نشر موقع التيار الوطني الحر تقريرا إخباريا تحت عنوان "غرفة عمليات إدارة الملف اللبناني. بندر بن سلطان يطلب من الحريري اغتيال نصر الله"
وقد نشر موقع قناة العالم هذا التقرير يوم 31/8/2010، وجاء على النحو التالي:
عاود النظام السعودي تنشيط ما يعرف بـ (غرفة عمليات إدارة الملف اللبناني) التابعة لمجلس الأمن الوطني السعودي، وذلك بناء على تعليمات أصدرها الملك عبد الله بعد لقاءيْن جمعاه مع مسؤول لبناني رفيع المستوى، كان الأول قبل خطاب سماحة السيد حسن نصر الله في 3/8/2010 في ذكرى انتصار تموز، وكان اللقاء الثاني بعيد المؤتمر الصحافي الذي عقده أمين عام حزب الله في 9/8/2010، وعرض فيه قرائن تتهم إسرائيل باغتيال رفيق الحريري.
وكان المسؤول اللبناني أخبر الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقائهما الأول بأن حزب الله اتخذ قراراً بفتح نيرانه السياسية على السعودية، بغية تحقيق ثلاثة أهداف محددة، أولها: توتير العلاقات السعودية السورية، خشية استغلالها لإغراء سورية بالابتعاد عنه، وثانيها: نسف التقارب السوري مع الشيخ سعد الحريري، الذي يسلب الحزب ورقة طالما استفرد واستقوى بها، والهدف الثالث هو التعمية على القرار الظني الذي سيتهم الحزب باغتيال رفيق الحريري.
قرار الملك السعودي بتنشيط غرفة العمليات أدهش المراقبين، نظراً إلى أن أمين عام مجلس الأمن الوطني السعودي هو الأمير بندر بن سلطان، المبعَد تماماً عن المشهد السياسي السعودي بأمر ملكي كان قد صدر قبل نحو عام، بعد الكشف عن محاولة لإقصائه عن العرش وتنصيب سلطان بن عبد العزيز ملكاً للسعودية.. لكن التسريبات تشير إلى أن المسؤول اللبناني أخبر الملك السعودي بأن السيد نصر الله سيتحدث عن قرائن في حوزة الحزب، تشير إلى تورط الأمير بندر بن سلطان في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد ادعى المسؤول اللبناني أن سماحة السيد حسن نصر الله كان قد عرض بعض هذه (القرائن) على الرئيس سعد الحريري، أثناء لقائهما الشهير الذي أخبر فيه الحريري أمين عام حزب الله بنية لجنة التحقيق الدولي اتهام عناصر من حزب الله باغتيال والده. فيما تشير مصادر أخرى إلى أن ادعاءات المسؤول اللبناني كانت هي الدافع الأساس، وربما الوحيدة، وراء توجه الملك السعودي إلى سورية واجتماعه بالرئيس بشار الأسد، وما أعقب ذلك من قمة ثلاثية عُقدت في بيروت في 30 تموز/ يوليو 2010.
نصف مليار دولار سعودي لتشويه صورة نصر الله:
وتفيد الأخبار الواردة من الرياض، بأن اللقاء الثاني الذي جمع العاهل السعودي بالمسؤول اللبناني، بُعيد مؤتمر السيد نصر الله الصحافي، ركز على ما أشار إليه السيد، من أن ما يمنعه عن كشف المزيد من الحقائق والقرائن هو التزامه بالتهدئة الداخلية، وانتهى اللقاء إلى ضرورة القيام بتوجيه ضربة استباقية إلى حزب الله، تحسباً لأي استهداف منه في المستقبل للسعودية، وقد أفاد مصدر سعودي معارض بأن الملك عبد الله رصد للحملة الإعلامية مبلغ 500 مليون دولار، واللافت أن هذا المبلغ يساوي ما كانت الإدارة الأمريكية قد خصصته لتشويه صورة حزب الله، غير أن الهدف السعودي ليس هو تشويه صورة حزب الله كما أفصح فيلتمان قبل أسابيع، إنما تشويه صورة السيد حسن شخصياً، وذلك بالاعتماد على الإعلام الذي طلب منه، حسب ما قاله المعارض السعودي، حث الرأي العام على تكذيب حسن نصر الله، حتى وإن بدا الإعلام مدافعاً عن إسرائيل. وبناء عليه، تم الاتفاق على أن يسير مخطط تشويه السيد نصر الله على خطّين متوازيين، يعتمد الأول على قيام الماكينات الإعلامية السعودية اللبنانية العربية المشتركة بتسخيف اتهام إسرائيل والقرائن التي عرضها السيد نصر الله، فيما يركز الخط الثاني على استهتار الرئيس سعد الحريري وتجاهله لما قدمه وعرضه وكشفه أمين عام حزب الله.
