المحرر الثقافي مسؤول أداري
عدد الرسائل : 183 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 17/06/2008
| موضوع: استقرار العراق يمر عبر بوابة نينوى برغم المخاوف من تجدد العنف الخميس 2 سبتمبر - 3:12 | |
| الموصل.. حيث يبدأ العراق وينتهي استقرار العراق يمر عبر بوابة نينوى برغم المخاوف من تجدد العنفالموصل/ اور نيوزفي وصفه لمدينة الموصل، قال عمار، الجندي العراقي المولود فيها إنها "صورة مصغرة عن العراق الكبير، فجميع مكوناته موجودة فيها وجميع مشاكله تنعكس فيها". كثير من العراقيين يشاركون عمار وصفه، ففي المدينة الواقعة على بعد 400 كيلو متر شمال العاصمة بغداد، تتمثل جميع الطوائف والفئات الاجتماعية، ويلتقي العرب والأكراد والمسيحيون والايزيديون والتركمان والشبك. كما أنها مسقط رأس العديد من زعماء العشائر البارزة والعوائل التجارية والنخب الإدارية والعسكرية في العراق. كما كانت المدينة مهدا للضباط البعثيين. وبعد أن كانت مركزا اقتصاديا هاما للامبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشر، صارت "لؤلؤة الشمال" المدخل الشمالي للعراق بموقعها الذي يصل بين سورية وتركيا، والنقطة التي يبدأ فيها العراق وينتهي. وترى المحللة السياسية أليس فوردهام ان الموصل مازالت حتى اليوم مختبرا لما ينتظر العراق من أحداث. ومنذ عام 2003، أصبحت المدينة مسرحا لانتقام الاكراد من النظام البعثي، ومركز للتمرد البعثي ضد النظام الجديد، وأرضا خصبة للجهاديين في مواجهة الولايات المتحدة وللحملة الاميركية في مواجهة القاعدة. في الموصل حارب الكثيرون: مشاة البحرية الاميركية، والبشمركة، و"المجاهدون" القادمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وضباط الجيش العراقي المنحل وضباط جيشه الجدد. فبعد سقوط نظام صدام حسين، أصبحت المدينة مسرحا رئيسيا يعبر عن الطموحات التوسعية الكردية في المناطق المتنازع عليها. ويقول اللواء الكردي نذير عصام، الذي قاد عمليات الموصل في سنة 2003: "دخلنا الموصل. لقد كانت لحظة تاريخية بالنسبة لجميع الأكراد. لقد دخلت قوات البشمركة، ولأول مرة في تاريخها، مقر النظام البعثي". بدعم من الجيش الأميركي، استطاعت هذه القوات السيطرة على المدينة. ثم وفي عام 2005 جرت انتخابات مجالس المحافظات وتم تثبيت سيادة الاكراد في نينوى. من الموصل أيضا بدأ مشروع المالكي لإعادة بناء عراق قوي ومركزي. فاعتبارا من عام 2008، بدأ رئيس الوزراء العراقي تدريجيا بنشر قوات تابعة للجيش العراقي لتحل محل قوات البشمركة الكردية وطالب بانسحاب الأخيرة. وفي عام 2009، جرت انتخابات مجالس المحافظات وحصلت الأحزاب الكردية على حوالي ثلث الأصوات فقط فيما نجحت قائمة الحدباء التي تمثل التحالف القومي العربي الفوز بغالبية مقاعد مجلس المحافظة. في هذا الصدد، قال اللواء عصام "في عام 2005، تسلمت قيادة اللواء الخامس في الجيش العراقي. في ذلك الوقت، بلغت نسبة الاكراد في قوات الامن 80٪ فيما بلغت نسبة العرب 20 ٪ . وكان قادة الالوية جميعهم اكراد باستثناء واحد منهم فقط. منذ عام 2008 تغير الوضع تغيرا جذريا: أصبح الآن ثلاثة من القادة عرب وأصبحت أنا الكردي الوحيد بينهم. سلاميين والقوميين والجماعات المسلحة، وكانت ايضا قاعدة للحركات "الجهادية الدولية والمحلية" التي حاربت القوات الاميركية. في بادئ الأمر، انضم عدد من البعثيين السابقين الذي فقدوا أدوارهم في العراق الجديد إلى حركات المقاومة والحركات الجهادية. ولكن، ومنذ عام 2007، تخلى عدد كبير منهم عن حركة التمرد ودخلوا في تحالف قائمة الحدباء السياسية. "لقد وجهت المجموعات الجهادية أسلحتها نحو المدنيين واستهدفت الأقليات. مع تدهور الاوضاع في المدينة، تحولت هذه المجموعات الى عصابات حضرية ووجدت في الشباب المحرومين في القرى المحيطة بمدينة الموصل ضالتها فاستقطبت العديد منهم. في البداية، كان