الدكتور النشمي : - من الكذب والافتراءات التي تطلق على الشبك وأنا أذكر لك بأن هناك البعض من الذين يقولون بان هناك معابد للشبك يعبدون فيها وهذا الكذب والافتراءات الكثيرة التي قيلت عن الشبك والشبك هم الآن جعفرية حالهم حال الجنوب والوسط في العراق.
الدكتور القدو :- الحقيقة أبناء الشبك يحيون ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في بداية شهر محرم الحرام وفي العاشر منه أي في عاشوراء وفي مناطقهم وبالتالي كان لديهم مقام للإمام زين العابدين والإمام علي رضا عليهما السلام ويقال أنهم ربما عندما تم اخذ الأسرى بالقوافل من كركوك إلى مدينة الموصل والى مدينة حلب في سوريا كان مرورهم بهذا الطريق حيث كان طريقا دوليا مشهورا باسم طريق التتار لان جيش المغول والتتار كان يسير على ذلك الطريق من إيران وباتجاه العراق وأنا اعتقد بأنهم ربما استراحوا في منطقة معينة خاصة بالأسرى، والشبك في الحقيقة بنو المزار الخاص بمقام الإمام عليه السلام حبا وولاء للإمامية والاثنا عشرية.
الدكتور النشمي : - سأهديك كتابا من كتبي يتحدث عن هذا الموضوع حيث أن هناك خطأ تاريخي وقع فيه المؤرخون، فالموصل كانت في بعض الأحيان تخضع لحلب وحلب في بعض الأحيان تخضع للموصل في التاريخ، وعندما يقرأ الآن شخص ما كتاب تاريخي يشير إلى منطقة حلب يتصور حلب السورية وهو لا يدري بأن الموصل كانت تابعة لها أو يقرأ شيئاً يذكر بأنه في منطقة الموصل ولا يدري بأن حلب كانت تابعة للموصل، وبسبب هذا الخلط فالكثير من المزارات أصبحت في حلب وفي الموصل مثل مقام الإمام زين العابدين عليه السلام وبسبب الطريق، أنا الفت كتابا لتوضيح هذه المسألة سأهديك إياه إن شاء الله، وحقيقة موضوع الأسرى الذين ذهبوا بعد حادثة ألطف ومروا بطريق محاذي للموصل ثم ذهبوا إلى حلب وعادوا إلى دمشق لمقابلة يزيد .
الآن أستاذ حنين يعني انتم لديكم أهدافا اجتماعية وسياسية وحياتية أيضا كعراقيين وكجزء من العراق، أنتم عراقيون اصلاء بالتالي تسكنون أراضي عراقية، ودماءكم سالت حبا، وأيضا عرقكم سال عليها عملا وأيضا دموعكم سالت فيها عاطفة حتما تجاه أم أو حبيبة أو أخت وبالتالي فهي جزء منكم وأنتم جزء من هذا العراق والعراق لا يسمى عراقاً ما لم يكن فيه الشبك والمسيحيون ، الشيعة والسنة وغيرهم، والآن ما هي مشاكلكم وما هي معضلاتكم كعراقيين؟
الدكتور القدو : - أبناء الشبك في الواقع تعرضوا إلى اضطهاد كبير عبر التاريخ بسبب الانتماء الديني والانتماء المذهبي ومع سقوط النظام السابق في الواقع أستبشر الشبك خيرا وبدءوا يتنفسون الصعداء على صعيد الحرية والديمقراطية ومع الشعارات التي جاءت بها الأحزاب الآن والتي تقود العملية السياسية في العراق، ولكن ومع الأسف بدأت القيادات الكردية بترويج لمفهوم غريب على أن الشبك ذو أصول كردية وبالتالي حاولت أن تطغي عليهم الصبغة الكردية وهي صبغة القومية الكردية للسيطرة على مقدرات أبناء الشبك وبدأت الاسايش تنتشر في المنطقة مع المقرات الحزبية، وبدأت تلاحق العناصر التي تقاوم فكرة الشبك هم من أصول كردية، وبدأت في الواقع تجند الكثير من المرتزقة من خلال تقديم الرشاوي لطمس وإذابة أبناء الشبك ضمن القومية الكردية ولتحقيق مكاسب سياسية والتوسع على حساب محافظة نينوى وعلى حساب المكونات العراقية الأخرى كالايزيدية والمسيحيين، وبسبب عدم وجود أكراد أو عوائل كردية ما بين أبناء الشبك، وبالتالي وبسبب هذه الأجندة السياسية تعرضنا إلى الكثير من الملاحقات والكثير من المضايقات والكثير من الاعتداء على أبناء الشبك من خلال حجزهم واستجوابهم من قبل المقرات الحزبية، وقبل عدة أيام تم