نداء إلى/ علماء دين العراق سنة وشيعة
الأمين العام للأمم المتحدة
ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي
البرلمان الأوروبي
فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني
سيادة رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمود المشهداني
سيادة رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي
قادة الكتل والأحزاب السياسية العراقية كافة
منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق والعالم
منظمات الدفاع عن حقوق الأقليات القومية والدينية
كل الشرفاء المدافعين عن حقوق الإنسان وحريته وكرامته
الشبك، في العراق تمتد جذورهم التاريخية إلى أكثر من500 سنة، وهم ورثة الحضارات الداخلة إلى العراق عن طريق صراع الحضارات .
الشبك في العراق هم جزء أصيل من النسيج العراقي، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.
لقد كان الشبك في العراق، بإيمانهم الراسخ بالتعايش الأخوي مع أشقائهم من الأديان والقوميات الأخرى، وبقيم التسامح والحوار والمحبة، مصدرا للامان والاستقرار وقوة لتعزيز الإخوة والسلام والوئام في الوطن المشترك.
ورغم ما تعرض له الشبك من قتل واضطهاد وقمع وتهجير قسري وتهديد وسلب الأراضي والممتلكات في مختلف العصور، فأنهم بقوا متشبثين بالأرض والوطن، صامدين، متطلعين بصبر، إلى بناء مستقبل مشترك خال من الحروب والإرهاب والاضطهاد مع كل العراقيين.
واليوم، وفي ظل الانفلات الأمني، وسيادة الفوضى وغياب القانون تصاعدت وتيرة الإرهاب المنظم ضد الأقليات الدينية والعرقية. فبالإضافة إلى أن الشبك والمسيحيين والصابئة المندائيين والإيزيديين في العراق يتعرضون إلى كل ما يتعرض إليه إخوتهم وأشقائهم العراقيين الأبرياء، فأنهم أيضا يواجهون أبشع حملة من القتل والخطف والاستيلاء على الأملاك والبيوتات والطرد والتشريد وسلب الحريات من قبل مجموعات متطرفة لكونهم غير عرب ليس ألا.
إن الإرهاب اليومي المسلط على الشبك وغيرهم، والتهديد المستمر بتغيير العقيدة والقومية أو الرحيل والهروب إلى المجهول وترك العمل والبيت والأملاك، بمرأى ومسمع السلطات والأجهزة الأمنية وسلطات الاحتلال والقوى السياسية الإسلامية والوطنية والمرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني، التي جميعها لم تحرك ساكنة، قد خيب آمال الشبك. كما إن ذبح رجال الشبك يعتبر جريمة بشعة بحق شعب أصيل ومسالم، تستهدف حريته ووطنيته ووجوده على أرضه التاريخية ولا يجوز السكوت عنها.
إن الشبك في العراق بحاجة اليوم إلى تضامن ودعم ومساندة وحماية من إخوتهم في العراق أولا ومن إخوتهم في الإنسانية في جميع أنحاء المعمورة.
إننا نهيب بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وأعضاء مجلس الأمن وكل الخيرين في العالم للوقوف مع الشبك في العراق، للتضامن معهم في محنتهم أولا، ولإيجاد الحلول الجذرية التي تكفل لهم تثبيت القومية في الدستور العراقي والأمن والاستقرار وحياة حرة كريمة كمواطنين من الدرجة الأولى في وطنهم الأم ثانيا.
لذا، نحن الموقعون أدناه، نطالب السلطات والأجهزة الأمنية في العراق وجميع القوى السياسية العراقية بتحمل مسؤولياتها في معالجة الوضع الأمني عموما، وفي توفير الأمان للشبك وغيرهم وحمايتهم وضمان ممارسة حرياتهم الدينية والاجتماعية وحقوقهم القومية.