الهدف محاربة الاميركيين. في وقت لاحق بدأت هذه المجموعات باستهداف المسيحيين، والآن يمكنهم أن يجدوا الأعذار لاضطهاد أي شخص كان". قالت ندى، وهي واحدة من سكان المدينة تعليقا على الاوضاع السائدة فيها. اليوم، ومع تفريغ المدينة من سكانها، بدأت مجموعات مسلحة من مختلف الاطياف بالحلول مكان السكان الاصليين للمدينة. وفي الموصل أيضا، اقامت الولايات المتحدة المقر الشمالي لقواتها، وانتشر فيها الجيش العراقي وقوات الشرطة كما واتخذت البشمركة فيها مواقع في المناطق ذات الأكثرية الكردية. ومع انتشار القوات المسلحة في المدينة، تشكلت شبكة كثيفة من نقاط التفتيش في الموصل. تحت رعاية الولايات المتحدة، تم اقتراح تشكيل "نقاط تفتيش مشتركة" للتخفيف من حدة الترتيبات الامنية. طبقا لهذا المشروع، تتعاون قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة في اقامة "نقاط تفتيش مشتركة". ولقد بدأت بالفعل، في الآونة الأخيرة، مفاوضات بين رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي لمناقشة المشروع. وقد أوضح فاندال، المسؤول عن الجيش الاميركي في الشمال، أن "شبكة نقاط التفتيش المشتركة هي خطوة ضرورية للتخفيف من حدة النظام الامني في الموصل ومحافظات نينوى. ويهدف المشروع الى وضع حد لنقاط التفتيش الكثيرة العدد وإعادة هيكلة هذه الشبكة التي أصبحت القاعدة على دراية واسعة بانتشارها". وإلى جانب ما سيحققه المشروع من فوائد على المستوى الامني، فان هذه النقاط قد تشكل أرضية خصبة لحل بعض المشكلات السياسية الاساسية في العراق. "ستعمل نقاط التفتيش المشتركة على تحسين التعاون بين الكتائب العراقية ذات الانتماءات المختلفة، وستعمل على تحسين التعاون مع قوات البيشمركة في مواجهة تنظيم القاعدة. وقد يشكل المشروع خطوة أولى باتجاه دمج البيشمركة في القوات العراقية،" أضاف فاندال. ويرى المسؤولون الاميركيون في هذا المشروع امكانية ان تتحول الموصل من ساحة للحرب الى مساحة للتوافق بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية بشأن المناطق المتنازع عليها. ووفقا للمصدر نفسه، فإنه سيخلق الشروط المناسبة لإعادة تجميع قوات الامن وتوحيدها في مواجهة اي تهديد خارجي. ومع ذلك، يواجه تنفيذ هذا المشروع العديد من التحديات. ففيما يقدم الامن ارضية لحل المشكلات السياسية، فإن التعاون العسكري، وكي يكون فاعلا، يحتاج الى دعم وإرادة سياسية. لا تزال السلطات الكردية حذرة بشأن التعاون في مشروع تعتبره تجربة "خطيرة"، ومسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يثقون ابدا بنوايا قائمة الحدباء. فمنذ وصول القائمة الى السلطة، ضغطت باتجاه سحب قوات البيشمركة من الموصل ونينوى. وتعليقا على ذلك، قال عزيز وايزي، قائد قوات البشمركة متسائلا "يمكننا مناقشة مشروع نقاط التفتيش المشتركة من وجهة نظر استراتيجية. ولكن، على المستوى السياسي، من سيضمن لنا أننا اذا ما قبلنا به، فلن تعمل قائمة الحدباء على اخراج البشمركة أيضا من المناطق الكردية؟". علاوة على ذلك، فإن تنفيذ المشروع بشكل سيئ يمكن أن يؤدي الى تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل بدلا من تحسينها. فالجيشين المسلحين ما زال كل واحد منهما يعمل وفقا لهرمية عسكرية مختلفة عن الآخر. مرجعية الجيش هي بغداد ومرجعية البشمركة في أربيل. وقد يهدد مستوى التسييس العالي جدا لدى البشمركة وضباط الجيش العراقي الجديد بخطر تجميد التعاون بين هذه القوات. وفي حال فشل التنسيق بينهما، قد تتحول المدينة الى مسرح للفوضى الامنية. مدينة الموصل بالنسبة للكثير من العراقيين هي أم الربيعين. نظرا لخريفها المعتدل الذي يشبه ربيعها. ويعتبر الكثيرون ان الطريق إلى استقرار العراق يمر عبر هذه المدينة. فإذا ما تحولت الموصل من ساحة حرب إلى ساحة وئام، عندها سيكون العراق قادرا على أن ينعم مرة أخرى بربيعين اخضرين | |
|