منع الشبك من الدخول إلى مدينة دهوك والى مدن أخرى من قبل نقطة سيطرة بدرية على طريق دهوك لعدم إعطائهم الأصوات للأكراد وممثلي الأكراد في المنطقة، وأيضا تم منع دخول سواق الشاحنات الشبكية من قرية بازوايا من الذين يقومون بنقل المواد الغذائية من زاخو إلى البصرة بحجة أنهم صوتوا لممثل تجمعي ( الأستاذ قصي عباس محمد ) ولم يصوتوا لممثلي الأكراد، ونحن الآن نتعرض إلى مضايقات كثيرة جدا بسب الحفاظ على هويتنا وتراثنا ومنطقتنا وهذا حق طبيعي، لكن من المؤسف تعرضنا إلى اضطهاد كبير من قبل إخواننا في القيادات الكردية، وأنا أتمنى على القيادات الكردية أن تراجع نفسها وتحترم إرادة الشبك وخاصة بأننا أثبتنا ذلك في انتخابات المجالس المحلية في المحافظات، وأبناء الشبك صوتوا لصالح ممثل تجمع الشبك الديمقراطي ، ممثل أبناء القومية الشبكية الذين كانوا ينادون بأن الشبك قومية وليسوا عشيرة أو قبيلة ضمن القومية الكردية، وأنا أتمنى لو كانوا فعلا يؤمنون بالديمقراطية فعليهم أن يحترموا هذه الإرادة، وفي الواقع الإخوة الأكراد في التحالف الكردستاني وقفوا ضد إدراج اسم الشبك في الدستور العراقي في عام 2005 والآن هناك تعديلات دستورية قدم من خلالها أبناء الشبك ما يقارب من 25 ألف توقيع موثق مع 115 توقيع لأعضاء مجلس النواب مطالبين بضرورة إدراج اسم الشبك ضمن المادة 125 أسوة بالمكونات العراقية الأخرى، أسوة بالصابئة والإخوة المسيحيين والايزيدية والكرد الفيلية وأبناء القومية العربية والأخوة الأكراد باعتبار أنهم جزء من هذا العراق وجزء من المكونات العراقية وجزءٌ من باقة الورد الجميلة التي تكلمت عنها بكلام جميل ورائع.
الدكتور النشمي : - الآن أنتم تريدون حقوقا قومية ، يعني تريدون أولا حقوقا ثقافية وتريدون حقوقا سياسية، ما هي حدودكم في المطالبة الثقافية والسياسية ؟ ماذا تريدون كحقوق ثقافية ؟ وماذا تريدون كحقوق سياسية بالضبط ؟
الدكتور القدو : - نحن مع مبدأ المواطنة وعدم التمييز بين العراقيين بسبب خلفيتهم الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية، لكن عندما يكون هناك إدراج لاسم من المكونات العراقية ويحرم أبناء الشبك من إدراج اسمهم فإذن لنا الحق أيضا بأن يدرج اسمنا، خاصة فيما يتعلق بموضوع المادة 125 وباعتبار أن المادة 125 من الدستور العراقي يعطي للمكونات العراقية الصغيرة الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية ، وفيما يتعلق بموضوع الحقوق الثقافية نطالب بضرورة الحفاظ على ارث الشبك وهو في الحقيقة الإرث التاريخي، من عادات وتقاليد، من لغة ، من ملبس ومنطقة، والحفاظ عليه باعتباره جزء من الثقافة العراقية، والعراق بدون الشبك، وبدون المسيحيين، وبدون الصابئة، وبدون الايزيدية سيفقد بريقه ويفقد خاصيته وطعمه المميز ولن يكون عراقا، والعراق هكذا هو العراق، وأنا اعتقد بأن من يحب العراق، ومن يدعي بالوطنية فعليه أن يحترم كل المكونات الوطنية والإرادات؟
الدكتور النشمي : - هذا لا يحتاج إلى قرار أو دستور، أنتم تريدون الحفاظ على إرثكم القومي وهذه المسألة مرتبطة بكم، أنتم تريدون المحافظة على اللغة فأنتم من يحافظ عليها، تريدون أن تجعلوا قضايا معينة تخصكم أعتقد لا تحتاج إلى قرارات؟
