شواهد معماريه قديمة..بناء الغرفة في البي

الغرفة، بكسر حرفة الغين وهي(الكبة)باللهجة البغدادية، وهي(الحجرة)، وعند المسيحيين يطلق عليها قبي. وهي من أورطة, وعادة يكون بناء الغرفة, أو الغرف داخل(الإيوان). وعند بناء الغرفة بعد حفر أسسها, وبناء جوانبها بالجص والحجر, لعدم وجود الحديد آنذاك. وعندما يشرع بالبناء, يتم بناء دواليب (قلابة)في بعض الجدران..والدولاب: عبارة عن تجويف في الحائط على شكل مستطيل بعمق(15-20سم) وطوله في حدود(120سم) وعرض(60سم), ثم يقسم الى أربعة أقسام بواسطة ألواح خشبية, ويقوم النجار بعمل أبواب خشبية منقوشة ومطعمة من خشب الجوز, وتثبت الأبواب مع إطار خشبي على الدولاب. وتستخدم هذه الدواليب عادة لوضع بعض التحفيات والأواني الجميلة والزجاجيات, وفي وقت ما استخدمت البعض منها كخزانة للكتب, وكانت بمثابة(البوفي الخشبي)المستخدم حاليا.
بناء قبة الغرفة: بعدما ينهي البناء بناء الجدران والشبابيك الحلانية في الغرفة الى ارتفاع معين. يستعد البناء والخلف والفعوليه لعقد وبناء القبه. ولعقد عقدة القبة يحتاج البنا الى نصب(شقيل) داخل بناء الغرفة, والاشقيل: (عبارة عن ألواح خشبية طويلة وسميكة, توضع فوق أعمدة خشبية قوية, تثبت في شبابيك الغرفة من جهة الإيوان, وفي ثقوب على قدر العامود من جهة الجدار المواجه للشبابيك. وتسد هذه الثقوب بعد الانتهاء من عقد العقدة, أو القبة فالبناء والافعولية الصغار فوق حافة الجدار, يقوم بمسك كل حجرة يبنيها البناء في العقدة حتى تجف. فيأخذ البناء الحجر مع كف جص مخلوط معه(بياض) لكي يساعد على سرعة الجفاف والتماسك, ليتأكد البناء من عدم سقوط القبة أو بعض الأحجار خلال عملية البناء, فيضع كف جص في المكان الخاص عند الحد الذي يبنيه, ويضع فوقه الحجر,, فيمسكها الفيعل, وهكذا وبين آونة وأخرى..يصيح البناء وبلا انقطاع بقولهجيب جص..جيب حجر..جيب جص..جيب حجر)وهكذا وكأنه يغني أغنية. الى ان يكمل بناء القبة المجوفة من الداخل, ثم بعد ذلك يملأ الفراغ الحاصل في أعلى القبة بالجدار بالشربات(الشغبي)الفارغة حتى يستطيع ان يبني سطح الدار بصورة مستقيمة
وعد الفراغ من بنايتها, يفرح العمال والفعولية والخلف بهذا الانجاز, كما يفرح صاحب الدار.. وهنا عليه ان يقدم (الخلعة) للبناء, وهي عبارة عن قطعة من القماش تصلح لخياطة زبون جيد. أو أحيانا يقدم للجميع هدايا رمزية عرفانا منه بعملهم الجيد, والكل يغني أغنية بنيناكي يا أوده .والاوده تعني الغرفة.
وأغنية بنيناك يا أوده من الأغاني التراثية, وهي كما يلي:

