال صبحك الله فقال الأمير أليس قد قدمت اليك أن لا تتكلم فقال أردت أن لا يرجع الرسول إلى بغداد فيقول إن هؤلاء لا يعرفون العربية وقال له الطبيب خذ رمانتين فاعصرهما بشحمهما واشرب ماءهما فعمد إلى رمانتين وقطعة شحم ودقهما في موضع واحد وعصرهما وأخذ ماءهما فشربه ومنهم أبو محمد جامع الصيدلاني قال علي بن معاذ كتبت إلى جامع الصيدلاني كتابا فكتب جوابه وجعل عنوانه إلى الذي كتب إلي وجاء اليه قوم في أمر حائط فقالوا يا أبا محمد منذ كم تعرف هذا الحائط فقال أعرفه منذ كان وهو صغير لفلان وقيل له يوما كم سنة تعد فقال إحدى وسبعين سنة قيل له فمن تذكر من ولد العباس قال ايتاخ وركب زورقا فأعطى الملاح قطعة فاستزاده فقال مسخني الله ذو أربع قوائم مثلك إن زدتك شيئا ومضى إلى السوق ليشتري لابنه نعلا فقيل له كم سنه فقال لا أدري ولكنه ولد أول ما جاء العنب الداراني ومحمد ابني استودعه الله أكبر منه بشهرين ونصف سنة وكانت له بنت فقيل له كم سنها فقال ما أدري إلا أنها ولدت أيام البراغيث وانبثق كنيف لجامع الصيدلاني فقال لغلامه بادر وأحضر من يصلحه حتى نتغدى به قبل أن يتعشى بنا وحج ابنه في بعض السنين فقال له يا بني أنت تعلم انني لا أصبر عنك فأجهد نفسك أن لا تضحي إلا عندنا فانك تعلم أن أمك لا تأكل شيئا في العيد حتى تجيء من الصلاة ومنهم أبو عبد الله الجصاص حكي عنه أنه كان يوما يأكل مع الوزير فلما فرغ من الأكل قال الحمد لله الذي لا يحلف بأعظم منه ونظر يوما قي المصحف وجعل يقول رخيص والله وهذا من فضل ربي آكل وأتمتع بدرهم وإذا في المصحف ذرهم يأكلوا ويتمتعوا فصحف ذرهم فظن انه درهم ودخل ابن الجصاص يوما على ابن الفرات الوزير الخاقاني وفي يده بطيخة كافور فاراد أن يعطيها الوزير ويبصق في دجلة فبصق في وجه الوزير ورمى البطيخة في دجلة فارتاع الوزير وانزعج ابن الجصاص وتحير وقال والله العظيم لقد أخطأت وغلطت أردت أن أبصق في وجهك وأرمي البطيخة في دجلة فقال له الوزير كذلك فعلت يا جاهل فغلط في الفعل وأخطأ في الاعتذار ونظر يوما في المرآة فقال اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وسودها يوم تسود وجوه وقال يوما أشتهي بغلة مثل بغلة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسميها دلدل وقال يوما خريت على يدي فلو غسلتها الف مرة لم تنظف حتى أغسلها مرتين ونظر يوما في المرآة فقال لانسان عنده ترى لحيتي طالت فقال له المرآة في يدك فقال صدقت ولكن الشاهد يرى ما لا يراه الغائب وكسر يوما لوزة فطارت لوزة فقال لا إله إلا الله كل شىء يهرب من الموت حتى البهائم وأهدى إلى العباس بن الاحنف الوزير نبقا وكتب اليه تفيلت أن تبقى فأهديتك النبقا فكتب في جوابه ما تفيلت يا أبا عبد الله ولكن تبقرت وكان ابن الجصاص يسبح كل يوم فيقول نعوذ بالله من نعمه ونتوب اليه من إحسانه ونستقيله من عافيته ونسأله عوائق الامور حسبي الله وأنبياؤه والملائكة الكرام ومن دعائه اللهم ادخلنا في بركة القصور على قبورهم والبيع والثغور الكنائس سبحان الله قبل الله سبحان الله بعد الله وأتاه غلامه يوما بفرخ فقال أنظروا إلى هذا الفرخ ما أشبهه بامه ثم قال أمه ذكر أم أنثى واعتل مرة فقيل له كيف تجدك فقال الدنيا كلها محمومة وذكر محمد بن أحمد الترمذي قال كنت عند الزجاج أعزيه بأمه وعنده الخلق من الرؤساء والكتاب إذ أقبل ابن الجصاص فدخل ضاحكا وهو يقول الحمد لله قد سرني والله يا أبا إسحاق فدهش الزجاج ومن حضر وقيل له يا هذا كيف سرك ما غمه وغمنا فقال ويحك بلغني انه هو الذي مات فلما صح عندي أنها هي التي ماتت سرني ذلك فضحك الناس جميعا وكتب ابن الجصاص إلى وكيل له يحمل اليه مائة من قطنا فحملها فلما حلجها خرج منها ربع الوزن فكتب الى الوكيل لم يحصل من هذا القطن إلا خمسة وعشرون منا فلا تزرع بعد هذا الا قطنا محلوجا وشيئا من الصوف أيضا ودخل يوما بستانا فثار به المرار فطلب بصلا بخل ليطفىء المرار ولم يكن عند البستاني فقال له لم لم تزرع لنا بصل بخل وكان يوما خلف الامام فقال الامام ولا الضالين فقال ابن الجصاص أي لعمري وكان إذا سبح يقول حسبي الله وحدي وقال يوما ما ينبغي للأنسان أن يصير إلى المقابر ليغتاظ أراد يسير ليتعظ وقال يوما كان الفأر يؤذينا في سقوفنا فوصف لي إنسان دواء فما سمعت لهم حسوة وأراد حسا وذكر يوما ثلاثة أصناف من الثياب ثم قال إذا لبست واحدا من هؤلاء فما أبالي بغيرها وقال يوما كان الهواء البارحة باردا إلا اني لم أجده
ساره مشرفة
عدد الرسائل : 207 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 01/01/2007
موضوع: رد: كتاب اخبار الحمقى .. .. المقدمة الثلاثاء 29 مايو - 8:45