الدكتور القدو : – لكن عندما تكون هناك جهات لديها إمكانيات كبيرة تحاول فرض إرادة وسياسة معينة على المنطقة، من خلال فرض اللغة الكردية على المنطقة وعلى المدارس الشبكية، ومن خلال رفع العلم الكردي على القرى والمدارس الشبكية، ومن خلال فرض تراث معين، ومن خلال الادعاء والترويج بان الشبك كرد ويجب أن يكونوا كذلك ، هذه إبادة للشبك، وإبادة للتاريخ، وإبادة للتراث، وإبادة للعادات، وإبادة للتقليد، وهذا في الحقيقة لا ينسجم مع مبدأ احترام رأي المكون أو حرية العقيدة وحرية الانتماء العرقي أو الطائفي أو الديني أو المذهبي ، نحن لسنا مع الطائفية، ولسنا مع تغليب الطائفية والعرقية على أساس المصلحة العامة وعلى أساس الهوية العراقية ، الهوية العراقية هي الأولى فيما يتعلق بموضع الحقوق السياسية ونحن نتمنى أن يكون لنا تمثيل، في الحقيقة تمثيل في الحكومة العراقية، وتمثيل في مجلس النواب العراقي، وتمثيل في مجالس المحافظة ، يعني عندما يكون هناك بعض الأحزاب تتكالب على الشبك ، إذن مهما يكون عدد الشبك فلا يمكن الحصول على مقعد في المحافظة ومقعد في مجلس النواب العراقي وبالتالي نحن مصرين على أن يكون هناك مقاعد محجوزة للمكونات العراقية صغيرة الحجم والسبب أن الكثير من الأحزاب تعمل على المكونات العراقية وبالتالي لا يستطيع الممثل الحقيقي للمكون أن يمثل في مجلس المحافظة وفي مجلس النواب العراقي.
الدكتور النشمي : - أفهم من كلامك بأنكم تطالبون بشيئين الآن ، الحماية والكوتا ، وهل لديكم كوتا في برلمان كردستان؟
الدكتور القدو : - لا نحن لسنا ضمن الحدود الإدارية لإقليم كردستان وبالتالي نحن غير موجودين في اربيل وفي دهوك وفي السليمانية؟
الدكتور النشمي : - عندما الأكراد يقولون بأن الشبك هم أكراد فبالتأكيد يضعون كوتا كجزء من شعبهم الموجود خارج الإقليم ، السؤال هل توجد كوتا؟
الدكتور القدو : لا يوجد كوتا للشبك هناك.
الدكتور النشمي : - هل يوجد كوتا للشبك في البرلمان العراقي؟
الدكتور القدو: - نحاول ضمن القانون الانتخابي القادم أن يكون هناك كوتا ومقاعد محجوزة للمكونات العراقية والآن استطعنا من خلال قانون انتخابات مجالس المحافظات أن نحدد كوتا للمكونات العراقية الصغيرة، للايزيدية والمسيحيين والشبك، وهناك ما يقارب من ستة مقاعد محجوزة، ثلاثة في محافظة نينوى ومقعدين في بغداد ومقعد في البصرة، يعني لكل المكونات العراقية ، ففي الموصل ثلاثة مقاعد مقعد للمسيحيين ومقعد للايزيدية ومقعد للشبك، والصابئة لديهم مقعد في بغداد مع المسيحيين، ومقعد للمسيحيين في البصرة، وهذه المقاعد القليلة لا تؤثر على مقاعد وقرارات مجلس النواب العراقي وحتى مجالس المحافظة ، لكن بدون شك يعتبر اعترافا بأهمية هذه المكونات واحتراما لإرادتهم وبالتالي تمثيلهم ولكي تكون لهم مشاركة حقيقية في موضوع صناعة القرار العراقي إلى حد ما، خاصة أن المكونات العراقية بدأت بالهجرة والنزوح بسبب استهدافهم من قبل الكثير من العصابات والجماعات المسلحة وبسبب المضايقات التي تعرضوا لها، وبالتالي العراق سيفقد خصوصيته ومميزاته السكانية، عندما نجد عدد الصابئة في العراق قبل سقوط صدام حسين يقدر بعشرة ألاف شخص والآن هم أقل من خمسة ألاف شخص ، الإخوة المسيحيون كانوا أكثر من مليون نسمة في العراق والآن عددهم أقل من نصف مليون، وكذلك هناك الكثير من الايزيدية الذين تركوا العراق، وهناك أبناء الشبك والتركمان، وبالتالي من واجب الحكومة الحفاظ على الخصوصية العراقية وعلى المكونات العراقية الأصيلة من خلال الدفاع عنهم وحمايتهم وبالتالي تعزيز دورهم ودعوتهم للمشاركة، بل تمكينهم للمشاركة في العملية ، وتمكينهم في المشاركة باتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تخص كل العراقيين باعتبار أنهم عراقيون اصلاء، وهذه هي المشكلة، ولهذا نحن نطالب بأن يكون هناك للشبك والمسيحيين والصابئة والايزيدية والتركمان وكل المكونات العراقية دورهم المشارك باعتبار أنهم عراقيون ولهم الحق أن يكون لهم دورا في الحياة السياسية.