بنيناك يا أوده بنيناك	بنيناك بالعزي يااوده بنيناك
بناكي هل صبي الاسمغ	ابو محزم الجزي يااوده
منك منك أنريد البخشيش	ما انجوز عنك
بنيناك يا أوده بنيناك بالعزي	بناك الصبي الاسمغ ابو محزم الجزي
أو منو عقد العقدي؟	واستادي عقد العقدي
وهو التعب بيها	وهو بيها يبدي
ومنو عقد العقدي	وحنا عقد العقدي
وهو تعب بيها	وهو بيها يبدي
بنيناك يا أوده بناك بالعزي	بناك الصبي الاسمغ ابو محزم الجزي
لاح الفجر يا عيني لاح	يا ميت هلا بهل الصباح
وحفغنا وصفقنا	وجبلنا وجبلنا
وصطمنا وصطمنا	وعلى الله توكلنا
نبني ونعمر هلبنيان	رهره وفوقها أوده وإيوان
أو جص لحق لو احجار	وابشغلك عجل يانقاغ يانقاغ

وعمنا حياوي هم خلفتنا عمنا حياوي اخو حنا

والبنا ياعيني ياعيني عمنا حنا

بنيناك يا أوده بنيناك بالعزي

بناك الاسمغ ابو محزم الجزي

طاف البنا

الكاتب : عبد الجبار محمد جرجيس
يتبع

طاف البنا

عقد عقدة بيت التنوغ	عقد العقدي نصا
خسف خسف من تحتو الاشقيل	من ثقل الخشب قصا
طاغو افعول البنا استا	عبالك عبالك كومة خشاف

بهذه الأغنية يعود الجميع الى العمل وإكمال البنية, وهم فرحون بان القبة قد بنيت ولم تسقط القبة.

بعد الانتهاء من إكمال البناء ومرافق البيت الكاملة, يلجأ البناء الى عملية تلسين البناء بواسطة الجص والميلج فيبدا بتلسين الجدران وأسفل العقدة, حيث يضع طبة من الجص على كافة الجدران والعقدة بيده فقط, ثم بعد ذلك يقوم البناء بعملية الميلج..والميلج عبارة عن وضع طبقة أخرى من الجص فوق الطبقة الأولى التي وضعت أثناء التلسين, ويستعمل البنا في هذه الحالة(الميلج) الى ان ينتهي من كافة الجدران وأسفل القبه. ويبداب(الموشيح) بعد الانتهاء من الميلج, حيث يقوم البنا بأخذ قطعة من القماش تسمى(موشحة) يبللها بالماء. ويبدأ بمسح الجدران بها, ثم يمرر الميلج بعد ذلك مباشرة على المناطق التي لم تستقم, وبهذه العملية تبدو الغرفة قطعة واحدها ملساء بيضاء ناصعة.

فرش أرضية الغرفة: تبدأ بعد الانتهاء من البناء. ويكون النقاغ(نقار) قد أكمل نقر وتقطيع القطع المرمرية حسب أحجامها المختلفة لفرش أرضية الغرفة, لعدم تعرض هذا الجزء منها الى نور الشمس. فيقوم البناء بتركيب هذه في أرضية الغرفة ويستخدم(الوزان). وهو عبارة عن هيكل مستطيل الشكل خشبي في وسطه أنبوبة زجاجية, أو عند طرفيه فيها(زئبق) وتوجد في وسطه فقاعة, إذا وضع البنا الوزان على سطح الأرض, وأصبحت الفقاعة في الوسط, فان البناء مستقيم, فيسلط مرور الماء الى الجهة التي يريدها. بإمالة القطع قليلا بحيث لا ترى هذه بالإمالة بالعين المجردة.

أرضية العتبة: وأرضية العتبة هي التي تكون بالقرب من باب الغرفة, والتي عرضها بعرض الباب بمستواه, أو أوطأ من أرضية الغرفة قليلا, وتحفر أحيانا (بالوعة) في وسطها. والغرض من ذلك ان أرضية العتبة يستخدمها بعض المواصلة للاستحمام, وخاصة البيوت عند العوائل الفقيرة, لعدم وجود الحمام في البيت الموصلي سابقا. وتفرش الأرضية بقطع من الحلان. وكانت بعض العوائل يضعون حبلا بالقرب من حائط الباب عند أرضية العتبة توضع بعض الملابس المنزوعة أثناء الاستحمام والملابس النظيفة.
الكاتب : عبد الجبار محمد جرجيس