قرار موقع من بندر بتعين قيادات في “القاعدة:
ادعاءات المسؤول اللبناني للملك السعودي حول الأمير بندر، رغم أنها أشبه بالكمين المحكم من قبل 14 آذار، فإنها تسربت ويخشى سعودياً من أن تفلت عن السيطرة، خصوصاً أنها تحظى بتصديق الكثيرين في المملكة، رغم أنها تفتقر إلى الأدلة المادية، لكن أكثر ما يزعج الملك السعودي، هو شعوره بوجود أطراف داخل السعودية نفسها، تعمل على الترويج لسيناريوهات تمس شخصه، ومنها أن الأمير بندر هو المسؤول عن فتوى تنظيم القاعدة باغتيال رفيق الحريري، بعدما سرّب إلى التنظيم معلومات تفيد بأن الرئيس الحريري هو الذي أقنع الرئيس إياد علاوي بأن الملك عبد الله لن يقبل بإقامة علاقات متميزة معه بأقل من تدمير الفلوجة في العراق، خصوصاً أن المعلومات آنذاك كانت تؤكد أن المئات من القاعديين السعوديين المتواجدين في الفلوجة يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى في قلب المملكة. ويتعمد أصحاب هذا السيناريو ترويج (وثيقة) كان الإعلام العربي والدولي قد تداولها قبل فترة، ومفادها أن الأمير السعودي بندر بن سلطان هو الذي أمر بتعيين زعيم جديد لتنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل قائديه أبي عمر البغدادي وأبي أيوب المصري خلال عملية للجيش العراقي. وفي نص الوثيقة المزعومة، أن بندر بن سلطان يأمر بأن يتم تعيين الرائد أبو سليمان قائداً للقاعدة في العراق بعد مقتل أبي عمر البغدادي وأبي أيوب المصري.
بندر طلب من الحريري المساعدة في اغتيال نصر الله:
أما ما يفسر إقدام الأمير بندر على تسريب خطة الفلوجة إلى القاعدة، والتسبب جراء ذلك في إصدار فتوى إهدار دم الرئيس رفيق الحريري، فيحاول تفسيرها أكثر السيناريوهات المتداولة بين الأوساط السعودية الرسمية، وتدعي أن الأمير بندر كان قد فاتح الرئيس رفيق الحريري في العام 2004 بوجود مخطط محكم لتنظيم القاعدة لاغتيال أمين عام حزب الله، وأن الأمر يتطلب من الرئيس الحريري تسهيل دخول عدد من كوادر التنظيم، وتأمين إقامتهم في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعلى الرغم من التطمينات التي أكدها الأمير السعودي، وتأكيده على أن المخابرات الأمريكية بالتعاون مع أجهزة استخباراتية أخرى ستقوم بتأمين عملية الاغتيال، وتقديم ما يلزم من دعم من دون معرفة القاعدة، فإن الرئيس الأسبق رفض الأمر جملة وتفصيلاً، ما أدى إلى توتر الأجواء بينه وبين بندر، الذي أخبره أحد المقربين جداً من الحريري بأن الأخير أبلغ السيد نصر الله بالأمر خلال اللقاءات المكثفة التي جمعتهما قبل اغتياله، ما دفع بندر إلى التفكير بشكل جاد في طريقة للخلاص من الحريري نفسه.
وما يزيد من صعوبة المرحلة على السعودية هذه الأيام، لجوء البعض إلى الحديث عن الود المفقود تاريخياً بين آل سعود وكل من يعادي إسرائيل، سواء أكان جيشاً نظامياً أم منظمة جهادية، خصوصاً أن هؤلاء يحاولون التدليل على قناعتهم بالاعتماد على السرد التاريخي الذي يطعن آل سعود في الصميم، وذلك بإعادة الحديث عن الوثيقة التاريخية المنشورة في كتاب (عقود من الخيبات للكاتب جمال حمدان/ الطبعة الأولى 1995 عن دار بيسان) من صفحة 489 إلى 491، والخاصة برسالة الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، وهي الوثيقة التي حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966، الموافق 15 رمضان 1386، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي، وفيها يطلب الملك السعودي من الرئيس الأمريكي ومن إسرائيل ضرب مصر وسورية، كما يقول الملك السعودي في هذه الرسالة: إن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعاً، وأقترح أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر، تستولي به على أهم الأماكن حيوية فيها، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة، كما طالب فيصل في الرسالة بضرب سورية قائلاً: إن سورية هي الثانية التي يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هي الأخرى، فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.