الدكتور النشمي : - هل اللغة الشبكية لها أبجدية.
الدكتور القدو : - نعم
الدكتور النشمي : - تختلف عن الفارسية والتركية؟
الدكتور القدو : - نعم
الدكتور النشمي :- هل لديكم شعراء شبك، فنانين شبك، كتاب وأساتذة؟
الدكتور القدو : - نعم ، نعم
الدكتور النشمي : - مادام تملكون هؤلاء الشعراء والأدباء إذن لا تحتاجون إلى قرار سياسي حالكم حال أي مكون قومي في التاريخ يحافظ على نفسه من خلال شعره ، هل لديكم شاعر كتب بالشبكي ، اصدر ديوانا، أعطيني من هذه الأمثلة لكي تؤكد وجودكم ؟
الدكتور القدو : - إذا نظرت إلى الموقع الخاص بالشبك وهو موقع الشبك نت ومواقع أخرى تهتم بشؤون الشبك ستلاحظ بأن هناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا باللغة الشبكية، وإذا نظرت إلى جريدة اليقين الشبكية ستجد بأن هناك الكثير من الشعراء الشبك كتبوا باللغة الشبكية، المشكلة مع الإخوة في القيادات الكردية بأنهم يدعون بان اللغة الشبكية هي لهجة من اللهجات الكرمانجية الكردية، ونحن لابد أن نعود إلى أصول اللغات وأعني ألأصول الآرية، سنجد بأن هناك تداخلا كبيرا بين هذه اللغات، وإذا نظرنا إلى اللغة الكردية نفسها لوجدنا بأن 70% من مفرداتها هي مفردات فارسية، والسؤال المطروح للإخوة الأكراد في القيادات الكردية، هل نستطيع أن نعتبر اللغة الكردية لهجة من اللهجات الفارسية بسبب وجود العدد الكبير من المصطلحات الفارسية فيها، ( 70 % )، الآن عندما يتكلم الأخ الكردي والأخ في إيران واعني باللغة الفارسية فالإيراني يفهمه ويتواصل بالحديث معه ولو بصعوبة، لكن أنا كشبكي لا استطيع أن أتحاور مع الأكراد ولا مع التركمان، وهناك بعض المصطلحات التركية موجودة في اللغة الشبكية، وهذه المصطلحات العربية الكردية والتركمانية جاءت نتيجة التمازج والتلاحق والتجاور مع الإخوة التركمان والآن الإخوة التركمان ونحن متداخلين مع بعض .
الدكتور النشمي : - هل لديكم قاموس شبكي
الدكتور القدو : - نعم هناك الكثير من الأدباء بدءوا بكتابة اللغة الشبكية ونستطيع أن نكتب اللغة الشبكية باستخدام الحروف اللاتينية أو الحروف العربية ولكن بطريقة مختلفة ومغايرة عن الإخوة الأكراد.
الدكتور النشمي : - إذن لماذا لا تشحذون الهمم في كتابة هذا القاموس وهو جزء من نجاحكم السياسي والقومي والثقافي؟ وهي قفزة نوعية كبيرة، ولماذا لا تركزون على هذه المسألة وهذا لا يحتاج إلى قرار سياسي؟
الدكتور القدو : - الشبك بغض النظر إذا اعترفت الحكومة العراقية بهم أو الدستور العراقي فالشبك في الحقيقة سيبقون شبكاً وهم يتواجدون الآن على الأرض ولا يستطيع احد ما أن يمحيهم من الوجود، حاول صدام حسين لمدة ثلاثون عاما وقام بعملية تعريب الشبك ولم يتمكن، الآن الشبك بعد سقوط النظام رجعوا إلى أصولهم .
والشبك في الحقيقة لا يمتلكون إمكانات مالية كبيرة أو مراكز ثقافية كبيرة، فقد كانت هناك قرية شبكية واحدة اسمها بازوايا في السبعينيات وكانت ناحية، صدام حسين حول هذه الناحية إلى قرية ، إذن هناك محاولات لطمس ثقافة الشبك والهوية الشبكية، والآن الإخوة في القيادات الكردية يقومون بنفس العملية، الآن قاموا بإنشاء إذاعات وجرائد وبإمكانيات مالية كبيرة وبإمكانيات مخابراتية كبيرة للقضاء على الشبك ولكنهم فشلوا في طمس الهوية الشبكية، وفاز الشبك الشرفاء بكوتا الشبك.
يتــــــــــــــــــــــــــــــبع