دكتورة مونتسدات روفيرا
(مسيحية / أسبانيا)
ولدت الدكتورة مونتسدات بمدينة «برشلونة» في أسبانيا
(1)، وترعرعت في أحضان عائلة مسيحيّة.
تشرّفت باعتناق مذهب أهل البيت عليهم السّلام خلال عقد الثمانينيات في بلادها، وتسمّت بإسم «زينب» لإعجابها بالسيدة زينب بنت الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام.
ماذا تقول هذه الأخت المؤمنة عن تحولها الى مذهب أهل البيت عليهم السّلام. تقول الكتورة مونتسدات: «قبل أن أهتدي للإسلام كنت أشعر دائماً بأنّ شيئاً مّا ينقصني، وكنت أحسّ بوجود حجب وموانع تمنعني من التقدّم والتكامل، وتعيقني من التقرّب إلى الله الذي كنت أعتقد به على ضوء الدّيانة المسيحية.
وكانت اُمنيتي أن أتخلّص من هذه الحجب، لأنّ النظرة المسيحيّة لله تعالى لم تكن مقنعة بالنسبة لي، ولم أكن أتقبل مسألة التثليث، وربوبيّة عيسى عليه السلام!
فكنت دوماً أعيش في حيرة من أمر معتقداتي وأفكاري، وكانت هذه الحيرة تحفزّني للبحث والتساؤل».
الصديقة سبب للهداية: تقول الدكتورة مونتسدات: «كانت لي صديقة أسبانية مثقّفة وواعية التجأت إليها لحلّ الأسئلة والاستفسارات التي كنت أعاني منها في معرفة معتقداتي، فكانت تحدّثني عن الإسلام والمسلمين، وتشرح لي عقائدهم ومزاياهم وتسامحهم في التعامل، لأنّها كانت قد أسلمت من قبل، وهذا ما غيّر الصورة المشوشة التي كانت عالقة في ذهني عن هذا الدين وأتباعه، لأنّ نشأتي في الأوساط المسيحيّة لم تمكّنني من الإطّلاع التام على التاريخ الحافل للمسلمين في هذا البلد ـ أسبانيا ـ».
لقد كنت أحمل نظرة مشوهة عن المسلمين، شأني في ذلك شأن بقية الأوربيين بشكل عام! إلّا أنّ انكشاف الحقائق وتعرفي على بعض الوقائع التاريخيّة من قبل صديقتي، غيّرا كل ذلك.
واستمرت اللقاءات بيني وبين صديقتي، وبمرور الزمان إزدادت معرفتي بالاسلام، وكانت صديقتي تحمل معها نسخة من القرآن الكريم، وكانت تستشهد بآياته أثناء الكلام، وأهدتني مصحفاً وبعض الكتب الإسلامية، فبدأت أقارن بين القرآن والإنجيل، فعرفت خلال ذلك جملة من الأمور، منها إنسانيّة عيسى المسيح عليه السّلام وعدم الوهيته!».
وقد تحوّلت النظرة بعد البحث: «بدأت تتضح لي الحقائق أكثر فأكثر يوماً بعد آخر، وبقدر ما كانت تتسع مطالعاتي ومناقشاتي كنت أصل إلى حلول مقنعة للأسئلة والاستفسارات في خلدي من مسائل واستفسارات.
كما تبيّن لي أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سهلة سمحاء، لا يشوبها ذلك التعقيد الذي تلبست به المسيحيّة».
وها هنا بزغ نور الإيمان في القلب: «اعتنقت الإسلام عن وعي وبصيره، فأحسست بعد ذلك الراحة النفسيّة عندما لامست روحي شفافية هذا الدّين، المتجلّية في عقيدته السمحاء، وعبادته التي تنمي الروح الخيّرة المحبّة الصادقة في الإنسان، فتغيّرت نظرتي للمجتمع وللكون والحياة تبعاً لذلك، وإنّي أحمد الله تعالى إذ هداني للدين الحقّ، وأنقذني من ظلمات الشرك والظلال».
____________
(1) أسبانيا: تقع في الجنوب الغربي من قارة أوربا، يبلغ عدد سكانها قراية (40) مليون نسمة، يدين أغلبهم بالمسيحيّة الكاثوليكيّة الرومانيّة. info@darolzahra.com
منقول*** عن موقع الزهراء الثقافية